شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات الكبرى > الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) > [صباح الشحرورة ] السيرة الذاتية ..
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-2009, 02:16 AM   #1 (permalink)
عضو نادي الألف
 
الصورة الرمزية فتى بجيلة
 
 العــضوية: 1858
تاريخ التسجيل: 13/01/2009
المشاركات: 1,315
الـجــنــس: ذكر

Exclamation [صباح الشحرورة ] السيرة الذاتية ..


كيف نكتب عن صباح من دون مناسبة أو من دون حجة، الأرجح أن الكتابة الجيدة التي تأتي من غير ضجة ومن دون استعراض، كتابة في تكريم شخص يحتاج إلى تكريمات كثيرة توزاي أعماله الفنية، فصباح المطربة الكبيرة حكاية لا تنتهي، تحمل في مفكرتها «الف ليلة وليلة» من الفن والأغنيات والأسرار.
ولدت جانيت فغالي المعروفة باسم صباح في العاشر من أكتوبر 1927 في بلدة بدادون قرب منطقة وادي الشحرور القريبة من بيروت، وهي المولودة الثالثة في أسرة جرجس فغالي بعد جولييت ولمياء. يحكى أن الأم لم تستطع أن تقاوم دموعها عندما علمت أنها ولدت بنتاً، لأن الأسرة كانت تريد صبياً، وقيل إنها امتنعت طوال يومين عن إرضاع المولودة الجديدة، لولا حكمة الشاعر الزجلي أسعد فغالي «شحرور الوادي» لما اقتنعت الأم بوجوب إرضاعها. ما لبثت أن حلّت مشكلة الأسرة بولادة شقيق صباح أنطون.
تروي صباح أنها أخذت تشعر بحنان الأمومة عندما بدأت تعي الحياة وتدرك معاني الأشياء، فوالدتها كانت خفيفة الظل، مرحة، تعشق الفن، والوالد يهتم بزراعة قطعة الأرض التي يملكها في البلدة، وبسيارته الفورد العمومية التي يقودها السائق طنوس. غير أن هذا الهدوء هزه مقتل جولييت، الشقيقة الكبرى لصباح غداة إصابتها بعيار ناري وهي في العاشرة من عمرها، في إشكال وقع في بدادون، وكان سبباً لمغادرة صباح البلدة الى بيروت والإلتحاق بالمدرسة الرسمية أولا ثم بمدرسة اليسوعية، وكانت تمثل وتغني في الحفلات المدرسية وهي لم تبلغ الثانية عشرة.
ما زالت صباح تذكر عندما قصدت مع عائلتها منطقة جل الديب في ضاحية بيروت الشرقية لزيارة إحدى العائلات، قال لهم صاحب البيت: «بالقرب من منزلنا كنيسة، كل من يدخلها للمرة الأولى ويطلب أمنية معينة تتحقق». انتهزت صباح فرصة انشغال الجميع بتناول الطعام، فتسللت إلى الكنيسة بهدوء وحذر شديدين من دون أن يشعر بها أحد، وبكت وهي تصلي داعية الله أن يحقق أمنيتها الوحيدة: أن تصبح مطربة ناجحة ومعروفة.
تصف صباح تلك الحقبة قائلة: «كل شيء تغير من حولي، شكل انتقالنا من القرية الى العاصمة بيروت تحوّلاً جذرياً بالنسبة إلي، فالمدارس مختلطة وكان أولاد الحي وتلامذة الصف الصبيان يلاحقونني ويعترضون طريقي أحياناً... ويتسابق الجميع لمرافقتي. كنت لا اهدأ وتتملكني حيوية دائمة، أغني أينما كنت... في المدرسة، على الطريق، في فراشي، وعندما يجبرني أهلي على الصمت أغني تحت اللحاف!»
حدث أن قررت المدرسة تقديم مسرحية «الأميرة هند»، ورشحت الراهبة المسؤولة صباح لأداء دور البطولة فيها، وكانت في الرابعة عشرة من عمرها، فراحت الراهبة تخفق لها يومياً خمس بيضات وتقول لها: «إشربي، سيفيد البيض صوتك ويجعله قوياً». صدقتها صباح وواظبت على شرب صفار البيض المخفوق، وما ضاعف من ثقتها بنفسها أن الأشخاص الذين حضروا تمارين المسرحية وشاهدوها وهي تستعدّ لأداء دور «الأميرة هند»، شجعوها، من بينهم الممثل الراحل عيسى النحاس، الذي اعتزل التمثيل بسبب تقدمه في السن وعمل بعد ذلك في تأجير الملابس للمسرحيات، أعجب بهذه الممثلة الناشئة فأحضر لها الملابس لدور الأميرة هند.
لم يتقبل والد صباح فكرة أن تقف إبنته على المسرح وتغني، إلا أنه ما لبث أن رضخ على مضض لأن المسرحية كانت تحت إشراف الراهبات، ووافقه الرأي جدها الخوري لويس وخال أمها المطران عقل وبقية أفراد العائلة.
