شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية

شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية (http://forum.fnkuwait.com/index.php)
-   القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) (http://forum.fnkuwait.com/f269)
-   -   مذكرات أسير كويتي في المعتقلات العراقيه (http://forum.fnkuwait.com/t21683)

بيت العائلة 19-08-2012 12:34 AM

مذكرات أسير ما قبل وما بعد - طالب بن خليفة بن جاسم بن عيسى بن محمد بن عربيد بن حمد
 
قصة البدون الذي ساعد النازح من البدون فسرقه الأخير وأبلغ عنه السلطات العراقية :

ليلاً بتمام الساعة الواحدة ليلاً ، أتى الجنود العراقيين وبصحبتهم رجلاً كبيراً مسن ( بدون ) ، وأدخلوه علينا وقالوا له : أجلس أهنا وفكر زين يابا : ومن ثم رحلوا .

فسألته ما قصتك ؟
فأجاب : أنا جندي بالبحرية في فيلكا ، هربت ودخلت الكويت ، وقد سجلت في الجيش الشعبي ، ولكنني لم أداوم معهم

فسألته : هل لديك كتاب عدم تعرض ؟

فأجاب: نعم

فقلت له : بسيطة أنت مشكلتك بسيطة . ؟

وجه الصبح حضر العسكر واقتادوه ولم يعد ، وخـُيل لنا أنه قد خرج ، ولكننا تفاجئنا منتصف الليلة الثانية ، وإذا بالباب يفتح علينا ، ويدخلوا بنفس الشخص ( البدون ) ، وهو صافن ويفكر
فسألته : ما طلعت ؟

فقال : لا مصيبة :

فقلت له : عسى ماشر ؟ فبدأ يروي حكايته :

قال :
عند قدومي إلى بيتي في الصليبية ، بعد هروبي من فيلكا ، قد وجدت شخص في بيتي نازح علي من أم الهيمان ، ورحبت به كونه مثلي بدوي ومن البدون ، وكوننا في أزمة رحبت به ، وبعد عدة أيام ذكرت له أنني أود أن أبتاع أغراض بيتي ، لأنني محتاج وأود الرحيل إلى السعودية :

فقال لي : هل تبيعني أغراض بيتك : فبعتهم إياه بمبلغ 500 د.ك ، ولم أستلم منه فلساً واحداً ، والظاهر أنه قد أبلغ عني ، وهم الآن يريدون اسم من يود أن يهربني إلى السعودية :

فقلت له : لا عليك ، قل لهم ودلهم عليه ، وبعد ساعات حضر العسكر واقتادوه ، وبعد عدة ساعات أرجعوه ورموه علينا ، وهو يسيل الدم من جميع جسده :

فسألته بشر وش صار ؟

فقال: ما صدقوني .

رجل يطلق زوجته في المخفر :

بعد منتصف الليل ، سمعنا صراخ رجل وهو يسب ويلعن زوجته العراقية ، وكان الضابط يهادن الرجل ويحاول أن يـُسكت صوته ، والرجل يقول لها ثلاث أيام هاده البيت ، هذي مو أول مرة طالق طالق طالق .


قيادة محافظة الجهراء :

بعد شهر رحلت أنا وزميلي فهد دحام الظفيري ، من مخفر الصليبية إلى قيادة محافظة الجهراء ، وقد أبلغنا العسكر أنه إفراجٌ ، وسوف نذهب إلى بيوتنا ، وأن قبل قليل قد تم الإفراج عن شباب كويتيين ، ولكننا تفاجئنا أن أعيننا تـُعصَبْ ، وقد أركبونا في باص مظلل الجام ، حتى أنك لا تكاد أن ترى أي شيء ، وعرفنا أنه ليس إفراج ، ولكننا كنا نحاتي أن يذهبوا بنا إلى المشاتل ، أو قصر نايف ، أو كلية الشرطة ، لعلمنا أن هناك شتى أنواع العذاب ؟
بعد حينٍ عرفنا أننا في قيادة محافظة الجهراء ، فهدأ بالنا .

