اللجنة الإخبارية والصحافية
20-09-2013, 04:04 PM
الندوة التطبيقية «دانت» العرض
محمد المهنا: المنهج الأرسطي غاب عن «عجوز... آن»
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/09/20/7f719ab5-6f0c-4a6d-9b7d-6121c02ebbb1_main.jpg
| كتب علاء محمود |
عقب انتهاء العرض المسرحي «عجوز.. آن»؛ أقيمت ندوة تطبيقية أدارها الإعلامي أحمد الفضلي الذي عرّف الحضور بالمخرج والمؤلف مع سرد نبذة عن مسيرتهما المسرحية، ثم منح المجال أمام المعقّب الرئيسي على العرض المسرحي الدكتور محمد المهنّا الذي قدّم ورقة بحث عن النص.
المهنا قال: «عرض مسرحية «عجوز.. آن» انطلق من مفهوم تأمل الإنسان بما يحيطه منتقياً مرحلة زمنية محددة من حياة الفرد وهي مرحلة الشيخوخة لما تتسم به من تعقيد، وما نراه على خشبة المسرح مشهداً يجمع بين عجوزين يخوضان في أحاديث متعددة تكشف عن معاناة مشتركة تجمعها معاً في هذه المرحلة في مسيرة حياتهما. والمحرك الأساسي لهذه المعاناة يكمن في خلل العلاقة بين كل واحد منهما ومحيطه الكوني والاجتماعي بشكل خاص. فأحدهما يعاني من حالة عزلة بعدما هجره أبناءه، والاخر لم يتمكن من تكوين أسرة بعد علاقة حب لم يكتب لها النجاح».
وأضاف: «هناك ثلاثة محاور أساسية يمكن التوقف عندها وفق الفترة الزمنية المتاحة، وهي بنية النص وخصائص الشخصية الدرامية وملامحها والقضايا الفكرية في النص التي تمثل قضايا مبعثرة على الصعيد الموضوعي، لكنها من الناحية الفنية تدعّم بنية النص عبر تشكيلها لوحات متتابعة يجمعها عنوان واحد هو معاناة العجوزين، وبالنسبة إلى بنية النص فنلاحظ أنها لا تتصل بأي نمط من الأنماط التقليدية الأرسطية، إذ تخلو من تصاعد الحدث الدرامي نحو الذروة، بل يعتمد على بنية درامية دائرية تبدأ بنقطة وتنتهي عندها مجدداً. وهنا نصل إلى أن المؤلف نجح في استخدام تقنية خاصة لبناء نصّه تعتمد على توظيف فعل الغناء الذي تتداعى معه الذكريات وتستحضر معها قضايا حيّة للنقاش».
بعدها فتح المجال أمام الحضور لطرح آرائهم في ما شاهدوه فوق خشبة المسرح، فقالت الزميلة ليلى أحمد: «العرض كان في إطار ديكور تجريدي إلى درجة أننا كنّا بخلاء في التعبير عن المكان «دار العجزة»، إذ احتوى على عدد من القطع الخشبية التي لم توظف جيداً، كما أنها لم تحتو على نافذة، ما جعل المكان معتماً. أما على صعيد القصة، فهي لا شك قد تكون واقعية، لكن العمل كان يدور في إطار سردي وليس درامياً، إذ لم نشهد حبكة أو قصّة تتصاعد. ومن الأمر الملاحظ غياب الماكياج الذي لم يوحِ بأن الشابين فعلاً عجوزان، وكذلك الأزياء لم ترمز إلى دولة معيّنة بحد ذاتها كنوع من التغريب والابتعاد عن الواقع. أما الغناء باللهجتين المصرية والعراقية، فهما محاولة تغريب أخرى اتبعها المخرج للابتعاد عن القصة كأن مجتمعاتنا تخلو من هذه المأساة. وفي ما يخص الجانب الإيجابي في هذا العمل، فأعترّ بأن مشاركة الإمارات في المهرجان وخروجها من أجواء التراث».
وبدوره توجّه الأستاذ دخيل بالسؤال إلى المسؤولين عن فرقة «مسرح الشباب للفنون»: «هل هذا هو النص الوحيد الذي وقع اختيارهم عليه أم ان هناك نصوصاً أخرى تم تقدميها وأتمنى أن تكون الإجابة بالنفي؟، لأننا شاهدنا ضبابية فوق خشبة المسرح، فلماذا التغريب ونحن في بقعة أرض سقفها في الحرية والرأي مفتوح سواء في الإمارات أم الكويت. لمست عملية تساهل في العملية الإخراجية والإبداعية فوق الخشبة على الرغم من أننا في مهرجان، كأن المخرج يقول إننا لم نتواجد من أجل المنافسة وهو حق مشروع، بل لمجرد التواجد فقط».
وأضاف: «أما على الصعيد التمثيلي، فأنا كنت أفضل له لو أنه اختار عنصراً آخر ليحل محله في التمثيل ويصب جام تركيزه على العملية الإخراجية، لأنه كما يقول المثل (راعي البالين جذاب)، خصوصاً أنها ليست تجربته الأولى في الإخراج».