صودف أن حضر المسرحية قيصر يونس، صهر الممثلة اللبنانية الأصل آسيا داغر الذائعة الصيت في مصر آنذاك، فاقترب من والدها قائلاً له: «حرام ألا تدخل ابنتك السينما». بقيت هذه الكلمات ترنّ في أذني صباح إلى حين التقت كنعان الخطيب، مدير إذاعة «صوت أميركا» في تلك الفترة، أثناء حفلة أقامها لأهالي التلامذة، فأعجب بموهبتها الفنية وراح يشجعها على الغناء ويعلّمها أصوله.
أعجبت إبنة الأربعة عشر عاماً بكنعان الذي كان في الأربعين من عمره ونشأت بينهما عاطفة جياشة سرعان ما تحوّلت إلى حديث الناس. شاركت آنذاك في حفلة خارج المدرسة في مقر نقابة الصحافة أيضاً، وأدت مواويل وعتابا وميجانا من نظم عمها «شحرور الوادي».
الشقراء الغريبة
ولما كانت موجة الغلاء على أشدها في فترة الحرب العالمية الثانية ووصلت تسعيرة النجوم الى أرقام خيالية، استطاع المنتج يوسف وهبي أن يحقق إنجازاً حين اكتشف صوت الفنانة نور الهدى، وهي من أصل لبناني، وكرسها بطلة في أفلامه.
قبل أن تصبح نور الهدى، كانت ألكسندرا بدران التي ولدت في تركيا عام 1924 حيث كان يعمل والدها، الذي درج على التأليف خصوصاً المواويل والموشحات، فتأثرت به ألكسندرا الصغيرة، ثم عادت إلى بيروت طفلة لتعيش في حي المزرعة. كان لزوج عمّتها، والد الممثلة الراحلة فريال كريم، الدور الأساسي في اكتشاف موهبتها في الغناء، وساعدها خلافاً لوالدها الذي كان يرفض رفضاً قاطعاً ميولها الفنية. هكذا رحلت بعيداً من بطش الوالد الذي سجن ذات مرة ابنته الصبيّة، قصاصاً لها بعد إحيائها حفلة في سينما «كريستال» في بيروت، في بداياتها الفنية، إلا أنّه سرعان ما استسلم للأمر الواقع تحت ضغط الأقرباء مشترطاً مرافقة ألكسندرا في جولاتها وحفلاتها كافةً، إلى حدّ أنّ الصحف المصرية أطلقت على الثنائي لاحقاً اسم «نور الهدى وخيالها!»
على أن احتكار يوسف وهبي لنور الهدى حرم باقي الشركات منها، فكان لا بد من البحث عن منافسة تقف في وجهها. عادت المنتجة والسينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر إلى بيروت بحثاً عن نجمة منافسة واستعانت في هذه المهمة بقيصر يونس، موزع أفلامها وقريبها الذي كان يعرف جانيت فغالي، فوقع الإختيار على هذه الأخيرة.
وصلت الصبية الى مصر برفقة والدها، وفي مقهى في شارع فؤاد الأول، ولد اسمها الفني «صباح»، أطلقه عليها الشاعر صالح جودت، لأن وجهها كان مشرقاً كنور الصباح، وتردد أن آسيا نشرت صورة لجانيت في مجلة «الصباح المصرية» طالبة إلى القراء اختيار إسم فني للوجه السينمائي الجديد، فكان إجماع على «صباح».
أحضرت أسيا داغر كبار الملحنين للاستماع الى جانيت وإبداء رأيهم بصوتها، فكان إجماع على أن صوتها غير مكتمل المعالم، إلا أن المخرج هنري بركات وجدها صالحة للتمثيل السينمائي نظراً إلى خفة ظلها. عام 1943 ظهرت صباح في «القلب له واحد» أول فيلم لها مع أنور وجدي من إخراج بركات وغنت فيه أغنيات من ألحان رياض السنباطي وزكريا أحمد، وكان الإتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهاً مصرياً عن الفيلم الأول، ويرتفع السعر تدريجاً.
نضوج مزدوج
في تلك الأيام كانت السينما المصرية تجتاز تجربة الرخاء والرواج والحظ في أسواق الحرب العالمية الثانية، وكانت حشود العمّال تخرج من المعسكرات الحربية والأجنبية لتفرغ جيوبها في الأسواق، خصوصاً السينما والملاهي والصالات، فدفع جو الرخاء المصطنع من يربحون المال إلى إنفاقه بغير حساب، ما أدى إلى ازدهار سوق السينما المصرية وكثر المنتجون.
لم تبشر بداية صباح في فيلم «القلب له واحد» بنجاح كبير مستمر، كان صوتها غير ناضج وقدرتها على غناء الألحان المصرية محدودة وتكاد تكون عاجزة. لم تكن ملامحها التي ظهرت في الفيلم ملامح ممثلة جميلة أو مثيرة، كانت أشبه بملامح فتاة قروية، لا تستطيع الصمود في مدينة القاهرة. بعد فيلم «القلب له واحد» اتجهت صباح الى الأغاني الخفيفة التي تلحن بسرعة وتؤدى بسرعة ويسمعها الناس بسرعة وينسونها بسرعة، وسماها بعض النقاد في ذلك العهد «مطربة السندويش»، نجحت في هذا اللون واتخذته شعارها الفني.
