المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله فضالة... مدرسة فنية شاملة ومبتكرة


بن عـيدان
03-10-2009, 01:37 AM
يعتبر الفنان عبدالله فضالة احد مجددي الأغنية الكويتية عبر ابداعاته. فقد جمع بين كتابة الشعر والتلحين والغناء اضافة الى العزف على أكثر من آلة موسيقية.



سيرة ذاتية



اسمه عبدالله فضالة ارحمة السليطي، ولد في عام 1900م تقريبا وتوفي في 15 أكتوبر 1967م وكان «فضالة» فنانا مؤثرا في الحركة الفنية الكويتية على الرغم من ان ظروفه لم تخدمه كثيرا حيث فقد بصره إلا أن عزيمته الكبيرة منحته تحديا كبيرا ليصنع لنفسه مجدا فنيا رفيعا وقد عمل في بدايته نهاما ثم قام بتسجيل اسطوانة في الهند ثم اسطوانات عدة في بغداد والقاهرة وما إن ركز على الغناء حيث الصوت والسامري بعد كساد البحر حتى ذاع صيته في الكويت كفنان اصيل وتجاوزت شهرته حدود الكويت لتصل الى بعض دول الخليج العربي التي كان كثيرا ما يترأس الوفد الكويتي لإقامة حفلات غنائية هناك. وكان حازما في قراراته بصفته رئيسا لجمعية الفنانين الكويتيين لكنه كان بسيطا ورقيقا مع الناس.



تميز



وأهم ما يميزه انه كان يعزف على أكثر من آلة الى جانب العود مثل الناي والربابة كما انه كان يغني الصوت ببراعة تفوق الكثير من الأسماء اللامعة، بل انه كان يتميز عنهم بأنه لا يَلْحَن في قراءة الشعر الفصيح عندما يغنيه كما هو الحال عند كبار الفنانين عند غناء الصوت اذ انه كان مثقفا اضافة الى أنه شاعر متمكن، وله أغانٍ ضاحكة تتناول العجائز والمقارنة بين الفتيات البيضاوات والسمراوات والسوداوات اضافة الى انه كان مجددا في ألحان الأغنية الكويتية ومن اشهر أغانيه سامرية «ألا واعز تالي» و«طال هجر الحبايب» و«أحرمتني الليالي».



كتاب



وقام الزميل صالح الغريب بجمع العديد من المعلومات عنه في كتاب يحمل اسم عبدالله الفضالة في عام 2000م تناول فيه كل ما يتعلق بالفنان اضافة الى بعض الصور النادرة.



معاناة



عانى الفضالة كثيرا في حياته منذ صغره فقد توفي والده وهو طفل صغير وكان عمره أربع سنوات فتكفله عمه وقام بتربيته وأدخله عند «المطوع» ليتعلم القرآن الكريم وأحضر له عالما ليتعلم اصول الدين هو العلامة محمد بن جودر كما ازدادت معاناته مع فقده للبصر إلا أنه لم يستسلم بل كان يملك الكثير من الإصرار على صنع مجد لنفسه فهرب ليجلس مع زملاء شغفوا بالعزف على العود والغناء وكان يجلس قرب المقاهي يستمع الى الاسطوانات.



تأثر



تأثر الفضالة في بدايته بمطرب قديم هو الفنان محمد شريدة وبالفنان محمد بن سمحان وعبدالله الفرج بالصوت. وقد غنى الكثير من الأصوات وحصل على اول آلة عود كهدية من قبل المرحوم الشيخ ابراهيم الفاضل بعد ان أعجب بغنائه وتلعم العزف على العود بنفسه.



انتشار



ومع تميزه بالعزف على العود وبداية انتشار شهرته كمطرب لم يرض عمه عن اتجاهه للفن بسبب طبيعة المجتمع المحافظ فخاف من عمه واختفى ليعمل على متن سفينة في عام 1913م ثم سرعان ما عاد للكويت ليلتقي بمندوب شركة «اسطوانات بيضافون» فرع بغداد «حسن درسة» الذي ما إن استمع اليه حتى اتفق معه على تسجيل اسطوانات وكان قد اتفق مع بعض كبار الفنانين الكويتيين أمثال عبداللطيف الكويتي وصالح عبدالرزاق فقام الفضالة بتسجيل ست اسطوانات ولأول مرة في حياته وهي «يا مال» و«نهمة البريخة» و«شدو الضعاين» وصوت «ان هندا يرق منها المحيا» و«قلت آه من لهيب النار» و«يا الله يا الله» و«يا بوفهد».



الهند



وتناول د.يوسف دوخي مطربنا الفضالة في رسالة الماجستير وفي كتاب الاغاني الكويتية اذ روى عن الفضالة قائلا: كنت قد ذهبت مع الفنان محمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي الى مومباي الهندية لطبع وتسجيل اغانينا وكان يرافقنا المروس ملا سعود الياقوت.



