اللجنة الإخبارية والصحافية
19-09-2013, 04:05 PM
الفيلم يؤكد أن الكره لا يجلب إلا الكره
«اسمي خان».. انتصار للمضطــــهدين
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.607729.1379522888%21/image/517976926.jpg
سبتمبر شهر مثقل تاريخياً بالأحداث، وشهد كثيراً من المصائب، وكأن الخريف الذي يفصل بين الصيف والشتاء علامة شؤم، على الرغم من أجوائه التي تغنت بها الفنانة فيروز. في شهر سبتمبر وقعت أحداث دامية في مختلف بقاع الأرض، وليس انتهاء بذكرى 11 سبتمبرالتي غيرت تاريخنا الحديث وولدت مصطلحات جديدة في العالم.
«اسمي خان وأنا لست إرهابياً» جملة معبرة تلخص حالة كل من حمل صفة مسلم، وهي حكاية كل من يشعر بالاضطهاد، في الفيلم الهندي الذي تم انتاجه عام 2010 وحمل عنوان «اسمي خان» من إخراج كاران جوهر وبطولة شاروخان الذي يحضر حالياً لبطولة فيلم «رأس السنة»، الذي سيتم تصويره في دبي للمخرجة فرح خان.
كل شيء مقصود في الفيلم، بداية مع الشخصية الرئيسة واسمه (رضوان خان) الذي يعاني متلازمة «سبرغر» مروراً بظروف سفره الى أميركا التي يعيش فيها شقيقه الأصغر وزوجته (حسينة) التي تلعب دوراً مهماً في حياة (خان) مع الحبيبة (مانديرا) التي طلقها زوجها وهرب تاركاً طفلاً صغيراً اسمه (سمير) بعد زواج تقليدي، وانتهاء بوعد قطعه (خان) لحبيبته التي تزوجها، على الرغم من اختلاف الملة ويقابل رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليقول له «اسمي خان وأنا لست ارهابياً»، هذه الجملة التي كلفته الكثير حتى أكدها، لكن مع انتهاء ولاية الرئيس السابق بوش الابن ومجيء أول رئيس من اصول افريقية في تاريخ أميركا، وهو يحكي عن كل من شعر بالاضطهاد يوماً.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. (http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/EAY_MA_1909_30_v1.jpg)
في المشهد الأول من الفيلم يظهر (رضوان خان) وهو يجلس أمام شاشة كمبيوتر، يدون الفعاليات التي سيحضرها الرئيس الأميركي، فهو يتقن دوره كشاب مصاب بالتوحد لكنه ذكي جداً، وهذا ما اكتشفته والدته التي تعتبر المدرسة الأولى له. يرى المشاهد (خان) مع حقيبة على ظهره أمام محطة باصات، بعد أن تعرض لأعتى أنواع التحقيق وهو ينتظر الطائرة التي تقله الى كاليفورنيا، لأن الرئيس الأميركي سيكون هناك، لكنه أثناء وجوده في الطابور يقوم بقراءة نصوص من القرآن، ما يثير خوف بعض المسافرين، ويجعل شرطة المطار تلقي القبض عليه، ليفهم المشاهد فوراً أن هذا المشهد حصرياً له علاقة بأحداث 11 سبتمبر.
يتعرض خان للتفتيش والتحقيق بطرق مستفزة، حتى إن رجال الشرطة لا يعيرون لمرضه اهتماماً، فيقررون الإفراج عنه والاستهزاء منه بعد أن قال لهم إنه يريد مقابلة الرئيس الأميركي ليقول له «اسمي خان وأنا لست ارهابياً». يسخر رجال الشرطة منه ويوصيه أحدهم اذا ما قابل الرئيس أن يسأله «كيف حالك» بنبرة لها علاقة بالاستهزاء. لتعود الأحداث الى الوراء، مؤكداً أن أطفال التوحد لا يستطيعون التعبير عن المشاعر بالتحدث عنها، لكن الكتابة تسهل الأمر. وهو سيكتب لكل شخص أثر في حياته، فيعود الى طفولته التي بسبب مرضه لم يفهمها المجتمع. لكن والدته وحدها كانت تعلم أنه طفل خاص ذو قدرات عالية، وتعتني به، وتحاول تعليمه الخطأ من الصواب، خصوصاً أن أطفال التوحد يكررون الجمل أكثر من مرة كي تعلق في اذهانهم، لذلك كان حرص الأم مضاعفاً لكي لا يسمع (خان) جملاً تدعو الى الشر.