عقب الحرب العالمية الثانية تغيّرت أفكار الناس وميولهم، وبدأت مطربة «السندويش» تجنح إلى الأفول بعد النجاح والإشراق، وكادت في مرحلة أخرى أن تدخل طي النسيان لولا أنها تداركت نفسها، فغيرت لون غنائها وأطلت بالأغاني التي لحّنها المصري كمال الطويل. هكذا انقلبت صباح بأغانيها من مطربة مرحة إلى مطربة حزينة، وكشفت قدرات صوتها، وبدأت منذ ذلك الحين تتحول إلى مطربة بعدما كانت أقرب الى المنولوجيست. ساعدها هذا النضوج المزدوج جسدياً وصوتياً على تقدمها كمطربة وممثلة، وأتاح لها مشاركة ناجحة في الغناء المصري، كذلك كان لها دور كبير في إدخال الأغنية اللبنانية الى القاهرة، واستطاعت عبر الأغاني الخفيفة أن تقرّب اللهجة اللبنانية الى القلوب بعد تعاونها مع رياض السنباطي وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي.
كان صوتها يتجلى على حقيقته في الأغاني اللبنانية والمواويل الجبلية ذات الإمتدادات الصوتية حيث ينتقل صاعداً من طرفه الثقيل الى طرفه الحاد وبالعكس، ممتداً على أربعة عشر مقاماً سليماً يندر أن تتمتع بها مطربة لبنانية في هذه الأيام. ومن الأغنية الصباحيّة الواحدة، تأتينا الحسيّة الجنسانيّة متخللة في الصوت والكلام، لتفتح الباب لزجل من النوع العاميّ والمبتذل أو لـ{أوف» وهي بالغة الصفاء والتقطير، بل التعالي، تتّجه اتّجاه السهم إلى السماء.
انتقلت صباح من مونولوجيست خائفة من المستقبل الى مطربة راسخة. تقول للكاتب روبير أبي ديب في هذا الخصوص إنها لم تصبح مطربة إلا بعدما تعلمت كيف تعيش الكلمة التي تغنيها، ولم يكن هذا كله عن طريق الحظ، قد يصنع الحظ كل شيء إلا الصوت الذي يصنعه الكفاح الفني وحده.
ما لبثت صباح أن صارت فتاة أحلام الشباب، وارتفعت أسهمها في مصر ولبنان وتوالت بطولاتها السينمائية لتبلغ حوالى 85 فيلماً مع كبار الممثلين، من بينهم رشدي اباظة، أحمد مظهر، محمد فوزي وفريد الاطرش، رددت أكثر من مرة أن قصة حب نشأت بينها وبين هذا الأخير لكن لم تكتمل فصولها، ومن بين الأفلام التي شاركا في بطولتها سوياً: «الأيدي الناعمة»، «شارع الحب»، «بلبل افندي»، «نار الشوق».
مأساة الأم
عندما سافرت صباح الى القاهرة لأداء دور البطولة في فيلم «القلب له واحد»، رافقها والدها جرجس وكان شديد السيطرة عليها، يتصرف بأموالها ويوقّّع العقود السينمائية عنها. وصفته صباح في إحدى اللقاءات التلفزيونية بـ{القاسي»، وأضافت أنه سبّب لها عقدة نفسية دفعتها إلى الزواج أكثر من مرة لتثبت لنفسها أنها امرأة مرغوبة، بعدما دأب والدها على تذكيرها بأنها ساذجة. تروي صباح أنها لم تعرف لغاية اليوم أين دفنت والدتها، إذ كانت في القاهرة عندما وقعت الجريمة المروعة وذهبت الأم ضحيتها، فعادت صباح ووالدها الى بيروت عن طريق البحر، وكل ما عرفته آنذاك أنها قتلت في برمانا. القصة أن شقيق صباح شاهد والدته مع عشيقها فقتلها وهرب الى إحدى دول أميركا اللاتينية.
ما إن بلغت صباح السن القانونية (أي الثامنة عشرة)، حتى هربت من المنزل الوالدي، لتتزوج من نجيب الشماس، الذي لم يكن أقلّ من الأب في فرض القيود عليها وحرمانها من مكاسبها، مع أنها رزقت منه بإبنها الوحيد صباح، إلا أنها لم تستطع الإستمرار في العيش معه. كان نجيب شماس في عمر والدها، قبلت به ولم تختره، عندما اختار طرابلس لإقامته لم تستطع العيش بعيداً عن العاصمة وعن القاهرة، فطلبت الطلاق لأنه منعها من السفر الى القاهرة لتصوير فيلمها «سيبوني أحب». تذكر صباح أنها ارتبطت بعلاقة صداقة مع آل فرنجية خصوصاً لميا إبنة الرئيس سليمان فرنجيه، فلجأت إليها عندما رفض نجيب شماس السماح لها برؤية إبنها (صباح) بعد انفصالهما، وساعدها الرئيس فرنجية على لقاء إبنها وكانت تقضي معه ساعات.