القبض على بعض من أفراد المباحث الجناية :

تفاجئت أن أدخلوا علينا بعضاً من رجال المباحث الجنائية ، وكان من ضمنهم عايش أو عياش وكان معه بعضاً من رفاق درب العمل

، فسألتهم : ما أتى بكم ؟

فأجابوا : كنا في شقة أحد ضباط المباحث الجنائية ، وهو مطلوب للعراقيين ، وقد عملوا كمين داخل شقته بعد أن سيطروا عليها دون علمه ، وكل من يأتي إليها يقتادونه إلى الأسر ،

فسألتهم "هل يعلمون عنكم شيء ؟

فأجابوا: لا البتة

فأخبرتهم : أن السلطات العراقية لا تأبه للأدلة الجنائية أو البصمات ، إنما تأبه لاعتراف لسانك ، فهو محكمتك ، ويجب عليكم أن تنكروا أي صلة لكم بهذا الشخص ، وأن تتحملوا يوماً أو بعض اليوم وسوف تخرجوا ، وبعد يومين تم إطلاق سراحهم جميعاً .

قصة إعدام جاسم دشتي :

تم إلقاء القبض على شاب يبلغ من العمر 17 سنة ، مع بعض جيرانه ، بسبب الكتابة على الرصيف يسقط المغبور صدام ، وقد أخذ العراقيين أحد أفراد البيت المقابل للكتابة ، وآخر من البيت الأيمن وآخر من الأيسر ، ووجهوا لهم تهمة المقاومة ، والتطاول والاعتداء على فخامة الرئيس المقبور ، في بادئ الأمر نكروا وتعرضوا للضرب وللهوان ، وأعترف جاسم دشتي بأنه هو من كتب على الرصيف يسقط صدام ، فناصحته مع جيرانه بأن هذا الاعتراف سوف يجر بصاحبكم إلى الهلاك ( الإعدام ) ، ويجب عليكم أن ينكر صاحبكم وأن تتحملوا لينجوا صاحبكم بعمرة ، تجاوبوا إلا أن جاسم أبى وقال : أنا من كتب ولن أحمل جيراني ذنباً أنا اقترفته ، وفعلاً بعد كم يوم استدعيا جاسم وأصحابه ( جيرانه ) للتحقيق ، وعاد الجيران وهم يرون قصة كيف أعدم جاسم أمام أعينهم أمام منزله بالعارضية .

قصة إلقاء القبض على الطيار هاني الدعيج :

فجأة أدخل علينا شخص سبق وأن كانت لي معرفه به ، المقدم الطيار هاني الدعيج ، وكان خائفاً يلتفت يمنةً ويساراً ، فدنوت منه وهامسته أن كيف حالك ، وبدا لي ولكأنه لا يعرفني ، فقلت له أنا طالب العربيد جارك أيام خيطان ، ففرح وسعد بلقائي ، حاولت جهد نفسي أن أجعل منه أن لا يهاب العراقيين ، وأن يعتاد على الأمر ، وأن يعلم أن الفرج قريب .

بيت العائلة 19-08-2012 12:37 AM

مذكرات أسير ما قبل وما بعد - طالب بن خليفة بن جاسم بن عيسى بن محمد بن عربيد بن حمد
 
قصة إلقاء القبض على وليد الناشي ( بوشامة ) :

قبل إلقاء القبض على وليد الناشي ، كان هو مطلوب للسلطات العراقية ، حيث تم إلقاء القبض عليه هو وأخوه خالد الناشي ( بو شامة ) ، وبحوزتهم أسلحة في منزلهم الكائن بمنطقة خيطان ، فر وليد الناشي مم بين أيدهم ومن أمام أعينهم ، وأصبح جاري البحث عنه :
بعد شهر تم إلقاء القبض عليه بواسطة عميل لهم ، وتفاجئت بإدخاله عليّ ، وبسؤاله عن مشكلته عرفت سبب حضوره إلى هنا ، وناصحته بعدم الاعتراف ، وبتحمل مجريات التحقيق ، وسوف تكون في أمان ، استجاب - افترقنا - والتقيت به في الكويت بعد خروجي من الأسر .


