المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدراما تركض بـ«نَفَس قصير»!


جنون أنثى &&
28-10-2010, 04:37 AM
الدراما تركض بـ«نَفَس قصير»!

الرياض. حمد فرحان
أثار الفنان ناصر القصبي نقطة مهمة في ظهوره الأخير عبر إذاعة إم بي سي إف إم وذلك عندما أكد أن الدراما السعودية تحتاج إلى كتاب لديهم النفس الطويل من خلال كتابة الحلقات المتصلة، وليس الاكتفاء بالحلقات المنفصلة؛ كي تستطيع المنافسة بقوة عربيا، معتبرا أن النهج الحالي لا يخدم تقدم الدراما، هذه النقطة التي أثارها الفنان الكوميدي الذي عمل لأعوام طويلة في ورشة النص الدرامي من خلال مسلسل «طاش ما طاش» ويعرف كواليس الأعمال المحلية، طرحها بصيغة اتهام على عدد من كتاب الدراما السعوديين الذين جاءت إجاباتهم على مضض وكل واحد فيهم شرح هذه الجزئية بطريقته..
حيث في البداية أكد الفنان و السيناريست سعد المدهش أن الكتابة للحلقات المتصلة تتطلب جهدا أكبر ونفسا واحدا إضافة إلى مراعاة وحدة المحتوى والمضمون والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، غير أنه رفض أن يكون حضوره مقتصرا على الحلقات المنفصلة موضحا أن له أعمالا عديدة تحمل النسق المتصل «القصبي فنان له وزنه وأثار نقطة مهمة ولكن جودة العمل في اعتقادي الشخصي لا تتعلق بالحلقات المتصلة أو المنفصلة والذي يعنينا هو النص هل هو مترابط، ومكتوب بشكل جيد، أم لا؟» ولم يخف المدهش سرا عندما ذكر أن المشاهد المحلي، ولكثرة الأعمال السعودية المنفصلة، أصبح يحب الأعمال ذات النفس القصير والرسالة المكبسلة التي تصل سريعا. من جانب آخر ذكر الكاتب عنبر الدوسري أن الحلقات المتصلة تتم فيها تجزئة قد يكتشفها المشاهد، وذلك من خلال التطرق لعمل واحد مجزأ الأفكار، وبرأ الدوسري ساحة الكتاب من ذلك، مبينا أن فكرة العمل وطريقة الطرح التي يتخيلها المنتج أو القناة التليفزيونية هي التي حتمت على الكاتب تقديم الأعمال ذات النمط المنفصل «طاش ما طاش مدرسة كبيرة لهذا النوع من الأعمال، ومن بعده بدأت الأعمال السعودية التي تعتبر «طاش» نموذجا لها تنهج نفس الخط». وفي نفس السياق بين السيناريست عبدالعزيز المدهش الذي قدم نفسه بقوة من خلال الموسم الرمضاني الماضي عبر مسلسل «سكتم بكتم» أن كل مسلسل تسبقه ورشة نص تجمع نخبة من نجومه يتفقون فيها على خط سير بعض الحلقات وطرق المعالجة الدرامية، معتبرا أن كتابة الحلقات المتصلة ليس ميزة وسيصبح عيبا إذا ما شعر الجمهور بأن في الأمر «تمطيطا» أو عدم ترابط في الأحداث، كما أن الكتابة المتصلة تتطلب من الكاتب مزيدا من التنويع وعناصر المفاجأة للمشاهدين حتى لا يشعروا بالملل «أرى أن القصة التي ينطلق منها الكاتب هي التي تحدد أبعاد المسلسل وتحتم على كاتب السيناريو ترجمتها بشكل واضح».
وبين المدهش أنه استفاد كثيرا من ملازمته لشقيقه الأكبر سعد ومبينا أنه لا يزال لديهم الكثير لتقديمه للساحة الفنية، سواء بالمتصل أو المنفصل. السيناريست الشاب علي الأسمري الذي بدأ اسمه في البروز من خلال عدد من النصوص لم يختلف كثيرا مع سابقيه إلا أنه أوضح أن الحبكة هي سيدة الموقف «لو كان لدي فيلم قصير مدته خمس دقائق واستطعت أن أشد المشاهدين طوال الوقت فهنا أعتبر نفسي أنجح ممن يقدم عملا كاملا ويمر مرور الكرام».
وذكر الأسمري أنه في الأعوام الأخيرة أصبحت الدراما ذات الحلقات المنفصلة ميزة وخطا يتميز به السعوديون عن غيرهم في الخليج خاصة وأن الكويت تقدم الدراما الاجتماعية الناجحة ونفس الحال مع مصر وسورية «أخشى ما يخشاه الكتاب هي الرتابة والشعور بعدم القدرة أو السيطرة على لب ومضمون الموضوع، وفي بعض الأحيان تكون الدراما المنفصلة أسهل لأنك ستبدأ في الغد من حيث انتهيت اليوم ولن تجد من يحاسبك على حلقة واحدة بل العمل بمجمله سيحمل بعضه إلى النجاح لو امتلك أدنى مقومات ذلك» .


http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=113587