عازف الكمان
بعد طلاقها من نجيب شماس، وافقت صباح على الغناء في ملهى طانيوس في مدينة عاليه، وكانت تسعى إلى أن تكون إطلالتها بمثابة مفاجأة للناس والمهتمين بالشؤون الفنية. في تلك الفترة سرت إشاعة حب ربطت بينها وبين أحد الأثرياء العرب، بالفعل لم يطل الأمر حتى قيل إنها تزوجت من الثري الخليجي، دامت العلاقة أسابيع، تمّ بعدها الإنفصال بسبب رفض صباح اعتزال الفن.
اعتادت صباح أن تغني، واعتاد أن يرافقها عازف الكمان أنور منسي مع الفرقة، ومن خلال اللقاءات المتتالية، كان أنور يبادل صباح الإعجاب الذي تحوّل في ما بعد الى حب وزواج ورزقت منه ابنتها هويدا، اختارت اسمها نسبة إلى أغنيتها اللبنانية «يا هويدا هويدلك». غير أن هذا الزواج انتهى بالطلاق أيضاً لأسباب، من بينها أن أنور كان يحبّ المقامرة والسهر ويهمل البيت، ويضرب صباح عندما ترفض أن تعطيه المال اللازم للمقامرة.
بعد طلاقها من أنور منسي، طلبت أن تؤدي دور البطولة في فيلم «امرأة وثلاثة رجال»، الذي ظهر فيه المذيع أحمد فراج للمرة الأولى، وفي أثناء وجودها في لبنان، سرت إشاعة تفيد أن صباح ستعود الى زوجها الأول، لكن ما أن عادت الى القاهرة حتى تبددت الإشاعة، لتنتشر أخرى تقول إن قصة الحبّ التي جمعت بين صباح وأحمد فراج توجت بالزواج. سارع الإثنان إلى نفي الخبر لكن القصة كانت حقيقة، وتزوج الحبيبان.
منذ الشهر الأول، ظهر الإختلاف بين عقليتيهما، فهي فنانة وهو متديّن. طالبها بعدم أداء أدوار ساخنة في السينما، إرتداء الملابس المحتشمة، إلغاء رقة الصوت في أغنياتها، الإبتعاد عن الغنج والدلال في تصرفاتها، عدم تقديم المشروبات الروحية لضيوفها. وكان يتنصت على مكالماتها الهاتفية ويشكّ في كل تصرفاتها. أدركت صباح أن هذا الزواج لن يدوم، فرفضت فكرة الإنجاب. بعد سنوات ثلاث تمّ الطلاق بين صباح وأحمد في ربيع 1963.
بعلبك
عادت صباح الى لبنان، لتستقر فيه، ووقفت على أدراج هياكل بعلبك ضمن مهرجانات بعلبك الدولية وقدمت مسرحية «موسم العز» للأخوين رحباني، كذلك قدمت مع الفنان روميو لحود مسرحيتي «الشلال» و{القلعة» وغيرهما على أدراج هياكل بعلبك وفي المناطق اللبنانية وشاركت في بعض الأفلام السينمائية. وفي مطلع مايو 1967، استيقظت بيروت على خبر زواج صباح ورشدي أباظة من دون مقدمات.
عقد الزواج في المحكمة الشرعية في صيدا في الثاني من مايو 1967، وبعد يومين سافرت صباح إلى المغرب لارتباطها بعقد مسبق لإحياء سلسلة حفلات غنائية. بعد أيام، عادت الى بيروت وطلبت الطلاق من رشدي وكان غادر بيروت الى القاهرة. تردد كلام كثير حول هذا الزواج ومنه أنّ نجلها صباح كان أول المعترضين وأن مصالحها كفنانة أصيبت بأضرار، وأنها اكتشفت أن سامية جمال ما زالت على ذمة رشدي وعندما واجهته بهذا الخبر لم يستطع الإنكار وتمّ الإنفصال.
لم تتوقف الإشاعات عند هذا الحد، بل تردّد أن صباح تزوجت بالإكراه، لأنه كان يلفّ ويدور حول ابنتها هويدا، فلم تجد وسيلة لردعه سوى الزواج منه. في برنامج «سيرة الحب» مع الكاتبة الكويتية فوزية الدريع، أكدت أنها أحبّت رشدي أباظة كثيراً لكن لأسباب تتعلق بشراهته في الشرب، لم تتحمله، أما في حالاته الطبيعية فكان يعاملها أحسن معاملة ويرسل إليها الورد الأحمر، وأن آخر كلمة نطق بها رشدي أباظة قبل وفاته كانت صباح.
