بحر الحب
09-07-2009, 01:55 PM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/07/09/119461_pic-one.jpg
في 15 يوليو (تموز) الجاري ينطلق الجزء السادس من سلسلة «هاري بوتر» حاملاً الى المشاهدين مزيداً من حكايات فانتازية داكنة تترجم عالم الكاتبة ج. ك. رولينغ إلى صور مثيرة للغرابة والدهشة.
إحدى مفاجآت «هاري بوتر والأمير نصف الشقيق»، أن الأبطال الثلاثة ما عادوا صغاراً كما كان وضعهم قبل تسع سنوات. كل منهم أصبح شاباً يافعاً، ما يجعل مهمّة الصانعين صعبة إذا ما رغبوا في الحفاظ على شيء من البراءة السابقة التي تمتعت بها تلك الشخصيات الرئيسة.
لعل ذلك يفسّر السبب في أن هذا الفيلم يختلف عن سابقيه من ناحية مهمة: ما بدأ قبل أقل من عقد بقليل كفانتازيا خالصة، أبطالها مجموعة مُسيّرة من الأولاد، صار يتطلّب معالجة مختلفة، تضع القرار في أيدي الشخصيات وفي الوقت نفسه تشحن الأحداث بقدر من الانعكاسات الحياتية التي كانت مفقودة في الأفلام السابقة.
هذا لا يعني أن كم الفانتازيا أقل هنا مما كان عليه، لكن في نحو ثلاث ساعات من العرض، ثمة ما يكفي من الوقت لتزويد الفانتازيا بخلفية فيها قدر من الواقع تعبّر عنه السلوكيات وتوسيع دائرة الأحداث إلى أبعد من مدرسة السحرة، إلى لندن وريفها الشمالي كما نعرفهما.
الثلاثي
شيء واحد من الصعب أن يتغيّر في السلسلة: اعتبار هاري بوتر الفرد الذي اختارته الأقدار ليكون متميّزاً عن أترابه. كما علّمتنا الأجزء السابقة، كان هاري (دانيال ردكليف) محط الاهتمام الخاص دائماً: الأفلام بدأت به في بيت عمّه القاسي وزوجته المتواطئة وابن عمّه الغبي الذي يكن له العداء. هذا قبل أن يتم إنقاذه بتدخل من روبيوس هاغريد (روبي كولتران) الذي أعاده الى مدرسة هوغوورتس كي يدخل إمتحاناً إما مقصوداً أو غير مقصود.
ليس هاري بطل الأحداث ومحورها بطبيعة الحال، بل أيضاً الجسر العابر بين الشخصيات الأخرى الخيّرة منها والشريرة وعليه الدفاع عن نفسه ضد فولدرموت وأعوانه، بل وحوشه التي تحط على مدينة لندن ناشرة الذعر حتى قبل أن يبدأ الفيلم توضيح خيوطه القصصية.
اللافت أن الممثل دانيال ردكليف لم يكبر وحده. هذا الممثل الذي كان سيشق طريقاً مختلفة تماماً إن لم يصطدم بهذه السلسلة من الأفلام (أو لم تكتب الرواية المؤلفة رولينغ أساساً) كان عمره 11 عاماً حين مثّل الجزء الأول بعنوان «هاري بوتر وجوهرة الفيلسوف» (2001). قبل ذلك كان أدّى دوراً في فيلم من بطولة بيرس بروسنان وجفري راش وجامي لي كيرتس بعنوان «خياط باناما». كان ابن جفري وجايمي لي الصغير ولسبب ما لفت أنظار المنتج ديفيد هايمان وفريقه والمخرج كريس كولمبوس الذي أحسن اختيار الأولاد وإدارتهم سينمائياً، ويُذكر أنه قدّم ماكولاي كولكين حين كان لا يزال في العاشرة من عمره وصنع منه نجماً لسنوات.
اليوم، بلغ دانيال ردكليف 19 عاماً، ولا يمكن أن يواصل التنفس برئة المراهق. لم يغفل الفيلم السابق «هاري بوتر ونظام الفينكس» هذه النقطة، لكنه لا يحتوي على أي مشاهد تعالج بلوغ الممثل سنّاً يجعله يتعامل ومشاعره البشرية كما تعامل معها رايان أونيل، مثلاً، في «قصّة حب» أمام آلي ماكغرو.