التحقيق في قيادة محافظة الجهراء :

بعد مرور أسبوع من احتجازي في قيادة محافظة الجهراء ، تم استدعائي صباحاً بتمام الساعة السابعة للتحقيق ، وكان التحقيق في غرفة الاجتماعات بالأرضي لمدير الأمن ، والغرفة عبارة عن مكتب بيضاوي طويل ، أحضروني مغمض العينين مكبل اليدين ، وحين وصلت غرفة التحقيق وإذا بها شخص واحد ، كبير بالسن ، وباين عليه أنه قيادي ، فبادلني بالسلام ،

وقال : هل أنت مرتاح ،

فقلت له: لا

فطلب منهم أن تفك القيود ، وأن ترفع عن عيني عـُصابتها : وبدأ التحقيق : وباشر في الكلام : ملازم طالب لا أريد أجوبة شفهية بل مكتوبة ، ومن ثم طلب أوراق مسطرة كنا نستعملها في مخافر الداخلية للتحقيق ، وكنت أجلس في طرف من الطاولة البيضاوية ، وهو يجلس في الطرف الآخر ، وكان يكتب السؤال على الورق ، ومن ثم يحذف بالورق علي لأجيب عليه ، وكانت الأسئلة كالتالي :

السؤال الأول : أنت ظابط أمن دولة صحيح

الإجابة لا : أنا والدتي من البصرة وأمن الدولة يجب أن يكون

ضباطها من أبويين كويتيين .

السؤال الثاني : ارسم مبنى أمن الدولة

السؤال الثالث : حدد الأقسام عليه

السؤال الرابع : حدد أسماء المدراء والضباط والأفراد

التابعة لهذه الأقسام

الإجابة : أنا عملت في أمن الدولة لمدة أسبوع فقط ، كون والدتي

عراقية من البصرة ، ولا أذكر بالضبط هذه الأقسام ، ولكنني

سأذكر لك ما أتذكره عن هذه الأقسام ،

وتم تحديد المدراء والضباط والأفراد ، وكانت جميع الأسماء التي أدلينا بها وهمية ، لا صحةً لها ، واستمر التحقيق لغاية الساعة الثالثة فجراً ، وتوالى التحقيق معي مدة يومين متتالين ، من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثالثة فجراً ،

وكان آخر سؤال : كيف نكسب الشعب الكويتي ؟

الإجابة : هذا السؤال سأجاوبك عليه شفوي

فقال: تكلم

فقلت له : ما ذنبي أنا وأنا المحتجز لديك قرابة الشهرين دون ذنب ، هذا أنا واحد من الشعب الكويتي ، فكيف ستكسب هذه الآلاف من الشعب الكويتي وهم يذوقون الأمرين

فقال لي : دون هذه الإفادة - فدونتها .

التحقيق والذهاب بيّ إلى مخفر خيطان ، وطلبهم مني الاستدلال على بيوت الضباط من أدليت عنهم في إفادتي الأولى :


بعد الانتهاء من التحقيق سالف الذكر بقيادة محافظة الجهراء بأربعة أيام ، تم استدعائي مساءً ، وكما هو الحال في كل مرة ، يأتون بك وأنت مـُعصب العينين مكبل اليدين ، وهنا فاجئني ضابط التحقيق العراقي عند دخولي عليه ، ملازم طالب هايّ أسلاحك جبناه ، شلون تقول ما عدك أسلاح ، فأجبته وأنا على يقين أنه كاذب ، إن كان قد عثرت على سلاحي فأعدمني به ولا داعي لأن تسألني ، وهنا صمت ، قائلاً : إت وين أسلاحك : فأجبته عندكم : فقال : كيف عِدْنا : فقلت له : أول ضابط عراقي دخل مخفر النقرة سلاحي عنده .
وفعلا بعد ما سردت عليه كيفية أخذ سلاحي مني ، طلب منهم العودة بيّ إلى النظارة ، وبعد أربع ساعات عاودوا وطلبوني مرةً أخرى : وذهبوا بيّ إلى مخفر خيطان لأول ضابط دخل مخفر النقرة ، وهناك تم استجوابي ، عن كيفية أخذهم لسلاحي : فبدأت أروي لهم :
أن سلاحي عندكم ، ومن أخذه هو من كسر التجوري الموجود بمكتب رئيس المخفر ، حيث المسدسات الموجودة به ، ومن ضمنهم كان سلاحي : صمت الضابط – ثم قال لي وهو يصرخ : هسا تندلنا على رفقاتك الضباط ، وفعلا سحبوني وبدأت أذهب بهم بيتاً بيتاً ، وكلما ذهبوا إلى بيت لا يجدون به أحد ، ومن ثم عادوا بيّ إلى قيادة محافظة الجهراء ، وأرجعوني إلى حيث كنت دون أن يحققوا معي .