تمر الأحداث ليتعرف المشاهد على (خان) الذي يستطيع تصليح أي شيء، لكنه لم يستطع علاج والده الذي مات، هو لا يدرك معنى الموت، فيعيش مع والدته وشقيقه الأصغر (زاكر) الفاقد اهتمام والدته لأنها تركز بشكل مضاعف على (خان).
يكبر الطفلان، ويحصل (زاكر) على منحة دراسية في أميركا، وبعد مشاهد مطولة لها علاقة بحس الفيلم الهندي، لتظهر بعد ربع الفيلم تقريباً الحبكة والتي تبدأ مع وفاة الأم (راضية)، فيقرر (زاكر) اصطحاب (خان) معه الى أميركا. وفي هذه التجربة الجديدة كلياً عليه، يشعر بالخوف من ناطحات السحاب ومن اللون الأصفر الذي يكرهه والموجود من حوله بكثرة، ومن أول لقاء مع زوجة أخيه (حسينة) وهي المتخصصة بعلم النفس، والتي تكتشف علة (خان) وتحكي لشقيقه الذي يندم على بغضه له عندما كانا طفلين.
يقرر (زاكر) أن يوظف شقيقه في شركته المتخصصة بمواد التجميل العشبية، وتبدأ رحلة (خان) في التعرف إلى أميركا، من خلال عمله مندوب مبيعات وعبر كاميرا فيديو أهدته اياها (حسينة) كي يقترب أكثر من طبيعة المكان ويخزن الصور في رأسه. وهو كمندوب لا يكذب، ولذلك يستطيع جذب الكثيرين له، لكنه ودود ومحب، ويعلن عن نفسه فوراً، مؤكداً أنه رجل طبيعي لكن فوق ذلك هو مصاب بالتوحد الذي قرر تحديه من خلال التعاطي مع الآخرين.
ومن خلال عمله يتعرف إلى (مانديرا) التي تمتلك صالونا للتجميل، وهي هندوسية. ولأول مرة في حياته بعد وفاة والدته يشعر بدقات قلبه تتسارع، فيعي تماماً أن هذه الفتاة خاصة جداً، وتتطور العلاقة بينهما، وهي المنبوذة قبائليا لأنهاً مطلقة بعد زواج تقليدي اثمر ولدها (سمير). تتطور المشاعر بينهما بنسق طبيعي وغير مبالغ فيه، ويقرر (خان) الزواج منها، مع رفض شقيقه للفكرة لأنهما من ديانتين مختلفتين، لكنهما يتزوجان أخيراً، ويحمل (سمير) لقب (خان)، ويعيشان بتناغم مثير، ومحبة، وينتهي كل ذلك مع 11 سبتمبر.
ويصور الفيلم كيف كان المسلمون يتعرضون هناك الى ردود فعل غاضبة من بعض شرائح من المجتمع الأميركي، من خلال تكسير محالهم وضربهم في الشوارع. وتدور كاميرا المخرج على دواخل مسلمين هناك، فمنهم من قرر تغيير اسمه ومن بينهم (حسينة) تقرر خلع الحجاب بعد أن يقول لها زوجها (زاكر)، «الله سيفهمك لكن من في الشارع لن يفهموك أبداً». لكن الكارثة الكبرى التي تحل على (خان) حين يموت (سمير) من شدة ضرب اصدقائه له، وهو الهندوسي اصلاً، لكنه حمل اسم عائلة زوج والدته. وهذا المشهد الذي يلخص حقيقة الأشياء أن الكره لا ينتظر السؤال والتدقيق، بل يحتاج الى فعل مهما كانت نتائجه.
