بحر الحب
12-09-2009, 03:59 PM
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/12/0e15b867-72cc-4f94-8552-5b182a97e885_main.jpg
النجم الانيق.. الانسان الرائع.. هكذا هو نجمنا الكبير الفنان محمد المنصور، ابن الاسرة الفنية، التي اعطت للحركة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي الكثير من الانجازات والبصمات الفنية، عبر مسيرة طويلة، تتجاوز الأربعة عقود، واستسمح القراء عذرا، اذا ما قلت ان علاقتني مع هذا الانيق الرائع، تعود الى ايام البدايات الاولى، لكل منا، فكان دائما، الاخ.. والصديق.. وقبل كل هذا وذاك، الفنان الملتزم، الذي يعرف خطواته جيدا، عبر اختيارات فنية عالية الجودة، وحضور يتجاوز الاطر المحلية، الى الفضائين الخليجي والعربي الارحب والاشمل والاوسع، وهو دائما، السفير الفني، الذي يحمل اسم الكويت بين ضلوعه، ويمتلك قاعدة عريضة من العلاقات الفنية، التي تغطي العالم العربي.
ومن يقترب من الفنان الكبير محمد المنصور، يقترب من عوالمه الشذية بالمحبة.. والتواصل.. والحميمية.. والعمق الانساني الثري بالنتاجات التي طرزت حروف اسمه في ذاكرة الحرفة الفنية وفي وجدان المشاهد العربي في كل مكان... يخصنا «ابو عبدالله» بالكثير من وقته.. من اجل توثيق شيء من ذكريات البداية والمشوار الفني المتميز.
ماذا يدعو فنان بمكانتك وقيمتك، وبعد هذا الكم من الشهادات والجوائز والافلام والمسلسلات والمسرحيات، يعود لدراسة المسرح من جديد، من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية؟
هذا الامر تم بنصيحة من اخي وصديقي الكبير د. نجم عبدالكريم، الذي دعاني الى مزيد من الدراسة لمزيد من تأكيد وترسيخ النجومية وتدعيم المسيرة الفنية.
واتذكر:
انني حينما بدأت العمل الفني، في مطلع الستينيات كان الراحل زكي طليمات، قد اسس معهداً للدراسات المسرحية او مركز الدراسات المسرحية، وكان يومها ايضا مشرف على فرقة المسرح العربي، وقد شاهد لي عدة اعمال مسرحية من بينها «فاتها القطار» وغيرها، وشاهد لي ايضا «الاسرة الضائعة» و«انا والايام» والحب الكبير» وقد التقيت به ذات يوم في مركز الدراسات المسرحية ورحب بي كثيرا، وقد اكد لي حبه واعجابه وانني امتلك موهبة فنية، ومع موهبتك لابد ان تصقلها بالدراسة والعمل الفني المتخصص، وخلي الدراسة سند بالنسبة لك، وكرر: «خلي هذه الكلمة مثل الحلق في اذنك». وفعلا كانت كذلك..
وتابع:
واتذكر للراحل زكي طليمات جملة يرددها ونقول «ما الفنان الا موسوعة متنقلة» وعليك ان تكون موسوعة فنية متنقلة.
وكذلك لم تذهب الى الدراسة في المركز؟
لم ادرس في المركز لانني لم اكد قد اكملت دراستي الثانوية، ولكن بقية الزملاء اكملوا دراستهم وذهبوا الى المعهد ومنهم الفنانون سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وجعفر المؤمن.. وبالذات جماعة المسرح العربي.
هل لأنك من مسرح الخليج لم تذهب للمركز؟
كلا.. كلا... انا وقتها لم اكن قد اكملت دراسي، وعلاقتي مع الجميع رائعة، بل ان علاقة فرقة مسرح الخليج، كما اسلفت اكثر من رائعة مع جميع الفرق وان كان بيننا تنافس، واكرر، المنافسة لاتعني الاختلاف وعدم التلاقي او الصداقة، لقد كنا نتزاور ونعمل في اعمال اخرى مشتركة مثل التلفزيون، بينما في المسرح فإن لكل فرقة مناخها وخصوصيتها واسلوبها.
