بحر الحب
11-09-2009, 03:17 PM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/11/a359df7d-134d-40d6-b76a-a2e31d9c6973_main.jpg
النجم الانيق.. الانسان الرائع.. هكذا هو نجمنا الكبير الفنان محمد المنصور، ابن الاسرة الفنية، التي اعطت للحركة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي الكثير من الانجازات والبصمات الفنية، عبر مسيرة طويلة، تتجاوز الأربعة عقود، واستسمح القراء عذرا، اذا ما قلت ان علاقتني مع هذا الانيق الرائع، تعود الى ايام البدايات الاولى، لكل منا، فكان دائما، الاخ.. والصديق.. وقبل كل هذا وذاك، الفنان الملتزم، الذي يعرف خطواته جيدا، عبر اختيارات فنية عالية الجودة، وحضور يتجاوز الاطر المحلية، الى الفضائين الخليجي والعربي الارحب والاشمل والاوسع، وهو دائما، السفير الفني، الذي يحمل اسم الكويت بين ضلوعه، ويمتلك قاعدة عريضة من العلاقات الفنية، التي تغطي العالم العربي.
ومن يقترب من الفنان الكبير محمد المنصور، يقترب من عوالمه الشذية بالمحبة.. والتواصل.. والحميمية.. والعمق الانساني الثري بالنتاجات التي طرزت حروف اسمه في ذاكرة الحرفة الفنية وفي وجدان المشاهد العربي في كل مكان... يخصنا «ابو عبدالله» بالكثير من وقته.. من اجل توثيق شيء من ذكريات البداية والمشوار الفني المتميز. دعنا نتوقف في هذه المحطة، عند المكانة والمعزة التي تمتلكها لشقيقك المغفور له المخرج الكبير - عبدالعزيز المنصور - ولعلي أعرف جيداً مكانته الكبيرة في قلوب «عيال المنصور» وقلبك أنت بالذات؟
رحمه الله - أخي الفنان والانسان والأخ والحبيب والصديق عبدالعزيز المنصور، فهو بكل عطاءاته فنان، بدأ معنا وفي مرحلة مبكرة من مشوارنا، حيث سافر الى القاهرة في الستينيات لدراسة فن الماكياج.. وهناك عمل في أفلام عدة ومن بينها فيلم «أبي فوق الشجرة» مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، كما عمل مع المخرج الكبير حسين كمال في كم آخر من الأعمال السينمائية..
وبعد عودته عمل مع كبار المخرجين سواء في المسرح أو التلفزيون، اشتغل جميع الأعمال المسرحية التي قدمها المخرج الراحل صقر الرشود سواء في فرقة مسرح الخليج أو غيرها.. وعمل مع أخي الكبير منصور المنصور، كما عمل مع المخرج خالد الصديق في جميع أعماله، سواء «بس يا بحر» و«عرس الزين» وكان يمارس الماكياج وأيضاً يساعد في الاخراج سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ما ساهم في ان يخضع لكم من التجارب الفنية العالية المستوى التي أكدت موهبته وصقلت تجربته...
كان عاشقاً كبيراً للفن...
عفواً للمقاطعة، بوعبدالله، أنا أريدك ان تتحدث عن «بوسعود» لأنه يعاني من الظلم الإعلامي، وأنتم خير من يتحدث عن هذا الراحل الكبير.
أعماله تعتبر بمثابة المخطوطات التي تسير على منهجها النسبة الأكبر من المخرجين من أجيال التلفزيون، وبرحيله خسرت صناعة الدراما والحركة الفنية مبدعاً وفناناً كبيراً...
ويستطرد: وأكرر بان أعماله مخطوطات، يلجأ إليها الجميع، من أجل دراسة فن الاخراج التلفزيوني على وجه الخصوص، وأعماله وبصماته خالدة في وجدان وذاكرة المشاهدين محلياً وخليجياً وعربياً.
وحينما أقول مثل هذا الأمر، أنا أعني ما أقول، لأنه لا أحد يستطيع ان ينكر فضل ومكانة وقيمة الراحل عبدالعزيز المنصور.
واليوم فان تلك الأعمال، باتت مرجعاً للجميع يستلهمون منها أعمالهم، من حيث حركة الكاميرا وتصميم المشهد وغيرهما من الحرفيات الفنية ومنها التعامل مع الممثل، حيث كان «بوسعود» يشتغل طويلاً على الممثل.