فانفرادية هاري بوتر ومحاولة رسمه كإنسان مُختار عنوة عن الجميع تتبددان حين يهفو الصبي إلى من يحب وهي ليست الفتاة الجميلة التي صاحبته في مغامراته هرموين (إيما واتسون)، بل شقيقة صديقه رون ويزلي (روبرت غرينت) وأسمها جيني (بوني رايت).
وكما يعلم كل من شاهد الأجزاء السابقة، قاد هؤلاء الثلاثة، هاري ومن دون وهرموين، الأحداث وكان هاري الأبرز بينهم. في بعض الأفلام نتج طغيانه من إضعاف الشخصيّتين القريبتين منه. وفي الفيلمين السابقين «شعلة النار» و{نظام الفينكس» تحوّلت الشخصيتان المساعدتان عملياً إلى جزء من الديكور البشري المحيط بهاري.
تغيّر الوضع في الفيلم الجديد: هاري لا يزال يقود المغامرة، لكن الثلاثة يشتركون في وضع مماثل حين يأتي الأمر إلى مسألة البحث في العلاقات العاطفية التي يعيشونها.
المتّفق عليه أن يتعامل الإنتاج مع روايات الكاتبة رولينغ بأمانة وهي حتى الآن راضية، ما يعزز العلاقة الغريبة بين عالمي الرواية والأفلام. ففيما غذّت الروايات هذه الأفلام وجعلتها محبوبة وناجحة، غذّت الأفلام الروايات وساهمت في مدّها بمزيد من الإقبال. لكن على صعيد الأفلام فإن المنافسة قائمة ليس بين جزء وآخر بل بين هذه الأجزاء وسلسلة «جيمس بوند».
الأفلام الخمسة الأولى من هاري بوتر، وهي: «جوهرة الفيلسوف»، «غرفة الأسرار»، «سجين أزكابان»، «شعلة النار»، و{نظام الفينكس» جمعت حتى العام 2007 حوالى أربعة بلايين و500 مليون دولار عالمياً، وهذا أكثر مما جمعته سلسلة «جيمس بوند»، الى أن خرج في العام الماضي الفيلم الأخير منها «كم العزاء» ليضيف ما يجعلها أعلى إيراداً من أي سلسلة أخرى في تاريخ السينما.
ما سيفعله الجزء السادس أنه سيتولّى، إذا نجح فعلاً، التقدّم على سلسلة بوند الى أن يأتي بوند جديد. المحرّك الفاعل في هذه العملية بأسرها المنتج البريطاني ديفيد هايمان، الذي سبق له أن مثّل في خمسة أفلام وأنتج ثلاثة قبل «هاري بوتر 1»، وخلال الأفلام الأربعة الأولى لم يُتح له العمل على أي مشروع آخر، ثم مباشرة بعد «هاري بوتر ونظام الفينكس» سنة 2007 أنتج «أنا أسطورة» مع ول سميث في دور الناجي الوحيد من دمار شامل، وهذا الفيلم حقق نجاحاً لا بأس به. بعده، أنتج فيلماً عن الهولوكوست باسم «الولد في البيجاما المخططة»، لم ينجز أي نجاح، ثم أنتج «هل هناك أحد؟» من بطولة مايكل كاين الذي أخفق أيضاً، والمصير نفسه كان من نصيب فيلمه الأخير (خارج نطاق السلسلة) «رجل النعم» The Yes Man الذي قاد بطولته جيم كاري.
بدورها، كادت والدة ديفيد (منتجة) أن تموّل فيلم المخرج التونسي رضا الباهي «براندو براندو»، الذي كان من المفترض به أن يكون آخر فيلم للراحل مارلون براندو، لكن المنيّة وافت الأخير بينما كان المخرج التونسي يطرق باب مكتب المنتجة في الموعد المحدد لتوقيع العقد.
المخرجون
إذا كان المنتج هايمان واصل العمل على السلسلة من دون أنقطاع، وهذا ليس غريباً نظراً إلى نجاحها الكبير، فإن المخرجين الذين أنجزوا الحلقات الستة تفاوتوا واختلفوا. وكان المنتج - المخرج ستيفن سبيلبرغ أول من جذبت الروايات اهتمامه، لكنه رغب في شراء حقوق جزء واحد منها و{تجربته». كذلك أراد أن يصنع من الرواية فيلم «أنيماشن».