لم تنقطع عن التمثيل خلال مراحل الدراسة؟
نعم، في المتوسطة كنت ادرس وأمثل، وفي الثانوية نفس الشيء، وايضا في معهد المعلمين، حتى وبعد سفري الى المملكة المتحدة كنت اعود في الاجازة لاقدم عرضا مسرحيا ثم اعود لاكمل دراستي. حتى وانا في المعهد العالي للفنون المسرحية كنت امثل وأمارس حرفتي وادارة المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت لنا كل الدعم والتسهيلات والرعاية.
في تلك الفترة كنت تعمل بنشاط وبلياقة عالية، واتذكر بأنك كنت تشارك في اكثر من عمل في وقت واحد؟
اجل كنت امارس اربع اعمال او اكون مرتبطاً في اربع اعمال في وقت واحد، في الصباح كنت ادرس وامارس مهنة التدريس، وفي فترة الظهيرة اذهب الى الاذاعة لانني عندي اعمال ومسلسلات اذاعية، وفي فترة المساء، اذهب الى التلفزيون لتصوير بعض الاعمال التلفزيونية وفور الانتهاء من التصوير، اذهب الى المسرح، حيث اكون مرتبطاً بعمل مسرحي جديد، كل هذا ضمن جدول زمني مرتب ومحكوم وذلك الامر كان يمنحني السعادة التامة لانني كنت اقدم الفن والشيء الذي احبه.
ويستطرد:
الامر لاينتهي عند ذلك، بعد المسرح اذهب الى منطقة الشعيبة او الجليعة لتصوير مشاهد فيلم «بس يابحر» وهكذا، وكنت انام قليلاً، وفي احيان كثيرة، كنت امام حينما يتم وضع الماكياج، لان الماكياج يأخذ وقتاً طويلا ربما ساعتين او اقل، وحتى ارتاح فانني اغفوا في ذلك الوقت، الامر لايخلو من مداعبات مصمم الماكياج، سواء شقيقي المرحوم عبدالعزيز المنصور ومصمم الماكياج الشهير محمد عبدالحميد او غيرهما من الذين عملت معهم.
هل تحدثني عن دفعتك في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
كنا في الدفعة ستة ندرس التمثيل والاخراج، وكان معي في الدفعة، عدد من الزملاء الفنانين من بينهم عبدالله ملك (البحرين).
قبل ان اكمل الحديث، هل تحدثنا عن جوانب من المعاناة الفنية؟
حياة الفنان ليست مفروشة بالورد، كما يعتقد البعض، هناك تعب وجهد يبذل في كل تجربة فنية نقدمها، ومصاعب لاتكاد تنتهي، وسهر وظروف جوية، ومشاكل مع الرقابة وغيرها.
وما اتمناه، انه في يوم من الايام حينما سيتم عرض مسلسل «اسد الجزيرة» الذي تم ايقافه، سيتعرف الجمهور على المعاناة والجهود الجبارة التي يقوم بها الفنانون من اجل انجاز هذا العمل او الشخصية.
ويستطرد:
لقد درست شخصية الراحل الكبير مبارك الصباح في مراحل متعددة، وقدمتها بمعايشة، بعد دراسة وتحليل للشخصية، ومشاهدة كم من الصور والوثائق، وأيضاً سؤال العديد من الشخصيات التي عاشت ذلك الزمان وتعرفت على تلك الشخصية الفذة التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ الكويت والمنطقة.
عمل يمثل مرحلة مهمة في مسيرتك؟
أجل، اعتقد بان شخصية مبارك الصباح في «أسد الجزيرة» أهم ما قدمت من الشخصيات، ولم أجسد هذه الشخصية الا بعد ان حصلت على الموافقات الرسمية الكاملة، ولكن سارت الأمور بشكل مختلف ولم يعرض العمل...
لقد استحضرت الشخصية، غيرت ملامحي، صبغت شعري وربيت لحيتي وقمت بزيادة وزني وكم آخر من الاحداثيات لتكون الشخصية، قريبة الشبيه الى شخصية المغفور له الشيخ مبارك الصباح، وهو شرف لي ان أجسد هذه الشخصية العظيمة.....
ويتذكر: والآن دعني أعود الى الوراء، لاكرر، بان عدو الانسان من يعمل في مهنته... واعتقد بان هذا الأمر كان وراء ايقاف هذا العمل..
واتذكر أيضاً...
