بحر الحب
04-07-2009, 01:10 PM
ماذا يريد عادل امام من عادل امام ؟
الاجابة ببساطة لايعرفها سوى عادل امام نفسه، وان كنت اشك في ذلك أيضا بعد فيلمه الأخير (بوبوس) .
أسئلة كثيرة ربما تطاردك منذ المشهد الأول وحتى نهاية الفيلم .. هل أراد عادل إمام استعادة ذكريات الماضي في أفلامه السابقة مع يسرا ؟ ربما..
هـــل أراد تكرار غزواتــــــه أو بمـــــعنى أدق نــــزواته السينمائية في منتصف التسعينيات عندما قدم «رسالة إلى الوالي» و«الواد محروس بتاع الوزير»؟ ربما..
ولكن الأكيد أن الزعيم فقد عرشه هذا الصيف وإن حاولت الشركة المنتجة للفيلم تكذيب ذلك بنشر أرقام خيالية حول ايرادات الفيلم الذي تشاركه بطولته يسرا وأشرف عبد الباقي ومي كساب ورجاء الجداوي وتأليف يوسف معاطي وإخراج وائل احسان .
“بوبوس” وكما يبدو من الفيلم هو اختصار لنقطة الضعف التي يفسد من ورائها المسؤولون في تحالفهم مع رجال الاعمال .. ان لقاء السلطة والمال فوق فراش المصلحة المتبادلة لا ينجب غالبا سوى الفساد وهي قضية مثيرة لخيال كتاب السينما المصرية على وجه التحديد منذ أن قرر الغالبية العظمى منهم اللجوء لصفحات الحوادث لتلهمهم ابداعاتهم الفنية وتمنحهم بوصلة الطريق لسينما تناقش قضايا المجتمع على حد وصفهم .. ولكن هل كل مؤلف يمتلك القدرة على قراءة واقع الحياة وصياغته بعمق بعيد عن الشعارات والخطب ؟
هنا تكمن الأزمة الأولى في “بوبوس” .. وهي المؤلف يوسف معاطي والذي نال خلال السنوات الأخيرة وعن جدارة لقب المؤلف الخاص بعادل امام ولكن الفرق كبير بين وحيد حامد عندما طرح قضية الفساد السياسي والاقتصادي منذ مايقرب من 15 عاما مع النجم نفسه في فيلم “طيور الظلام” وبين معاطي الذي تفرغ لتنفيذ رغبات نجمه الكبير في اضحاك الجمهور ولكنه لم يعرف انه يضحك الزعيم فقط .
يسعى معاطي وعادل إمام لتناول قضية رجال الاعمال الهاربين بقروض البنوك دون ضمانات كافية وهي قضية طرحت نفسها على المجتمع المصري طوال السنوات العشر الفائتة ولا اعرف لماذا خطرت على بال الزعيم لتقديمها الآن بلا مبرر واضح خاصة أن الفيلم يدافع عن بعضهم تارة ويهاجمهم تارة ويهاجم الحكومة تارة أخرى .
دفاتر الزعيم القديمة
أغرب ما في “بوبوس” أن الزعيم بدا كمن يفتش في دفاتره القديمة .. استدعى بطلته المفضلة يسرا صاحبة أكبر رصيد من الافلام معه حتى وإن كانت بعيدة عن السينما بشكل فعال منذ سنوات .. وجاء بأشرف عبدالباقي الذي لعب دورا من أفضل أدواره في فيلم من اسوأ افلامه .. وجاءت مي كساب من عالم الغناء إلى التمثيل لتكرر تجسيد شخصية البنت الشعبية وكأنها أصبحت متخصصة في هذا الدور والغريب أن كل المخرجين والمؤلفين لايرون مي سوى في هذه المنطقة .. وهل ذلك لأسباب تتعلق بالشكل او المضمون ؟ الله اعلم.
ولم ينس الزعيم ان يمارس هوايته القديمة بتقديم خليط من كوميديا القبلات والايحاءات الجنسية التي تبدو بلا مبرر درامي واضح واسألوا ميسرة التي لا أفهم موقعها من الاعراب في أفلام الزعيم وغيره .. هل هي راقصة أم ممثلة أم مغنية ؟
بهارات سياسية
وكعادته أضاف الزعيم البهارات السياسية بمشاهد تقليد الرئيس في الحوار الذي دار بينه وبين أشرف عبد الباقي وإن كان أداء اشرف في هذا المشهد من أفضل ما قدم في الفيلم بالاضافة الى مشهد القبض عليه وتحريز “التوك توك” الذي يعمل عليه من أجل زيادة دخله .
بعيداً عن الزعيم الذي فقد ظله لم أر في يسرا سوى فساتين سهرة وضحكات وقبلات وكم كانت معاركها مع عادل إمام في مشاهد الفيلم مثيرة للملل بل ومقتبسة من مشاهد مشابهة في فيلم “بخيت وعديلة” والفرق أن الزعيم استبدل شيرين بيسرا .
رجاء الجداوي أفضل من يجسد دور ضيفة الشرف في أفلام عادل إمام وعزت أبوعوف يوحي بأن وجوده في الفيلم جاء كاستغلال لاسم معروف يجسد دورا أصغر من حجمه ويبقى المخرج وائل إحسان أكبر الخاسرين من هذا الفيلم خاصة أنه أحد المخرجين المتميزين في مجال الكوميديا ولكنه يبدو كمن فقد نصف جهده في اقناع عادل امام بوجهة نظره وهو ما لم تظهر نتيجته على الشاشة فما شاهده الجمهور في “بوبوس” جزء جديد في سلسلة أفلام يؤلفها ويخرجها ويمثلها وربما أيضا يشاهدها عادل إمام فقط .
