[بن عـيدان]

كشف الفنان أحمد الحريبي لـ«الوطن» عن عدم رضاه عن أغلب إنتاجه الفني على مدار تاريخه، مؤكدا انه غير مقتنع بثلاثة أرباع ما قدم من أغنيات وانه يفكر جديا في الاعتزال بسبب تراجع وضع الفن في الكويت.

وقال الحريبي- في حوار جريء- إن موهبته ترعرت في منزل فني إذ ان والده الفنان صالح الحريبي معلمه الأول وقد علمه المقامات الموسيقية في سن مبكرة.

وهاجم الحريبي- خلال الحوار- بعض شركات الانتاج الفني في الكويت مؤكدا انها لا تتعامل مع الفنان كما ينبغي وان الانترنت شماعة لها كيلا تنتج، واصفا الاغنية الخليجية بأنها باتت متشابهة.

واعتبر الحريتي أن عمرو ياب ناجح جماهيريا وفاشل فنيا وان المسرح هو المحك الحقيقي للفنان الامر الذي تتجنبه بعض الاسماء المعروفة وامور اخرى علق عليها في هذا الحوار.

وفي حواره مع «الوطن» حملت السطور التالية مزيدا من آرائه حول قضايا أخرى..

* ما أثر المنزل الذي ترعرعت فيه على موهبتك؟

- عندما تنشأ موهبة فنية ما في بيت فني فان تلك الموهبة تتطور وتنضج تلقائيا خاصة انها تستفيد وتتعلم الكثير من البيئة الفنية المشجعة في المنزل بسبب وجود فنانين في هذا المنزل الذي تترعرع فيه الموهبة أما إن كان المنزل سلبيا فان تلك الموهبة تصاب الإحباط والتذبذب.



موهبة مبكرة



* تعلمت المقامات الموسيقية في سن مبكرة؟

- تأثرت بوالدي كثيرا لدرجة انني بت اردد بعض اغاني ام كلثوم في سن مبكرة جدا وقتها لم يتجاوز عمري اربع سنوات كما غنيت اغنية «اشكي لمين» لفتحية احمد في هذه السن وقد حفظتها لان والدي كان يجلسني في حضنه ويغنيها لي وكنت انطقها «اشكي نمين».



ثقافة موسيقية



* من هو معلمك الاول؟

- عرفت المقامات الموسيقية والكثير من عناصر الثقافة الموسيقية في سن مبكرة ايضا وقتها كنت في السادسة عشرة من عمري ووالدي كان اول مدرس لي حيث عرفت انواع المقامات وغيرها من الامور الموسيقية وتعلمت العزف على العود في سن الثامنة عشر من عمري عندما انضممت الى المعهد العالي للفنون الموسيقية لمدة عام واحد في الثمانينات الا انني انسحبت من المعهد لانني نجحت في كل المواد الموسيقية بامتياز باستثناء بقية المواد الاخرى التي رسبت بها وتلك مشكلة حيث ان هناك بعض الطلبة الذين تم قبولهم وباتوا اكاديميين بالموسيقى يحملون شهادة الدكتوراه ولا يوجد ابداع موسيقي لهم بل لا علاقة لهم بالفن، وبعضهم لا يعرف الاقفال بالمقام.

وأضاف: والمشكلة استمرت في عملية قبول الطلبة في المعاهد الفنية وقد تعلمت بالمعهد المقامات والموشحات وأذكر انني دخلت لتعلم الكمان في المعهد الا انني كنت حساسا جدا ومن شدة المدرس الذي كان يصرخ علينا حين نخطئ فقال لي مدرس اخر انصحك بتعلم العود خاصة انك مطرب وسيفيدك فدرسني الفنان علي حميدة قبل ان يصبح مطربا.



الإنترنت شماعة



* تنتمي الى جيل محظوظ بسبب التقنية والفضائيات وغير محظوظ بسبب الانترنت؟

- بالنسبة لوجود التقنية فهي في خدمة الفن بشكل عام أما الشكوى من الانترنت فإنها شماعة يتكئ عليها من يديرون شركات الإنتاج اذ ان هناك طرقاً قانونية لحفظ الحقوق ولا بد من تفعيل قانون حفظ الملكية وما يتم سحبه من الانترنت لا يؤثر كثيرا على الأرباح من الإنتاج الفني ويكفي ان المنتج يربح بنسبة %60 وهناك من يدعي أن المطرب يطالب بحقوق مادية كبيرة بينما نجد أن انتاج الالبوم الذي يكلف الشركة 50 ألف دينار في مصر يمكن تنفيذه بربع التكلفة في الكويت وأضاف ففي الكويت تنفيذ رائع ولدينا مواهب كويتية وعازفون رائعون وقد نفذت ألبومين في الكويت بل إن ألبومي الأخير كل من اشتغل فيه كويتي من عازفين وفنيين وهو ألبوم «الله على الحب» شعراء وملحنين ومنفذين وموسيقيين والإيقاعات باستثناء ملحن يمني وأحب أن أؤكد لك بأن لدينا مواهب كثيرة في الكويت لكنها بحاجة إلى الدعم.



