محنة العالم الإسلامي لمحمود غنيم http://fnkuwait.com/nup//uploads/ima...548c36625b.jpg هذه القصيدة من القصائد التي درستها أثناء تعليمي العام ..لعذوبتها حفرت في ذاكرتي لذا انتقيتها لك . لو سمعتها من لسان منشد أو ملق لتسرح فيها و تبكي منها و تتألم من معانيها إليكم هذه الدرر و التي تقص المعاناة قال محمود غنيم 1– مـالـي ولـلـنـجـمِ يـرعـانـي وأرعــاهُ أمسى كلانا يـخـافُ الـغـمـضَ جفناهُ 2 - لـي فـيـك يـا لـيــلُ آهـاتٌ أُرَدِّدُهـا أَوّاهُ لـو أجْـدَتِ الـمـحـزونَ أواهُ 3 - لا تـحْـسَـبَـنِّـي مُـحِبَّـاً يـشـتكي وَصَـباً أَهْـوِنْ بـما في سـبـيـلِ الـحُبِّ ألقاه 4- إنِّـي تَـذَكَّـرْتُ والـذكـرى مُـؤَرِّقةٌ مـجـداً تـلـيـداً بـأيـديـنـا أضـعـناه 5 - أنَّـى اتّـجَـهْـتَ إلى الإسلامِ فـي بـلـدٍ تَـجِـدْهُ كالطيـرِ مـقـصـوصاً جـنـاحـاه 6- ويـحَ الـعُـرُوبـةِ كان الكونُ مـسـرحَـهـا فـأصـبـحـت تـتـوارى فـي زوايـاه 7 - كم صـرّفـتْـنا يدٌ كـنّـا نُـصَـرِّفُـهـا وبـات يـمـلِـكُـنا شـعـبٌ مـلـكناه 8 - كم بالـعـراقِ وكم بالـهـنـدِ مـن شـجـنٍ شـكا فَـرَدّدَتِ الأهـرامُ شـكـواه 9 - بـنـي الـعـروبـةِ إنَّ الـقـرحَ مـسَّـكُـمُ ومـسَّـنـا نـحـن فـي الإسـلامِ أشـباه 10 - لـسنا نَـمُـدُّ لـكـم أيـمانَـنا صِـلـةً لـكـنَّـمـا هـو دَيـنٌ مـا قـضـيـنـاه 11 - ِاسْـتـرشـدَ الـغـربُ بالـماضي فَـأَرشَـدَهُ ونـحنُ كان لـنـا مـاضٍ نـسـيـنـاه 12 - إنَّـا مـشَـيـنـا وراءَ الـغـربِ نَـقْــبِسُ من ضـيـائـه فَـأَصَـابَـتْـنـا شـظـايـاه 13 - بالله سـلْ خَـلْفَ بـحرِ الرومِ عن عَـرَبٍ بالأمسِ كانـوا هُـنا والـيـومَ قـد تـاهـوا 14 - وانـزِلْ دِ مَـشْـقاً وسائلْ صـخْرَ مـسـجـدِها عـمَّـنْ بـنـاهُ لـعلَّ الـصخـرَ يَـنـعاه 15 - هـذي مـعالـمُ فُـرْسٍ كـلُّ واحـدةٍ مـنـهـنَّ قـامـت خـطـيـباً فاغـراً فاه 16 - اللهُ يـعلمُ ما قـلَّـبـتُ سـيـرتَـهـمْ يـوماً وأخـطـأَ دمـعُ الـعـيـنِ مـجـراه 17 - لا دَرَّ دَرُّ امـرئ يُـطـري أوائِـلَـهُ فـخـراً ويُـطرقُ إنْ ساءلْـتَـهُ ما هـو 18 - يا مـن يـرى عُـمَـراً تـكسـوه بُردَتُــه والـزيـتُ إِدْمٌ لـهُ والـكـوخُ مـأواه 19 - يـهـتـزُّ كـسـرى عـلى كُـرسِـيِّـه فَـَرقاً مـن خـوفِـهِ ومـلوكُ الـرومِ تـخـشاه 20 - يا ربِّ فـابـعـثْ لنا مـن مِـثْـلِـهِـم نَـفَـراً يُـشَـيِّـدُون لـنا مَـجـداً أضَـعـنـاه لكن ماذا عن شاعرنا ؟ – محمود غنيم : شاعر مصري معاصر ، (25 ديسمبر 1902 - 1972) ولد في قرية مليج التابعة لمحافظة المنوفية بمصر ، درس بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطاثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي ثم التحق بمدرسة دار العلوم بعد أن نال الشهادة الثانوية من أحد المعاهد الدينية. يذكر أنه حفظ القرآن كاملا. ، له دواوين شعر : صرخة في واد - في ظلال الثورة .