المصدر : جريدة الراي (http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=465436&date=20092013)
محمد المهنا: المنهج الأرسطي غاب عن «عجوز... آن»
http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2013/09/20/7f719ab5-6f0c-4a6d-9b7d-6121c02ebbb1_main.jpg
| كتب علاء محمود |
عقب انتهاء العرض المسرحي «عجوز.. آن»؛ أقيمت ندوة تطبيقية أدارها الإعلامي أحمد الفضلي الذي عرّف الحضور بالمخرج والمؤلف مع سرد نبذة عن مسيرتهما المسرحية، ثم منح المجال أمام المعقّب الرئيسي على العرض المسرحي الدكتور محمد المهنّا الذي قدّم ورقة بحث عن النص.
المهنا قال: «عرض مسرحية «عجوز.. آن» انطلق من مفهوم تأمل الإنسان بما يحيطه منتقياً مرحلة زمنية محددة من حياة الفرد وهي مرحلة الشيخوخة لما تتسم به من تعقيد، وما نراه على خشبة المسرح مشهداً يجمع بين عجوزين يخوضان في أحاديث متعددة تكشف عن معاناة مشتركة تجمعها معاً في هذه المرحلة في مسيرة حياتهما. والمحرك الأساسي لهذه المعاناة يكمن في خلل العلاقة بين كل واحد منهما ومحيطه الكوني والاجتماعي بشكل خاص. فأحدهما يعاني من حالة عزلة بعدما هجره أبناءه، والاخر لم يتمكن من تكوين أسرة بعد علاقة حب لم يكتب لها النجاح».
وأضاف: «هناك ثلاثة محاور أساسية يمكن التوقف عندها وفق الفترة الزمنية المتاحة، وهي بنية النص وخصائص الشخصية الدرامية وملامحها والقضايا الفكرية في النص التي تمثل قضايا مبعثرة على الصعيد الموضوعي، لكنها من الناحية الفنية تدعّم بنية النص عبر تشكيلها لوحات متتابعة يجمعها عنوان واحد هو معاناة العجوزين، وبالنسبة إلى بنية النص فنلاحظ أنها لا تتصل بأي نمط من الأنماط التقليدية الأرسطية، إذ تخلو من تصاعد الحدث الدرامي نحو الذروة، بل يعتمد على بنية درامية دائرية تبدأ بنقطة وتنتهي عندها مجدداً. وهنا نصل إلى أن المؤلف نجح في استخدام تقنية خاصة لبناء نصّه تعتمد على توظيف فعل الغناء الذي تتداعى معه الذكريات وتستحضر معها قضايا حيّة للنقاش».
بعدها فتح المجال أمام الحضور لطرح آرائهم في ما شاهدوه فوق خشبة المسرح، فقالت الزميلة ليلى أحمد: «العرض كان في إطار ديكور تجريدي إلى درجة أننا كنّا بخلاء في التعبير عن المكان «دار العجزة»، إذ احتوى على عدد من القطع الخشبية التي لم توظف جيداً، كما أنها لم تحتو على نافذة، ما جعل المكان معتماً. أما على صعيد القصة، فهي لا شك قد تكون واقعية، لكن العمل كان يدور في إطار سردي وليس درامياً، إذ لم نشهد حبكة أو قصّة تتصاعد. ومن الأمر الملاحظ غياب الماكياج الذي لم يوحِ بأن الشابين فعلاً عجوزان، وكذلك الأزياء لم ترمز إلى دولة معيّنة بحد ذاتها كنوع من التغريب والابتعاد عن الواقع. أما الغناء باللهجتين المصرية والعراقية، فهما محاولة تغريب أخرى اتبعها المخرج للابتعاد عن القصة كأن مجتمعاتنا تخلو من هذه المأساة. وفي ما يخص الجانب الإيجابي في هذا العمل، فأعترّ بأن مشاركة الإمارات في المهرجان وخروجها من أجواء التراث».
وبدوره توجّه الأستاذ دخيل بالسؤال إلى المسؤولين عن فرقة «مسرح الشباب للفنون»: «هل هذا هو النص الوحيد الذي وقع اختيارهم عليه أم ان هناك نصوصاً أخرى تم تقدميها وأتمنى أن تكون الإجابة بالنفي؟، لأننا شاهدنا ضبابية فوق خشبة المسرح، فلماذا التغريب ونحن في بقعة أرض سقفها في الحرية والرأي مفتوح سواء في الإمارات أم الكويت. لمست عملية تساهل في العملية الإخراجية والإبداعية فوق الخشبة على الرغم من أننا في مهرجان، كأن المخرج يقول إننا لم نتواجد من أجل المنافسة وهو حق مشروع، بل لمجرد التواجد فقط».
وأضاف: «أما على الصعيد التمثيلي، فأنا كنت أفضل له لو أنه اختار عنصراً آخر ليحل محله في التمثيل ويصب جام تركيزه على العملية الإخراجية، لأنه كما يقول المثل (راعي البالين جذاب)، خصوصاً أنها ليست تجربته الأولى في الإخراج».
المصدر : جريدة الراي (http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=465436&date=20092013)