لكن الكاتبة رولينغ لم توافق على عرض سبيلبرغ لأنها كانت حريصة على أن تحافظ الأفلام على «بريطانيّة» الرواية وشخصياتها وعوالمها. لذلك حتى ديفيد هايمان كان عليه التأكيد لها في كل مناسبة على أنه سيتعامل مع رغباتها بكل جدية. على رغم ذلك كله اشترطت في عقدها على أن يكون طاقم الفيلم بريطانياًً (ولا مانع من بعض الأيرلنديين).
خلال مباحثات ديفيد هايمان مع رولينغ كان سبيلبرغ لا يزال مطروحاً لديه. حين تبدّى أنه يتحدّث لغة لن تقبل بها المؤلّفة أخذ هايمن يبحث عن مطلبه بين عدد كبير من المخرجين المحتملين: الأسترالي بيتر وير، الأميركي تيم روبنز، الألماني وولفغانغ بيترسون والبريطاني آلان باركر...
وقع الاختيار على الأميركي كريس كولمبوس للفيلمين الأول والثاني («جوهر الفيلسوف» و{غرفة الأسرار»)، تلاه المكسيكي ألفونسو كوارون («سجين أزكابان»)، فالبريطاني مايك نيووَل للفيلم الرابع («شعلة النار»)، ثم البريطاني ديفيد ياتس لـ{نظام الفينكس» و{الأمير نصف الشقيق».
وديفيد ياتس هو من يؤول إليه اختتام السلسلة. القصّة السابعة والأخيرة من المسلسل التي تُصوّر راهناً بعنوان «هاري بوتر والتقديس المميت»، قٌسّمت إلى فيلمين (ليس في العقد المبرم ما يمنع ذلك)، لتحقيق نجاح أعلى ولأنها أيضاً القصّة الختامية وبعدها تتحوّل الأجزاء كلّها إلى أرشيف في تاريخ السينما.
الممثلون
بحسب رغبة المؤلّفة وحتى آخر مشهد من الفيلم الثامن، ابتعدت السينما عن الممثل الأميركي (أو غير البريطاني) لأداء أي من الأدوار الكبيرة أو الصغيرة باستثناء الممثل البلغاري ستانليسلاف إيفانسكي، ذلك تبعاً لشخصيته في «هاري بوتر وشعلة النار». في الفيلم ذاته شارك الممثل البريطاني، الإيراني الأصل، أصفهان أزاد ليؤدي دور الشرير بادم، فيما قام الممثل الهندي شيفلالي شودوري بدور شقيقه.
لكن الجميع وفي الأفلام كافة كانوا من خيرة نجوم المسرح والسينما في بريطانيا: تيموثي سبول، ماغي سميث، روبي كولتراين، فيونا شو، ديفيد ثيوليس، هيلينا بونام كارتر، جيم برودبنت، مايكل غامبون، وآلان ريكمان...
أما من إيرلندا، فظهر الممثل الراحل رتشارد هاريس في دور بارز في «هاري بوتر وشعلة النار» الذي تحدثت معه عن مسيرته وصولاً إلى «اليوم الذي أصبح فيه شخصية محاطة بالحرس الشخصي». قال آنذاك: «مثل ذلك الممثل ... ما أسمه؟ توم كروز. لقد بحثت عنه ذات مرّة وكان عليّ أن أقف على أصابع قدمي كي أراه بين حرّاسه».
أمّا دانيال ردكليف (19 عاماً)، فقصير القامة كما يبدو في الفيلم. ففي الوقت الذي كبر فيه عمراً لم تمتد قامته لتوازي السنوات المتعاقبة، فإذا به أقصر من أعدائه. طبعاً بالأمس كان ذلك مقبولاً كونه يمثّل وهو ولد، لكن اليوم، وقد كبر فالأمر يبدو غريباً نوعاً ما.
في الفيلم الجديد، سيلجأ البعض إلى الجريمة في محاولة القضاء على هاري ومساعدة أعدائه السحرة الذين يريدون الانتقام منه كما انتقموا من أبيه. لكن هاري عليه أن يعيش لفيلمين مقبلين على الأقل.