حينما بدأت تصوير فيلم «القادسية» وشخصية أبو محجن الثقفي التي قدمها لي الفنان والمخرج الراحل صلاح أبوسيف، انه تصادف، وفي اليوم الثاني للتصوير وصل النجم والفنان القدير فريد شوقي الى بغداد وأول ما وصل قال «نفسي في شخصية أبو محجن الثقفي، فرد عليه صلاح أبوسيف، الشخصية قدمها الفنان محمد المنصور وهو متألق بها، وأصبحت جزءاً من مشاهد الفيلم، حيث صور مشاهد عدة خلال اليومين الماضيين.. وأنا أردت ان أذكر هذه الحادثة لان الفنان هو الذي يسعى الى عمل الفنان، ولولا موقف صلاح أبوسيف لكان الدور قد أخذ مني وأعطي الى فريد شوقي... والمهم في الأمر الموقف في مثل هذه القضايا.
هل تحدثنا عن دورك في «القادسية»؟
في البداية رشحت لشخصية أحد القادة الفرس، (الهرمزان) الذي يقوم بضرب سعاد حسني في الفيلم، وقد وافقت على الدور، رغم انني كنت معجباً بشخصية ابو محجن الثقفي، وكان عيون الفنانين في جملتهم متجهة الى شخصية «الثقفي»، ذات يوم وقبيل التصوير باسبوع تقريباً، وكان عندنا اسبوع ثقافي كويتي في بغداد، ويومها قام الكاتب المسرحي محفوظ عبدالرحمن بدعوة صلاح أبوسيف لمشاهدة العرض المسرحي وكنا نقدم مسرحية «عريس لبنت السلطان» التي اخرجها صقر الرشود - رحمه الله.
ويومها لم يكن أبوسيف قد شاهد لي أي عمل من ذي قبل، ولكنه بعد ان شاهدني في المسرحية وشاهد لياقتي وأسلوبي، وبعد نهاية العرض هنأتي وهمس باذني، غداً.. أنت «أبومحجن الثقفي»، وهذا أمر أسعدني، لأنني كنت أتمنى تقديم تلك الشخصية التي تمتلك كثيراً من النقلات والمواقف بالذات في مواجهة الذات والاخرين.
ويستطرد: وحينما دخلت في الشخصية وعشتها... وعند وصول الراحل فريد شوقي وعدد من النجوم، كما اسلفت ومن بينهم عادل ادهم وغيرهم، بدأ التحرك من اجل اخذ الشخصية، ولكن صلاح ابوسيف كان حازما وحاسما، وبقيت مع الشخصية ومع الفيلم ويومها قال لي الراحل فريد شوقي: انت جن يا محمد.. وتستاهل الشخصية.. وانت خير من يقدمها.. وهذه شهادة اعتز بها وافتخر من فنان بمكانة وقيمة فريد شوقي.
واعود الى بيت القصيد..
انا لا اذهب الى الشخصية من خلال قشورها، بل اذهب الى مضامينها وابعادها، اعيشها واتركها تعيش بداخلي..
وحينما تعاملت مع شخصية «مبارك الصباح» استحضرت جميع الاشياء والظروف، تلك الاسرة الكريمة وهذه الشخصية الفذة، وقد رحت اعيش الشخصية بجميع تفاصيلها، لانني كنت امام مسؤولية كبيرة وتحدٍ حقيقي لقدراتي.. وقد صورنا العمل على مدى «6» شهور، وخلال فترة التصوير، كان الجميع ينادونني بالشيخ مبارك، وهكذا ظلت الشخصية معي خلال فترة التصوير، وهي فترة خصبة وثرية ورائعة، ضمن عمل درامي لو كتب له ان يعرض، لاكد على المستوى الرفيع للانتاج والكتابة والتمثيل والافراح، لقد رصد ذلك العمل مرحلة من المراحل المهمة في تاريخ الكويت والمنطقة.
