امل
28-01-2009, 10:53 AM
يتصدى لمرحلة مهمة من تاريخ لبنان والعالم العربي
فيلم «دخان بلا نار» يثير براكين من الجدل الفني والسياسي
http://www.bollywoodserver.net/uploads/04c7a26846.jpg (http://www.bollywoodserver.net/)
لا يزال فيلم «دخان بلا نار» يثير الكثير من الجدل الذي تحول الى بركان من الكتابات والتحليلات والخلاف في وجهات النظر وقد بدأ عرض الفيلم في دور السينما المصرية منذ ايام قليلة وتمحورت مصادر الجدل في الساحة السياسية قبل الفنية، حيث تناول العمل مرحلة سياسية مهمة، شهدت خلالها لبنان خلافات حادة في أوساط الأحزاب والتنظيمات السياسية، وهي المرحلة التي أعقبت اتفاق الطائف الذي أفضى الى هيمنة سورية وأميركا على لبنان وأشعلت الصراع بشكل كبير. ومما لا شك فيه أن الخلافات والجدل حول أي فيلم تكون في الغالب منحصرة بين النقاد الذين يقومون بتقييم الفيلم كل من وجهة نظره، وغالبا ما يتفقون على المسائل الفنية المتعلقة بالاخراج أو الديكور أو الجوانب الأخرى مثل الاضاءة والأداء وغيرهما، لكن «دخان بلا نار» بالتحديد شهد جدلا مختلفا في نوعه من سياسيين واعلاميين ونقاد، وحتى الجمهور المتابع لهذه الأحداث التي وقعت حديثا. هذا الفيلم المثير للجدل سبق عرضه في مهرجان أبوظبي السينمائي، وهو للمخرج اللبناني سمير حبشي وقام ببطولته خالد النبوي والممثلة اللبنانية سيرين عبدالنور، والممثل اللبناني محمود مبسوط.. فيما تدور أحداث الفيلم حول مخرج مصري وهو خالد النبوي، الذي يسعى لانجاز فيلم يتناول القمع في العالم العربي. ويختار مدينة بيروت باعتبارها - حسب رأيه - تتمتع بهامش كبير من الحرية، لكنه يفاجأ بأن الأمر لم يكن كما كان يتوقع، ما أدى الى فشله في كتابة الفيلم بسبب الأوضاع التي تمر بها لبنان خلال تلك الفترة.
وما شهدته من تحكم قوى خارجية في مسارها السياسي؛ وأثناء ذلك يتعرض المخرج لكثير من المشكلات الأمنية، ويكتشف في الوقت نفسه أن هناك الكثيرين ممن التقاهم قد تعرضوا للتعذيب قبل أن يتعرض هو للتعذيب بعد اتهامه بانشاء خلية ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة في بيروت. هذه الأحداث دفعت البعض لوصف الفيلم بالارتباك السياسي استنادا الى التعدد السياسي والطائفي الموجود في لبنان والانتماءات والمتغيرات التي حاول المخرج استيعاب أغلب أحداثها دون التركيز على سياق موحد ومتسق في سلسلة الأحداث التي جرت، حسب الظروف وقتها.. لكن المخرج سمير حبشي رد «بأنه من حق أي مبدع أن يطرح أسئلة ويطرح موضوعه حول قضية ما حسب ما يراه هو، معبرا عن رفضه لأي تدخل خارجي في لبنان. من جانب النقاد رأوا أن المخرج حاول مزج الواقع مع الخيال، وهو أمر غير مقبول، لأن تداخل الواقع مع الحلم يتنافي مع فيلم يقوم أساسا على الحقائق والوثائق التسجيلية لمرحلة سياسية معينة، ولذلك اعتبروا الفيلم ضعيفا دراميا.. وقالوا ان اصرار مخرج العمل على التعبير عن قضايا متعددة أفقد الفيلم أهم مزاياه وهي وحدته، حتى جاء السيناريو قائما على التشتت نتيجة زخم الأحداث التي يتناولها الفيلم. واتضح أيضا أنه على الرغم من الانتقادات العديدة التي واجهها العمل فان تفاصيل الفيلم تؤكد اجتهادات لتوظيف مخزون خبرات المخرج وثقافته السياسية على مستوى الأفكار والرؤية البصرية، خاصة أن الفيلم قدم العديد من المواقف والشخصيات النابعة من روح المكان والموضوع وترتبط دلالتها بأجواء الفيلم.