بيت العائلة 19-08-2012 12:40 AM

مذكرات أسير ما قبل وما بعد - طالب بن خليفة بن جاسم بن عيسى بن محمد بن عربيد بن حمد
 
دار الأحداث ( الفردوس ) اللجنة :

بعد احتجازي قرابة الـ 20 يوم في قيادة محافظة الجهراء ، تم ترحيلنا أنا وزميلي فهد دحام الظفري إلى دار الأحداث بمنطقة الفردوس ( اللجنة ) ، هنا بهذه الدائرة تقرير المصير ، هنا يقرر مصير كل محتجز كويتي حسب اعترافاته .
ومن الشخوص الكويتيين التي مرت عليّ هنا في هذا المعتقل هم : على أيوب إسماعيل بندر – النقيب خالد المسفر – فهد الشريدة – الملازم أول عبدالعزيز التورة ، وقد استطاع الهروب من قبضة السلطات العراقية – الملازم وليد شهاب ، وقد استطاع الهروب من قبضة السلطات العراقية ، ويعذرني من سقط اسمه خلال الـ 22 سنة ، حيث أن الذاكرة لا تسعفني .


( جي ون ) مقر الاستخبارات الكويتية :

بعد احتجازي قرابة الـ 10 أيام في دار الأحداث بالفردوس ( اللجنة ) ، تم ترحيلنا أنا وزميلي فهد دحام إلى مقر الاستخبارات الكويتية ( جي ون ) تحت الأرض ، وهنا رأيت النقيب حمد العصفور – مشعل المشعل – سيف المشعل .

ما قبل ترحيلنا إلى ( الآمرية البحرية ) بالبصرة بدقائق :

قبل ترحيلنا إلى البصرة بدقائق ، تم التحقيق معنا في مقر قيادة الاستخبارات الكويتية ( جي ون ) ، وكان التحقيق بالضبط في الغرفة المتواجدة عند مدخل الباب الرئيسي لمقر الاستخبارات الكويتية ، ومن خضع للتحقيق أنا والنقيب حمد العصفور والملازم أول فهد دحام الظفيري ، وكان القصد من هذا التحقيق هو دراسة حالتك النفسية ، هل أنت معهم أم ضدهم ، كما أن كان القصد من هذا التحقيق الظفر بساعة الصفر للضربة الجوية ، وكان التحقيق عبارة عن سوالف ومن ضمن هذه السوالف يضعون لك سؤال غير مباشر ؟
فبدءوا يخوضون بحديث من مفترق طرق ، ومن ضمن هذا الحديث
قال أحدهم : ملازم طالب تعرف كم عدد الدول العربية ؟

فقلت له: 22 دولة

فقال : يابا من وين جبت 22 ، يابا الكويت محافظة مو دولة .

وبدأ يخوض حتى أن وصل ما رأيك في الحرب العراقية الإيرانية ؟

فقلت له: لم أسمع عنها

فغضب وبدأ يخوض الحديث مع زميلي الملازم أول فهد دحام الظفيري وهو يقول له : ملازم فهد تسمع شيقول صاحبك ، يابا بيها معركة سميناها ( الكويت )

فرد عليه فهد دحام : لم نسمع في حرب عراقية إيرانية ، وهنا أرجعونا جميعا دون أن يكملوا ، وبعد دقائق تم ترحيلنا إلى الآمرية البحرية بالبصرة .

الخروج لدورة المياه ووجبات الأكل :

في جميع المواقع التي تم احتجازنا فيها لا يتم الخروج لدورات المياه إلا مرةٍ واحدة باليوم ، والأكل كان الأشبه بعدم وجوده ، فالسلطات العرقية لا تقوم بتوزيع وجبات الأكل إلا بعد المساء ، والأكل عبارة عن ثلاث صمونات يابسة توزع على ثمان أشخاص ، وماعون وسط به شوربة ماء لثمان أشخاص ، وهذه الوجبات شبه يومية تكاد أن لا تنقطع ، وكنا بسبب هذا النظام نصوم شبه يومي .