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/07/09/119461_film.jpg
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=119461
في 15 يوليو (تموز) الجاري ينطلق الجزء السادس من سلسلة «هاري بوتر» حاملاً الى المشاهدين مزيداً من حكايات فانتازية داكنة تترجم عالم الكاتبة ج. ك. رولينغ إلى صور مثيرة للغرابة والدهشة.
إحدى مفاجآت «هاري بوتر والأمير نصف الشقيق»، أن الأبطال الثلاثة ما عادوا صغاراً كما كان وضعهم قبل تسع سنوات. كل منهم أصبح شاباً يافعاً، ما يجعل مهمّة الصانعين صعبة إذا ما رغبوا في الحفاظ على شيء من البراءة السابقة التي تمتعت بها تلك الشخصيات الرئيسة.
لعل ذلك يفسّر السبب في أن هذا الفيلم يختلف عن سابقيه من ناحية مهمة: ما بدأ قبل أقل من عقد بقليل كفانتازيا خالصة، أبطالها مجموعة مُسيّرة من الأولاد، صار يتطلّب معالجة مختلفة، تضع القرار في أيدي الشخصيات وفي الوقت نفسه تشحن الأحداث بقدر من الانعكاسات الحياتية التي كانت مفقودة في الأفلام السابقة.
هذا لا يعني أن كم الفانتازيا أقل هنا مما كان عليه، لكن في نحو ثلاث ساعات من العرض، ثمة ما يكفي من الوقت لتزويد الفانتازيا بخلفية فيها قدر من الواقع تعبّر عنه السلوكيات وتوسيع دائرة الأحداث إلى أبعد من مدرسة السحرة، إلى لندن وريفها الشمالي كما نعرفهما.
الثلاثي
شيء واحد من الصعب أن يتغيّر في السلسلة: اعتبار هاري بوتر الفرد الذي اختارته الأقدار ليكون متميّزاً عن أترابه. كما علّمتنا الأجزء السابقة، كان هاري (دانيال ردكليف) محط الاهتمام الخاص دائماً: الأفلام بدأت به في بيت عمّه القاسي وزوجته المتواطئة وابن عمّه الغبي الذي يكن له العداء. هذا قبل أن يتم إنقاذه بتدخل من روبيوس هاغريد (روبي كولتران) الذي أعاده الى مدرسة هوغوورتس كي يدخل إمتحاناً إما مقصوداً أو غير مقصود.
ليس هاري بطل الأحداث ومحورها بطبيعة الحال، بل أيضاً الجسر العابر بين الشخصيات الأخرى الخيّرة منها والشريرة وعليه الدفاع عن نفسه ضد فولدرموت وأعوانه، بل وحوشه التي تحط على مدينة لندن ناشرة الذعر حتى قبل أن يبدأ الفيلم توضيح خيوطه القصصية.
اللافت أن الممثل دانيال ردكليف لم يكبر وحده. هذا الممثل الذي كان سيشق طريقاً مختلفة تماماً إن لم يصطدم بهذه السلسلة من الأفلام (أو لم تكتب الرواية المؤلفة رولينغ أساساً) كان عمره 11 عاماً حين مثّل الجزء الأول بعنوان «هاري بوتر وجوهرة الفيلسوف» (2001). قبل ذلك كان أدّى دوراً في فيلم من بطولة بيرس بروسنان وجفري راش وجامي لي كيرتس بعنوان «خياط باناما». كان ابن جفري وجايمي لي الصغير ولسبب ما لفت أنظار المنتج ديفيد هايمان وفريقه والمخرج كريس كولمبوس الذي أحسن اختيار الأولاد وإدارتهم سينمائياً، ويُذكر أنه قدّم ماكولاي كولكين حين كان لا يزال في العاشرة من عمره وصنع منه نجماً لسنوات.
اليوم، بلغ دانيال ردكليف 19 عاماً، ولا يمكن أن يواصل التنفس برئة المراهق. لم يغفل الفيلم السابق «هاري بوتر ونظام الفينكس» هذه النقطة، لكنه لا يحتوي على أي مشاهد تعالج بلوغ الممثل سنّاً يجعله يتعامل ومشاعره البشرية كما تعامل معها رايان أونيل، مثلاً، في «قصّة حب» أمام آلي ماكغرو.