ورأى النقاد أن الفيلم في بعض المواقف كان يحاول أن يعبر عن الحالة المزدوجة بين المواطن والوطن، ووضح ذلك مثلا في دور شرطي المرور الذي تعمد مخالفة القوانين حيث سمح لسيارات المرور عندما تكون الاشارة حمراء، ويوقفها عندما تكون خضراء، وهذا ما اعتبره العديد من النقاد اشارة للفوضى التي شهدها لبنان في تلك الفترة والتناقضات الطائفية والسياسية كرد فعل طبيعي لقوانين الدولة التي اعتبروها مغتصبة. ولو تأملنا ابرز ما لفت النظر أن حبشي يعتبر أول مخرج لبناني يتناول قضية لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية العام 1992، ولكن الأحداث أو الطرح الذي قدمه الفيلم واجهته جهات سياسية واعلامية عديدة بانتقادات حادة من حيث الأحداث والظروف السياسية والأمنية التي صاحبت تلك الفترة، الا أن سياسيين ونقاد اعتبروا تلك الانتقادات لم تكن انطلاقا من انتماءات سياسية وطائفية بقدر ما كانت تعبر عن اختلافات في الرؤى والتناول وتسلسل الأحداث في العمل.
وكذلك تطرق نقاد ومهتمون الى جوانب مؤثرة في العمل، حيث اعتبره البعض افتقد عمق الشخصيات والصدق، مشيرين أيضا الى اختصاره للممارسات الأمنية خلال فترة الوصاية السورية عقب انتهاء الحرب الأهلية.
وكان المخرج قد أكد ردا على تساؤلات حول طرح الفيلم في هذا التوقيت قائلا: لا علاقة له بخروج القوات السورية من لبنان، ولكن في الوقت نفسه أكد أنه كان على يقين بأنه سيواجه مشكلات مع الرقابة في لبنان اذا عرض الفيلم قبل 3 سنوات.
وقد واجه الفيلم صراعا طويلا مع الرقابة في مصر التي منعت عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي، معللين أن عرضه قد يضر بمصالح مصر مع دول أخرى قبل أن يعرض قبل نهاية العام الماضي بأيام. وفيما تركز الجدل الذي شهده الفيلم حول دلالات سياسية، باعتباره ينتقد الهيمنة السورية والأميركية على لبنان، رد بطل الفيلم خالد النبوي بأن «دخان بلا نار» لم يكن موجها لدولة بعينها، انما موجه لكل العالم لأن أحداثا كثيرة مشابهة تحدث لبعض الدول، وهو نفس ما أكده مخرج الفيلم حبشي الذي اتهم الاعلام وبعض السياسيين بأنهم قاموا بتحريف الحقائق وتضخيم الأمور تجاه فيلمه. والعارف لواقع الحالة الفنية يعرف ان ندرة عرض الافلام العربية التي تتنافس مع أفلام مصرية في مصر تبدو قليلة ، الا أن الأفلام العربية حسب النقاد تلاقي تجاهلا تاما اعلاميا وجماهيريا، ما يؤدي الى ضعف الايرادات، وسحبه سريعا من دور العرض، ولكن مازالت الفرصة سانحة أمام هذا الفيلم اللبناني أكثر من غيره ليؤكد امكانية نجاح الأفلام العربية في دور العرض المصرية، خاصة أن الفيلم من انتاج شركة مصر العالمية «جابي خوري» وقناة «أي آر تي» الفضائية في أول مشاركة لها في انتاج فيلم روائي ضمن خطة لأفلام قادمة.ورأى نقاد أن خوض تجربة طرح قضية حديثة مازالت آثارها قائمة وشخوصها هم أنفسهم في مواقعهم القيادية وتناولها بكل هذه التفاصيل أمر فيه كثير من الجرأة لحساسية القضية وتشابكها وتعقيداتها، وكذلك رغم الاختلافات والانتقادات العنيفة التي واجهها الفيلم. ويبقى فيلم- دخان بلا نار واحدا من اكثر الافلام اثارة للجدل والحوار وهو يفتح الباب على مصراعيه امام النقاد والسياسين للحوار ومن قبل المشاهدة والتأمل والجدل.