وأكرر له ما كان يقوله - رحمه الله - بانه حينما كان يرسم كادراً أو مشهداً، فانه يريده ان يكون غنياً بالقيمة والفكر والفن والابعاد.
وكل ما كان من الكوادر التي قدمها في أعماله التلفزيونية، ظلت عامرة بذلك الثراء الفكري، فالمشهد عن حالة متكاملة - يمكن من خلالها اختصار الفن والقضية والموضوع.
ويتابع: وكان - رحمه الله - حريصاً على تطوير العلاقة مع المشاهد، وهو «المتلقي» بحيث يمنحه جرعة عالية المستوى من الفن، ما ساهم في اثراء الدراما التلفزيونية بشكل عام، واستطيع ان اقول بان المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور هو احد مؤسسي المرحلة الجديدة من تاريخ الدراما التلفزينية الكويتية والخليجية بأشكالها ومضامينها.
ويستطرد متحدثا عن حصاد شقيقه عبدالعزيز المنصور قائلا: وخلال مشواره الفني، حصد الفنان الراحل عبدالعزيز المنصور كماً من الجوائز على صعيد المسرح ايضا، في كثير من المهرجانات والملتقيات، وما يحزن انه لم يُقَدر على صعيد الدولة رغم المكانة المرموقة التي بلغها، والبصمات التي حققها، واللغة الفنية التي كان يتفرد بها.
ويكمل: كل عمل من اعماله يمثل قيمة عالية، اعتبارا من اول عمل، حتى آخر عمل وهو «جادة 7» الذي حصد كثيراً من الاهتمام والنجاح والانتشار ولايزال يُطلب هذا العمل او ذاك للعرض في هذه القناة او تلك.
بعد هذه المحطة، ومن قبلها في الحلقات السابقة حدثنا عن محطة «بس يا بحر» دعنا ننتقل الى محطة لا تقل اهمية، وهي محطة مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» والتي اعتبرها احدى النقلات المهمة في مسيرتك، واتشرف بان اكون احد شهودها.. ومتابعيها في تلك المرحلة من تاريخ الكويت والحركة الفنية والمسرحية.
كوّن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في زمن المغفور له عبدالعزيز حسين، فرقة مسرحية تحت مسمى فرقة المسرح الاهلي، وتم اختيار مسرحية «على جناح التبريزي وتابعه قفة» تأليف الكاتب العربي الفريد فرج واخراج المغفور له صقر الرشود، وتم تشكيل الفرقة التي ضمت عناصر تمثل الفرق المسرحية الاربعة، وكنا بمثابة المنتخب، لقد كانت في الدول العربية صيغ لما يسمى بالمسرح القومي، سواء في مصر او سورية او العراق، ولكننا قدمنا خطوة جديدة في التعامل مع العمل المسرحي القومي، من خلال هذه الفرقة التي جمعت نجوم الكويت من خلال نص عربي ثري بطروحاته ومعانيه، ومعالجة مسرحية شكلت نقلة في المسرح في الكويت والعالم العربي.
ويستطرد: قدمنا العرض الاول في مهرجان دمشق المسرحي وحصدنا الجائزة الاولى، حيث حصدت الاقبال وايضا الكتابات النقدية، وتحولت الجلسة النقدية الصباحية التي شارك بها اهم نقاد المسرح في العالم العربي الى جلسة اطراء واشادة وتبشير بالمسرح الكويتي وكوادره اعتبارا من المخرج صقر الرشود الى بقية عناصر الفرقة.
وقد شددوا على فضاء الحرية، وايضا الجرأة، وهذا ما نلمسه دائما في عروض المسرح الكويتي.
ويستطرد: دعني اروي لك حكاية، حينما قدمنا لاحقا مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» في المغرب وكان ذلك في بداية الثمانينيات، وللمصادفة، ان المنتخب الوطني الكويتي لكرة القدم يومها كان قد فاز على المنتخب المغربي 2-1، وفي اليوم ذاته وفي المساء قدمنا مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» فكان ان خرج النقاد والجمهور يقولون: «لقد غلبتونا في كرة القدم (2-1) وفي المسرح غلبتونا (3-0) لما يحمله عملكم من طرح فني وجرأة فنية عالية الجودة. وتم التركيز على موضوع «الجرأة» وهذا ما اتصف به المسرح في الكويت بطروحاته وموضوعاته وقضاياه التي يعالجها، والتي تذهب بعيدا في التصدي لقضايا الانسان والمجتمع. بعيدا عن الابتذال.