ويشير:
لقد كانت فترة اعداد الماكياج لشخصية «مبارك الصباح» في «اسد الجزيرة» تستغرق اكثر من ساعتين وضمن فريق من مصممي الماكياج من ايران قدموا العديد من الاعمال السينمائية والتلفزيونية الكبيرة.. وكما انني تقمصت الشخصية في ثلاث مراحل هي الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من عمره. وقد قدمت تلك المراحل عبر حركة الجسد والصوت ايضا. من اجل تجسيد كل مرحلة زمنية.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/12/7f8ec3ac-f641-405b-a3e0-90f42873e094_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/12/292487f5-019c-4e6b-82f3-6e01169209a9_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165882
النجم الانيق.. الانسان الرائع.. هكذا هو نجمنا الكبير الفنان محمد المنصور، ابن الاسرة الفنية، التي اعطت للحركة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي الكثير من الانجازات والبصمات الفنية، عبر مسيرة طويلة، تتجاوز الأربعة عقود، واستسمح القراء عذرا، اذا ما قلت ان علاقتني مع هذا الانيق الرائع، تعود الى ايام البدايات الاولى، لكل منا، فكان دائما، الاخ.. والصديق.. وقبل كل هذا وذاك، الفنان الملتزم، الذي يعرف خطواته جيدا، عبر اختيارات فنية عالية الجودة، وحضور يتجاوز الاطر المحلية، الى الفضائين الخليجي والعربي الارحب والاشمل والاوسع، وهو دائما، السفير الفني، الذي يحمل اسم الكويت بين ضلوعه، ويمتلك قاعدة عريضة من العلاقات الفنية، التي تغطي العالم العربي.
ومن يقترب من الفنان الكبير محمد المنصور، يقترب من عوالمه الشذية بالمحبة.. والتواصل.. والحميمية.. والعمق الانساني الثري بالنتاجات التي طرزت حروف اسمه في ذاكرة الحرفة الفنية وفي وجدان المشاهد العربي في كل مكان... يخصنا «ابو عبدالله» بالكثير من وقته.. من اجل توثيق شيء من ذكريات البداية والمشوار الفني المتميز.
ماذا يدعو فنان بمكانتك وقيمتك، وبعد هذا الكم من الشهادات والجوائز والافلام والمسلسلات والمسرحيات، يعود لدراسة المسرح من جديد، من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية؟
هذا الامر تم بنصيحة من اخي وصديقي الكبير د. نجم عبدالكريم، الذي دعاني الى مزيد من الدراسة لمزيد من تأكيد وترسيخ النجومية وتدعيم المسيرة الفنية.
واتذكر:
انني حينما بدأت العمل الفني، في مطلع الستينيات كان الراحل زكي طليمات، قد اسس معهداً للدراسات المسرحية او مركز الدراسات المسرحية، وكان يومها ايضا مشرف على فرقة المسرح العربي، وقد شاهد لي عدة اعمال مسرحية من بينها «فاتها القطار» وغيرها، وشاهد لي ايضا «الاسرة الضائعة» و«انا والايام» والحب الكبير» وقد التقيت به ذات يوم في مركز الدراسات المسرحية ورحب بي كثيرا، وقد اكد لي حبه واعجابه وانني امتلك موهبة فنية، ومع موهبتك لابد ان تصقلها بالدراسة والعمل الفني المتخصص، وخلي الدراسة سند بالنسبة لك، وكرر: «خلي هذه الكلمة مثل الحلق في اذنك». وفعلا كانت كذلك..
وتابع:
واتذكر للراحل زكي طليمات جملة يرددها ونقول «ما الفنان الا موسوعة متنقلة» وعليك ان تكون موسوعة فنية متنقلة.
وكذلك لم تذهب الى الدراسة في المركز؟
لم ادرس في المركز لانني لم اكد قد اكملت دراستي الثانوية، ولكن بقية الزملاء اكملوا دراستهم وذهبوا الى المعهد ومنهم الفنانون سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وجعفر المؤمن.. وبالذات جماعة المسرح العربي.
هل لأنك من مسرح الخليج لم تذهب للمركز؟
كلا.. كلا... انا وقتها لم اكن قد اكملت دراسي، وعلاقتي مع الجميع رائعة، بل ان علاقة فرقة مسرح الخليج، كما اسلفت اكثر من رائعة مع جميع الفرق وان كان بيننا تنافس، واكرر، المنافسة لاتعني الاختلاف وعدم التلاقي او الصداقة، لقد كنا نتزاور ونعمل في اعمال اخرى مشتركة مثل التلفزيون، بينما في المسرح فإن لكل فرقة مناخها وخصوصيتها واسلوبها.
لم تنقطع عن التمثيل خلال مراحل الدراسة؟
نعم، في المتوسطة كنت ادرس وأمثل، وفي الثانوية نفس الشيء، وايضا في معهد المعلمين، حتى وبعد سفري الى المملكة المتحدة كنت اعود في الاجازة لاقدم عرضا مسرحيا ثم اعود لاكمل دراستي. حتى وانا في المعهد العالي للفنون المسرحية كنت امثل وأمارس حرفتي وادارة المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت لنا كل الدعم والتسهيلات والرعاية.
