المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا مثل الصراصير لا أموت!


اللجنة الإخبارية والصحافية
28-10-2013, 06:22 PM
ساندرا بولوك
أنا مثل الصراصير لا أموت!

فور مشاهدة فيلم Gravity، تبدو ساندرا بولوك الخيار المنطقي لأداء دور المهندسة الطبية التي تعمل في «ناسا» وتطوف في الفضاء وتفتقر إلى الأوكسجين بعد تحطّم مكوكها الفضائي. لكن كيف علم المخرج ألفونسو كوارون أن بولوك كانت الممثلة المناسبة لهذا الدور؟ في الحوار أدناه، لن تصف بولوك (49 عاماً) خوفها من طائرة Vomit Comet فحسب، بل ستخبرنا أيضاً بما شعرت حين علمت أن كوارون لم يبلغها بأنه قرر الحد من التصوير في الطائرة واللجوء إلى مواقع ضخمة في لندن لتصوير جميع المشاهد.
هل حذفتِ أفلام الفضاء من لائحتك المفضلة؟
لم تكن أفلام الفضاء واردة على لائحتي يوماً. لم أحدد أصلاً أي لائحة بالأمور التي أريد القيام بها. وكنت أفكر كثيراً بهذا الموضوع أخيراً. لماذا لم أحدد يوماً لائحة بالمشاريع التي أريد تحقيقها؟
وما هو الجواب الذي توصلتِ إليه؟
أدركتُ، بكل سرور، أنني قمت بكل ما كنت أتمناه. لذا لم أكن بحاجة إلى أي لائحة.
هل تعنين أنك لم تضعي يوماً لائحة بالأمور التي تريدين فعلها ولم تقومي بها سابقاً؟
مهنياً، كل ما أردته هو القيام بما يتسنى للرجال فعله. أردتُ الفوز بأدوار متعددة الوجوه كتلك التي يؤديها الرجال. تشعر كل امرأة تعمل في هذا المجال بالأمر نفسه منذ فترة طويلة. لكن ليس قبل الثمانينات طبعاً. كانت الفرص متعددة قبل تلك الحقبة. بدت أدوار النساء حينها متنوعة وحماسية. لكن تغير الوضع قليلاً في الفترة الأخيرة.
كيف انعكس ذلك التحول على طريقة عملك؟
كل مرة أحصل فيها على دور معين، أتساءل كيف يمكن أن أقدمه بأفضل طريقة وكيف يمكن أن أجعله أكثر تعقيداً أو أضفي عليه نكهة فكاهية. لم أشأ أن أؤدي دور الزوجة أو الحبيبة بكل بساطة.
يبدو أن الوضع تغيّر مجدداً. هل من نقطة تحوّل معينة؟
في الكوميديا، أظن أن فيلم Bridesmaids كان نقطة التحول. حصل ذلك بفضل برنامجSaturday Night Live. مهّدت نساء البرنامج وفرقة The Groundlingsلهذا التحول بطريقة تدريجية. لو لم يفعلن ذلك، لما صدرت أفلام مثل Bridesmaids أو The Heat.
هل تظنين أنك كنت لتفوزي بهذا الدور في فيلم Gravity لولا فوزك بجائزة أوسكار عن فيلم The Blind Side؟
لا أعلم. يجب طرح هذا السؤال على شركة الإنتاج. حين فزتِ بجائزة الأوسكار، هل فكرت بأن هذا الإنجاز سيفتح آفاقاً جديدة لك؟ لا. كنت أفكر بأمور كثيرة أخرى خلال ليلة فوزي بالأوسكار ولا علاقة لها بتأثير الجائزة على مسيرتي المهنية (تضحك). هذا صحيح. كنت تنجزين معاملات تبني ابنك لويس سراً في أسبوع حفلة الأوسكار. بالمناسبة، من قال إن ساندرا بولوك لا تستطيع كتم الأسرار؟
كل من يعرفني يعلم أنني سأموت وأنا أكتم الأسرار. إذا طلب مني أحد عدم إفشاء سر معين، فلن أفعل. لكن كان عقلي في مكان آخر هذه المرة.
ماذا تتذكرين عن تلك الليلة؟
لا يكفّ الناس عن طرح هذاالسؤال لكني لا أتذكر الكثير. كل ما أتذكره هو أنني أردت العودة إلى المنزل لإطعام الطفل في منتصف الليل وأنني كنت محاصرة في ذلك الثوب، ففكرتُ كيف يمكن أن أطعم الطفل وأنا في ذلك الثوب؟ انتهى بي الأمر بإطعامه وأنا بثوب الأوسكار لأنني لم أستطع خلعه في الوقت المناسب.
