|  10-06-2010, 03:29 PM | #1 (permalink) | 
  | خبيرة في التنمية البشرية 
				   العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009 
					المشاركات: 3,870
				 
الـجــنــس: أنثى  
 |   عرس المجد 
 
  عرس المجد
 
  
 عمر أبو ريشة
 
 
 
 "ألقيت في الحفلة التذكارية التي أقيمت في حلب، ابتهاجاً بجلاء الفرنسيين عن سوريا "
 
 
 يا عروس المجد، تيهي واسحبي *فـي مـغـانـينا ذيولَ iiالشهبِ
 لـن  تـريْ حـفنة رمل iiفوقها*لـم تـعـطَّـر بـدما حرّ iiأبي
 درجَ  الـبـغـيُ عـليها iiحقبةً*وهـوى  دونَ بـلـوغ iiالأربِ
 وارتـمـى كـبرُ الليالي iiدونها*لـيّـنَ  الـنابِ، كليلَ iiالمخلبِ
 لا يـمـوتُ الحق، مهما iiلطمتْ*عـارضـيه، قبضةُ المغتصبِ!
 
 *             *             *
 
 مـن هـنـا شقَّ الهدى iiأكمامه*وتـهـادى  مـوكباً في iiموكبِ
 وأتـى الـدنـيـا فرفَّتْ iiطرباً*وانـتـشتْ  من عبقه المنسكبِ
 وتـغـنّـتْ بـالمروءات iiالتي*عـرفـتـهـا في فتاها العربي
 أصـيـدٌ،  ضاقتْ به iiصحراؤه* فــأعـدّتـهُ لأفـقٍ iiأرحـبِ
 هـبَّ  لـلـفـتح، فأدمى تحته *حـافـرُ المهر جبينَ iiالكوكبِ!!
 وأمـانـيه انتفاضُ الأرض iiمن *غـيـهـب الذلّ، وذلَّ iiالغيهبِ
 وانـطـلاق النور حتى iiيرتوي*كـل جـفـن بالثرى iiمختضبِ
 حـلـمٌ ولَّـى، ولـم يُجرحْ iiبه *شـرفُ المسعى ونبل iiالمطلبِ!
 
 
 *             *            *
 
 يا  عروسَ المجد، طال iiالملتقى *بـعـدمـا طالَ جوى iiالمغتربِ
 سـكـرتْ أجـيالنا في iiزهوها*وغـفـتْ  عـن كيد دهرٍ iiقُلّبِ
 وصـحـونـا، فـإذا iiأعـناقنا * مـثـفـلات بـقـيود iiالأجنبي
 فـدعـونـاكِ  فلم نسمع iiسوى *زفـرةٍ مـن صـدرك iiالمكتئبِ
 قـد عـرفـنا مهرك الغالي iiفلم *نُـرخـص  المهرَ ولم iiنحتسبِ
 فـحـمـلـنـا  لك إكليل الوفا *ومـشـيـنـا  فوق هام النُّوَبِ
 وأرقــنـاهـا  دمـاء iiحـرّة * فاغرفي ما شئتِ منها iiواشربي!
 وامـسحي دمع اليتامى iiوابسمي *والمسي جرح الحزانى iiواطربي
 نـحـن  مـن ضعف بنينا iiقوةً *لـم  تـلـن لـلمارج iiالملتهبِ
 كـم لـنـا من ميسلون iiنفضتْ *عـن  جـنـاحيها غبارَ iiالتعبِ
 كـم  نَـبَـتْ أسيافنا في iiملعبٍ *وكَـبـتْ أفـراسـنا في ملعبِ
 مـن  نـضالٍ عاثرٍ iiمصطخبٍ *لـنـضـالٍ عـاثرٍ iiمصطخبِ
 شـرفُ الوثبةِ أن تُرضي iiالعلى*غـلَـبَ الـواثبُ أم لم يَغْلِبِ!!
 