في تلك الفترة كنت تعمل بنشاط وبلياقة عالية، واتذكر بأنك كنت تشارك في اكثر من عمل في وقت واحد؟
اجل كنت امارس اربع اعمال او اكون مرتبطاً في اربع اعمال في وقت واحد، في الصباح كنت ادرس وامارس مهنة التدريس، وفي فترة الظهيرة اذهب الى الاذاعة لانني عندي اعمال ومسلسلات اذاعية، وفي فترة المساء، اذهب الى التلفزيون لتصوير بعض الاعمال التلفزيونية وفور الانتهاء من التصوير، اذهب الى المسرح، حيث اكون مرتبطاً بعمل مسرحي جديد، كل هذا ضمن جدول زمني مرتب ومحكوم وذلك الامر كان يمنحني السعادة التامة لانني كنت اقدم الفن والشيء الذي احبه.
ويستطرد:
الامر لاينتهي عند ذلك، بعد المسرح اذهب الى منطقة الشعيبة او الجليعة لتصوير مشاهد فيلم «بس يابحر» وهكذا، وكنت انام قليلاً، وفي احيان كثيرة، كنت امام حينما يتم وضع الماكياج، لان الماكياج يأخذ وقتاً طويلا ربما ساعتين او اقل، وحتى ارتاح فانني اغفوا في ذلك الوقت، الامر لايخلو من مداعبات مصمم الماكياج، سواء شقيقي المرحوم عبدالعزيز المنصور ومصمم الماكياج الشهير محمد عبدالحميد او غيرهما من الذين عملت معهم.
هل تحدثني عن دفعتك في المعهد العالي للفنون المسرحية؟
كنا في الدفعة ستة ندرس التمثيل والاخراج، وكان معي في الدفعة، عدد من الزملاء الفنانين من بينهم عبدالله ملك (البحرين).
قبل ان اكمل الحديث، هل تحدثنا عن جوانب من المعاناة الفنية؟
حياة الفنان ليست مفروشة بالورد، كما يعتقد البعض، هناك تعب وجهد يبذل في كل تجربة فنية نقدمها، ومصاعب لاتكاد تنتهي، وسهر وظروف جوية، ومشاكل مع الرقابة وغيرها.
وما اتمناه، انه في يوم من الايام حينما سيتم عرض مسلسل «اسد الجزيرة» الذي تم ايقافه، سيتعرف الجمهور على المعاناة والجهود الجبارة التي يقوم بها الفنانون من اجل انجاز هذا العمل او الشخصية.
ويستطرد:
لقد درست شخصية الراحل الكبير مبارك الصباح في مراحل متعددة، وقدمتها بمعايشة، بعد دراسة وتحليل للشخصية، ومشاهدة كم من الصور والوثائق، وأيضاً سؤال العديد من الشخصيات التي عاشت ذلك الزمان وتعرفت على تلك الشخصية الفذة التي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ الكويت والمنطقة.
عمل يمثل مرحلة مهمة في مسيرتك؟
أجل، اعتقد بان شخصية مبارك الصباح في «أسد الجزيرة» أهم ما قدمت من الشخصيات، ولم أجسد هذه الشخصية الا بعد ان حصلت على الموافقات الرسمية الكاملة، ولكن سارت الأمور بشكل مختلف ولم يعرض العمل...
لقد استحضرت الشخصية، غيرت ملامحي، صبغت شعري وربيت لحيتي وقمت بزيادة وزني وكم آخر من الاحداثيات لتكون الشخصية، قريبة الشبيه الى شخصية المغفور له الشيخ مبارك الصباح، وهو شرف لي ان أجسد هذه الشخصية العظيمة.....
ويتذكر: والآن دعني أعود الى الوراء، لاكرر، بان عدو الانسان من يعمل في مهنته... واعتقد بان هذا الأمر كان وراء ايقاف هذا العمل..
واتذكر أيضاً...
