ولد خالد النفيسي عام 1956 وكان مدللا من قبل والده، وفي الخامسة عشرة من عمره توفي والده وسببت وفاته صدمة كبيرة لدى خالد فترك المدرسة على الرغم من تفوقه ونجاحه ليدخل مجال العمل حتى يستطيع ان ينفق على اسرته الذي اصبح لهم بمثابة الأب.
حياته
عرف عن خالد النفيسي الهدوء في المنزل وكان دائما هادئ المزاج، كان يكره رؤية أحد اخوته حزينا أو مهموما، ويحاول دائما اضافة جو من المرح والابتسامة فكان مستمعا جيدا وديموقراطيا إلى ابعد الحدود فلا يفرض رأيه على احد.
بداياته
بداية مشواره كانت منذ عام 1956 من خلال المسرح فكانت أولى تجاربه في المسرح تحت اشراف رائد المسرح العربي زكي طليمات في مسرحية «ضاع الأمل» ومن بعدها قدم المسرحية الشهيرة «صقر قريش». وبعد البداية بوقت قصير أسس النفيسي مع زملائه فرقة المسرح العربي حيث كان عضوا في مجلس الادارة منذ 1963 حتى 1969 ومن بعدها في عام 1973 اما ادارة الفرقة فقد تسلمها في عام 1966.
ثلاثي خطير
كان له عدة تعاونات مع عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ليشكلوا نخبة خطيرة احبها الجمهور ومازال اثرها حتى الآن في الدراما الخليجية ومما قدموه على سبيل المثال مسلسل « درب الزلق» من اخراج حمدي فريد فقد مرت سنوات عديدة على انتاج هذا العمل لكن مازال الجمهور يذكر هذا المسلسل الكوميدي الجميل.
رأيه في المسرح
كانت له عده أعمال مسرحية منها: عشت وشفت، حرم سعادة الوزير، من سبق لبق، حامي الديار ودقت الساعة. وحين سئل في احدى المرات عن رأيه في المسرح كان جوابه: المسرح في الستينيات ادب وثقافة ومتعة نظيفة وضحكة صافية ولكن الهوجة التي حصلت بعد نكسة 67التي ألمت بالامة العربية كانت الشرارة الاولى لتطفيش الجمهور المسرحي الذي اتجه الى مسرح الاضحاك والمتعة الفطرية.
في الكويت ظهرت فرق مسرحية كثيرة والتي تستوجب بالتبعية توافر نصوص توفي احتياجاتها ولكن اين المؤلف الجيد الذي يستطيع افراز كل هذا الكم الهائل المطلوب؟ فالمجيدون قلائل، وكان ذلك مؤشرا لظهور الطفيليات المسرحية وانتشار الاعمال العشوائية التي اصابت جسد المسرح المسكين وقضت على حيويته، باستثناء بعض العروض المسرحية الهادفة التي طرحت قضايا وهموم الناس وهذا ينطبق على وجهي المسرح (عام او خاص) فالكل في الهم سواء وكله يغني وكله ينكت.
حبه للأطفال
تزوج خالد النفيسي في الستينيات لكنه انفصل عن زوجته ولم يتزوج بعد ذلك بسبب سفره الدائم وانشغالاته الفنية فلم يرغب في ان يظلم معه اي امرأة، وكان النفيسي طيب القلب يحب الأطفال لذا تبنى الكثير من الأولاد والبنات ووفر لهم كل ما يحتاجونه في حياتهم اليومية والدراسية ومنهم عائلة مكونة من ام وابنتين كنّ دائما معه في المغرب.
تكريمه
كان خالد النفيسي أحد الرموز التي احتفت بها الدول الخليجية والعربية فقد حصد الراحل مجموعة كبيرة من الجوائز والتكريمات منها الجائزة الذهبية عن دوره في مسرحية حرم سعادة الوزير وجائزة فنان المسرح الأول في يوم المسرح العربي عام 1977 والذي كان يقام في كل عام في الحادي والعشرين من فبراير لتكريم الفنانين المسرحيين ولا ننسى تكريمه في يوم 8 يناير 2009 اقيمت ليلة لتكريمه برعاية المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الخامس عشر سميت باسم «مناره ثقافية كويتية حول الفنان خالد النفيسي».
زملاؤه
في الليلة التكريمية التي أقامها المعهد العالي للفنون المسرحية حضر الفنانون زملاء خالد النفيسي وقال الفنان عبدالحسين عبدالرضا انه لم يخسر بوفاة النفيسي زميلا وانما خسر أخا وصديقا لا سيما انهما درسا مع بعضهما في المدرسة الاحمدية ومن ثم عملا في المسرح العربي. أما الفنانة حياة الفهد فقد اشادت بالمنارة الثقافية التي كرمت الفنان النفيسي وأكدت اهمية تكريم فنانين وفنانات رحلوا تاركين بصمة على الساحة الفنية الكويتية والعربية.