التوقيف بالآمرية البحرية بالبصرة :

تم ترحيلنا إلى الآمرية البحرية بالبصرة ظهراً ، وهيَّ الأشبه ببيوت فيلكا القديمة ، وكانت عبارة عن حوطه من طين ، ومبانيها من طين ، والزنازين كانت من الحاويات الحديد ( كونتينر ) ثلاجات اللحوم والخضرة ، وكانت كل حاوية تحوي على أكثر من 150 موقوف ، وكنا خلط مابين كويتيين وعراقيين ، وكان عدد الكويتيين الموقوفين هنا 11 شخص ، وهم : العقيد / حسن جاسم – مقدم طيار / هاني الدعيج – الجندي / سيف المشعل – العسكري / سامي الزايد – الملازم أول طالب العربيد – الملازم أول / فهد دحام الظفيري أما البقية لا أذكر أسماؤهم .

الخروج لدورة المياه ووجبات الأكل :

هنا في هذا المحتجز لا تخرج للحمام سوى مرةٍ واحدة باليوم صباحاً ، والأكل تكاد أن لا تعرف شكله واسمه ، وكان يجلب لنا من أموالنا ، والسلطات العراقية لا تكلف نفسها وسعاً بأن تجلب لك الغذاء ، ومن ليس معه أموال لا يستطيع أن يأكل ، وكان الماء الذي يجلب لنا من السلطات العراقية ماءٍ خرج ، ذو رائحة وذو طعم خرج ، فكنا نشتري ماء الصحة خوفاً من الإسهال .

بيت العائلة 19-08-2012 12:44 AM

مذكرات أسير ما قبل وما بعد - طالب بن خليفة بن جاسم بن عيسى بن محمد بن عربيد بن حمد
 
ترحيلنا من الآمرية البحرية إلى سجن الرشيد ( بغداد ) :

تم ترحيلنا ظهراً ، وكان على حساب نفقتنا الخاصة ، لكل فرد 5 دنانير عراقية ، ومن ليس لديه مبلغ الـ 5 دنانير لا يرحل إلى سجن الرشيد .

معتقل سجن الرشيد ( بغداد ) :

هو عبارة عن معتقل كبير جداً ، به الكثير من البوابات الكبيرة التي يصل ارتفاعها إلى الـ 5 أمتار ، وهو عبارة عن سجون مختلفة يفصل ما بين كل سجن وسجن بوابات عدة بنفس الارتفاع ، وقد مررنا بسجون من أشباكٍ شائكة ، بها عوائل كثر عراقيين محتجزين هم وأطفالهم ، وكان في هذا المعتقل يسمح بالزيارات لنا ، وكان العسكر الكويتيين في حال لا بأس بها ، حيث كان لديهم من الأموال ومن النعم ما يتزودون بها على مرارة الأيام الصعبة التي تمر بهم ، وكانت تلك الأموال وتلك النعم هيَّ من خيراتِ الكويت .

الزيارات للأهالي في معتقل سجن الرشيد :

من خلال هذه الزيارات التي مرَّ بها العسكر الكويتيون في هذا المعتقل ، استطعت أن أبلغ أهلي في الكويت أنني حيّ ، وأنني متواجد الآن في سجن الرشيد ( بغداد ) ، حيث كلفت أحد الأسر الكويتية ، زوجة المقدم بالبحرية عبدالله القلاف ، أن تحمل أسرتهُ هذه الرسالة وتـُبلغ بها أهلي في الكويت ، وفعلا بعد أسبوع تفاجئت بأن لي زيارة ، وكانت الزيارات آنذاك تقوم من كل يوم أثنين وأربعاء ، وكانت زيارة أهلي لي من يوم الاثنين ، ومن زارني هم : والدي وزوجتي وأخي وليد وأبني جاسم ، وتكررت الزيارة في يوم الأربعاء ، وفي هذا اليوم أبلغني أخي وليد أن هناك من يود مقابلتي ،
فقلت له من : فقال أحد الأخوة من الكويت يدعى مفرج المفرج من سكان الجهراء ، وهو يسأل هل في سجن الرشيد سجناء كويتيين ، وهو يود أن يعرف أسماءكم ، ويود أن يعرف ما هيَّ احتياجاتكم من مؤن وأكل ، واتفقت مع أخي على أن نتلاقى على أننا أبناء خالة ؟