النائب
في صيف 1970 تزوجت صباح النائب جو(يوسف) حمود، وكان مختلفاً عن الرجال الذين عرفتهم في حياتها. رضيت صباح بالقيود التي فرضها عليها جو أولاً لأنها أحبته، وثانياً لأنها كانت تشعر بأنه يحبها بإخلاص ولم يقف حائلاّ بينها وبين نشاطها الفني. كانت أول إطلالة إجتماعية لهما في حفلة أقيمت في فندق «شبرد» في بحمدون، وكانت المناسبة تقليدها وسام الإستحقاق اللبناني برتبة فارس. ضمّت الحفلة الى جانب وزير التربية جوزف أبو خاطر، الذي قلدها الوسام باسم رئيس الجمهورية، الرئيس كميل شمعون، الموسيقار محمد عبد الوهاب، المخرج هنري بركات.
تعتبر صباح الرئيس كميل شمعون مدرستها الأولى، الرئيس الذي أغوى نساء كثيرات بوسامته وعينيه المشعتين. جذب إليه جميلة الغناء الشابة آنذاك، تقول: «لكنني سيدة أعرف حدودي جيداً وشخصيتي قوية والرئيس شمعون محترم واكتفى بعلاقة ضمن إطار الصداقة». تستطرد: «أعبده عبادة، إنه رجل بكلّ ما للكلمة من معنى، لطالما ساندني ووقف الى جانبي عندما كنت أحتاجه، يرفض حتى أن أقصده الى القصر بل كان يزورني في بيتي ويطلّع على ما أريد. توطّدت صداقتنا إلى درجة توسّطت فيها مرّة لديه لإطلاق سجين حكم عليه ظلماً. أما هو فكان يحضر مسرحياتي وحفلاتي كلّها ويحرص على انتظاري لتهنئتي. أذكر مرة في إحدى المسرحيات أنني اقتربت منه لتحيته فلم ينظر إلي بسبب الزحمة حوله. زعلت وحردت وجلست في الكواليس لساعتين رافضة الخروج لمصافحة أحد. وبعد ساعتين من انتهاء المسرحية أفاجأ بشخص ينبّهني الى أن الرئيس شمعون ما زال ينتظر في الصالة لكي أخرج وأصافحه وأتلقى تهانيه... نعم انتظرني الرئيس شمعون لساعتين فيما أنا زعلانة منه... لأنّه لم ينتبه لتحيتي».
أبت «الصبوحة» إلا أن يعلّق لها الرئيس شمعون وسام الأرز الوطني، (كان ترك الرئاسة) في عهد الرئيس شارل حلو الذي لم تقابله ولو مرّة واحدة... لكنّه منحها وساماً بوساطة زوجها آنذاك النائب جو حمّود كما تخبر. وما إن انتهت الإنتخابات النيابية سنة 1972، حتى انفصلا بصورة نهائية.
وسيم طبارة
عاشت صباح أياما صعبة بعد طلاقها من النائب جو حمود، بسبب عدم توافر أي عمل مسرحي، ولم يكن ممكناً لها أن تعدّ مسرحية جديدة بعد الإنتهاء من عرض مسرحيتها «الجنون فنون».
في تلك الفترة، طلبت منها صديقتها إيفيت سرسق أن تشارك «فرقة السيغال» بغنائها خصوصاً أن الفرقة تقدّم الحفلات في كل المناطق اللبنانية. وافقت صباح لأنها وجدت نفسها أمام عمل فني متجرّد يسليها ولا يرهقها، هكذا انطلقت في هذه التجربة وتعرفت خلالها الى وسيم طبارة أحد نجوم الفرقة البارزين. لم يضيّع وسيم الوقت، فأعلن حبه، وعلى الرغم من الأسباب والأعذار التي قدمتها لتصرف عنها إهتمام وسيم وتحول دون المضي قدماً في الحب، الا أن الزواج تمّ في 18 أغسطس 1973. قالت صباح بحسب مجلة {الاسبوع العربي» العدد 1395 : {إنه ليس زواجاً عادياً أستطيع أمامه القبول أو الرفض، بل قصة حب لم استطع أنا ووسيم مقاومتها، وهذا بالطبع شعور نبيل يجعل من زواجناً صرحاً لا تزعزعه الأعاصير».
مضت سنوات على زواجهما، وبدا أن الحب بينهما هدأ بعض الشيء، فجأة ومن دون سابق تصور وتصميم، أعلنت صباح إنهاء علاقتها بزوجها وسيم تمهيداً للطلاق، والسبب تقول صباح: «اكتشفت أخيراً أن وسيم بات يهتم بنفسه أكثر مما يهتم بي، وأن الحفلات المسرحية التي أقيمها هنا وهناك لم تعد من اختصاصي إنما من اختصاص وسيم، وأن طموحه الفني لم يعد يكفيه، بل يريد أن ينطلق انطلاقة عالمية في الاخراج». ما إن وصلت صباح إلى بيروت، آتية من لندن، حتى كان الطلاق تمّ بينها وبين وسيم. تردّد أنهما افترقا بعد خيانته لها وأنها تأثرت بهذه العلاقة وحوًلتها إلى فيلم سينمائي مع الممثل المصري حسين فهمي.