رجع الصدى - أهم خصائص شعره : 1 - الميل إلي الوضوح 2 - قوة الأداء 3 - الارتفاع الأسلوب 4 - حسن انتقاء الألفاظ 5 - صدق العاطفة والإحساس . - مذهبة الشعر : أن يكون الشعر هادفا يضرب في صميم الحياة ، وأن يجمع بين القوة والسلاسة . اللغويات : يرعاني = يراقبني ، أهات = جمع آهة ، شكوي المتوجع أواه = كلمة توجع أوحزن - آه من ، أجدت = أفادت وصبا = تعباً ، جمعه أوصاب ، أهون بما = ما أهون الذي ألقاه تليدا = قديماً أصيلا ، جمعه ( أتلاد ) ، ويح = كلمة ترحم وتوجع تتواري = تختبئ خوفا وضعفا وذلا ، صرفتنا = وجهتنا ، حكمت أمورنا العروبة = اسم يراد به خصائص الجنس العربي ومزاياه . يد = قوة حاكمة ، يملكنا = يحكمنا شجن = حزن ( جمعه ) أشجان ، القرح = الضر والأذي أيماننا = يدنا اليمني ، صلة = منحة - هبة دين = حق واجب الأداء ، ما قضيناه = لم نسدده شرح الأبيات : 1 - إلي متي سأظل ساهراً قلقاً ، لا يغمض لي جفن ، وكأني أراقب النجم ، والنجم يراقبني . 2 - إن سبب سهري في الليل هو كثرة الهموم والأحزان ، التي أشكو متوجعاً منها ، مع أن الشكوى لا تفيد شيئاً . 3 - ليست همومي هموما ذاتية خاصة ، فلست عاشقاً يشكو آلام الحب - فهذا أسهل وأهون شئ ألاقيه - قياساً إلي ما أعانيه من هموم أمتي وآلام إخواني المسلمين . 4 - إنني مؤرق لأني تذكرت حال أمتي ، وكيف كنا أصحاب مجد عظيم ، ولكننا نحن الذين أضعناه بأيدينا - حينما فرطنا فيه. 5 - هذا هو الإسلام كالطير مقصوص الجناحين ، لا يقدر على التحليق والارتفاع ، والمسلمون هم من قص جناحيه بتخليهم عنه ، وتركهم جوهر دينهم وحقيقته . 6 - ما أشد حال العروبة ألما وضعفا .... فقد كانت تحكم العالم كله ، وتنتقل فيه حيث تشاء ، حين كان المسلمون أصحاب القوة والمنعة بالأمس . 7 - ما اشد خزينا في الحاضر ، فاليوم يتحكم فينا من كنا نتصرف في أمور العالم كله بالحق والعدل - وهم يتصرفون اليوم فينا بالظلم والخسف . 8/9- إن أحزان وآلام المسلمين في كل مكان شاملة متجاوبة ، تشمل العرب وغيرهم ، فالجرح واحد والحال متشابه . 10 - إن التعاون والتوحد هو السبيل إلي استعادة الماضي العظيم ، وإن مد العون ليس تفضلاًِ ، ولكنه حق واجب ودين لازم . التحليل والتذوق : - مالي وللنجم يرعاني وأرعاه : (1) أسلوب إنشائي طلبي ( استفهام ) ، غرضه التعجب والشكوي ، فهو يريد [ ما بالي بالنجم ، وما باله بي ] (2) صورة خيالية تجعل كلا من الشاعر والنجم مراقبا للآخر ، فلا يتركه ينام أبدأً ، فكلاهما مؤرق . (3) ( أمسي ) الأكثر دقة لو قال ( بات ) لأن أمسي للمساء ، وهو ما قبل الليل ، وظهور النجوم والأرق ، والأفضل ( بات ) لدلالتها على حدوث الفعل ليلاً . مما يناسب الأرق والنجوم . - يخاف الغمض جفناه : كناية عن استمرار الأرق ، وأفضل لو قال [ بعيد الغمض جفناه ] وهو متأثر بقول المتنبي : حتام نحن نساري النجم في الظلم وما سراه على ساق ولا قدم - لي فيك : تقديم للتخصيص ، وتفرده بما سيذكره من الآهات . - يا ليل : أسلوب إنشائي نداء للشكوى والتوجع . - آهات أرددها : ( آهات ) جمع ليدل على كثرة ما يؤلمه ، وأسبابه أرقه ، ( أرددها ) مضارع للاستمرار - وهما معاً يصوران الآلام المبرحة التي تؤرقه . - أواه .. لو أجدت المحزون أواه : إيحاء بشدة توجعه ، ولكن لا فائدة من التوجع ، فالشكوي لن تغير الأمر . - لا تحسبني محبا : (1) احتراس من أن يظن أنه مؤرق لمعاناته آلام الحب - كما هو شائع . (3) هو أسلوبه إنشائي طلبي ( نهي ) للتنبيه . - أهون بما في سبيل الحب ألقاه : اسلوب تعجب ( أفعل بـ ) إشارة إلي أن عذاب الحب أخف وأهون كثيرا مما يعانية هو . - إني تذكرت : إيضاح بعد إبهام - يوضح السبب في كل هذا الأرق . - مجداً تليدأً : جوهر القضية ، ما كان للإسلام والمسلمين من مجد عظيم وقدر عالٍِ حين كان المسلمون متمسكين بالإسلام حق تمسكهم . - بأيدينا أضعناه : (1) تقديم ( بأيدينا ) على ( أضعناه ) للتخصيص ، وهو يحمل المسلمين أنفسهم مسئولية إضاعتهم لمجدهم القديم حين تركوا منهج الله وراء ظهورهم ، وتمسكوا بالماديات الهادمة . - أني اتجهت : ( 1) ( أني ) دقيقة الاستعمال لإيحائها على شمول كل مكان ، وهي أدق من ( أين ) لدلالتها على تحديد المكان ، وهو باستعمالها يشير إلي ضعف الإسلام في كل الأمكنة ( اتجهت - نظرت ) اتجهت أفضل لدلالتها على كل الجهات التي حولنا - شمولاً لرؤية ضعف المسلمين اليوم . ( نظرت ) لاتجاه واحد . - في بلد : تنكير ( بلد ) للإيحاء بشمول ضعف الإسلام عامة، في البلاد . - تجده كالطير مقصوصاً جناحاه : تشبيه للإسلام في بلاد المسلمين بعد أن نحاه المسلمون عن حياتهم ، وليس له قدرة على توجيههم بمثل طائر مقصوص الجناحين لا يقدر على الارتفاع أو التحليق والمسلمون هم من قصوا جناحيه . - كان الكون مسرحها : الهاء ضمير يعود على ( العروبة ) والجملة تشبيه - يشبه الكون كله وقد كانت الأمة الإسلامية تسيطر عليه ، وتنتقل فيه كما تشاء ، بمسرح واسع - والعروبة هي البطل الذي يسيطر على أحداث المسرحية في المسرح . والتشبيه يوحي بما كان للأمة الإسلامية من نفوذ شامل وحرية تصرف في أمور الكون . - تتواري في زواياه : كناية عن الذل والصغار الذي صارت إليه الأمة الإسلامية . - كان الكون مسرحها × تتواري في زواياه : مقابلة للموازنة بين ما كان للأمة الإسلامية . من سيادة وسلطان في الماضي ، وبين ما صارت إليه من ضعف وهوان في الحاضر . - أصبحت : الأفضل لو قالت ( أمست - باتت ) (1) لدلالة الليل والمساء على الخوف والألم ، والصبح لا يتناسب في إيحائه مع ذلك ، ( 2 ) ليناسب المسرح فهو لا يعمل إلا في الليل . - كم صرفتنا يد : (1) كم خبرية للكثرة ، ( صرفتنا ) في الزمن الماضي - والأفضل لو قال ( تصرفنا ) بالمضارع ، لأن ذلك مستمر حتي عصر الشاعر ، ولم ينته . (3) الجملة كناية عن التحكم في أمورنا والتصرف في مقدراتنا . - كنا نصرفها : ( كنا ) تتفق وما كان لنا من سلطان وسيادة على العالم في الماضي والمضارع ( نصرفها ) يتفق مع ما استمر طويلاً لنا من هذه السيادة والسلطان . - كم صرفتنا × كنا نصرفها : مقابلة للموازنة بين ما كنا عليه في الماضي وما صرنا إليه في الحاضر . - بات يملكنا شعب × ملكناه : كناية عن ضياع سيادتنا ، وتحولنا إلي مملوكين في الإدارة ، وبين ( يملكنا × ملكناه ) = طباق للموازنة بين الحالين ، إيحاء بالحسرة والآسي . - يد : مجاز مرسل علاقته الآلية ، فاليد أداة السيادة ورمز القوة . - كم بالعراق وكم بالهند من شجن : كناية عن كثرة وشمول الآلام في شتي بقاع الأمة الإسلامية ، من شرقيها ( الهند ) إلي وسطها ( العراق ) إلي غربيها ( مصر ) . فالآلام شملت أبناء الأمة الإسلامية عربا وغير عرب . - فرددت الأهرام شكواه : كناية عن وحدة الآلام والمشاعر التي تربط سائر بلاد العالم الإسلامي ، ( الأهرام ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ذكر الجزء وهو يريد ( مصر ) . - بني العروبة : أسلوب إنشائي نداء لإظهار المشاركة والتوجع ، وقد حذف الأداة للقرب مكاناً ونفساً . - القرح مسكم ومسنا : كناية عن وحدة الآلام التي تربط بين الأمة الاسلامية ، وهو متأثرة بقوله تعالي ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) . - لسنا نمد لكم إيماننا صلة ....لكنما هو دين ...: (1) أسلوب قصر - طريقته العطف بلكن . ليؤكد أن التضامن الإسلامي ليس منحة ولا تفضلا ، لكنما هو دين واجب السداد على كل مسلم تجاه المسلمين . التعليق العام : 1 - النص من أدب الدعوة الإسلامية ، لأنه يصور حال الإسلام والمسلمين في الحاضر ، ويوازن بينه وبين عزة الماضي وقوته . ويدعو إلي الوحدة ومد يد العون لكل المسلمين . 2 - بث الشاعر في قصيدته هما يؤرقه ، ونفي أن يكون هماً شخصياً ، لكنه مهموم لحال الأمة الإسلامية جمعاء ، مما جعل ألمه أكثر بكثير من أقسى الآلام الشخصية ، وذلك ما أكده في المقدمة التي توضح كم هو مؤرق ، وكم هو مهموم . 3 - تسيطر على الشاعر عاطفة قوية من الحزن والآسي لما عليه حال العالم الإسلامي اليوم من ضعف وذل وتفكك - مما يبعث على اليأس والتشاؤم ، لكنه لم يستسلم لذلك، بل توقع خيراً وتقاؤلاً بما يطلبه من الوحدة ومد يد العون وإثارة الهمة بذكر الماضي العظيم . 4 - لقد عرف الشاعر سبب الداء - وشخص الدواء ..... عرف أن سبب هوان المسلمين اليوم هو أن منهج الله القويم قد هان عليهم فهجروه فهانوا في نظر عدوهم . فذهب ريحهم وضاعت هيبتهم . 5 - في البييتين : كم صرفتنا يد ....... ، ويح العروبة . تصوير لحقيقة عز الماضي وأمجاده ، وبيان لبشاعة الحاضر وذله وهوانه . 6 - يدعو الشاعر إلي تحقيق الوحدة الحقيقية التي تتخذ الإسلام منهجاً علمياً فهم متحدون في الدين - متحدون في الآلام والأحزان والحاضر المزري . أهم المصادر : 1.و يكيبديا الموسوعة الحرة متوافر على : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...86%D9%8A%D9%85 2.شرح الأبيات من موقع الجزيرة التعليمي طبتم و طاب يومكم ،،آمل أن نالت استحسانكم |
الساعة الآن 05:03 PM |
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0