 استثمر من الضغوط ..نحو الهمة والصمود
استثمر من الضغوط والغموض ..نحو الهمة والصمود
الإنسان يسقط عندما كان طفلا قد يبكي قليلا ثم ينهض فيقوم ليكمل لعبه .. يكمل لعبه يستمتع بحياته ولا كأن شيء جرى .
هذه الفطرة في الإنسان عندما تمر بضغط شديد بمحنة عصيبة قد تتأثر تتفاعل مع ما يؤلمك لكن لا تنفعل و تنغمس في مشكلتك ..فلن تستفد شيئا ولا تجني ثمرة بل تزيد وتخسر ..الضغوط و المحن طبيعي كل منا يمر بها ..طبيعي أن نتفاعل معها بالحد الطبيعي .. لكن ترى شخصا أصيب بداء السكري تجده يبكي يشكي خلاص مالفائدة ابحث عن حل إن استطعت أو أقلها تكيف معها وتعايش مع وضعك الجديد لن يفيدك البكاء شيئا ، بل يزيدك آسى فوق أساك.
يقول الدكتور ميسرة طاهر ( مستشار تربوي و نفسي ) الصعوبات دروس تعلمك كيفية التعامل معها و الهدف من الضغوط ، النهوض حتى ينكشف الغموض ، هدفها التعلم و لا يمكن أن تدوم .
طبيعي أن نمر بضغوط الأنبياء عليهم السلام أشد الناس بلاء لكنها زادتهم عزما ، لكنهم أكثر الناس إنسانية عظمة فالضغوطات تعلم الإنسان الصبر، الإنسانية ، السمو والعظمة .
العظيم أمله كبير اليأس في شق و هو في شق آخر قوي لايخضع للظروف بل هو من يخضعها له و إن طال الزمن و أنا أقول الذكي القوي العاقل من يضحك في النهاية والعاقل من يجعل الكفة ، نهاية الأمر في صالحه إن لم تكن دنيا فآخره .....
إن أردت وروود المواهب عليك ..صحح الفقر والفاقة لديك ..حكمة عطائية للعطاء الاسكندري ..لا تستغني بغير الله ..استعين بالله اصمد سيفتح لك أبواب المواهب والإبداع ..ستنجلي كربتك وتجلى مضرتك ..
لكن هل يعقل أن تتخلص من مشاكلك بالانتحار لاحظ ذلك قمة السذج لأنه لاشيء يدوم لا شيء يظل على حال واحدة قاعدة على مرأى لكل راشد قاعدة يعرفها العاقل ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسين ) أم التخلص من المكارة بالانتحار فحيلة العاجز ، و هذا حرام من اليأس وهو قرين الكفر ( أنه لا يأس من روح الله إلا القوم الكافرون) لتملك عقلك لتملك زمام التأثير في حياتك كن قائدا مؤثرا لاضحية متأثرا بـظروف و غيرها .
الصحابة رضي الله عنهم قادة النجاح صناع الحياة ، كانوا يرحبون بالمشكلات بل و يستبشروا بها فهي علامة قبول و محبة من الله ،فهم يعلمون أنهم يخرجون منها ليطهرهم ربهم من ذنوبهم فيقووا ويقبلوا على الحياة من جديد أكثر عزما أقوى .. و إلى الله أقرب ، منهجهم في ذلك منهج الأقوياء أصحاب العزم والإرادة " إنما المؤمن أمره كله في خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " والمؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " .
الإيجابيون يقبلون التحديات يرحبون بالمشكلات والحياة إما مغامرة جريئة وإلا فلا ..لأن بالظروف والغموض تنجلي لك أمور تعمل على إعمال العقل للوصول إلى معدلات الابتكار والإبداع إذا المشكلة لا في ما يكتنفك من وعورة و صعوبات ... المشكلة في نظارة حياتك ..نظرتك للشيء .
فيه ناس يتفاعلن مع الحدث بكل برود وناس آخرى تتفاعل معه بكل سخط وغضب لا حيلة لهم ..مع أن الحدث نفسه ..أذكر مرة كنت متوجهة إلى قاعة محاضرتي ومررت بالبهو الرئيسي وهذه القصة قريبة حصلت لي من أسبوع تقريب وإذ بالطالبات يصرخن ويتفافزن هنا وهناك مالأمر يا ترى ؟! قلت القيامة قامت ، وإذ بهرة تمر مسرعة من بينهم و تخرج مع الباب فقط هذا هو الأمر ...أهذا الصراخ كله من أجل هرة ، قطة ، بسة صغيرة و جميلة ، الحدث نفسه ، اختلفت ردود فعلنا إزاءه ..نفس الحدث وقع على الجميع ..و ردود الفعل معه مختلفة .... البعض متعجب والبعض يصرخ والبعض يريد أن يبحث لها عن أقرب مخرج .. و هي الأخرى أكثر هرعا وخوفا.....
"لست عليهم بمسيطر " آية ذكرها الرب عز وجل في محكم التنزيل ، والمعنى هنا التأثير لا السيطرة أناس في نفس المجال قلب حدث واحد ، مجال دعوة ، تعليم ، ....تجد ردود فعل الناس و تأثرهم نحوهم ، تختلف فعندما يكون هدفك هم الناس ، الخير ( التأثير ) يتقبلوا أما عندما يكون دافعك أناك ذاتك ، الوصاية أو ( السيطرة ) سينفضوا من حولك ، ولن تحصد شيئا يذكر
الإنسان السوي عبارة عن مفهوم لا تكاد تراه ، يتعدى مرحلة ذاته يتخطاها إلى غيره ، و نموذجه هنا الأنبياء أولوا العزم أصحاب الصبر ، تحملوا مسؤولية أنفسهم بل و غيرهم ووصلوا لدرجة النفع و الإحسان إليهم قمة النضج والعقل و القصص مليئة هنا مهما حكيت لك عنهم لن أنتهي ولن أعطي حق قطرة من بحر العظمة والإنسانية ، التي تجلوا بها بلا مبالغة في مشاعرهم مهما مروا بضغوط نفسيه و جسدية أكثر صبرا وإقبالا أكثر على الحياة بلا مبالغة في مشاعرهم .
كلما بسطت المسألة صرت عظيما ، كلما ضخمت من الحدث و غضبت ، صرت بعيدا عن الفطرة والسوية .
وتعظم في عين الصغير الصغائر ........... وتصغر في عين العظيم العظائم .. بيت رائع فعلاً للمتنبي تحياتي لكم __________________
لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
| 
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
