المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ أرشيف الموسوعة الصحافية ] حياة الفهد: تمنيت العيش في مجتمع العشرينات


الفنون
16-02-2009, 09:22 PM
حياة الفهد تاريخ فني حافل بالانجازات والاعمال المضيئة شقت طريقها في زمن الصعاب وسط عادات وتقاليد مختلفة لتخوض تجربة مثيرة حملت الكثير من المتاعب والالام لتقدم من خلالها رسالة تنوير لاجيال متعاقبة جسدت من خلالها ملحمة فنية ثقافية ستظل راسخة في التاريخ الفني والثقافي الكويتي على مر العصور وكلما خطت خطوة فنية فانها تحرص ان تحمل هذه الخطوة في مضمونها القيم الاصيلة في وجهها تكتشف طيبة بلا حدود، في تمثيلها تجد كل التفاصيل.
حلمت منذ الصغر ان تكون ممثلة ودافعت عن حلمها بكل ما هو مشروع ونجحت بتواضعها وحبها لعملها، ومن هذا المنظور كانت من الرواد الاوائل كمريم الصالح، ومريم الغضبان، وعائشة ابراهيم وسعاد عبدالله، وحظيت باحترام وتقدير المجتمع وتقديره، اينما ذهبت وتواجدت.. نحاول معها الاطلالة على سيرتها وتاريخها بشكل مختصر وبما تتذكره عبر القبس.. فماذا قالت؟
اولا قبل ان اخوض في هذا الموضوع اود ان يلتمس البعض لي العذر اذا نسيت احد الاشخاص او حتى ترتيب الاحداث لانني لم اكن ارغب في سرد كل شيء، لان هناك بعض الاحداث ذكرتها كثيرا، ويصعب على المرء ان يتذكر كل الاحداث والتفاصيل كما حدثت وكما ذكرتها على مدار تاريخ 40 عاما من العمل الفني.
ولدت في منطقة الشرق قرب حفرة بن عبكل في بيت جدي النوخذة يوسف وكنت رقم ثلاثة في اخوتي.
طفولتي في شرق لم اعشها بالكامل ولكن ذكريات الطفولة كانت في منطقة المرقاب، وفي سن الرابعة او ربما الخامسة تكونت فكرة بسيطة عن المدرسة حيث كانت بعض رفيقاتي يتحدثن عن امور حدثت معهن وكان ما يعنيني في الامر هو الذهاب الى مكان اخر والتحدث مع اخرين.. ما يعنيني بالضرورة حكايات جديدة.. او ربما حياة اخرى.
وذات يوم اخبرتني امي بأنني سأذهب الى المطوعة لم ادرك معنى دقيقا لذلك وبعد التوضيح علمت انها شيء مثل المدرسة، ولكن والدتي فضلت المطوعة فرحت قليلا وعلى قدر الفرح انتابتني حالة من الخوف والقلق لان السماع بالشيء عن بعد لا يمثل شيئا امام معاينته فعلا.
الذهاب إلى المطوعة
في اليوم التالي ذهبت الى المطوعة تتجاذبني مشاعر خوف من المجهول وفي الوقت نفسه لدي شوق لرؤية الجديد الذي تتحدث عنه الفتيات وبين هذا وذاك وجدت نفسي في حلقة اجلس بصمت امام سيدة تطالع وجوهنا وتعلمنا القراءة لعامين عند المطوعة، بعدها ذهبت الى مدرسة سكينة في منطقة الشامية.
اهم ما اذكره في هذه الفترة هو انني كنت احب الذهاب مع والدتي واخوتي الى بيت خالتي ويقع بيتها مقابل بيت الشيخ عبدالله المبارك فكنت اذهب لاشاهد لديهم السينما، لاسيما ان خالتي كانت مقربة لهم، وكانت والدتي وخالتي تقضيان أوقاتهما معا لأن والدتي كانت شديدة الرقابة فلم تكن لدينا علاقات بأحد بعد انفصال الوالدة.
صعوبات وذكريات
ان الصعوبات التي واجهت طفولتي هي عملية الانفصال التي حدثت وقد تأثرت وشعرت بألم نفسي تجاه ذلك لاسيما انني كنت اعيش مع والدتي وكنت اتأثر بمعاناتها رغم صغر سني، ولذلك اكتسبت منها الحنان، وكثير ما كنت ابكي من اجلها واساعدها في عمل المنزل، حيث لم يكن لدينا آنذاك تجارة او اي شيء سوى دخل الاسرة الذي كان يرسله ابي.
اما الاشياء الجميلة في ذاك الزمان فهي الحياة البسيطة في ظل عدم وجود كهرباء بكثرة حيث ان 'الليت' الكهربائي كان في الحوش فقط، وكانت 'الجمعة' فيه لها طعم مختلف، بالاضافة الى انني كنت استيقظ في الصباح اجمع البيض من تحت الدجاج وانشر الغسيل على السطح، وكثيرا ما كنا نفترش السطح، وبالمناسبة هذه الصور الجميلة هي التي حفزتني إلى الكتابة في التراث والماضي لانني لم اتشبع من هذه المرحلة بشكل كبير، وكم تمنيت لو انني ولدت وعشت في حقبة العشرينات.
كذلك اتذكر رش الحوش بالماء وفرش السراير بالشراشف البيضاء وتناول العشاء بعد صلاة العشاء مباشرة، لان اوقات اللعب المسموح بها امام المنزل من الساعة الرابعة عصرا حتى صلاة المغرب فقط مع بنت الجيران.
حياة بسيطة
لم اعش حياة مرفهة في طفولتي او حتى بعدما نضجت، فقد تعودت على حياة بسيطة جدا، وهذا ما خلق بداخلي روح التحدي واعتمدت على ذاتي وكونت شخصية جادة لنفسي، ولكن لم يكن لدي طموح كبير وكان اكثر ما يشغلني هو ان نعيش بشكل معقول وجيد.
ايضا كنت اعشق البحر في الصغر، لكني ما كنت اعرف السباحة ولذلك في مسلسل جبروت امرأة كان يفترض ان نصور في يخت واشترطت عليهم الا نتعمق كثيرا في المياه، ولا نتعدى حدود الميناء، لكني فوجئت بأنهم يحاولون المزح ويدخلون الى الداخل، فصرخت عليهم بقوة من اجل ان يتراجعوا، كذلك لم اعش مراحل الغوص كاملة ولم اشاهد عودة القادمين من رحلات الغوص، اتذكر فقط ان النساء كن يذهبن الى البحر لغسل الملابس اعتقادا منهن بأن مياه البحر تطهر الملابس وكانت عادة وكنت اذهب معهن.