مكانة مرموقة



* وكيف تجد الفن في الكويت؟

- أولا أحب أن أؤكد لك ان للكويت مكانة مرموقة في الفن خليجيا وعربيا ولهذا تجد كبار الفنانين يحرصون على زيارة الكويت في الستينيات والسبعينيات بدءا بالفنانة ام كلثوم مرورا بفريد الاطرش وانتهاء بعبد الحليم حافظ ومحمد عبده وابو بكر سالم، وهناك فنانون انطلقوا من الكويت الى الساحة العربية، ولكن هناك ظروف كثيرة أثرت على الاغنية الكويتية والعربية بشكل عام الى ان وصل الامر الى ان الاغنية الكويتية فقدت هويتها كما تجد نوعاً من الصراعات المختلفة منها ما هو شخصي و منها ما هو فني وفي الوقت الحالي لم يعد هناك اغنية كويتية او سعودية أو اماراتية او قطرية بل باتت هناك اغنية خليجية مع ان الايقاع الاماراتي سائد اضافة الى «الشكشكة».



تراجع مصري



* والاغنية المصرية؟

- مصر ام الفن وانجبت عمالقة على مستوى المطربين والملحنين والشعراء والعازفين وكانت هي في القمة ولكن وللاسف اقول اصبح المصريون يغنون «بحبك يا حمار» فماذا حدث للاغنية المصرية؟ وهذا سؤال من الصعب الاجابة عنه واذا كان هناك من يقول انه «ريتم العصر» فان ذلك ليس عذرا.



جماهيرية دياب



* وكيف تنظر الى عمرو دياب وتامر حسني؟

- مع احترامي الشديد لهما الا انه لا يوجد من يطربني منهما فالفنان عمرو دياب مثلا نجح جماهيريا أما فنيا فلا وقلة من الجمهور باتت تسمع الطرب الأصيل.



حب الفن



* وصناع الأغنية؟

- لا يوجد تعاون حقيقي بين صناع الأغنية بشكل راق إلا ما ندر وبالنسبة لي فإنني دخلت الفن حبا في الفن بينما هناك من دخل سعيا للشهرة وهناك من دخل الفن بهدف التجارة وهو حر لكن عليه ألا يؤذي الآخرين.



مجاملة ومحسوبيات



* وماذا عن تقييمك لنفسك؟

- أقيم نفسي فنيا وأنا ناقد قاس على نفسي وقلة من الجمهور تعي الفن الأصيل وتتابعه،ولدي طموحات فنية كبيرة ولهذا أقول لك بكل صراحة «لست مقتنعا بثلاثة أرباع ما غنيت» والسبب يعود إلى شركات الإنتاج التي تفرض على الفنان أغنيات معينة مثل الأغنيات الراقصة والتي أراها ليست ناجحة جماهيريا في كل الأحوال إلا أن المجاملة والمحسوبيات آفة الفن في الكويت واذكر أن شخصا قال لي عليك أن تغني من قصائد صاحب الشركة المنتجة أو من ألحانه فقلت له «لا» لأنه لا يقدم شعرا أو لحنا جيدا عندها تغيرت معاملة تلك الشركة لي أي أنها "تكش" من الفنان.



أين الفنانون الشباب؟



* والمهرجانات المحلية؟

- لقد تكلمت في هذا الموضوع كثيرا والمشكلة تكمن في ان القائمين على تلك المهرجانات وللاسف لهم مصلحة وبالتالي فانهم يسيرون وفق تلك المصلحة ولاننا لسنا في تلك الشركة المشرفة على المهرجان لن تجد الا اسماء معينة تتكرر في كل مهرجان في كل عام، والسؤال هو اين الفنانون الشباب؟

ولماذا لا تتاح الفرصة للفنانين الشباب لحمل العلم الكويتي؟

وأضاف: أنا كفنان كويتي أجد نفسي مظلوماً وأنا أولى من الفنان غير الكويتي للاحتفال بفرحة وطني ومرحبا بالفنانين العرب ولكن لماذا يحرموننا كفنانين شباب من شرف الاحتفال وهذا الامر يدفعني للتفكير بالإعتزال؟



الاحتكار مرفوض



* وكيف تجد تجربة الاحتكار؟

- سيئة خاصة انني مثل الطير الحر ارفض الاحتكار ولي تجربتان مع شركتي «انتاج» و«توبة»،وجمهوري هو الذي يدفعني للاستمرار او للتوقف.



بيئة صحية



* من اصدقاؤك من الفنانين؟

- لدي اصدقاء كثر وفي مقدمتهم نبيل شعيل فهو فنان كبير واخ عزيز وله شخصية مميزة كما انه يثق بنفسه ويقدم فنا جميلا وليس مثل غيره حيث تجد انه نجم في الاعلام ولكن ليس لديه ثقة بنفسه وهناك الفنان محمد المسباح كما انني اعشق صوت الفنانة عالية حسين.



غناء المسرح أفضل



* ما الفرق بين غناء الاستوديو والمسرح؟

- فرق كبير والفنان الحقيقي هو من يبدع بالغناء في المسرح فهو المحك الحقيقي للفنان وذلك يتطلب مهارات وقدرات كبيرة للفنان بينما نجد بعض الاسماء المعروفة اعلاميا تظهر على المسرح بشكل متواضع لذا تجده يتحاشى الغناء على المسرح كثيرا وبالنسبة لي فانني اتحدى ان يقوم هذا الفنان بالغناء معي «دويتو» وهو يعرف نفسه،فقد دخلنا الفن من اجل الارتقاء بالفن.



هذا الرابط:http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=540842