تتوتر العلاقة بين الحبيبين، وتحمل (مانديرا) المسؤولية لـ(خان) لأنها تزوجته ومنحت لقبه لابنها، فتطلب منه الرحيل. ولأنه لا يستوعب الغضب والحزن كثيراً، يسألها ببراءة «متى أعود؟» فتجتاحها نوبة من الغضب وتقول له «عد عندما تلتقي الرئيس الأميركي وتقول له انك لست ارهابياً واسمك خان»، فيقرر العمل على هذا الطلب كي يعود الى زوجته.
هنا تنتهي ذكريات (خان) التي يدونها في مفكرته، وتعود المشاهد آنية وليست من الماضي في رحلة (خان) نحو تحقيق هدفه، وبالفعل يستطيع أن يشارك في فاعلية فيها الرئيس (بوش الابن) ينادي عليه في غمرة الضجة «سيدي الرئيس، اسمي خان وأنا لست ارهابياً». يستطيع مصور صحافي أن يسجل هذه الجملة ولكن الجمهور يسمع فقط كلمة (ارهابي) فتعم الفوضى ويلقى القبض عليه، ويتعرض للتعذيب الى أن ينتشر الفيديو الحقيقي له من قبل المصور الصحافي، وينهي هذه الجلبة، التي يدعمها موقف (خان) من امام مسجد يحرض على القتل، فيبلغ عنه السلطات.
وتستمر رحلة (خان) في مشاهد متراكمة، لم تقدم الكثير لفكرة الفيلم السياسية سوى الحشو الزائد، لكن أهمها علاقته مع عائلة من اصول افريقية فقدت ابنها في حرب العراق، وهذه العائلة نفسها تتعرض لإعصار جورجيا، فيقرر (خان) العودة اليها ليساعدها، وتلاحقه وسائل الاعلام، كي تؤكد أن اسمه خان وهو ليس ارهابياً. هذه الجملة تكررت كثيراً في الفيلم حتى إنها اصبحت ايقونة لكل شخص يشعر بالاضطهاد، لكن يد الغدر تأتيه مرة أخرى من أتباع امام المسجد الذي بلغ عنه، فيتعرض لطعنة تقعده في المستشفى. في هذا الوقت تكون (مانديرا) حققت انتصاراً بالتعرف إلى قتلة ابنها، وتسليمهم للشرطة، وتقرر اللحاق بـ(خان)، لتعتذر له عن كلامها المسيء، ولأنها وعت أن الكره لا يجلب سوى الكره، لكن التسامح هو الذي يخلق مستقبلاً متوازناً. في هذه الاثناء تكون ولاية الرئيس بوش الابن قد انتهت، وحل مكانه الرئيس أوباما.
تتحقق أمنية (خان) في مشهد اقرب الى السينما الهوليوودية منها الى البوليوودية، فالرئيس الجديد في فرجينيا يعد الناس بإعمارها من جديد، في الوقت الذي يصل (خان) الى الفعالية، ويكون الرئيس الأميركي قد غادر، لكن الاعلام يسلط الضوء مرة أخرى على (خان) الذي لا يريد شيئاً سوى العودة الى زوجته بعد أن يفي بوعده لها في مقابلة الرئيس، لتنتقل الكاميرا الى الرئيس الذي عاد فعلاً ليسمع (خان) ويسبقه قائلاً «أنت خان وأنت لست ارهابياً».
هنا ليس تعظيماً من شأن الرئيس الحالي بقدر الأمل الذي كان مزروعاً في قلوب المضطهدين بأن رئيسا تعود اصوله إلى افريقيا التي عانت العنصرية سنوات كثيرة، يتفهم معنى أن يكون الشخص مضطهداً. هو الأمل الذي راود كثيرين في العالم.