فانفرادية هاري بوتر ومحاولة رسمه كإنسان مُختار عنوة عن الجميع تتبددان حين يهفو الصبي إلى من يحب وهي ليست الفتاة الجميلة التي صاحبته في مغامراته هرموين (إيما واتسون)، بل شقيقة صديقه رون ويزلي (روبرت غرينت) وأسمها جيني (بوني رايت).
وكما يعلم كل من شاهد الأجزاء السابقة، قاد هؤلاء الثلاثة، هاري ومن دون وهرموين، الأحداث وكان هاري الأبرز بينهم. في بعض الأفلام نتج طغيانه من إضعاف الشخصيّتين القريبتين منه. وفي الفيلمين السابقين «شعلة النار» و{نظام الفينكس» تحوّلت الشخصيتان المساعدتان عملياً إلى جزء من الديكور البشري المحيط بهاري.
تغيّر الوضع في الفيلم الجديد: هاري لا يزال يقود المغامرة، لكن الثلاثة يشتركون في وضع مماثل حين يأتي الأمر إلى مسألة البحث في العلاقات العاطفية التي يعيشونها.
المتّفق عليه أن يتعامل الإنتاج مع روايات الكاتبة رولينغ بأمانة وهي حتى الآن راضية، ما يعزز العلاقة الغريبة بين عالمي الرواية والأفلام. ففيما غذّت الروايات هذه الأفلام وجعلتها محبوبة وناجحة، غذّت الأفلام الروايات وساهمت في مدّها بمزيد من الإقبال. لكن على صعيد الأفلام فإن المنافسة قائمة ليس بين جزء وآخر بل بين هذه الأجزاء وسلسلة «جيمس بوند».
الأفلام الخمسة الأولى من هاري بوتر، وهي: «جوهرة الفيلسوف»، «غرفة الأسرار»، «سجين أزكابان»، «شعلة النار»، و{نظام الفينكس» جمعت حتى العام 2007 حوالى أربعة بلايين و500 مليون دولار عالمياً، وهذا أكثر مما جمعته سلسلة «جيمس بوند»، الى أن خرج في العام الماضي الفيلم الأخير منها «كم العزاء» ليضيف ما يجعلها أعلى إيراداً من أي سلسلة أخرى في تاريخ السينما.
ما سيفعله الجزء السادس أنه سيتولّى، إذا نجح فعلاً، التقدّم على سلسلة بوند الى أن يأتي بوند جديد. المحرّك الفاعل في هذه العملية بأسرها المنتج البريطاني ديفيد هايمان، الذي سبق له أن مثّل في خمسة أفلام وأنتج ثلاثة قبل «هاري بوتر 1»، وخلال الأفلام الأربعة الأولى لم يُتح له العمل على أي مشروع آخر، ثم مباشرة بعد «هاري بوتر ونظام الفينكس» سنة 2007 أنتج «أنا أسطورة» مع ول سميث في دور الناجي الوحيد من دمار شامل، وهذا الفيلم حقق نجاحاً لا بأس به. بعده، أنتج فيلماً عن الهولوكوست باسم «الولد في البيجاما المخططة»، لم ينجز أي نجاح، ثم أنتج «هل هناك أحد؟» من بطولة مايكل كاين الذي أخفق أيضاً، والمصير نفسه كان من نصيب فيلمه الأخير (خارج نطاق السلسلة) «رجل النعم» The Yes Man الذي قاد بطولته جيم كاري.
بدورها، كادت والدة ديفيد (منتجة) أن تموّل فيلم المخرج التونسي رضا الباهي «براندو براندو»، الذي كان من المفترض به أن يكون آخر فيلم للراحل مارلون براندو، لكن المنيّة وافت الأخير بينما كان المخرج التونسي يطرق باب مكتب المنتجة في الموعد المحدد لتوقيع العقد.
المخرجون
إذا كان المنتج هايمان واصل العمل على السلسلة من دون أنقطاع، وهذا ليس غريباً نظراً إلى نجاحها الكبير، فإن المخرجين الذين أنجزوا الحلقات الستة تفاوتوا واختلفوا. وكان المنتج - المخرج ستيفن سبيلبرغ أول من جذبت الروايات اهتمامه، لكنه رغب في شراء حقوق جزء واحد منها و{تجربته». كذلك أراد أن يصنع من الرواية فيلم «أنيماشن».