ويكمل: وحينما حل الابتذال والتهريج.. قررت انا وكثيرون من نجوم المسرح الابتعاد عن المسرح، لانه ابتعد عن طروحاته الحقيقية الرفيعة المستوى.
نعود مجددا الى «على جناح التبريزي»؟
نعم، حينما عرضنا مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» في مهرجان دمشق المسرحي، ومن بعدها في تونس والقاهرة، لا يمكن وصف الحالة التي عشناها، لقد بكينا من الفرح لهذا النجاح الذي حصده العمل. واتذكر بأننا عملنا بروفات «25» يوماً فقط، وكنا نواصل الليل بالنهار، وهناك معنا مجاميع كثيرة، وكنا نبدأ من الثامنة ليلا حتى الثامنة صباحا، وبلياقة عالية، من اجل انجاز هذه التجربة الفنية، التي اصبحت لاحقا علاقة خالدة في تاريخ المسرح في الكويت والعالم العربي.
بودي ان اشير، الى انني تابعت جوانب من تلك البروفات، وايضا عروض الجزال، التي اجراها المرحوم صقر الرشود وقبيل سفركم الى دمشق، كان الفريق يمتاز بروح الاسرة والفريق الواحد، وهذا ما انعكس ايجابيا على العمل؟
اجل، هذا ما حرص عليه جميع الكوادر، سواء صقر الرشود، او جميع الكوادر، لقد كنا امام تضحيات كبيرة، لمسابقة الزمن، وتقديم هذا العمل التحفة، وقدمنا البروفات والعروض الجزال في كيفان «مسرح عبدالعزيز المسعود». وكنا داخل المسرح لا نعرف الوقت، وكنا نتفاجأ بأن النهار طلع علينا حينما يدخل علينا العمال في الصباح، ونحن لانزال نعمل وبحماسة شديدة.
ويستطرد:
وفي دمشق، كان عرضنا الثاني، ومن ذلك اليوم، ونحن نحتل المقدمة، واشير الى ان نجوم اليوم في الدراما والمسرح السوري، كان اغلبهم من نجوم المسرح الجامعي في ذلك الوقت، وقد قاموا بحملنا على الاعناق والاكتاف، وهم يسيرون بنا، من مسرح الحمراء الى فندق الشرق وسط احتفاء وغناء وتقدير.. كنا فريقاً ضخماً.. ومعنا فرقة العميري للفنون الشعبية ومعهم كان الموسيقار غنام الديكان ونجم العميري، وهذا ما ساهم في مزج ما هو شعبي بما هو عربي، ومنح العمل خصوصية عالية. وكان جميع الفنانين بعد العرض يرددون الاغاني الشعبية التي كانت فرقة العميري تشدو بها في المسرحية، علما بأن اعضاء الفرقة يشاركون يومها لاول مرة في عرض مسرحي. وتحولوا الى جزء من العرض المسرحي. وادخال الموروث الشعبي ليتحول إلى كيان وصلب العرض.
ويستطرد: وهنا اتذكر، ما قاله وردده الراحل الكاتب الفريد فرج حول مسرحيته «علي جناح التبريزي» حينما قال إنه شاهد هذه المسرحية مئات المرات وترجمت لعدة لغات، الا انها بما قدمه الراحل صقر الرشود وهي بشكلها الحقيقي الذي كنت اريده واتمناه، وهو عرف ليس له مثيل، وقام الفريد فرج بتقديم نسخة من ذلك العرض في عدد من المهرجانات والملتقيات حول العالم من بينها المانيا وفرنسا وايطاليا. واتذكر وهو امر لن انساه.. حينما حملنا نجوم المسرح الجامعي في سورية على اكتفاهم من مسرح الحمراء «كما اسلفت» الى فندق الشرق، بعد تقديم عرضنا الاول في مهرجان دمشق المسرحي.