 
 
 *             *            *
 
 فـالـتفِتْ  من كوّة الفردوس يا *فـيصل العلياء وانظر iiواعجبِ
 أتـرى  كـيف اشتفى الثأرُ من *الـفـاتـح  المسترق iiالمستلبِ
 وطـوى مـا طـال من iiراياته * فـي ثـنـايـا نجمه iiالمحتجبِ
 مـا نـسـيـنا دمعة iiعاصيتها *فـي وداع الأمـل الـمـرتقبِ
 رجـفـتْ بـالأمس سكرى iiألمٍ *فـأسـلها  اليوم سكرى iiطربِ!
 يـا لـنـعمى خفّ في iiأظلالها *مـا حـمـلنا في ركاب iiالحقبِ
 أيـنـما جالَ بنا الطرف iiانثنى *وطـيـوفُ  الزهو فوق iiالهدبِ
 هـذه  تـربـتـنا، لن iiتزدهيْ * بـسـوانـا  مـن حُـماةٍ iiنُدُبِ
 فـلـنـصن من حَرَمِ الملك iiلها *مـنـبرَ  الحقد وسيفَ iiالغضبِ
 ولـنُـسـل  حنجرة الشدو iiبها *بـيـن  أطلال الضحايا iiالغيّبِ
 ضـلَّـت الأمة إن أرختْ iiعلى *جـرحِ  ماضيها كثيفَ الحجبِ!
 
 
 
 *             *            *
 
 
 مـا بـلـغـنا بعدُ من iiأحلامنا *ذلـك الـحـلـمَ الكريم الذهبي
 أيـن فـي القدس ضلوعٌ غضةٌ *لـم تـلامـسها ذنابى iiعقربِ؟
 وقـفَ الـتـاريخُ في iiمحرابها *وقـفـةَ  المرتجف iiالمضطربِ
 كـم  روى عـنها أناشيدَ iiالنهى *فـي  سـماع العالم iiالمستغربِ
 أي  أنـشـودة خزيٍ غصّ iiفي *بـثـهـا بـين الأسى iiوالكربِ
 مـا  لأبـنـاء الـسبايا iiركبوا *لـلأماني  البيضِ أشهى iiمركبِ
 ومـتـى  هـزّوا عـلينا iiرايةً *ما انطوت بين رخيص iiالسلَبِ؟
 ومَـن الـطـاغي الذي مدَّ iiلهم *مـن  سرابِ الحق أوهى iiسَبَبِ
 أو مـا كـنـا لـه فـي خطبه * مـعـقـلَ الأمنِ وجسرَ الهربِ
 مـا لـنـا نـلـمح في iiمشيته *مـخـلـبَ الذئب وجلدَ iiالثعلبِ
 يـا  لذلّ العهد إن أغضى iiأسىً *فـوق  صدر الشرف iiالمنتحبِ!
 يا روابي القدس، يا مجلى iiالسنا *يا  رؤى عيسى على جفن النبي
 دون عـليائك في الرحب المدى *صـهلةُ  الخيل ووهجُ iiالقضُبِ!
 لَـمّـتِ  الآلام مـنـا iiشـملنا *ونـمـتْ مـا بـيننا من iiنسبِ
 فـإذا مـصـرُ أغـانـي iiجلقٍ *وإذا بـغـداد نـجـوى iiيثربِ
 ذهـبـتْ  أعـلامـهـا iiخافقةً *والـتـقـى مـشرقها بالمغربِ
 كـلـمـا انقضّ عليها iiعاصفٌ * دفـنـتـه  في ضلوع iiالسُّحُبِ
 بـورك  الخطبُ، فكم لفّ iiعلى *سـهـمه أشتات شعب iiمغضبِ
 
 
 *             *            *
 
 يـا  عروس المجد حسبي iiعزة *أن أرى الـمجد انثنى يعتز iiبي
 أنـا  لـولاهُ لـمـا طوّفتُ iiفي *كـل  قـفـرٍ مـتـرامٍ iiمجدبِ
 رُبَّ  لـحـنٍ سال عن قيثارتي *هـزَّ  أعـطاف الجهاد iiالأشيبِ
 لـبـلادي ولـروّادِ iiالـسـنـا * كـلّ مـا ألـهـمتني من iiأدبِ
      __________________   لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
 
  
    | 
  |   |   |