لكن الكاتبة رولينغ لم توافق على عرض سبيلبرغ لأنها كانت حريصة على أن تحافظ الأفلام على «بريطانيّة» الرواية وشخصياتها وعوالمها. لذلك حتى ديفيد هايمان كان عليه التأكيد لها في كل مناسبة على أنه سيتعامل مع رغباتها بكل جدية. على رغم ذلك كله اشترطت في عقدها على أن يكون طاقم الفيلم بريطانياًً (ولا مانع من بعض الأيرلنديين).
خلال مباحثات ديفيد هايمان مع رولينغ كان سبيلبرغ لا يزال مطروحاً لديه. حين تبدّى أنه يتحدّث لغة لن تقبل بها المؤلّفة أخذ هايمن يبحث عن مطلبه بين عدد كبير من المخرجين المحتملين: الأسترالي بيتر وير، الأميركي تيم روبنز، الألماني وولفغانغ بيترسون والبريطاني آلان باركر...
وقع الاختيار على الأميركي كريس كولمبوس للفيلمين الأول والثاني («جوهر الفيلسوف» و{غرفة الأسرار»)، تلاه المكسيكي ألفونسو كوارون («سجين أزكابان»)، فالبريطاني مايك نيووَل للفيلم الرابع («شعلة النار»)، ثم البريطاني ديفيد ياتس لـ{نظام الفينكس» و{الأمير نصف الشقيق».
وديفيد ياتس هو من يؤول إليه اختتام السلسلة. القصّة السابعة والأخيرة من المسلسل التي تُصوّر راهناً بعنوان «هاري بوتر والتقديس المميت»، قٌسّمت إلى فيلمين (ليس في العقد المبرم ما يمنع ذلك)، لتحقيق نجاح أعلى ولأنها أيضاً القصّة الختامية وبعدها تتحوّل الأجزاء كلّها إلى أرشيف في تاريخ السينما.
الممثلون
بحسب رغبة المؤلّفة وحتى آخر مشهد من الفيلم الثامن، ابتعدت السينما عن الممثل الأميركي (أو غير البريطاني) لأداء أي من الأدوار الكبيرة أو الصغيرة باستثناء الممثل البلغاري ستانليسلاف إيفانسكي، ذلك تبعاً لشخصيته في «هاري بوتر وشعلة النار». في الفيلم ذاته شارك الممثل البريطاني، الإيراني الأصل، أصفهان أزاد ليؤدي دور الشرير بادم، فيما قام الممثل الهندي شيفلالي شودوري بدور شقيقه.
لكن الجميع وفي الأفلام كافة كانوا من خيرة نجوم المسرح والسينما في بريطانيا: تيموثي سبول، ماغي سميث، روبي كولتراين، فيونا شو، ديفيد ثيوليس، هيلينا بونام كارتر، جيم برودبنت، مايكل غامبون، وآلان ريكمان...
أما من إيرلندا، فظهر الممثل الراحل رتشارد هاريس في دور بارز في «هاري بوتر وشعلة النار» الذي تحدثت معه عن مسيرته وصولاً إلى «اليوم الذي أصبح فيه شخصية محاطة بالحرس الشخصي». قال آنذاك: «مثل ذلك الممثل ... ما أسمه؟ توم كروز. لقد بحثت عنه ذات مرّة وكان عليّ أن أقف على أصابع قدمي كي أراه بين حرّاسه».
أمّا دانيال ردكليف (19 عاماً)، فقصير القامة كما يبدو في الفيلم. ففي الوقت الذي كبر فيه عمراً لم تمتد قامته لتوازي السنوات المتعاقبة، فإذا به أقصر من أعدائه. طبعاً بالأمس كان ذلك مقبولاً كونه يمثّل وهو ولد، لكن اليوم، وقد كبر فالأمر يبدو غريباً نوعاً ما.
في الفيلم الجديد، سيلجأ البعض إلى الجريمة في محاولة القضاء على هاري ومساعدة أعدائه السحرة الذين يريدون الانتقام منه كما انتقموا من أبيه. لكن هاري عليه أن يعيش لفيلمين مقبلين على الأقل.
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/07/09/119461_film.jpg
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=119461