الزيارة الخاصة من يوم السبت لمفرج المفرج في سجون الطاغية ( بغداد ) :

تفاجئت من يوم السبت صباحاً يـُطلب اسمي ، فنهضت مسرعاً ، وإذا بهم يصطحبوني بسيارةٍ عسكرية إلى جهةٍ غير معلومة ، وكنا نجوب المعسكر بوابةٍ تلوَّ البوابة ، حتى أن وصلنا إلى ما هم يرغبون الوصول إليه ، ومن ثم أنزلوني وأدخلوني إلى مكتبٍ به ضباط عراقيين ، وكنت أضن أنه تحقيقٌ معي ، ولكني بعد برهةً من الزمن تفاجئت بشخصين أحدهما كويتي والآخر فلسطيني سلفي ملتحي ، وبدأ يسلم عليّ ذاك الشخص الكويتي ، وأنا أقول له حياك الله يـَ بن الخالة ، وعندها خرج جميع الضباط العراقيين وتركونا مع بعضنا ، ولكنني لم أعطه أيّ اسمٍ عنا ، وأبلغته أننا هنا بحاجة إلى كل شيء من ملبسٍ ومأكل ، وأنني على علم من أن جميع ضباط وزارة الداخلية سوف يـُرَحلون من يوم الاثنين القادم إلى جهةٍ غير معلومة ، وإذا ما أردتَ أن تساعد جميع الكويتيين المحتجزين في هذا المعتقل ، فعليك أن تلتقي بالمقدم الطيار هاني الدعيج ، انتهت المقابلة ، رحل - ومن ثم رحلت .

السجناء الإيرانيين في سجن الرشيد :

السجناء الإيرانيين كانوا كثر ، وكنا جيرانهم في المعتقل الطوفة بالطوفة ، وكانت البدلات التي يرتدنها لونها أصفر ، ومكتوبٌ عليها أسير حرب ، وكنا نزودهم بالطعام ، حيث كنا نلقي عليهم بعضاً مما يتوفر إلينا من المعلبات .

معتقل باعقوبة ( مدينة البرتقال ) :

تم ترحيلنا إلى باعقوبة من عصر يوم الاثنين من معتقل سجن الرشيد ، وكان معتقل باعقوبة هو ( كسجن الرشيد ) ، كبير - وبوابات كبيرة - وأشباكٍ شائكة – ونزلاء عراقيين مع عوائلهم وأطفالهم – وكان عبارة عن مهاجع مبنية من الطابوق ، وليس به سوى خليط من الضباط الكويتيين ، من مختلف الفصائل والوزارات الكويتية ( الدفاع – الداخلية – الحرس الوطني ) ، وكل مهجع به خمسون ضابط كويتي ، وكانت القيادة الكويتية العسكرية بقيادة الشيخ أحمد الخالد الصباح هيَّ منعزلةٌ عنا ، ولكننا نلتقي بها صباحاً ، وكان عدد الضباط الكويتيين بهذا المعتقل قرابة 679 ضابط كويتي .

الإصلاحات داخل معتقل باعقوبة ( المطبخ والمهاجع ) :

تم إصلاح المطبخ والمهاجع داخل سجن باعقوبة على نفقة الضباط الكويتيين ، حيث تم تجهيز المطبخ بكامل حاجياته ولوازمه على نفقة الضباط الكويتيين ، كذلك هما المهاجع ، حيث تم تجهيزهما بكامل ما يحتاجون له من أنوار وكهرباء ولوازم أخرى من بطانيات وفرش على نفقة الضباط الكويتيين ، وتم تكليف عدد من الضباط وهم لا يتجاوزون الـ 10 ضباط ، بالقيام بشؤون المطبخ ، حيث كانوا يطبخون فترة الغداء والعشاء لـ 679 ضابط بشكل يومي وباستمرار ، وكان رؤساء المهاجع يرسلون في كل فترة أحد الضباط بالتناوب لإحضار وجبات الغداء والعشاء .

بيت العائلة 19-08-2012 12:44 AM

رد: مذكرات أسير كويتي في المعتقلات العراقيه
 
المصدر
موقع تاريخ الكويت


الساعة الآن 07:12 AM

Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0

7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292