شاشة رمضان التلفزيونية «مولد وصاحبه غائب»

[بحر الحب]

تعودنا كل عام أن نشاهد الدعايات التي تنقل لنا ما سيتم عرضه من مسلسلات وبرامج ومسابقات في شهر رمضان المبارك قبل قدومه بأشهر عديدة ونجد المنتجون يقومون بتحركات غير عادية لاستقطاب النجوم إلى أعمالهم والسؤال الذي يتردد ليس فقط على ألسنة الجمهور فحسب وإنما يشاركهم الفنانون أيضا هو لماذا تتكدس المسلسلات والمسابقات والبرامج بشكل مبالغ فيه في رمضان فقط ولماذا لا توزع هذه الاعمال على مدار السنة لتصبح هناك فرصة لمتابعتها بشكل جيد خصوصا وأن هناك أعمالا تظلم في هذا الشهر المبارك لأنها تعرض في أوقات غير مناسبة أو لأنها تضيع وسط زحام المسلسلات الشديد التي تعج بها الفضائيات والقنوات الأرضية ومن خلال هذا التحقيق الذي استطلعنا فيه مجموعة من أراء بعض الفنانين سنحاول الوقوف على الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة المسلسلات والبرامج في رمضان.
في البداية تحدث الفنان القدير غانم الصالح فقال ان المشاهد اعتاد على كثافة الاعمال في هذا الشهر الفضيل الذي دائما ما يشهد منافسة شرسة ما بين القنوات لتقديم العمل الافضل.
واضاف الفنان غانم الصالح ان هذه القنوات اصبحت تنتج اكبر عدد من الاعمال تعرض جميعها في شهر رمضان وهذه تعتبر ظاهرة سلبية تحتاج الى دراسة من قبل المتخصصين.
واوضح الفنان القدير غانم الصالح ان هناك فترة طويلة ما بعد رمضان يجب ان يعرض فيها اعمال جديدة ولا يقتصر الامر على اعادة اعمال رمضان على اكثر من قناة.
واشار الفنان غانم الصالح الى ان هذا الكلام لا يقتصر على الاعمال الدرامية فقط بل ينطلق على البرامج المنوعة وبرامج المسابقات التي تذاع بكثافة خلال الشهر الفضيل.
وحول ما اذا كان يفضل عرض اعماله في رمضان قال الصالح انه لا يمانع في عرض عمل أو اثنين وباقي الاعمال توزع على باقي اشهر السنة وتحدث الفنان شعبان عباس وكان له رأي مخالفا نوعا ما حيث قال ان شهر رمضان اصبح سوقا رائجا للمسلسلات والبرامج لا يعملون إلا في هذا الشهر الفضيل، رغم ان اغلب قصص الاعمال التي تعرض مكررة والاختلاف فقط في الممثلين وان كانت هناك اعمال يشارك بها نفس الممثلين.
واوضح عباس انه ضد كثرة هذه الاعمال في هذا الشهر الفضيل خصوصا ان المشاهد سئم من «الطراقات» والصراخ والكوميدية الهابطة مشيرا الى انه افضل طريقة لانجاح الدراما الخليجية هي انتاج مسلسل مدته 200 حلقة لعرضه طوال السنة وتكون قصته متابعة وهو معمول به في المسلسلات التركية.
وتطرق الفنان شعبان عباس الى موضوع البرامج المنوعة وبالتحديد برامج الكاميرا الخفية المفبركة التي تسعى الى الضحك على ذقون المشاهد والمتابع من خلال ما تقدمه من مهازل ومقالب متفق عليها قبل التصوير مؤكدا انه لن يسمح لنفسه في يوم من الايام بالمشاركة في مثل هذه الاعمال.
وأكدت الفنانة بدرية احمد ان شهر رمضان اصبح موسما للمسلسلات وهناك منافسة شرسة ما بين القنوات التي اصبحت تنتج كما هائلا من الاعمال عكس ما كان يعمل به في السابق عندما كانت القنوات اقل بكثير من الفترة الحالية.
واضافت الفنانة بدرية ا حمد ان هناك اعمالا كثيرة جيدة ونظام عرضها في اوقات غير منافسة في هذا الشهر ولا تتابع من الجمهور.
وبالنسبة لاعمالها قالت انها تفضل ان يكون لديها عملا ناجحا في رمضان أو حتى ما بعد رمضان فالأهم هو ان يترك هذا العمل صدى لدى المشاهد.