المصدر (http://http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=120556)
فيلم «دخان بلا نار» يثير براكين من الجدل الفني والسياسي
http://www.bollywoodserver.net/uploads/04c7a26846.jpg (http://www.bollywoodserver.net/)
لا يزال فيلم «دخان بلا نار» يثير الكثير من الجدل الذي تحول الى بركان من الكتابات والتحليلات والخلاف في وجهات النظر وقد بدأ عرض الفيلم في دور السينما المصرية منذ ايام قليلة وتمحورت مصادر الجدل في الساحة السياسية قبل الفنية، حيث تناول العمل مرحلة سياسية مهمة، شهدت خلالها لبنان خلافات حادة في أوساط الأحزاب والتنظيمات السياسية، وهي المرحلة التي أعقبت اتفاق الطائف الذي أفضى الى هيمنة سورية وأميركا على لبنان وأشعلت الصراع بشكل كبير. ومما لا شك فيه أن الخلافات والجدل حول أي فيلم تكون في الغالب منحصرة بين النقاد الذين يقومون بتقييم الفيلم كل من وجهة نظره، وغالبا ما يتفقون على المسائل الفنية المتعلقة بالاخراج أو الديكور أو الجوانب الأخرى مثل الاضاءة والأداء وغيرهما، لكن «دخان بلا نار» بالتحديد شهد جدلا مختلفا في نوعه من سياسيين واعلاميين ونقاد، وحتى الجمهور المتابع لهذه الأحداث التي وقعت حديثا. هذا الفيلم المثير للجدل سبق عرضه في مهرجان أبوظبي السينمائي، وهو للمخرج اللبناني سمير حبشي وقام ببطولته خالد النبوي والممثلة اللبنانية سيرين عبدالنور، والممثل اللبناني محمود مبسوط.. فيما تدور أحداث الفيلم حول مخرج مصري وهو خالد النبوي، الذي يسعى لانجاز فيلم يتناول القمع في العالم العربي. ويختار مدينة بيروت باعتبارها - حسب رأيه - تتمتع بهامش كبير من الحرية، لكنه يفاجأ بأن الأمر لم يكن كما كان يتوقع، ما أدى الى فشله في كتابة الفيلم بسبب الأوضاع التي تمر بها لبنان خلال تلك الفترة.
وما شهدته من تحكم قوى خارجية في مسارها السياسي؛ وأثناء ذلك يتعرض المخرج لكثير من المشكلات الأمنية، ويكتشف في الوقت نفسه أن هناك الكثيرين ممن التقاهم قد تعرضوا للتعذيب قبل أن يتعرض هو للتعذيب بعد اتهامه بانشاء خلية ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة في بيروت. هذه الأحداث دفعت البعض لوصف الفيلم بالارتباك السياسي استنادا الى التعدد السياسي والطائفي الموجود في لبنان والانتماءات والمتغيرات التي حاول المخرج استيعاب أغلب أحداثها دون التركيز على سياق موحد ومتسق في سلسلة الأحداث التي جرت، حسب الظروف وقتها.. لكن المخرج سمير حبشي رد «بأنه من حق أي مبدع أن يطرح أسئلة ويطرح موضوعه حول قضية ما حسب ما يراه هو، معبرا عن رفضه لأي تدخل خارجي في لبنان. من جانب النقاد رأوا أن المخرج حاول مزج الواقع مع الخيال، وهو أمر غير مقبول، لأن تداخل الواقع مع الحلم يتنافي مع فيلم يقوم أساسا على الحقائق والوثائق التسجيلية لمرحلة سياسية معينة، ولذلك اعتبروا الفيلم ضعيفا دراميا.. وقالوا ان اصرار مخرج العمل على التعبير عن قضايا متعددة أفقد الفيلم أهم مزاياه وهي وحدته، حتى جاء السيناريو قائما على التشتت نتيجة زخم الأحداث التي يتناولها الفيلم. واتضح أيضا أنه على الرغم من الانتقادات العديدة التي واجهها العمل فان تفاصيل الفيلم تؤكد اجتهادات لتوظيف مخزون خبرات المخرج وثقافته السياسية على مستوى الأفكار والرؤية البصرية، خاصة أن الفيلم قدم العديد من المواقف والشخصيات النابعة من روح المكان والموضوع وترتبط دلالتها بأجواء الفيلم.
