شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية

شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية (http://forum.fnkuwait.com/index.php)
-   القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) (http://forum.fnkuwait.com/f269)
-   -   أب حرم ابنته من الزواج (http://forum.fnkuwait.com/t2036)

فتى بجيلة 17-02-2009 10:42 PM

أب حرم ابنته من الزواج
 
هذه القصة ليست قصة ذئب وشاة كالمعتاد ولكنها قصة أب وفتاة حرم ابنته حقها الشرعي من الزواج....

وهي الحياة السعيدة التى تتمناها أى امرأة أترككم مع أحداث القصة ....

كانا لأب ممن تأثرت أخلاقهم وأفكارهم بالطفرة المادية ... فأصبح المال محبوبه الأول.. وأعمت المادة بصيرته فلم يعد يبصر إلا من خلال ثقوبها الضيقة.. وأصبح المال ميزانه الذي يزن به الأمور.. وكانت له ابنة بلغت مبلغ الزواج .. وأخذ الخطاب على اختلاف مراتبهم يدقون أبوابه ران في الزواج من ابنته.

ولكنه كان يردهم بحجج واهية ظاهرها المصلحة وباطنها المادة.. مع أن من هؤلاء الخطاب أصحاب دين وخلق .. ممن أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم ...
ولكن كان لسان حاله يقول: أين الذي يدفع أكثر .. والمنافع والمصالح من ورائه أكبر؟

ومرت الأيام .. وظل على أحلامه المادية .. ومرت الأعوام .. وترك قطار الزمن ابنته في محطة العنوسة .. وغادر الخطاب بابه واتجهوا لغيره ممن لديهم بقية دين وخلق .....
ممن يرفضون بيع بناتهم كالنعاج في الحراج.

وذبل شباب ابنته .. وانطفأت نضارتها.. وذوى عودها .. ومع الأيام دب السقم في جوانحها .. وأصيبت بداء عضال أضنى الأطباء شفاؤه .. ونقلت إلى المستشفى ... وحانت لحظاتها الأخيرة .. وأخبر والدها بالأمر .. فأفاق من عالمه المادي وأتى مسرعاً .. ليرى ابنته في ثوب المرض ..

بعد أن حرمها منذ زمن من ثوب الزفاف .. نظر إليها مشفقاً عليها .. نظرت إليه بعينين قد اغرورقت بالدمع .. وأخذت تتمتم وتحرك شفتيها ... دنا منها ليسمع ما تريد البوح به في لحظتها الأخيرة .. فوجدها تطلب منه أن يقول آمين .. فقال: آمين .. ثم تمتمت مرة أخرى، وطلبت منه أن يقول آمين .. فقال: آمين .. ثم فعلت ذلك مرة ثالثة، وطلبت منه أن يقول آمين .. فقالها.

وبعد فترة من الصمت المشحون بالأسى .. سألها برفق عن الدعاء الذي طلبت منه أن يؤمن عليه .. فانحدرت دموعها الأخيرة .. وأجابت بعد صمت بصوت واهن مليئ بالأسى .. لقد دعوت الله أن يحرمك الجنة كما حرمتني من الزواج.

وطوى القبر في باطنه مأساة دامية .. وبقي المجرم الذي أعمى الجشع بصيرته .. بقي يندب نفسه وابنته ..

ويعض أصابع الندم .. ولات ساعة مندم .. هذه ماساة سمعنا بها وعرفناها فيا ترى كم من المآسي من هذا النوع تمت في صمت ولم نسمع بها ..

فما أجمل وأحكم من قول رسول الهدى: (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. والا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير) صدق حبيبي رسول الله....


الساعة الآن 04:44 PM

Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0

7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292