واضافت سعاد عبدالله ان النفيسي يعد هرما فنيا ساهم في تشكيل بدايات الملامح الفنية لمنطقة الخليج حينما كانت الريادة الفنية والثقافية كويتية بحتة واوضحت ان النفيسي من الجيل الذي قدم أعمالا تحولت مع الزمن إلى «ايقونات» فنية في المسرح والتلفزيون والاذاعة وصولا إلى السينما في منطقة الخليج والعالم العربي وساهمت في تشكيل وعي نظرة مجتمعاتهم للحياة.
جرأة في الطرح
كان خالد النفيسي من اكثر الفنانين المعروفين بالجرأةج في الطرح وعدم الخوف والعفوية في الحديث، وبسبب جرأته كان سبباً أساسيا في اشعال غضب نواب مجلس الامة من خلال القضايا التي يطرحها ولهذا حورب النفيسي من قبل بعض النواب.
مرضه
بدايته مع المرض ظهرت حين اكتشف وجود حبة تحت لسانه فذهب إلى الطبيب وحوله الى احد المستشفيات فتبين ان هذه الحبة ورم سرطاني.
وفاته
شكل خبر وفاة النفيسي صدمة لشعب الكويت والخليج والوطن العربي فقد توفي النفيسي إثر أزمة قلبية في الرباط بالمغرب في 27 مارس 2006، ونقل جثمانه إلى الكويت، وشهد مواراة جثمانه الثرى حضوراً رسمياً وفنياً كبيراً، وبوفاته خسرنا اسما بارزا في صنع الفن في الكويت وفي الخليج العربي.
* سمو الأمير أمر بنقله للعلاج في الخارج
عند ذهابه للطبيب عرف ان هناك ورما سرطانيا قد وصل إلى الغدد اللمفاوية ولذلك سافر إلى الخارج لاستئصاله، وبعد استئصال الورم اهمل النفيسي مراجعة الطبيب بالرغم من الحاح اهله عليه، ادخل إلى المشفى قبل وفاته بيومين لشعوره بشيء ما في صدره وبعدها دخل في غيبوبه، وقد أمر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد بنقل النفيسي بطائرة خاصة إلى لندن لكن ظروفه الصحية لم تسمح له بذلك فانتشر السرطان في صدره ورئته وتوفي من بعدها تاركا اهله واصحابه الذين حزنوا كثيرا على وفاته.ة لم تسمح له بذلك وفانشر السرطان في صدره ورئته وتوفي من بعدها تاركا اهله واصحابه الذين حزنوا كثيرا على وفاته.
* مقالب خالد النفيسي
عرف خالد النفيسي بروحه الفكاهية ومقالبه الكثيرة في التمثيل اوفي الجلسات الخاصة ففي احدى المرات تحدث عن موقف مر به في طفولته فقال: ذات يوم سرقت رمانة فلاحقني كل من في البيت لمعاقبتي فهربت لاقف في حوش المنزل بجوار برميل قار واغطست يدي به لاهددهم ان اقتربوا فسألوث ثيابهم ونجحت الخطة.
وعن ذكرياته كان طالبا في المدرسة قال النفيسي: تغيبت عن المدرسة في أحد الايام وحين سألني الناظر عن سبب تغيبي اجبته ان والدتي قد شربت الجاز وجميع افراد اسرتي ذهبوا معها إلى المشفى فاعطاني قطعة حلوى وهدأ من روعي متمنيا لها الشفاء وفي اليوم التالي تغيبت ايضا وحين سألني الناظر اجبته ان ام والدتي قد شربت الماء لكنه طردني من مكتبه واليوم الذي يليه حين شاهدني قال: احمد الله ان والدتك لم تشرب اليوم شيئا.
مقلب فني
اما عن المواقف الفنية فقد عمل النفيسي مقلبا مع الراحلة مريم الغضبان في احدى المسرحيات حيث كانت الغضبان تجسد دور غريقة تمكنوا من انقاذها فتدخل المسرح على نقالة تتساقط منها الماء واكمل النفيسي: كنت اعلم انهم كانوا يضعون جربة ماء على النقالة فاخذت الجربة لأملأها بالماء الحار وفي المشهد شعرت الغضبان بالسخونة تحت ظهرها ولم تستحملها فلم تكمل المشهد وسقطت من النقالة لتهجم علي امام الجمهور.
* و عشقه للمغرب
سئل خالد النفيسي في احدى المرات عن سبب عشقه للمغرب وزياراته الدائمة لها فأجاب: أول مرة زرت فيها المغرب كانت سنة 1980 فعوقعت في غرامها واحببت الطبيعة بها وايضا السياحة هناك، وكان يسكن في الرباط وهي عاصمة المغرب ومنذ المرة الاولى التي ذهب فيها إلى المغرب قرر الاقامة بها واصبحت لديه خبره كبيرة فاستطاع ان يعمل بالعقارات هناك دون ان يعتمد على مقاول لأنه أحب ان ينجز عمله بنفسه.