500 أغنية



ويعتبر الفضالة اول فنان كويتي يقوم بتسجيل اغانيه في القاهرة في عام 1929م كما انه قام بتسجيل العديد من الاسطوانات في الخمسينات بنوعيها الحجري والبلاستيك وهو اول كويتي يدخل البيانو في الاغنية الكويتية كما انه قام بغناء 500 أغنية تقريبا وكان قد شغل منصب رئيس مجلس ادارة جمعية الفنانين الكويتيين وكان عضوا في فرقة الموسيقى بإذاعة الكويت في عام 1951م كمطرب وعازف عود وعمل في لجنة النصوص في الإذاعة الكويتية.



ألحان



غنى في كلماته وألحانه العديد من الفنانين مثل صالح الحريبي الذي غنى له «أسمر عشقته سمر» وحورية سامي وكارم محمود الذي غنى له اغنية «الصبر اجيبه منين» وهيام يونس ومائدة نزهت وبديعة صادق التي غنت له اغنية «يا اللي أسرت الفؤاد» و«مر الزمان وفات».



مدرسة جديدة



ويعتبر الفضالة صاحب مدرسة جديدة ومبتكرة في تلحين واداء السامري من حيث التعامل مع الإيقاعات اضافة الى روعة التعبير ويسجل له انه قام بتطوير ألحان السامري وأدخل العود والكمان والمرواس كما اشتهر بالسامريات التي كتبها ولحنها وقام بغنائها مثل سامرية «ألا يا أهل الهوى» وكان يجيد العزف على الربابة بصورة كبيرة وله تسجيلات كثيرة وهو يعزف على الربابة وغنى بعض القصائد بعد ان قدمها بلحن تراثي على الربابة منها قصيدة «يا طير» شعر حمود الناصر البدر وغنى الرائعة الخلوج للشاعر محمد العوني.



مسلسل



وقد تم عمل مسلسل اذاعي عن الفضالة تحول الى مسلسل تلفزيوني يحمل اسم «رحلة العمر» إلا أنه توقف بعد بث حلقتين فقط.



تكريم



وقد تم تكريم الفنان بإطلاق اسمه على شارع في منطقة السالمية وتلك بادرة نتمنى ان تصل الى بقية الفنانين الكويتيين وهم احياء.

وتوفي الفنان عبدالله فضالة في 1967/10/15م في البحرين ونقل جثمانه على متن طائرة خاصة بأمر من سمو أمير البحرين صاحب السمو عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين آنذاك.









بدر الجويهل: هذا ما حدث بين عبدالله فضالة وعبدالحليم حافظ



قال الفنان بدر الجويهل، وهو من افضل عازفي العود في الكويت اضافة الى انه فنان مخضرم عاصر أكثر من جيل من الفنانين كما انه ملحن وباحث في التراث الغنائي، إن الفنان الراحل عبدالله فضالة أحد اشهر الفنانين وأكثرهم تميزا نظرا لإسهاماته العديدة في الأغنية الكويتية كمطرب أولا اضافة الى كونه ملحنا وشاعرا.

وأضاف الجويهل قائلا: إن الفنان عبدالله فضالة كان ملتزما الغناء بالاذاعة وكان يتردد على مركز الفنون الشعبية برفقة ابراهيم الصولة وسجلا كعضوين فيه وقتها كان الفنان شادي الخليج قد غنى اغنية «لي خليل حسين» وكان قد غنى قبلها اغنية عن الأم وسجلها مع الفنان عوض دوخي الذي سجل اغنية «يا من هواه» مع فرقة الإذاعة وكان التسجيل في ستوديو مركز الفنون وهو صغير جدا.





فضالة وعبدالحليم



وروى الجويهل سر القصة بين الفنان عبدالله فضالة والفنان عبدالحليم حافظ قائلا: لقد قدم الفنان عبدالله فضالة اغنيات عدة من شعره وألحانه وهو ما يميزه انه جمع بين الشعر والألحان والغناء وقد ناداني الى منزله يوما كي يسمعني لحنا من ألحانه وكان يثق برأيي حيث كان الفنان عبدالله فضالة مرشحا كي يقوم بتلحين اغنية للفنان عبدالحليم حافظ عندما زار الكويت اذ تم اختيار حمد الرجيب وسعود الراشد وعبدالله فضالة الذي قام بتأليف وبتلحين اغنية وطلب رأيي فقلت له: إن هذا لحن شرقي ولا يتناسب مع عبدالحليم الذي يقدم الغناء الحديث وهو بمثابة نقلة للأغنية المصرية واقترحت ان يعطيه سامرية وبعدها بأيام سألت عبدالله فضالة ماذا حدث حول موضوعك فقال لي: إن كلامك صحيح والرجل كان مؤدبا جدا وقال لي: إن الفنان عبدالحليم حافظ قبله على رأسه وقال له: لا أستطيع أن أغني هذا اللحن وقتها كان الفنان عبدالله فضالة رئيس جمعية الفنانين كما كان فضالة يحب الأدوار القديمة وقد غنى بعض الأغاني باللهجة المصرية في الثلاثينات مثل أغنية «يا بو العيون السود» كما غنى باللهجة العراقية اضافة الى مختلف فنون الكويت مثل السامري والاصوات كما كان يتمتع بذوق عال في الموسيقى والغناء.



هذا الرابط:http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=211&article_id=540089