المصدر : جريدة الامارات اليوم (http://www.emaratalyoum.com/life/cinema/2013-09-19-1.607730)
«اسمي خان».. انتصار للمضطــــهدين
http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.607729.1379522888%21/image/517976926.jpg
سبتمبر شهر مثقل تاريخياً بالأحداث، وشهد كثيراً من المصائب، وكأن الخريف الذي يفصل بين الصيف والشتاء علامة شؤم، على الرغم من أجوائه التي تغنت بها الفنانة فيروز. في شهر سبتمبر وقعت أحداث دامية في مختلف بقاع الأرض، وليس انتهاء بذكرى 11 سبتمبرالتي غيرت تاريخنا الحديث وولدت مصطلحات جديدة في العالم.
«اسمي خان وأنا لست إرهابياً» جملة معبرة تلخص حالة كل من حمل صفة مسلم، وهي حكاية كل من يشعر بالاضطهاد، في الفيلم الهندي الذي تم انتاجه عام 2010 وحمل عنوان «اسمي خان» من إخراج كاران جوهر وبطولة شاروخان الذي يحضر حالياً لبطولة فيلم «رأس السنة»، الذي سيتم تصويره في دبي للمخرجة فرح خان.
كل شيء مقصود في الفيلم، بداية مع الشخصية الرئيسة واسمه (رضوان خان) الذي يعاني متلازمة «سبرغر» مروراً بظروف سفره الى أميركا التي يعيش فيها شقيقه الأصغر وزوجته (حسينة) التي تلعب دوراً مهماً في حياة (خان) مع الحبيبة (مانديرا) التي طلقها زوجها وهرب تاركاً طفلاً صغيراً اسمه (سمير) بعد زواج تقليدي، وانتهاء بوعد قطعه (خان) لحبيبته التي تزوجها، على الرغم من اختلاف الملة ويقابل رئيس الولايات المتحدة الأميركية ليقول له «اسمي خان وأنا لست ارهابياً»، هذه الجملة التي كلفته الكثير حتى أكدها، لكن مع انتهاء ولاية الرئيس السابق بوش الابن ومجيء أول رئيس من اصول افريقية في تاريخ أميركا، وهو يحكي عن كل من شعر بالاضطهاد يوماً.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. (http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/EAY_MA_1909_30_v1.jpg)
في المشهد الأول من الفيلم يظهر (رضوان خان) وهو يجلس أمام شاشة كمبيوتر، يدون الفعاليات التي سيحضرها الرئيس الأميركي، فهو يتقن دوره كشاب مصاب بالتوحد لكنه ذكي جداً، وهذا ما اكتشفته والدته التي تعتبر المدرسة الأولى له. يرى المشاهد (خان) مع حقيبة على ظهره أمام محطة باصات، بعد أن تعرض لأعتى أنواع التحقيق وهو ينتظر الطائرة التي تقله الى كاليفورنيا، لأن الرئيس الأميركي سيكون هناك، لكنه أثناء وجوده في الطابور يقوم بقراءة نصوص من القرآن، ما يثير خوف بعض المسافرين، ويجعل شرطة المطار تلقي القبض عليه، ليفهم المشاهد فوراً أن هذا المشهد حصرياً له علاقة بأحداث 11 سبتمبر.
يتعرض خان للتفتيش والتحقيق بطرق مستفزة، حتى إن رجال الشرطة لا يعيرون لمرضه اهتماماً، فيقررون الإفراج عنه والاستهزاء منه بعد أن قال لهم إنه يريد مقابلة الرئيس الأميركي ليقول له «اسمي خان وأنا لست ارهابياً». يسخر رجال الشرطة منه ويوصيه أحدهم اذا ما قابل الرئيس أن يسأله «كيف حالك» بنبرة لها علاقة بالاستهزاء. لتعود الأحداث الى الوراء، مؤكداً أن أطفال التوحد لا يستطيعون التعبير عن المشاعر بالتحدث عنها، لكن الكتابة تسهل الأمر. وهو سيكتب لكل شخص أثر في حياته، فيعود الى طفولته التي بسبب مرضه لم يفهمها المجتمع. لكن والدته وحدها كانت تعلم أنه طفل خاص ذو قدرات عالية، وتعتني به، وتحاول تعليمه الخطأ من الصواب، خصوصاً أن أطفال التوحد يكررون الجمل أكثر من مرة كي تعلق في اذهانهم، لذلك كان حرص الأم مضاعفاً لكي لا يسمع (خان) جملاً تدعو الى الشر.