ورأى النقاد أن الفيلم في بعض المواقف كان يحاول أن يعبر عن الحالة المزدوجة بين المواطن والوطن، ووضح ذلك مثلا في دور شرطي المرور الذي تعمد مخالفة القوانين حيث سمح لسيارات المرور عندما تكون الاشارة حمراء، ويوقفها عندما تكون خضراء، وهذا ما اعتبره العديد من النقاد اشارة للفوضى التي شهدها لبنان في تلك الفترة والتناقضات الطائفية والسياسية كرد فعل طبيعي لقوانين الدولة التي اعتبروها مغتصبة. ولو تأملنا ابرز ما لفت النظر أن حبشي يعتبر أول مخرج لبناني يتناول قضية لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية العام 1992، ولكن الأحداث أو الطرح الذي قدمه الفيلم واجهته جهات سياسية واعلامية عديدة بانتقادات حادة من حيث الأحداث والظروف السياسية والأمنية التي صاحبت تلك الفترة، الا أن سياسيين ونقاد اعتبروا تلك الانتقادات لم تكن انطلاقا من انتماءات سياسية وطائفية بقدر ما كانت تعبر عن اختلافات في الرؤى والتناول وتسلسل الأحداث في العمل.
وكذلك تطرق نقاد ومهتمون الى جوانب مؤثرة في العمل، حيث اعتبره البعض افتقد عمق الشخصيات والصدق، مشيرين أيضا الى اختصاره للممارسات الأمنية خلال فترة الوصاية السورية عقب انتهاء الحرب الأهلية.
وكان المخرج قد أكد ردا على تساؤلات حول طرح الفيلم في هذا التوقيت قائلا: لا علاقة له بخروج القوات السورية من لبنان، ولكن في الوقت نفسه أكد أنه كان على يقين بأنه سيواجه مشكلات مع الرقابة في لبنان اذا عرض الفيلم قبل 3 سنوات.
وقد واجه الفيلم صراعا طويلا مع الرقابة في مصر التي منعت عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي، معللين أن عرضه قد يضر بمصالح مصر مع دول أخرى قبل أن يعرض قبل نهاية العام الماضي بأيام. وفيما تركز الجدل الذي شهده الفيلم حول دلالات سياسية، باعتباره ينتقد الهيمنة السورية والأميركية على لبنان، رد بطل الفيلم خالد النبوي بأن «دخان بلا نار» لم يكن موجها لدولة بعينها، انما موجه لكل العالم لأن أحداثا كثيرة مشابهة تحدث لبعض الدول، وهو نفس ما أكده مخرج الفيلم حبشي الذي اتهم الاعلام وبعض السياسيين بأنهم قاموا بتحريف الحقائق وتضخيم الأمور تجاه فيلمه. والعارف لواقع الحالة الفنية يعرف ان ندرة عرض الافلام العربية التي تتنافس مع أفلام مصرية في مصر تبدو قليلة ، الا أن الأفلام العربية حسب النقاد تلاقي تجاهلا تاما اعلاميا وجماهيريا، ما يؤدي الى ضعف الايرادات، وسحبه سريعا من دور العرض، ولكن مازالت الفرصة سانحة أمام هذا الفيلم اللبناني أكثر من غيره ليؤكد امكانية نجاح الأفلام العربية في دور العرض المصرية، خاصة أن الفيلم من انتاج شركة مصر العالمية «جابي خوري» وقناة «أي آر تي» الفضائية في أول مشاركة لها في انتاج فيلم روائي ضمن خطة لأفلام قادمة.ورأى نقاد أن خوض تجربة طرح قضية حديثة مازالت آثارها قائمة وشخوصها هم أنفسهم في مواقعهم القيادية وتناولها بكل هذه التفاصيل أمر فيه كثير من الجرأة لحساسية القضية وتشابكها وتعقيداتها، وكذلك رغم الاختلافات والانتقادات العنيفة التي واجهها الفيلم. ويبقى فيلم- دخان بلا نار واحدا من اكثر الافلام اثارة للجدل والحوار وهو يفتح الباب على مصراعيه امام النقاد والسياسين للحوار ومن قبل المشاهدة والتأمل والجدل.
المصدر (http://http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=120556)