عاشت صباح قصة حب مع الرئيس الراحل الياس سركيس الذي بقي عازباً. تقول لجريدة «السفير»: «كان ذلك قبل انتخابه، لكنّ العلاقة لم تدم سوى 10 أشهر، فأنا لم أكن أغرم حتى الثمالة بل أكتفي بأن أعيش قصّة حبّ فحسب». تعرف صباح، الياس سركيس مذ كان جارها في الأشرفية «حيث كنّا نلعب «الإيكس» في طفولتنا وخرجنا سوياً مراراً عندما كان ضمن فريق عمل اللواء شهاب». علمت أثناء قصّة الحب التي عاشتها معه أنه طالما «طمح للوصول الى مركز مرموق». تضيف: «كان يردّد ذلك باستمرار وأنا اقول له: إن شاء الله». لكن بعد انتخابه رئيساً التقت به لماماً، وفي أثناء زيارة له لدعوته الى حضور إحدى مسرحياتها، قال لها: «أحوال لبنان السيئة طويلة».
زواج طويل الأمد
أما زواجها من الفنان فادي (قنطار) لبنان الذي كان يصغرها بأكثر من عشرين عاماً فانعكس عليها سلباً، تمّ الزواج في لندن بتاريخ 18 مارس 1987، وبسببه هاجمها الإعلام اللبناني يومذاك متّهماً إياها بالجنون. بعد مرور حوالى العشرين عاماً على زواجها الأخير انفصلت صباح عن فادي لبنان في عيد العشاق في فبراير من العام 2002 واعتبرت أن زواجها منه كان غلطة لن تسامح نفسها عليها.
كتبت مجلة «ألوان» في عددها رقم 867 الصادر في أبريل 2002 : {صباح تقول عن ذلك: لم يكن الطلاق فقط بسبب ابتعاد فادي عني لبضعة أيام، كنت أفكر في ذلك منذ عامين، وكنت أعرف بحدسي إني واصلة الى هذا اليوم، إذ صار فادي ينشغل عني مع أصدقائه وفي البحث عن مستقبله».
عاشت صباح، الدون جوان الأنثى والوجه الآخر لفيروز، الحياة على عواهنها الجميلة. تقول في سياق وصفها لعلاقتها العاطفية: «قصة الحب أجمل من الحب» كأنها كانت تسعى الى تخزين الذكريات وادخارها لهذا العمر. تعتبر أن سبب زيجاتها الكثيرة احترامها لمكانتها كمطربة معروفة، ولم تكن تسمح لنفسها ولا لمكانتها بإقامة علاقة «محرمة» مع أحد عشاقها، وكانت تشترط الزواج كإطار شرعي لأي علاقة غرامية.
تختزل تاريخها في كل مرة تظهر فيها على الشاشة بالحديث عن زيجاتها المتعددة فحسب، تعترف صباح بأنها لم تكن محبوبة من أي من أزواجها وتقول: «أحببتهم جميعاً، لكنهم اعتبروني «مدام بنك» لم يحبني أحد». كذلك اعترفت بانتهاء معظم زيجاتها بسبب خيانة بعضهم لها، مشيرة إلى أنها ساعدت الكثير منهم على ولوج عالم الأضواء ودعمتهم مادياً.
الثروة
صرحت صباح ذات مرة في مقابلة صحافية: «قضيت عمري سجينة بشكل ملوّن، وإطار لمّاع، وأناقة مفرطة». صباح التي «تعبد» الرئيس كميل شمعون ولم تكن مقربة من الرئيس(الجنرال) فؤاد شهاب، كانت ولا تزال تحب العسكر والحكم العسكري، وهي نسيبة «شحرور الوادي» القومي اللبناني «الإنعزالي»، قدمت أغنية «عيونك...ياه» للزعيم القومي العربي جمال عبد الناصر التي منعتها الإذاعة المصرية بسبب كمّ الدّلع الذي تحويه، وبعدما غنتها لعبد الناصر في إحدى حفلاتها بثّتها الإذاعة المذكورة {بطيبة خاطر!» كذلك شاركت الى جانب عبد الحليم حافظ، شادية، نجاة الصغيرة، فايزة كامل ووردة الجزائرية في غناء «وطني حبيبي الوطن الأكبر»، احتفالاً بالوحدة المصريّة - السوريّة عام 1958.
كانت صباح أشياء كثيرة دفعة واحدة، مصرية كما في «الحلو ليه تقلان قوي»، ريفيّة لبنانيّة كما كانت في «جيب المجوز يا عبّود»، شعبويّةً سوقيّة كما في «ع البساطة البساطة». عرفت بإجادتها غناء التراث اللبناني والمواويل من «أبو الزلف» و{الميجانا» و{العتابا» و{يا هويدا هويدا لك» أولى الأغنيات التي اطلقتها شعبياً من كلمات عبد الجليل وهبي. تقول صباح: « شددت دائماً على أداء الأغنية اللبنانية إن في أفلامي أو في حفلات أضواء المدينة في مصر لأن لبنان كان دائماً يعيش في قلبي».