تمر الأحداث ليتعرف المشاهد على (خان) الذي يستطيع تصليح أي شيء، لكنه لم يستطع علاج والده الذي مات، هو لا يدرك معنى الموت، فيعيش مع والدته وشقيقه الأصغر (زاكر) الفاقد اهتمام والدته لأنها تركز بشكل مضاعف على (خان).
يكبر الطفلان، ويحصل (زاكر) على منحة دراسية في أميركا، وبعد مشاهد مطولة لها علاقة بحس الفيلم الهندي، لتظهر بعد ربع الفيلم تقريباً الحبكة والتي تبدأ مع وفاة الأم (راضية)، فيقرر (زاكر) اصطحاب (خان) معه الى أميركا. وفي هذه التجربة الجديدة كلياً عليه، يشعر بالخوف من ناطحات السحاب ومن اللون الأصفر الذي يكرهه والموجود من حوله بكثرة، ومن أول لقاء مع زوجة أخيه (حسينة) وهي المتخصصة بعلم النفس، والتي تكتشف علة (خان) وتحكي لشقيقه الذي يندم على بغضه له عندما كانا طفلين.
يقرر (زاكر) أن يوظف شقيقه في شركته المتخصصة بمواد التجميل العشبية، وتبدأ رحلة (خان) في التعرف إلى أميركا، من خلال عمله مندوب مبيعات وعبر كاميرا فيديو أهدته اياها (حسينة) كي يقترب أكثر من طبيعة المكان ويخزن الصور في رأسه. وهو كمندوب لا يكذب، ولذلك يستطيع جذب الكثيرين له، لكنه ودود ومحب، ويعلن عن نفسه فوراً، مؤكداً أنه رجل طبيعي لكن فوق ذلك هو مصاب بالتوحد الذي قرر تحديه من خلال التعاطي مع الآخرين.
ومن خلال عمله يتعرف إلى (مانديرا) التي تمتلك صالونا للتجميل، وهي هندوسية. ولأول مرة في حياته بعد وفاة والدته يشعر بدقات قلبه تتسارع، فيعي تماماً أن هذه الفتاة خاصة جداً، وتتطور العلاقة بينهما، وهي المنبوذة قبائليا لأنهاً مطلقة بعد زواج تقليدي اثمر ولدها (سمير). تتطور المشاعر بينهما بنسق طبيعي وغير مبالغ فيه، ويقرر (خان) الزواج منها، مع رفض شقيقه للفكرة لأنهما من ديانتين مختلفتين، لكنهما يتزوجان أخيراً، ويحمل (سمير) لقب (خان)، ويعيشان بتناغم مثير، ومحبة، وينتهي كل ذلك مع 11 سبتمبر.
ويصور الفيلم كيف كان المسلمون يتعرضون هناك الى ردود فعل غاضبة من بعض شرائح من المجتمع الأميركي، من خلال تكسير محالهم وضربهم في الشوارع. وتدور كاميرا المخرج على دواخل مسلمين هناك، فمنهم من قرر تغيير اسمه ومن بينهم (حسينة) تقرر خلع الحجاب بعد أن يقول لها زوجها (زاكر)، «الله سيفهمك لكن من في الشارع لن يفهموك أبداً». لكن الكارثة الكبرى التي تحل على (خان) حين يموت (سمير) من شدة ضرب اصدقائه له، وهو الهندوسي اصلاً، لكنه حمل اسم عائلة زوج والدته. وهذا المشهد الذي يلخص حقيقة الأشياء أن الكره لا ينتظر السؤال والتدقيق، بل يحتاج الى فعل مهما كانت نتائجه.
