عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2013, 03:32 PM   #5 (permalink)
*هاشم العلوي*
عضو شرف
 
الصورة الرمزية *هاشم العلوي*
 
 العــضوية: 1922
تاريخ التسجيل: 18/01/2009
المشاركات: 533
الـجــنــس: ذكر
العمر: 30

افتراضي رد: هل أنت مع أو ضد قيادة المرأه للسيارة في السعودية ؟؟

لا يُمكن لك أن تُشفى من مرضٍ دون أن تعتقد بوجوده حتى و إن أحاطتك المُعجزات !!
فالله لآ يُغير بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم !!



عندما قرأتُ طبياً بشكلٍ عام عن مرض السرطان رأيته عبارة عن ورم تتسارع فيه خلايا منطقة مُعينة من الجسم بالنمو السريع جداً و بشكل غير طبيعي حتى تبدأ هذه المنطقة بالتضخم لتُدمر خلاياه الغدائية كل ما يُحيط بها ،فلو تم قطع هذا الجزء المُتضخم لن تنتهي المُشكلة فسيُعاود النمو من جديد و ربما بشكل أسوأ !!

و لذلك هذا النوع من الأمراض يصل إلى مرحلة لا يُمكن فيها السيطرة عليه فيفتك في النهاية بالمُصاب به ..


إذاً في مثل هذه الحالات يعمل الأطباء في الحالات الجديدة (جدا) على مُحاولة استئصال مركز الورم لكي يُلغوا وجوده قبل أن ينتشر فيفتك بالجسد !!

و هذا بالضبط ما يجب علينا فعله مع أفكار المجتمع البالية !

يجب إذاً أن نبحث عن مركز المُشكلة ، من أين ؟

من أهم الأسباب التي تقود إلى مثل هذه المشاكل والفوضى المجتمعية ،

هي تداول المفاهيم الدينية الخاطئة و توريثها إلى الأجيال تحت مُسمى عادات !!
و الجميع يُردد كالببغاء وينعق مع كُل ناعق !!

ليست كل عادة حميدة و ليست كل هذه العادات من الدين و لكنها منسوبة إليه بطريقة أو بأُخرى لأهواء بشرية ،
هي مُجرد سلوكيات بدأ بها واحد و أصبحوا اثنان و تكاثروا إلى ثلاثة ..
و جئنا نحن ( كـ جيل حالي) إلى هذه الحياة نُقسم بها و بوجودها و نحن لا ناقة لنا فيها و لا جمل .. فنحن لم نصنع عاداتنا .. نحن فقط نُقلد !!

هذه العادات والتقاليد (الساذجة) قضت على جزء كبير من المفهوم الديني الصحيح ..
و أصبحت بعض الأشياء المُخالفة لهذه العادات تُواجه بمُصطلحات دينية (حرام , كفر , ما يجوز .. إلخ)
بينما هي أمور عادية طبيعية جداً و كل معانيها تكون في صدر فاعلها أما مظهرها الخارجي لا يحمل في تفاصيله أي شئ يدعو و يستحق الإستنكار !!



* الأسباب الأُخرى أيضاً التي تقود أمورنا البسيطة جداً إلى مُشكلات عُظمى هو تغليف أي شئ حولنا بغلاف ديني !!
فـ يكون تعاملي مع البشر من مُنطلق ديني ، و حُكمِي عليهم من منطلق ديني ، بل وحتى أبكي من مُنطلق ديني !!
وقيادة الإنسان (المراة) للسيارة من مُنطلق ديني !!


ماهذه العُقد النفسية ؟
هذا ما أُسميهِ بمرض (الوسواس القهري) !!


لماذا يجب علينا أن نعتقد بأن الناس يجب أن يكونوا كما نحن ؟ حتى يحق عليهم الدين و يدخلون في رحمة الله ؟
نحنُ نُناشد بالتعايش مع الآخر ، و نحنُ لا يستطيع التعايش مع أنفسنا !! و مع هذا نعتقد بان المُشكلة نابعة من الآخرين و لا مُشكلة لدينا !!



سبب آخر .. وهو أن الناس أعداء ما جهِلوا ،
منطقياً :- لماذا أقبل أن أكون من الجاهلين لأُعادي كل شئ ؟
لماذا لا أكون أعلم لكي لا أُعادي ؟
كل شئ جديد يتحول إلى مُصيبة مُجتمعية و كأن (الطآعون) قد أحآط بنا ، فتكون كل المنازل و المجالس و الألسن في حالة استنفار !!

الجديد يآ سآدة يآ كرآمـ ، ليس عدواً ..
بالجديد تجديد و تتجدد معه الحيآة ،
إما أن يكون هذا الجديد بعيدا عن سلوكياتنا الطبيعية التي وضعها الخالق فينا كما أراد فنقوم بتحسين هذا الجديد ليتوآزى مع هذه السلوكيات الطبيعية فيكون مقبولاً ..
أو أن يكون مقبولاً منذ بداياته دون الحاجة إلى تحسين، فينظم إلينا كما ينظم إلى بقية البشر في العالم ، لنقوم بتطويره أكثر ،




* سبب آخر ، (مُضحك) في هذا المُجتمع الغريب ..
عدم تقبل الرأي الآخر المُخالف ، حيث يعتقد البعض بأنه ترعرع و الوحي يهز مهده و أن كل ما ينطق به إنما هو وحي يُوحى !!

