«أستراليا» فيلم جدير بالمقارنة مع روائع هوليوود


http://www.up-00.com/bzfiles/sfK52577.jpg


لا يسع من تتاح له الفرصة لمشاهدة فيلم « Australia» للمخرج باز لورمان، إلا أن يقف مذهولاً أمام هذه الوجبة البصرية الدسمة، التي تستحق المقارنة ببعض الروائع مثل «ذهب مع الريح»، كما يشير بعض النقاد. الفيلم لا يشبه أي فيلم آخر طرح هذا العام، ولو لأنه يؤرخ لذكريات من النوع الذي لا تأتي عليه سوى الأفلام الملحمية، كما أنه من مخرج له باعه الطويل في تقديم الروائع مثل Moulin Rouge. فهو يتصدى لحقبة من تاريخ الشمال الأسترالي في الفترة بين 1939 و1943 التي تعرضت فيها داروين للقصف في الحرب العالمية الثانية، وللعلاقات بين السكان الجدد والأصليين، وإن تم ذلك بصورة جزئية.

تبدأ قصة الفيلم عشية الحرب العالمية الثانية عندما تسافر امرأة إنجليزية اسمها ليدي سارة أشلي (تقوم بدورها الممثلة نيكول كيدمان)، إلى شمال أستراليا التي لا تعرفها للتعامل مع خيانة زوجها المفترضة لها. وعندما تجد أنه قتل، لا يعود أمامها من سبيل للحفاظ على المزرعة التي كانت تملكها معه سوى الانضمام إلى تاجر ماشية قوي البنية (يقوم بدوره الممثل هيو جاكمان) في السير بقطيع ضخم من الماشية يصل عدده إلى 1550 رأسا إلى ميناء داروين الأسترالي، حيث يمكن أن يشتريه الجيش. لكن ما يحدث هو أن بارون الأراضي الشرير كنغ كاري (الممثل برايان براون) وتابعه الأمين نيل فلتشر (الممثل ديفيد ونهام)، يعترضان سبيل الاثنين، حيث يصر بارون على ضم مزرعة أشلي إلى مجموعة مزارعه. وفي أجواء كهذه لا بد من قصة حب تجمع بين السيدة والتاجر، لكن ينبغي على السيدة أشلي في الوقت نفسه توفير الحماية لطفل رائع من السكان الأصليين اسمه نولا، ويقوم بدوره الطفل القادم إلى عالم التمثيل (براندون والترز). فهي تصر على تبنيه قبل أن يتم تحويله إلى الدولة ليخضع لعملية إعادة تأهيل. وفي غضون ذلك يبدو اليابانيون أقرب إلى أستراليا مع اقتراب رقعة الحرب منها. يوفر المخرج في الفيلم منصة كبيرة لطائفة من الممثلين المميزين من أستراليا، بمن فيهم نيكول كيدمان وهيو جاكمان. إذ تعود كيدمان بعد سلسلة من الإخفاقات في أفلامها الأخيرة بصورة جديدة لتقدم في الفيلم صورة البريطانية الصارمة التي تحدث فيها الزيارة كثيراً من التغيرات. ولعل هذا الدور يذكرنا بالأدوار التي قدمتها من قبل الممثلة كاثرين هيبورن في أفلام مثل The African Queen. أما الممثل هيو جاكمان الذي حاز مؤخراً لقب الرجل الأكثر إثارة في استطلاع أجرته إحدى أشهر المجلات الفنية الأميركية، فيبدو في الفيلم وفياً للصورة التي رسمها له المخرج بحسب السيناريو. هو يفيض حيوية وشجاعة ليقدم صورة الكاوبوي الذي عركته التجربة ليتحول إلى بطل مقدام. ولعل لقاء كيدمان وجاكمان في الفيلم أضفى عليه نكهة خاصة ما كانت لتتوفر له من دونهما. لكن الطفل الجديد والترز الذي يقدم دور نولا يخطف الأضواء بشكل فعلي. ويقدم الممثلون الآخرون أدوارهم بكثير من الحرفية مثل براون وونهام الذي رأيناه في فيلم Lord of the Rings. لا جدال في أن المخرج باز لورمان هو الأكثر توهجاً بين المخرجين من أتباع المدرسة القديمة الذين لازالوا يعملون اليوم.



المصدر