وهم يرددون تلك اللزمة الغنائية الجميلة التي تقول: الا بالله.. بالله.. على العاشقين». يتبع
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/11/0ba588a3-cd95-4884-8648-008763783fac_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165606
النجم الانيق.. الانسان الرائع.. هكذا هو نجمنا الكبير الفنان محمد المنصور، ابن الاسرة الفنية، التي اعطت للحركة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي الكثير من الانجازات والبصمات الفنية، عبر مسيرة طويلة، تتجاوز الأربعة عقود، واستسمح القراء عذرا، اذا ما قلت ان علاقتني مع هذا الانيق الرائع، تعود الى ايام البدايات الاولى، لكل منا، فكان دائما، الاخ.. والصديق.. وقبل كل هذا وذاك، الفنان الملتزم، الذي يعرف خطواته جيدا، عبر اختيارات فنية عالية الجودة، وحضور يتجاوز الاطر المحلية، الى الفضائين الخليجي والعربي الارحب والاشمل والاوسع، وهو دائما، السفير الفني، الذي يحمل اسم الكويت بين ضلوعه، ويمتلك قاعدة عريضة من العلاقات الفنية، التي تغطي العالم العربي.
ومن يقترب من الفنان الكبير محمد المنصور، يقترب من عوالمه الشذية بالمحبة.. والتواصل.. والحميمية.. والعمق الانساني الثري بالنتاجات التي طرزت حروف اسمه في ذاكرة الحرفة الفنية وفي وجدان المشاهد العربي في كل مكان... يخصنا «ابو عبدالله» بالكثير من وقته.. من اجل توثيق شيء من ذكريات البداية والمشوار الفني المتميز. دعنا نتوقف في هذه المحطة، عند المكانة والمعزة التي تمتلكها لشقيقك المغفور له المخرج الكبير - عبدالعزيز المنصور - ولعلي أعرف جيداً مكانته الكبيرة في قلوب «عيال المنصور» وقلبك أنت بالذات؟
رحمه الله - أخي الفنان والانسان والأخ والحبيب والصديق عبدالعزيز المنصور، فهو بكل عطاءاته فنان، بدأ معنا وفي مرحلة مبكرة من مشوارنا، حيث سافر الى القاهرة في الستينيات لدراسة فن الماكياج.. وهناك عمل في أفلام عدة ومن بينها فيلم «أبي فوق الشجرة» مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، كما عمل مع المخرج الكبير حسين كمال في كم آخر من الأعمال السينمائية..
وبعد عودته عمل مع كبار المخرجين سواء في المسرح أو التلفزيون، اشتغل جميع الأعمال المسرحية التي قدمها المخرج الراحل صقر الرشود سواء في فرقة مسرح الخليج أو غيرها.. وعمل مع أخي الكبير منصور المنصور، كما عمل مع المخرج خالد الصديق في جميع أعماله، سواء «بس يا بحر» و«عرس الزين» وكان يمارس الماكياج وأيضاً يساعد في الاخراج سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ما ساهم في ان يخضع لكم من التجارب الفنية العالية المستوى التي أكدت موهبته وصقلت تجربته...
كان عاشقاً كبيراً للفن...
عفواً للمقاطعة، بوعبدالله، أنا أريدك ان تتحدث عن «بوسعود» لأنه يعاني من الظلم الإعلامي، وأنتم خير من يتحدث عن هذا الراحل الكبير.
أعماله تعتبر بمثابة المخطوطات التي تسير على منهجها النسبة الأكبر من المخرجين من أجيال التلفزيون، وبرحيله خسرت صناعة الدراما والحركة الفنية مبدعاً وفناناً كبيراً...
ويستطرد: وأكرر بان أعماله مخطوطات، يلجأ إليها الجميع، من أجل دراسة فن الاخراج التلفزيوني على وجه الخصوص، وأعماله وبصماته خالدة في وجدان وذاكرة المشاهدين محلياً وخليجياً وعربياً.
وحينما أقول مثل هذا الأمر، أنا أعني ما أقول، لأنه لا أحد يستطيع ان ينكر فضل ومكانة وقيمة الراحل عبدالعزيز المنصور.
واليوم فان تلك الأعمال، باتت مرجعاً للجميع يستلهمون منها أعمالهم، من حيث حركة الكاميرا وتصميم المشهد وغيرهما من الحرفيات الفنية ومنها التعامل مع الممثل، حيث كان «بوسعود» يشتغل طويلاً على الممثل.