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=115361&pageId=12
الاجابة ببساطة لايعرفها سوى عادل امام نفسه، وان كنت اشك في ذلك أيضا بعد فيلمه الأخير (بوبوس) .
أسئلة كثيرة ربما تطاردك منذ المشهد الأول وحتى نهاية الفيلم .. هل أراد عادل إمام استعادة ذكريات الماضي في أفلامه السابقة مع يسرا ؟ ربما..
هـــل أراد تكرار غزواتــــــه أو بمـــــعنى أدق نــــزواته السينمائية في منتصف التسعينيات عندما قدم «رسالة إلى الوالي» و«الواد محروس بتاع الوزير»؟ ربما..
ولكن الأكيد أن الزعيم فقد عرشه هذا الصيف وإن حاولت الشركة المنتجة للفيلم تكذيب ذلك بنشر أرقام خيالية حول ايرادات الفيلم الذي تشاركه بطولته يسرا وأشرف عبد الباقي ومي كساب ورجاء الجداوي وتأليف يوسف معاطي وإخراج وائل احسان .
“بوبوس” وكما يبدو من الفيلم هو اختصار لنقطة الضعف التي يفسد من ورائها المسؤولون في تحالفهم مع رجال الاعمال .. ان لقاء السلطة والمال فوق فراش المصلحة المتبادلة لا ينجب غالبا سوى الفساد وهي قضية مثيرة لخيال كتاب السينما المصرية على وجه التحديد منذ أن قرر الغالبية العظمى منهم اللجوء لصفحات الحوادث لتلهمهم ابداعاتهم الفنية وتمنحهم بوصلة الطريق لسينما تناقش قضايا المجتمع على حد وصفهم .. ولكن هل كل مؤلف يمتلك القدرة على قراءة واقع الحياة وصياغته بعمق بعيد عن الشعارات والخطب ؟
هنا تكمن الأزمة الأولى في “بوبوس” .. وهي المؤلف يوسف معاطي والذي نال خلال السنوات الأخيرة وعن جدارة لقب المؤلف الخاص بعادل امام ولكن الفرق كبير بين وحيد حامد عندما طرح قضية الفساد السياسي والاقتصادي منذ مايقرب من 15 عاما مع النجم نفسه في فيلم “طيور الظلام” وبين معاطي الذي تفرغ لتنفيذ رغبات نجمه الكبير في اضحاك الجمهور ولكنه لم يعرف انه يضحك الزعيم فقط .
يسعى معاطي وعادل إمام لتناول قضية رجال الاعمال الهاربين بقروض البنوك دون ضمانات كافية وهي قضية طرحت نفسها على المجتمع المصري طوال السنوات العشر الفائتة ولا اعرف لماذا خطرت على بال الزعيم لتقديمها الآن بلا مبرر واضح خاصة أن الفيلم يدافع عن بعضهم تارة ويهاجمهم تارة ويهاجم الحكومة تارة أخرى .
دفاتر الزعيم القديمة
أغرب ما في “بوبوس” أن الزعيم بدا كمن يفتش في دفاتره القديمة .. استدعى بطلته المفضلة يسرا صاحبة أكبر رصيد من الافلام معه حتى وإن كانت بعيدة عن السينما بشكل فعال منذ سنوات .. وجاء بأشرف عبدالباقي الذي لعب دورا من أفضل أدواره في فيلم من اسوأ افلامه .. وجاءت مي كساب من عالم الغناء إلى التمثيل لتكرر تجسيد شخصية البنت الشعبية وكأنها أصبحت متخصصة في هذا الدور والغريب أن كل المخرجين والمؤلفين لايرون مي سوى في هذه المنطقة .. وهل ذلك لأسباب تتعلق بالشكل او المضمون ؟ الله اعلم.
ولم ينس الزعيم ان يمارس هوايته القديمة بتقديم خليط من كوميديا القبلات والايحاءات الجنسية التي تبدو بلا مبرر درامي واضح واسألوا ميسرة التي لا أفهم موقعها من الاعراب في أفلام الزعيم وغيره .. هل هي راقصة أم ممثلة أم مغنية ؟
بهارات سياسية
وكعادته أضاف الزعيم البهارات السياسية بمشاهد تقليد الرئيس في الحوار الذي دار بينه وبين أشرف عبد الباقي وإن كان أداء اشرف في هذا المشهد من أفضل ما قدم في الفيلم بالاضافة الى مشهد القبض عليه وتحريز “التوك توك” الذي يعمل عليه من أجل زيادة دخله .
بعيداً عن الزعيم الذي فقد ظله لم أر في يسرا سوى فساتين سهرة وضحكات وقبلات وكم كانت معاركها مع عادل إمام في مشاهد الفيلم مثيرة للملل بل ومقتبسة من مشاهد مشابهة في فيلم “بخيت وعديلة” والفرق أن الزعيم استبدل شيرين بيسرا .
رجاء الجداوي أفضل من يجسد دور ضيفة الشرف في أفلام عادل إمام وعزت أبوعوف يوحي بأن وجوده في الفيلم جاء كاستغلال لاسم معروف يجسد دورا أصغر من حجمه ويبقى المخرج وائل إحسان أكبر الخاسرين من هذا الفيلم خاصة أنه أحد المخرجين المتميزين في مجال الكوميديا ولكنه يبدو كمن فقد نصف جهده في اقناع عادل امام بوجهة نظره وهو ما لم تظهر نتيجته على الشاشة فما شاهده الجمهور في “بوبوس” جزء جديد في سلسلة أفلام يؤلفها ويخرجها ويمثلها وربما أيضا يشاهدها عادل إمام فقط .
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=115361&pageId=12