تتوتر العلاقة بين الحبيبين، وتحمل (مانديرا) المسؤولية لـ(خان) لأنها تزوجته ومنحت لقبه لابنها، فتطلب منه الرحيل. ولأنه لا يستوعب الغضب والحزن كثيراً، يسألها ببراءة «متى أعود؟» فتجتاحها نوبة من الغضب وتقول له «عد عندما تلتقي الرئيس الأميركي وتقول له انك لست ارهابياً واسمك خان»، فيقرر العمل على هذا الطلب كي يعود الى زوجته.
هنا تنتهي ذكريات (خان) التي يدونها في مفكرته، وتعود المشاهد آنية وليست من الماضي في رحلة (خان) نحو تحقيق هدفه، وبالفعل يستطيع أن يشارك في فاعلية فيها الرئيس (بوش الابن) ينادي عليه في غمرة الضجة «سيدي الرئيس، اسمي خان وأنا لست ارهابياً». يستطيع مصور صحافي أن يسجل هذه الجملة ولكن الجمهور يسمع فقط كلمة (ارهابي) فتعم الفوضى ويلقى القبض عليه، ويتعرض للتعذيب الى أن ينتشر الفيديو الحقيقي له من قبل المصور الصحافي، وينهي هذه الجلبة، التي يدعمها موقف (خان) من امام مسجد يحرض على القتل، فيبلغ عنه السلطات.
وتستمر رحلة (خان) في مشاهد متراكمة، لم تقدم الكثير لفكرة الفيلم السياسية سوى الحشو الزائد، لكن أهمها علاقته مع عائلة من اصول افريقية فقدت ابنها في حرب العراق، وهذه العائلة نفسها تتعرض لإعصار جورجيا، فيقرر (خان) العودة اليها ليساعدها، وتلاحقه وسائل الاعلام، كي تؤكد أن اسمه خان وهو ليس ارهابياً. هذه الجملة تكررت كثيراً في الفيلم حتى إنها اصبحت ايقونة لكل شخص يشعر بالاضطهاد، لكن يد الغدر تأتيه مرة أخرى من أتباع امام المسجد الذي بلغ عنه، فيتعرض لطعنة تقعده في المستشفى. في هذا الوقت تكون (مانديرا) حققت انتصاراً بالتعرف إلى قتلة ابنها، وتسليمهم للشرطة، وتقرر اللحاق بـ(خان)، لتعتذر له عن كلامها المسيء، ولأنها وعت أن الكره لا يجلب سوى الكره، لكن التسامح هو الذي يخلق مستقبلاً متوازناً. في هذه الاثناء تكون ولاية الرئيس بوش الابن قد انتهت، وحل مكانه الرئيس أوباما.
تتحقق أمنية (خان) في مشهد اقرب الى السينما الهوليوودية منها الى البوليوودية، فالرئيس الجديد في فرجينيا يعد الناس بإعمارها من جديد، في الوقت الذي يصل (خان) الى الفعالية، ويكون الرئيس الأميركي قد غادر، لكن الاعلام يسلط الضوء مرة أخرى على (خان) الذي لا يريد شيئاً سوى العودة الى زوجته بعد أن يفي بوعده لها في مقابلة الرئيس، لتنتقل الكاميرا الى الرئيس الذي عاد فعلاً ليسمع (خان) ويسبقه قائلاً «أنت خان وأنت لست ارهابياً».
هنا ليس تعظيماً من شأن الرئيس الحالي بقدر الأمل الذي كان مزروعاً في قلوب المضطهدين بأن رئيسا تعود اصوله إلى افريقيا التي عانت العنصرية سنوات كثيرة، يتفهم معنى أن يكون الشخص مضطهداً. هو الأمل الذي راود كثيرين في العالم.
المصدر : جريدة الامارات اليوم (http://www.emaratalyoum.com/life/cinema/2013-09-19-1.607730)