وأكرر له ما كان يقوله - رحمه الله - بانه حينما كان يرسم كادراً أو مشهداً، فانه يريده ان يكون غنياً بالقيمة والفكر والفن والابعاد.
وكل ما كان من الكوادر التي قدمها في أعماله التلفزيونية، ظلت عامرة بذلك الثراء الفكري، فالمشهد عن حالة متكاملة - يمكن من خلالها اختصار الفن والقضية والموضوع.
ويتابع: وكان - رحمه الله - حريصاً على تطوير العلاقة مع المشاهد، وهو «المتلقي» بحيث يمنحه جرعة عالية المستوى من الفن، ما ساهم في اثراء الدراما التلفزيونية بشكل عام، واستطيع ان اقول بان المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور هو احد مؤسسي المرحلة الجديدة من تاريخ الدراما التلفزينية الكويتية والخليجية بأشكالها ومضامينها.
ويستطرد متحدثا عن حصاد شقيقه عبدالعزيز المنصور قائلا: وخلال مشواره الفني، حصد الفنان الراحل عبدالعزيز المنصور كماً من الجوائز على صعيد المسرح ايضا، في كثير من المهرجانات والملتقيات، وما يحزن انه لم يُقَدر على صعيد الدولة رغم المكانة المرموقة التي بلغها، والبصمات التي حققها، واللغة الفنية التي كان يتفرد بها.
ويكمل: كل عمل من اعماله يمثل قيمة عالية، اعتبارا من اول عمل، حتى آخر عمل وهو «جادة 7» الذي حصد كثيراً من الاهتمام والنجاح والانتشار ولايزال يُطلب هذا العمل او ذاك للعرض في هذه القناة او تلك.
بعد هذه المحطة، ومن قبلها في الحلقات السابقة حدثنا عن محطة «بس يا بحر» دعنا ننتقل الى محطة لا تقل اهمية، وهي محطة مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» والتي اعتبرها احدى النقلات المهمة في مسيرتك، واتشرف بان اكون احد شهودها.. ومتابعيها في تلك المرحلة من تاريخ الكويت والحركة الفنية والمسرحية.
كوّن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في زمن المغفور له عبدالعزيز حسين، فرقة مسرحية تحت مسمى فرقة المسرح الاهلي، وتم اختيار مسرحية «على جناح التبريزي وتابعه قفة» تأليف الكاتب العربي الفريد فرج واخراج المغفور له صقر الرشود، وتم تشكيل الفرقة التي ضمت عناصر تمثل الفرق المسرحية الاربعة، وكنا بمثابة المنتخب، لقد كانت في الدول العربية صيغ لما يسمى بالمسرح القومي، سواء في مصر او سورية او العراق، ولكننا قدمنا خطوة جديدة في التعامل مع العمل المسرحي القومي، من خلال هذه الفرقة التي جمعت نجوم الكويت من خلال نص عربي ثري بطروحاته ومعانيه، ومعالجة مسرحية شكلت نقلة في المسرح في الكويت والعالم العربي.
ويستطرد: قدمنا العرض الاول في مهرجان دمشق المسرحي وحصدنا الجائزة الاولى، حيث حصدت الاقبال وايضا الكتابات النقدية، وتحولت الجلسة النقدية الصباحية التي شارك بها اهم نقاد المسرح في العالم العربي الى جلسة اطراء واشادة وتبشير بالمسرح الكويتي وكوادره اعتبارا من المخرج صقر الرشود الى بقية عناصر الفرقة.
وقد شددوا على فضاء الحرية، وايضا الجرأة، وهذا ما نلمسه دائما في عروض المسرح الكويتي.
ويستطرد: دعني اروي لك حكاية، حينما قدمنا لاحقا مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» في المغرب وكان ذلك في بداية الثمانينيات، وللمصادفة، ان المنتخب الوطني الكويتي لكرة القدم يومها كان قد فاز على المنتخب المغربي 2-1، وفي اليوم ذاته وفي المساء قدمنا مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» فكان ان خرج النقاد والجمهور يقولون: «لقد غلبتونا في كرة القدم (2-1) وفي المسرح غلبتونا (3-0) لما يحمله عملكم من طرح فني وجرأة فنية عالية الجودة. وتم التركيز على موضوع «الجرأة» وهذا ما اتصف به المسرح في الكويت بطروحاته وموضوعاته وقضاياه التي يعالجها، والتي تذهب بعيدا في التصدي لقضايا الانسان والمجتمع. بعيدا عن الابتذال.