وطالب الفنان المحبوب ولد الديرة القنوات ان تفكر جيدا لان هذا الشهر هو للعبادة وصلة الرحم فكثرة هذه الاعمال ظاهرة سلبية في شهر رمضان ويجب ان يكون هناك مسلسلات تعرض طوال العام وليست في شهر رمضان فقط.
وتحدث الفنان ولد الديرة عن غيابه عن اعمال رمضان المقبل فقال ان بعض المنتجين لا يودون التعامل معه لانه انسان صريح ولا يحب اللف والدوران ولهذا هو مبتعد بالاضافة الى انه لا يوجد شيء يكتب له شخصيا وان اغلب الاعمال التي عرضت عليه لا تتناسب مع امكاناته.
وذكر ولد الديرة ايضا ان البرامج المتنوعة وخصوصا برامج الكاميرا الخفية هي ضحك على عقول المشاهدين لما تتضمنه من مواقف مفبركة ومتفق عليها مسبقا.
ودعا الفنان ولد الديرة المسؤولين الى ان تكون لهم وقفة جادة مع كثرة هذه الاعمال والتي لا تعرض الا في رمضان في ظل كثرة الفضائيات لانها ظاهرة غير حضارية.
وقالت الفنانة فاطمة عبدالرحيم ان موسم عرض المسلسلات في رمضان اصبح موضة لان اغلب المشاهدين والاعلاميين أول سؤال يوجهونه الى الفنانين هو ما الاعمال التي ستقدمونها في رمضان واوضحت الفنانة فاطمة عبدالرحيم انه هناك بعض المنتجين عندما يريدون التوقيع مع الفنانين يقولون لهم ان هذا العمل ليس بالضرورة ان يكون لرمضان خشية ان يطلب الفنان مقابلا ماديا كبيرا لان هناك بعض الفنانين يرفعون اجورهم في رمضان.
وأكدت عبدالرحيم انها ليست مع أو ضد عرض جميع هذه الاعمال في رمضان وهذا سوق وهناك ربح وخسارة وله حسابات خاصة مطالبة في الوقت ذاته ان يكون هناك اعمال تعرض على القنوات طوال السنة.
وحول ما اذا كانت تفضل عرض اعمالها في رمضان قالت الفنانة فاطمة عبدالرحيم انه لا يوجد أي فرق في عرض العمل في رمضان أو قبله أو بعده ولكن المهم هو ان يكون هذا العمل صح ويترك صدى لدى المتابعين.
أما الفنانة زهرة الخرجي فقالت ان هذه القضية تظهر على السطح في كل سنة ودائما ما ترد في الوسط الفني أو حتى الاعلامي مؤكدة في الوقت ذاته ان شهر رمضان هو موسم عرض الاعمال حيث تتفق القنوات الفضائية مع المنتجين على اعمال معينة لعرضها في شهر رمضان.
واوضحت الفنانة القديرة زهرة الخرجي انه يجب ان تكون هناك دراسة شاملة حول موضوع عرض هذه الاعمال وبكثرة خلال هذا الشهر لان هناك بعض المسلسلات تظلم في عدم متابعتها من قبل المشاهدين.
وذكرت الفنانة زهرة الخرجي انها لا تتابع التلفزيون في شهر رمضان لان لديها التزامات كثيرة بالاضافة الى انها تستغل المتاح من وقتها في العبادة.
وحول تفضيلها لعرض اعمالها في رمضان أو بعده قالت زهرة الخرجي انها تفضل عمل واحد في رمضان ويكون له صدى كبير.
من جهتها قالت الفنانة عبير الجندي ان هناك اشياء ايجابية واشياء سلبية في عرض المسلسلات في هذا الشهر الفضيل فالايجابيات ان شهر رمضان فرصة لتقييم الاعمال ذات الجودة العالية وهناك كثير من النجوم يتألقون بالاضافة الى ولادة نجوم جدد في الدراما.
أما السلبيات فتتمثل في تشتيت المشاهد ما بين هذه الاعمال بالاضافة الى ان الاجواء الروحانية وقراءة القرآن والمحافظة على الصلوات في المسجد وزيارات الاهل تمنع فئة كبيرة من المشاهدين من متابعة هذه المسلسلات.
واوضحت الفنانة عبير الجندي ان الفضائيات اثرت بشكل كبير على الاعمال وشتتت انتباه المشاهدين منوهة الى انها تفضل العمل الجيد الذي يكون له صدى سواء كان في رمضان أو في أي وقت من السنة.


http://www.alamalyawm.com/ArticleDetail.aspx?artid=105535