الوجه الآخر لفيروز
ساهمت صباح في انتشار الأغنية اللبنانية ويعود إليها الفضل في انتشار الأعمال الفلكلورية اللبنانية إلى جانب فيروز. ولئن كانت فيروز غالباً في دور المطربة السرية التي لا يعرف الجمهور أسرار بيتها، ولا تصرّح للصحافة بذلك، بالتالي لا يهتم الجمهور إلا بصوتها، كانت أسرار صباح مكشوفة ومطروحة، وأخبارها رائجة مثل أغنياتها. يقول الصحافي حازم صاغية حول فيروز: «لا بأس، تقريباً للصورة، بقليل من المقارنات. فالمسافة التي تفصل فيروز عن أغنياتها قصيرة في آخر المطاف. فهي حين تغنّي، مثلاً، «نحنا والقمر جيران»، يأتيك ما يذكّر بالمرأة التي جُعلت نصف قدّيسة أو نصف مريم. وحين تغنّي هي نفسها في «الوطنيّات» عن القدس والبيوت العتيقة والصلاة، أو عن حبّ لبنان والراية التي «تهلّ عَ الريح»، تحسّ أن فيروز الشخص هكذا تفكّر فعلاً، أو أن الأفكار المحافظة التي تهتدي بها لا تنأى كثيراً عن الأزجال التي تردّدها أو عن صورة المرأة المنزّهة كما تمثّلها. والأمر نفسه يسري على غزليّاتها العفيفة والكثيرة مما لا يبتعد كثيراً عن صورة فيروز السائدة، مع أن بعض أغانيها «يخفّف» الوطأة المرتبطة بشخصها... وتفضيلنا، هنا، يذهب حكماً إلى الخفّة. المؤكّد أن أغاني فيروز صنعت صاحبتها بقدر ما صنعت هي أغانيها، حتّى غدت، هي وأغانيها، متوقَّعَة إلى حدّ بعيد. ففيروز لن تفاجئنا بهيئة أخرى تتعدّى الإقتصاص من مليمترين في أنفها، وأغانيها لن تجافي، إلاّ في التوزيع الموسيقيّ ربما، الأغنية الفيروزيّة».
يانا يانا
لصباح حوالي 3500 أغنية من بينها أغاني المهرجانات والأفلام والمسرحيات، غنت لعمالقة العالم العربي من بينهم محمد عبد الوهاب «عالضيعة» وبليغ حمدي «يانا يانا» التي أعادت غناءها على طريقة الدويتو مع المطربة اللبنانية رلى سعد، وفريد الاطرش «يا دلع دلع» وغيرهم أمثال زكي ناصيف، الأخوين رحباني، جمال سلامة، ملحم بركات، عصام رجي، توفيق الباشا.
قدمت صباح عشرات المهرجانات والمسرحيات ضمن مهرجانات بعلبك وبيت الدين، وجبيل وغيرها، من بينها: «موسم العز»، «دواليب الهوا»، «القلعة»، «الشلال»، «فينيقيا»، «شهر العسل»، «ست الكل»، وآخر مسرحياتها حملت عنوان «كنز الاسطورة» الى جانب زوجها السابق الفنان فادي لبنان والممثل كريم ابو شقرا وورد الخال والأمير الصغير.
تعتبر صباح أول فنانة عربية غنّت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الإستعراضية منتصف السبعينيات، كذلك وقفت على مسارح عالمية معروفة من بينها: «كارناغري هول» في نيويورك، «دار الأوبرا» في سيدني (أستراليا)، «قصر الفنون» في بلجيكا، «ألبرت هول» في لندن ومسارح لاس فيغاس وغيرها.
في مارس 2003 أعلنت أنها تهاجر إلى أميركا نهائياً لتعيش إلى جانب ولديها وشقيقها وعائلته نظراً إلى ضيق سبل العيش في لبنان وشعورها بالوحدة. وفي مايو من العام نفسه عادت الى لبنان لعجزها عن العيش خارجه، وانتقلت للإقامة في منزل شقيقتها الممثلة لمياء فغالي وابنتها المخرجة كلودا عقل، وعند وفاة لمياء انتقلت الى الفندق ليكون مقراً نهائياً لها. في الشهر الاخير من العام 1999 تعرّضت صباح لوعكة خطرة أوجبت دخولها المستشفى لتعاود دخولها للمرة الثانية في يناير 2000.
على الرغم من الثروة التي حققتها في مشوارها الفني، تعيش صباح اليوم وحيدة في غرفة في فندق «كونفورتيوم» في الحازمية قرب بيروت، بعدما باعت منزلها. صرّحت أنها قامت بهذه الخطوة لأن بيتها صار كبيراً عليها، فشعرت بالوحدة وقررت تركه. ولم تتوانَ عن عقد مؤتمر صحافي لتنفي فيه الإشاعات التي تناولت خيانة عائلتها لها وسرقة كل ما تملك، وأنها باعت منزلها لتستر المحيطين بها خصوصاً ابنتها هويدا.