ويكمل: وحينما حل الابتذال والتهريج.. قررت انا وكثيرون من نجوم المسرح الابتعاد عن المسرح، لانه ابتعد عن طروحاته الحقيقية الرفيعة المستوى.
نعود مجددا الى «على جناح التبريزي»؟
نعم، حينما عرضنا مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» في مهرجان دمشق المسرحي، ومن بعدها في تونس والقاهرة، لا يمكن وصف الحالة التي عشناها، لقد بكينا من الفرح لهذا النجاح الذي حصده العمل. واتذكر بأننا عملنا بروفات «25» يوماً فقط، وكنا نواصل الليل بالنهار، وهناك معنا مجاميع كثيرة، وكنا نبدأ من الثامنة ليلا حتى الثامنة صباحا، وبلياقة عالية، من اجل انجاز هذه التجربة الفنية، التي اصبحت لاحقا علاقة خالدة في تاريخ المسرح في الكويت والعالم العربي.
بودي ان اشير، الى انني تابعت جوانب من تلك البروفات، وايضا عروض الجزال، التي اجراها المرحوم صقر الرشود وقبيل سفركم الى دمشق، كان الفريق يمتاز بروح الاسرة والفريق الواحد، وهذا ما انعكس ايجابيا على العمل؟
اجل، هذا ما حرص عليه جميع الكوادر، سواء صقر الرشود، او جميع الكوادر، لقد كنا امام تضحيات كبيرة، لمسابقة الزمن، وتقديم هذا العمل التحفة، وقدمنا البروفات والعروض الجزال في كيفان «مسرح عبدالعزيز المسعود». وكنا داخل المسرح لا نعرف الوقت، وكنا نتفاجأ بأن النهار طلع علينا حينما يدخل علينا العمال في الصباح، ونحن لانزال نعمل وبحماسة شديدة.
ويستطرد:
وفي دمشق، كان عرضنا الثاني، ومن ذلك اليوم، ونحن نحتل المقدمة، واشير الى ان نجوم اليوم في الدراما والمسرح السوري، كان اغلبهم من نجوم المسرح الجامعي في ذلك الوقت، وقد قاموا بحملنا على الاعناق والاكتاف، وهم يسيرون بنا، من مسرح الحمراء الى فندق الشرق وسط احتفاء وغناء وتقدير.. كنا فريقاً ضخماً.. ومعنا فرقة العميري للفنون الشعبية ومعهم كان الموسيقار غنام الديكان ونجم العميري، وهذا ما ساهم في مزج ما هو شعبي بما هو عربي، ومنح العمل خصوصية عالية. وكان جميع الفنانين بعد العرض يرددون الاغاني الشعبية التي كانت فرقة العميري تشدو بها في المسرحية، علما بأن اعضاء الفرقة يشاركون يومها لاول مرة في عرض مسرحي. وتحولوا الى جزء من العرض المسرحي. وادخال الموروث الشعبي ليتحول إلى كيان وصلب العرض.
ويستطرد: وهنا اتذكر، ما قاله وردده الراحل الكاتب الفريد فرج حول مسرحيته «علي جناح التبريزي» حينما قال إنه شاهد هذه المسرحية مئات المرات وترجمت لعدة لغات، الا انها بما قدمه الراحل صقر الرشود وهي بشكلها الحقيقي الذي كنت اريده واتمناه، وهو عرف ليس له مثيل، وقام الفريد فرج بتقديم نسخة من ذلك العرض في عدد من المهرجانات والملتقيات حول العالم من بينها المانيا وفرنسا وايطاليا. واتذكر وهو امر لن انساه.. حينما حملنا نجوم المسرح الجامعي في سورية على اكتفاهم من مسرح الحمراء «كما اسلفت» الى فندق الشرق، بعد تقديم عرضنا الاول في مهرجان دمشق المسرحي.
وهم يرددون تلك اللزمة الغنائية الجميلة التي تقول: الا بالله.. بالله.. على العاشقين». يتبع
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/11/0ba588a3-cd95-4884-8648-008763783fac_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165606