حينما بدأت تصوير فيلم «القادسية» وشخصية أبو محجن الثقفي التي قدمها لي الفنان والمخرج الراحل صلاح أبوسيف، انه تصادف، وفي اليوم الثاني للتصوير وصل النجم والفنان القدير فريد شوقي الى بغداد وأول ما وصل قال «نفسي في شخصية أبو محجن الثقفي، فرد عليه صلاح أبوسيف، الشخصية قدمها الفنان محمد المنصور وهو متألق بها، وأصبحت جزءاً من مشاهد الفيلم، حيث صور مشاهد عدة خلال اليومين الماضيين.. وأنا أردت ان أذكر هذه الحادثة لان الفنان هو الذي يسعى الى عمل الفنان، ولولا موقف صلاح أبوسيف لكان الدور قد أخذ مني وأعطي الى فريد شوقي... والمهم في الأمر الموقف في مثل هذه القضايا.
هل تحدثنا عن دورك في «القادسية»؟
في البداية رشحت لشخصية أحد القادة الفرس، (الهرمزان) الذي يقوم بضرب سعاد حسني في الفيلم، وقد وافقت على الدور، رغم انني كنت معجباً بشخصية ابو محجن الثقفي، وكان عيون الفنانين في جملتهم متجهة الى شخصية «الثقفي»، ذات يوم وقبيل التصوير باسبوع تقريباً، وكان عندنا اسبوع ثقافي كويتي في بغداد، ويومها قام الكاتب المسرحي محفوظ عبدالرحمن بدعوة صلاح أبوسيف لمشاهدة العرض المسرحي وكنا نقدم مسرحية «عريس لبنت السلطان» التي اخرجها صقر الرشود - رحمه الله.
ويومها لم يكن أبوسيف قد شاهد لي أي عمل من ذي قبل، ولكنه بعد ان شاهدني في المسرحية وشاهد لياقتي وأسلوبي، وبعد نهاية العرض هنأتي وهمس باذني، غداً.. أنت «أبومحجن الثقفي»، وهذا أمر أسعدني، لأنني كنت أتمنى تقديم تلك الشخصية التي تمتلك كثيراً من النقلات والمواقف بالذات في مواجهة الذات والاخرين.
ويستطرد: وحينما دخلت في الشخصية وعشتها... وعند وصول الراحل فريد شوقي وعدد من النجوم، كما اسلفت ومن بينهم عادل ادهم وغيرهم، بدأ التحرك من اجل اخذ الشخصية، ولكن صلاح ابوسيف كان حازما وحاسما، وبقيت مع الشخصية ومع الفيلم ويومها قال لي الراحل فريد شوقي: انت جن يا محمد.. وتستاهل الشخصية.. وانت خير من يقدمها.. وهذه شهادة اعتز بها وافتخر من فنان بمكانة وقيمة فريد شوقي.
واعود الى بيت القصيد..
انا لا اذهب الى الشخصية من خلال قشورها، بل اذهب الى مضامينها وابعادها، اعيشها واتركها تعيش بداخلي..
وحينما تعاملت مع شخصية «مبارك الصباح» استحضرت جميع الاشياء والظروف، تلك الاسرة الكريمة وهذه الشخصية الفذة، وقد رحت اعيش الشخصية بجميع تفاصيلها، لانني كنت امام مسؤولية كبيرة وتحدٍ حقيقي لقدراتي.. وقد صورنا العمل على مدى «6» شهور، وخلال فترة التصوير، كان الجميع ينادونني بالشيخ مبارك، وهكذا ظلت الشخصية معي خلال فترة التصوير، وهي فترة خصبة وثرية ورائعة، ضمن عمل درامي لو كتب له ان يعرض، لاكد على المستوى الرفيع للانتاج والكتابة والتمثيل والافراح، لقد رصد ذلك العمل مرحلة من المراحل المهمة في تاريخ الكويت والمنطقة.
ويشير:
لقد كانت فترة اعداد الماكياج لشخصية «مبارك الصباح» في «اسد الجزيرة» تستغرق اكثر من ساعتين وضمن فريق من مصممي الماكياج من ايران قدموا العديد من الاعمال السينمائية والتلفزيونية الكبيرة.. وكما انني تقمصت الشخصية في ثلاث مراحل هي الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من عمره. وقد قدمت تلك المراحل عبر حركة الجسد والصوت ايضا. من اجل تجسيد كل مرحلة زمنية.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/12/7f8ec3ac-f641-405b-a3e0-90f42873e094_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/09/12/292487f5-019c-4e6b-82f3-6e01169209a9_main.jpg
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165882