المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجيب محفوظ استمرّ حتى التسعين ....الإبداع هل يتراجع مع تراكم السنوات؟


بو عبدالله
23-03-2010, 01:17 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/03/23/152498_20060807_Beach_brainiac-bbb.jpg
هل يرتبط الإبداع بالعمر أم بالثقافة؟ هل ثمة عمر لتقاعد الأديب أم يستمر في الكتابة إلى النفس الأخير؟ لا شك في أن تجارب المبدعين أثبتت في معظمها أن كل كتاب جديد هو بمثابة ولادة جديدة للمبدع نفسه الذي يتجدد دائماً والدليل حفلات التوقيع التي ينظمها احتفاء بمولوده الجديد.

حول ظاهرة المبدعين الذين لا يعترفون بالعمر وما زالوا في أوج نشاطهم على رغم تقدمهم في السن، تدور السطور التالية.

أصدر الروائي الكبير بهاء طاهر (75 عاماً) أخيراً مجموعة قصصية بعنوان {لم أعرف أن الطواويس تطير}. كذلك يصدر الروائي خيري شلبي (72 عاما) قريباً رواية بعنوان {إسطاسية}، وهي محطة جديدة في مسيرته الإبداعية التي تمتد على أربعة عقود، وكان نشر عام 1960 أهم كتبه.

أما الروائي علاء الديب (71 عاما)، فأصدر أخيراً {عصير الكتب}، وقدم فيه شهادة على إبداعات حقبة ثرية ومثيرة من تاريخ الوطن.

بدوره، أصدر الروائي سليمان فياض (80 عاماً) رواية {أيام مجاور}، ضمنها سيرته الذاتية، والطريف أنه طبع روايته بنفسه على الكومبيوتر، على رغم معاناته من أمراض الشيخوخة، فضلاً عن إقامته بمفرده في شقته.

للشعراء نصيب كبير من الحيوية الإبداعية التي تظهر بعد سن السبعين، من بينهم فاروق شوشة (مواليد عام 1935)، فقد أصدر عام 2008 ديوان {ربيع خريف العمر} وكان في الثانية والسبعين، ويعدّ سيرة ذاتية لشوشة والشعر عموماً، واعتبره النقاد الأهم في حياة الشاعر.

النفس الأخير
جذبت هذه الظاهرة انتباه النقاد والأدباء الذين أجمعوا على عدم وجود سن للتقاعد في المسيرة الإبداعية، ضاربين المثل بكبار المبدعين الذين أثروا الحياة الأدبية حتى النفس الأخير من عمرهم.

الإبداع عمل لا يعترف بالعمر، في رأي الناقد الشاب يسري عبد الله، و{المهم امتلاك المشروع والموهبة الفريدة والتراكم الذي يصنعه الإنسان}.

يضيف عبد الله أن الخبرة الحياتية تسهم في إثراء المبدع كاتباً أو ناقداً، {غير أن هذه الخبرة لا ترتبط بعمر ولا تتقيد به، إنما هي بنت الملاحظة والدأب والوعي الحاد للحظة التاريخية، فضلاً عن القدرة على الرصد والتحليل}.

عائق الصحة
أما الروائي فؤاد قنديل، فيؤكد ألا علاقة واضحة بين الإبداع وعمر الأديب، لكن ثمة أدباء ينتجون أدباً منذ الشباب حتى الكهولة، وآخرون تزداد درجة الإبداع لديهم بمرور الزمن، {إن كان الأدب لا يتألق بعد الثمانين إلا نادراً، لا سيما في ظل ضعف الذاكرة، والتراجع الصحي، ونجيب محفوظ دليل على ذلك، إذ زادت قوته مع الوقت والزمن ووصل إلى ذروته حتى سن السبعين، ثم بدأ بالتراجع النسبي وكتب مجموعته القصصية {أصداء السيرة الذاتية} بعدما قارب التسعين}.

يضيف قنديل أن الإبداع يرتبط بالثقافة لا بالسن، وبالتجارب وقوة الموهبة لا بالجسد، والدليل على ذلك استمرار تأثير مبدعين كثر على الساحة الثقافية على رغم تقدمهم في السن.