الي أي حد شعرتِ بالحماسة حين طُلب منك المشاركة في أول فيلم فضائي لك؟ لم أفكر بهذه الطريقة. فكرتُ بأنّ ما يُطلب مني هو المشاركة في فيلم لألفونسو كوارون. هو النموذج المثالي بالنسبة إلي. فنان بمعنى الكلمة. وهو الشخص الذي أتأثر به لفعل كل شيء. أحث الناس على مشاهدة أفلامه. لا شك في أنك شعرتِ بسعادة فائقة حين تسنّت لك فرصة العمل معه. ليس تحديداً. جاء العرض في وقتٍ لم أرغب فيه بالعمل. لم أكن أملك ما أقدمه. ما كان رد فعله تجاه قلة حماستك؟ قال إنه قادم إلى أوستن للتحدث معي. كنت متحمسة للقائه لكني تمنيّتُ لو لم أكن معجبة به. في حالات كثيرة، نقابل شخصاً نعشقه لكنه يخيّب أملنا. لماذا ظننت أنك لا تستطيعين تقديم شيء في تلك الفترة؟ كنت أماً جديدة. شعرت ببعض الخمول لفترة وكنت متعبة. كل ما أردته هو الحفاظ على نمط حياتي وعدم خوض تجارب جديدة ما لم أتمتع بكامل قوتي. مررت بهذه المرحلة سابقاً، لكن ليس بسبب طفل، بل عندما أوقفت مسيرتك المهنية وامتنعت عن العمل لفترة. نعم، سبق وعلّقتُ نشاطاتي. لا بد من الإصغاء إلى الجسم. يجب أن نحترمه، لكنّ هذا المجال لا يريدنا أن نحترمه. ما الذي غيّر رأيك؟ قابلتُ ذلك الرجل. تأثرتُ به كثيراً وتفاعلت مع رحلة نشوء هذا الفيلم، لا من ناحية تقنية بل من وجهة نظر عاطفية وسردية. أحب هذا الرجل. لدينا آراء متشابهة وقد شعرتُ بأنني أثق بهذا الشخص. حين غادر أوستن، كان قد أثار فضولي. لقد كنت متحمسة إذاً من الناحية النفسية؟ لا. حصلتُ على فرصة العمل مع هذا الرجل العظيم لكني لم أستطع تقديم شيء. لم أعلم كيف يجب أن أتصرف. تنم هذه المشاعر عن خوف حقيقي. هل تشعرين بالخوف من أي مشروع سينمائي؟ أشعر بذلك عند البدء بتصوير كل فيلم. أوافق على المشروع ثم أشعر بالهلع وأحاول الانسحاب. يحصل ذلك في كل مرة. حقاً! أفكر بأن العمل سيكون فاشلاً وأريد أن ينقذني أحد منه. وبالفعل تكون المشاريع فاشلة حيناً وناجحة أحياناً. أليس مذهلاً أن تصمد ساندرا بولوك في هوليوود مع هذا السلوك؟ إنه أمر مذهل فعلاً. أنا مثل الصراصير لا أموت! لم أقصد أن أقارنك بالصراصير. قارنت نفسي بها ولا مانع لدي. بعدما تغلّبتِ على خوفك وقبلت الدور، ماذا حدث في المرحلة اللاحقة؟ أخبرني بأن الفيلم كله سيتم تصويره في طائرة Vomit Comet. فأخبرته بأنني أخاف حتى الموت من الطيران. كان الأمر بمثابة مؤشر آخر يحثني على عدم المشاركة في الفيلم. لم يكن هذا النوع من المشاريع مريحاً بالنسبة إلي. كيف تجاوزتِ تلك المشكلة؟
أقنعتُ نفسي بأن الكون يأخذني إلى مكان يجب أن أكتشفه. حالما حضر جورج (شريكها في البطولة جورج كلوني)، كدت أبكي. قلتُ في نفسي: «لحسن حظي أني أعرفه. أعلم أنه لا يعرف حقيقة المشروع أيضاً ولكنه معجب بألفونسو». كنا نحن الاثنان جديدين في عالم ألفونسو. لكني شعرتُ بالامتنان لوجود شخص مألوف على الأقل من حولي. لا شك في أنك ابتهجتِ حين أخبرك ألفونسو بأنه غيّر رأيه ولن يستعمل الطائرة؟ لم يخبرني بذلك. جعلوني عمداً أظن أن التصوير سيحصل في الطائرة. ولم يخبرني جورج بذلك إلا قبل بضعة أيام من سفرنا إلى لندن. لماذا لم يخبروك؟ أظن أن الأمر كان ليخفف بعض مخاوفك. أخبرني المنتج لاحقاً أنهم قرروا عدم إبلاغي بذلك لأنهم ظنوا أنني سأشعر بحماسة شديدة حين أعرف أننا لن نصور في الطائرة لدرجة أنني كنت لأنفذ كل ما يطلبونه مني بكل سرور. كانوا محقين.




المصدر : جريدة اخبار الخليج (http://www.akhbar-alkhaleej.com/13002/article/53807.html)