ايضا اتذكر اننا كنا نذهب الى جزيرة فيلكا مع الاهل في لنشات خشبية ونظل هناك لمدة يومين، كان ذلك في اواخر الخمسينات، كان الامر نوعا من الترفيه والمتعة، وعندما انتقلنا الى كيفان كنت اشعر بطفولة سعيدة وجميلة بسبب العادات آنذاك حيث كنا نجتمع قبل المغرب ونلعب (الحيلة - لبيدة - البروي) وغيرها وكلما اذن المغرب اجد الوالدة تشب الفحم ولم يكن هناك تلفزيون، فكنا نجلس ونحكي حواديت، الاهم في هذه الايام هي ما يسمى 'بالكشتة' والذهاب الى رحلة لمدة يوم واحد في البر، حيث كان الاهل والجيران يتفقون عليها ويظلون يطبخون طوال الليل، ثم يأتي اليهم الباص في الصباح، يمر عليهم في البيوت وكان الجميل يأخذ معه 'الطيران' من اجل الغناء والسمر طوال الطريق واثناء الرحلة والمتعة الاكثر نزور بعض الاقارب من سكان البادية، حيث يعيشون في بيوت شعر وكنا نحرص على زيارتهم مرتين في العام عندما تكون درجة الحرارة منخفضة، وكان الجميل في الكشتة ايضا هو سماع اصوات الجمال وغناء النساء، وكنا نذهب الى المنقف والفنطاس وكانت الرحلة تستغرق وقتا طويلا، لان الطرق لم تكن ممهدة، وكلما ذهبنا الى البر نحرص على العودة مبكرا خوفا من وحشة الليل والحيوانات.
التوقف عن الدراسة
أعترف ان سبب تركي المدرسة هو حبي الشديد للسينما، حيث كنت المدللة عند والدتي وكلمتي لا يمكن أن تنزل الأرض.
وكنت أفرض رأيي وشغفت أكثر بالسينما بعدما شاهدت أول فيلم لا أذكر اسمه، من هنا أحببت السينما والفن بشكل عام بسبب الأفلام، وبدأت أذهب لسينما الشرقية، وكان فيها يوم للنساء، تولد عندي حب الفن، وكان مقررا أن أذهب الى السينما ثلاثة أيام في الاسبوع، خصوصا سينما الشرقية وحولي الصيفي والفردوس والحمراء.
طفولتي كانت سينما ومجلات، فكنت انتظر صدور الكواكب، لأنها تنشر صور الفنانين والفنانات، وكان عندي كميات كبيرة منها، وفتحت عيوني على الأفلام المصرية والهندية.
أذكر مشهد النسوة وهن مجتمعات في حوش بيت خالتي يشاهدن هذه الساحرة الشاشة التي تأتيهن بالحكايات والقصص، مجسدة بأبطالها من دون وجود راو أو جدة، كنا نجلس نحن الصغار داخل البيت، وعلى سطحه لنشاهد تلك الحكايات والصور، ليس لأننا أطفال، بل لأن حوش البيت مليء بالنساء، لم أكن أعرف حينها أن هذا تمثيل، ولكن في كل مرة كنت أتمنى أن أكون أنا البطلة، وكنت أرغب في أن أكون هذه البنت التي تجسد الحكاية.
أول فيلم شاهدته كان لفريد الأطرش لا يحضرني عنوانه، ولكن أذكر جيدا أنه غنى فيه نورا نورا يا نورا، وأذكر أيضا أنه عندما تقترب الكاميرا من وجه أحد الرجال في الفيلم كانت الكثير من النسوة يغطين وجوههن. كن يعتقدن أن هذا الرجل في الفيلم يراهن.
هذا على صعيد الأجواء العامة، أما بالنسبة لي على وجه الخصوص فقد كانت تلك الشاشة بمثابة نافذة أعيش عبرها في شوارع الأفلام، في بيوتها، في كلامها، وكثيرا ما كنت أعيش في شخوصها تلك النافذة تمتلكني بكل المقاييس، تقنيا وفكريا، وبلاشك كانت المفصل في صياغة أحلام جديدة، وعوالم جديدة، شغفي بتلك المساحة ليلا بلغ حدا قرأه كل من نظر في وجهي، ليس وجهي وحسب، بل بدأت أفكر بطريقة مشيتي لأول مرة. لأنني كنت أرغب في نقل خطواتي كما تفعل هذه البطلة أو تلك، كنت أتحدث مع قريناتي في كل تفصيلات حكايات تلك المساحة المضيئة، وكنت في كثير من الأحيان الشاشة ذاتها. ولكن على طريقتي وطفولتي.
كان فتى الشاشة الفنان كمال الشناوي يقف في مخيلتي باستمرار ينتظر أحلامي وكثيرا ما أقول لنفسي سأصبح ممثلة لأقف أمامه يوما، وشادية تلك المرأة الجميلة لماذا لا أكون مثلها؟ هواجس جديدة بدأت أعيشها لحظة بلحظة في صمت من دون أن يشعر أحد بي وبما أفكر، لكنها تبقى أحلام طفولة.
عودة إلى الدراسة
وبعد مدة وجيزة انتقلنا إلى كيفان وبدأت أشعر أنني فقدت موضوع التعليم الذي بدا يلح علي بصورة كبيرة، خاصة وكان لدي شغف بالمجلات، أطالعها من دون أن أعرف شيئا وبإصرار مصحوب بالإرادة حاولت شحن نفسي بأكبر قدر ممكن من المعرفة حتى استطيع فك رموز كل ما أشاهده من اجل معرفة وشحن أكثر، وأمام هذا العجز الذي يجتاحني في بعض القرارات طلبت من أمي أن أدخل المعهد فوافقت وأدخلتني معهد تدريب الفتيات في المباركية وفيه تعلمت الحساب واللغة العربية إلى جانب الطبخ والخياطة وأعمال التدبير المنزلي وذلك في الفترة الصباحية ودرست فيه لمدة عامين، أما في الفترة المسائية فكنت أذهب الى المعاهد المحدودة للتزود بالعلم أكثر فأكثر.