إنّ الخالق جعلنا شعوب و قبائل لنتعارف و جعل أكرمنا عنده ، أتقانا ،،
و أعطى الناس حرية اختيار الفكر ، فلنا أن نتخيل إلى أين تصل العقلية الرجعية في التعامل مع الإختلاف ؟ !

و لهذا نجد أنه لا يُمكن لهكذا انسان أن يتقبل الرأي الآخر المُختلف حتى و إن كان هو على خطأ و المُختلف على صواب !!
وبالتالي من المُهم جداً أن يتعلم الإنسان من الحديث إلى نفسه وأن يفتح حواراً داخلياً مع ذهنه ، قبل أن يُحاور الآخرين ،
هذا جانب ،
الجانب الآخر /
على هذا المُجتمع أن يتعلم ثقافة الإستماع أكثر من استخدام اللسان ، فالصمت حكمة ..

فأنا أرى بالنسبة لي بأنّ الإنسان الناطق أمام ثلاثة :
1- إما أن يكون غير قادر على التعبير جيدا فيُمكن أن فهمه بشكلٍ خاطئ ، فأُعطيه فرصة التعبير و الإسهاب حتى أفهم ماذا يُريد ..

2- أو أن يكون خطأ فنتصرف معه بحكمة وعقل وهدوء (بعيداً عن الإنفعال والأخذ بردات الفعل) ..

3- أو أن يكون على صواب فأقتنع (دون مُكابرة) فأأخذ برأيه ..

و لكن (أصحاب النظرة الأُحادية) يعتبرون الإستماع للآخر هزيمة !!
فالأمر بالنسبة لهم (فوز و هزيمة) ،
بغض النظر عن القناعة أو الأخذ بـــ (المصلحة العامة) ،



* السبب الأخير الجوهري و الأهم والذي أعتبره (بكُل أمانة) مشكلة خطيرة جداً :-

هي عدم الإعتراف بوجود الخلل و خلق عشرات المُبررات و الحُجج الواهية !!
فكل ما نراه هو عوضاً عن تقويم بعض الرجال و تهذيب النفس و الإحترام وضبط السلوكيات ، تتم تربيتهم على تبرير أخطائهم و اللجوء إلى الفساد في وجه كل من يُخالف العرف !!

قد يُقال لي كيف ؟

أقول :- عندما يقول (جاهل) بأن المرأة التي تقود مثلاً السيارة تستحق التحرش بها لأنها كاشفة لوجهها أو خرجت من إطار العُرف ..
كيف لا يكون كلامه تحريضا ؟ و إن كان غير مُباشر .. !!

حيث يُعطي هذا تذكرة عُبور و إذناً لهذا الفاسد أو المريض أخلاقياً لأن يكونوا فاسدين اتجاه من تكشف تقود السيارة أو تكشف وجهها أو أو أو .....

باختصار ..
إن كان في جميع الأحوال ، لا يجوز التحرش لفظا أو فعلا بإنسانة (شبه عارية في الشارع) أو بإمرأة مُختلفة في الدين ،
فكيف بمن هي مُسلمة مُلتزمة بدين الله أو حتى غير مُلتزمة به ؟
(تسير في الطُرقات أو تقود السيارة )

هؤلاء مُفسدون في المُجتمع !!
فكيف للمُجتمع أن يصمت دون حراك اتجاه هؤلاء ؟


* نقطة نظام :- لأنّ الخالق (أعدل العادلين و أقسط القاسطين) .. و هو الرحمن الرحيم ..
كما أعطى للرجل حُرية واسعة لما يُريد في حدود معينة ..
هل تعتقدوا بأن المرأة في حكم أعدل العادلين ، تكون تحت رحمة ثُلّة من المرضى اللاجئين إلى العُرف لكي يُحددوا لها (هم و هم فقط) !! ؟

بالتأكيد لا ..
تعالى الله عما يصف الظالمون ، فهؤلاء يُريدون أن يُصوروه به من خلال أهوائهم الشخصية و أقوالهم و تصرفاتهم !!


* قد يتساءل الكثير هُنا ما علاقة كُل هذه التفاصيل بموضوع قيادة المرأة للسيارة ؟

أقولُ لهم :-
كل هذا الذي دونته له علاقة بهذه الزاوية (كمثال) ،
حيث إن ما كتبته أعلاه بكل بساطة هي عبارة عن سلوكيات أفراد في هذا المُجتمع ( الذي يعتقد أفراده بأنه مجتمع أفلاطوني ) ..

فإذا تحسّنت السلوكيات و غابت العنجهية ، !! توآجد الوعي وإن تواجد الوعي ، حضرت الحكمة و إن حضرت الحكمة ستغيب الكثير من المشاكل ..

إذاً كيف لمن يستطيع التعامل مع الجديد ،و من يتعاطى الدين بشكله الصحيح ،
و كيف لمن يستطيع التعايش أن يكون عنجهياً على المرأة ؟


فآئق الحُب

 

 

__________________

 


نافذة على التاريخ - الجاسوس الأسطورة ( د/ ريتشارد سورج )

https://www.youtube.com/watch?v=50SV1RI1xvs


*هاشم العلوي* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292