يلاحظ قنديل في المقابل أن ثمة مبدعين توقف إنتاجهم في سن مبكرة على رغم قدرتهم على العطاء، {أبرز مثال على ذلك الروائي السوداني الطيب صالح، فآخر ما كتبه كان في عام 1971 وكان في الأربعينات من عمره، وفي قمة وهجه، فوصوله إلى مناصب ومسؤوليات تولاها في {اليونسكو} وقطر ولندن أبعده عن الكتابة، وهذا الأمر يتنافى مع الحالة الإبداعية التي تحتاج إلى تفرغ وتركيز وتحصيل ثقافي وتأمل. كذلك الأمر بالنسبة إلى الروائي عادل كامل وهو زميل نجيب محفوظ، كتب رواية مهمة بعنوان {مليم الأكبر} وتوقف عن الكتابة في خمسينات القرن الماضي وهو في ريعان شبابه}.

بدوره، يؤكد الروائي علاء الديب وجود علاقة إيجابية بين عمر المبدع والقدرة على الإبداع، فثمة درجات من النضج يمنحها السن، لكن تظلّ الحالة الصحية العائق الوحيد أمام المبدع، تكمن المسألة بالنسبة إليه في القدرة على الاستمرار في الإبداع، لأنه عمل شاق.
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/03/23/152498_twooo.jpg
خيري شلبي

http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2010/03/23/152498_oneee.jpg
بهاء طاهر


المصدر:
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=152498

بن عـيدان
23-03-2010, 11:57 AM
الروائي حاله حال الممثل ...
لا يتوقف عن العطاء الا اذا توفى..
فكلما زاد عمر الروائي زادت خبرته بالحياه

نوره عبدالرحمن "سما"
23-03-2010, 07:19 PM
نعم الإبداع يرتبط بالثقافة لا بالسن، و كما ذكر أخي أحمداني كلما زاد عمر الروائي زادت خبرته و عطاؤه ..و الإبداع يزيد من الأمل ..و الإبداع يولد من رحم المعاناة.. و الألم يولد الأمل .. تقدم السن خبرة و معرفة إن كان صاحبه متأملا حكيما ازداد عطاءا و إبداعا أو العكس فأنبياء الله الكرام نالوا النبوة على كبر ( و أخذوا العلم بقوة ) و جعلوا من ألامهم أملا وقوة للاندفاع نحو الحياة من جديد ( و المبدع من يملك خيارات أوسع بالمعرفة و الصبر ) بالتكيف مع الحياة و تقبل الناس على اختلافاتهم... و معظم النجاحات و الإنجازات لا نسمع بها إلا من في سن متقدمة ....أخي و استاذي أبو عبدالله أشكرك بحق أضفت لي شيئا كثيرا و أشكر أخي أحمداني على إضافته الرائعة و نخرج من مواضيعكم و مشاركاتكم الجميلة بحكمة و العلم دوما بالمشاركة و كلام العاقل قوت جزاكم الله خيرا

بو عبدالله
25-03-2010, 02:06 PM
أحمداني
د.نورة
شكرا لمروركم الثمين و إضافاتكم المثمرة

تقبلوا أرق التحايا

جنفر
29-03-2010, 05:26 PM
آنا رايي من راي أحمدااااني صح الروائي يكتسب الخبرة...كل ماتراكمت السنين...
يزداد خبرة...وثقافة وادراك....والأهم الأبدااااااااع
الف شكر بو عبدالله

omhasn
29-03-2010, 08:08 PM
شكرا جدا بوعبدالله فأكثر الروائيين العباقرة هم من المحرومين الذين عاصرو ا حياة بسيطة شعبية واستقوا قصصهم من واقعهم المتقلب وجشب الأيام التي ماتوا فيها ألف مرة فكان النتاج أروع وأصدق القصص التي تمس الواقع بلا رحمة وتروي فكيف لهم نسيان الآلام التي أسست معيشتهم وكبروا عليها . أجمل التحيات لموضوع شيق فعلا

بو عبدالله
30-03-2010, 06:26 PM
جنفر
omhasn
أسعدني مروركم الجميل
شكرا لكم