واجهت صباح مشاكل مع ابنتها الوحيدة التي اتهمتها أكثر من مرة بأنها أهملتها. وتوضح في هذا الصدد: «هويدا تلومني لأنني تركتها وهي صغيرة. كنت غارقة في عملي... أنا أم والأم تسامح».
هكذا صباح في سيرتها أشبه بسيرة وطن.
كفرشيما
لم تكن صباح المطربة اللبنانية الوحيدة التي عرفت في مصر بل كانت هناك الفنانة نجاح سلام أيضاً، التي شاركت في تقديم الأغنية العاطفية والوطنية وشاركت في عدد قليل من الأفلام السينمائية قبل أن تعود إلى الحجاب و{الرشد» و{الصواب»، ربما وحدها صباح امتهنت الفن الى حده الأقصى، وكانت بداية لجيل من اللبنانيات اللواتي قصدن القاهرة بحثاً عن النجومية والشهرة، وظلت رمزاً غريباً بالنسبة الى المصريين، تلاحقها المجلات بحثاً عن أخبار أزواجها، إذ لم يكن محبباً في الخمسينيات، قبول شقراء في مجتمع يتخلص من الغرباء والإحتلال. كان انخراط الجسد اللبناني في الفرجة «المتلفزة» جزءاً من الثقافة السياحية التي يعتمد عليها لبنان.
شكلت صباح نقطة البداية في قائمة الفتيات اللبنانيات في مجتمع الإستعراض أو «الفرجة» بحسب غي ديبور، وهي بداية انخراطهن في ثقافة الخرافة البصرية ولعبتها القائمة على الخداع والوهم، من ليز سركسيان التي اختارت اسمها الفني «إيمان» إلى ملكة جمال الكون جورجينا رزق التي اعتزلت بعد زواجها من الفنان وليد توفيق.
والمفارقة أن بلدة كفرشيما جاءت بأهم الفنانين والفنانات من لبنان ومن بينهم الملحن فيلمون وهبي والموسيقي حليم الرومي وابنته الفنانة ماجدة الرومي والمغني عصام رجي والموسيقار ملحم بركات والمغنية ماري سليمان.
في كتابه «تاريخ كفرشيما» جمع الكاتب نقولا نجيب الفتى حكايات حفظها من أجداده ومن مخطوطات مكتوبة بخط اليد يحتفظ بها في مكتبته الخاصة، وفي الكتاب ذكريات وأحداث جمعته ببعض الأسماء المعروفة في كفرشيما، كذلك يسرد ما يعرفه، وهو كثير، عن آل الشميّل الذين اشتهروا بدراسة الطب وهم ستة أخوة، كان أولهم الدكتور شبلي الشميّل الذي تخرّج في الجامعة الاميركية عام 1871.
صباح التي أسست لعلاقة بين الفن المصري واللبناني آتية من منطقة ساهم بعض أقطابها في تأسيس علاقة ثقافية وصحافية بين القاهرة وبيروت أيضاً، ولعل أبرز المؤسسين بشارة وسليم تقلا اللذين أصدرا صحيفة «الأهرام» المصرية. لم تكن صباح «أسطورة» في جمالها بل في حياتها المتناقضة ولون شعرها الأشقر.
لم يتحدث الناس كثيراً عن جسمها، بل عن أسرارها، وتطرقت النكات إلى عمليات التجميل التي خضعت لها، كانت تتمتع بشباب دائم فشكل هذا الأمر موضع تساؤل بالنسبة الى اللبنانيين، وراحوا يبحثون عن السر في ذلك، وقد تكون صباح من اللواتي سبقن النساء الى البحث عن شباب دائم في الشكل والمضمون.
عرفت صباح بأناقتها الدائمة وبشبابها الدائم، ورددت غالباً: «نحن آل فغالي نحتفظ بشكلنا الخارجي الحسن حتى مع تقدمنا في السن... هكذا كان والدي وخالي وعمي». سئلت أكثر من مرة عن سر شبابها الدائم فكان ردها: «لا أدخن، لا أشرب الكحول، وأنام باكراً». وعما إذا كان الحزن ترك ظلاله على محياها كررت مرات أن الإنسان يمرّن نفسه على السعادة، وإذا شعرت بالحزن يوماً ما تعرف كيف تحوّله الى تسلية.

 

 

__________________

 





فتى بجيلة العضو المميز لشهر إبريل


فتى بجيلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زواج الشحرورة صباح من شاب يصغرها! اللجنة الإخبارية والصحافية السلطة الرابعة ( الصحافة الفنية ) 0 06-10-2013 02:31 PM
السيرة الذاتية لأم سوزان الجنرال طارق العلي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 2 06-07-2012 08:01 PM
السيرة الذاتية لــ د. بكر الشدي صـمـت الـبـوح الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 2 18-08-2010 09:05 PM
السيرة الذاتية لا أبو عدنان فتى أبها القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 19-06-2009 08:16 AM


الساعة الآن 05:05 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292