السيرة الذاتية
الاسم الثلاثي: حياة أحمد الفهد
بداية دخولها معترك الفن 1962 والبداية الفعلية 1963.
اكتشفتها وقدمتها للساحة فرقة بوجسوم.
انتسبت لفرقة مسرح الخليج العربي وكانت من المؤسسين في 1963/3/13
قدمت العديد من الأعمال المسرحية أيام الزمن الجميل للمسرح ومنها مسرحية الخطأ والفضيحة، مسرحية الاسرة الضائعة، مسرحية انا والايام. مسرحية الجوع، مسرحية فلوس ونفوس، مسرحية ،1 ،2 ،3 4 بم، مسرحية ضاع الديك، مسرحية حمدون المحطة، مسرحية السدرة، مسرحية أرض وقرض، مسرحية بيت العزوبية، مسرحية شيكات بدون رصيد، مسرحية حرم سعادة الوزير، مسرحية باي باي عرب، ومسرحية سيف العرب،
قدمت مسرحية طاح الجمل في المهرجان المسرحي المحلي عام 1989 وحصلت على جائزة أفضل ممثلة
قدمت العديد من الاعمال الاذاعية والتلفزيونية من بينها مسلسل الدكتور، الاسوار، خالتي قماشة، رقية وشبلية، خرج ولم يعد، سليمان الطيب، قاصد خير، سوق المقاصيص، الملقوفة، بيت الوالد، الطير والعاصفة، الشريب بزة، الدنيا لحظة، جبروت امرأة، الدردور، الاخ صالحة، ثمن عمري، جرح الزمن والقرية الخرار.

امل
17-02-2009, 03:26 AM
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


بصراحه دائماً استمتع بلقائات العمالقه و منهم الفهد .


اشكر الفنون ..

بو سارة 511
05-03-2009, 07:04 PM
مـشـكور والله يـعـطـيـك الـف عـافـيـه

سالم
02-07-2009, 10:08 PM
يا حلااتها

الأنين
03-07-2009, 12:18 AM
طرح مميز

لك كل الشكر اخي الفنون

احمد نادر
03-07-2009, 12:55 AM
مشكور ويعطيك الف الف عافية اخوي ...
فعلا دائما عودنا الاخ الفنون بطرحه المميز للأخبار ...

بنت التنديل
04-07-2009, 06:57 PM
مشكور ويعطيك الف الف عافية اخوي ...
فعلا دائما عودنا الاخ الفنون بطرحه المميز للأخبار ...