بحر الحب
05-02-2010, 12:58 PM
http://www.awan.com/services/thumbnail/news/201002/1265110211689487700.jpg/300
تنشر الأبجدية حروفها على شخصيات عامة، لنتمكن خلالها من إلقاء الضوء على جوانب مهمة كامنة في الظل، حيث يأخذنا الفضول إليها في رحلة استكشاف للوجه الآخر لفنانة كبيرة وأحد أعمدة الفن الخليجي، يمتد تاريخ عطائها الفني لأكثر من أربعين عاماً، استطاعت خلال هذه الأعوام أن تحفر اسمها في قلوب مشاهديها. يحفل تاريخها الفني بمئات الأعمال الدرامية التي نالت من خلالها تقدير وحب واحترام جمهورها ودولتها التي كرمتها وتفخر بها في الكثير من المحافل، فهي تعتبر جزءاً مهماً من تاريخ الكويت الفني، لقبت بالعديد من الألقاب، لكن أشهرها «سيدة الشاشة الخليجية».
إنها النجمة القديرة حياة الفهد التي رسمت بساطة حياتها شخصيتها، والتي تعتبر بيتها وأسرتها أولويات في حياتها، وتعترف بأن من شدة حبها لفنها تركت دراستها، كما لا تهوى أن يكون هناك أوقات فراغ في حياتها، وتغذي يومها بالقراءة والزراعة والطبخ، وبالرغم مما وصلت إليه من نجاح، إلا أنها مازالت تخاف على مستقبلها. والكثير من ذلك ستجدونه في الحوار التالي:
أولويات حياتك؟
- أسرتي وبيتي الذي أذهب إليه في اشتياق بعد تعب وإرهاق العمل، وخصوصاً زاويتي التي أكتب وأشرب الشاي والقهوة فيها حتى قيلولتي البسيطة.
بلد تحبين السفر إليه؟
- بالطبع أعشق الذهاب إلى لندن، أما بالنسبة للدول العربية فمصر أقربها إلى قلبي بالإضافة إلى لبنان.
تقييمك لحياة الفهد الفنانة؟
- بالطبع لا يحق لي أن أقيّم نفسي، إنما هذا الحق لجمهوري فقط، لكني راضية تماماً عن نفسي، ودائماً أشعر بأنني مازلت قادرة على العطاء.
ثمة ذكريات جميلة عن زمن الماضي مازالت عالقة في مخيلتك؟
- أهم ما أتذكره عن الماضي هو بساطة الحياة آنذاك، بالرغم من عدم وجود التكنولوجيا التي يشهدها عصرنا الحالي، فكنا نعيش من دون كهرباء، وكانت الإضاءة مقتصرة على مصباح كهربائي كان مكانه «حوش» البيت فقط، كذلك أتذكر رش هذا «الحوش» بالماء، وتجمعي مع أخواتي بعد صلاة العشاء، لنتناول الطعام، فكل شيء كان له موعد محدد ومنظم، فاللعب ينتهي بعد المغرب، ومن بعد العشاء يذهب الكل إلى النوم، فبساطة الماضي تستفز قلمي للكتابة عنها، لذلك تجدون أعمالي التراثية في الصدارة دائماً.
جملة لن تنسيها؟
- جمله كانت تقولها لي أمي، وهي «عندما تبكي تكسرين قلبي» هذه الجملة لن أنساها أبداً، ومحفورة داخل قلبي، لأنها تذكرني بحنان أمي.
حياتك البسيطة، ماذا زرعت بداخلك؟
- روح التحدي والاعتماد على الذات، وأعتقد أني بسببها استطعت بناء شخصية قوية بداخلي، جعلتني أنال احترام وتقدير كل من حولي.
خوف يتملكك دائماً؟
- الخوف من المستقبل المجهول، وأيضاً أخاف كثيراً على استمرار نجاحي، لذلك تجدونني دائماً أحرص على أخذ رأي كل من حولي وهذا الشيء يسبب لي الإرهاق الذهني والجسدي، لأني أفكر بطريقة متصلة ومستمرة.
دراستك هل كانت مهمة بالنسبة لك أم رغبتك في التمثيل كانت الأهم؟
- أعترف بأن سبب تركي للمدرسة يعود بالأساس إلى حبي الشديد للسينما، كذلك انتقال أسرتي من منطقة سكنية إلى أخرى ساهم بشكل أو بآخر في تأخري بالدراسة، لذلك قررت ترك المدرسة، وبدأت أتعلم بمفردي من خلال القراءة المكثفة بالبيت، لكن شعرت في فترة من الفترات أنني افتقدت موضوع التعليم، لذلك طلبت من أمي دخول المعهد، فوافقت وأدخلتني معهداً لتدريب الفتيات، وفيه تعلمت الحساب واللغة العربية، إلى جانب الطبخ والخياطة وأعمال التدبير المنزلي.
ذاكرتك، هل تحمل الأشياء المفرحة أم المحزنة؟
- أنا بطبعي إنسانه متفائلة، بالرغم من كم الصعوبات التي واجهتها في حياتي منذ الصغر، ودخولي الوسط الفني في زمن لم يكن مسموحاً فيه لأي فتاة أن تخترق هذا المجال، لكن بعد هذا النجاح الذي حققته طوال سنواتي الماضية، لابد وأن أكون متفائلة دائماً، وأن أترك الهم والحزن ورائي حتى لا يعرقلني.
رحلتك في سطور؟
- رحلتي أشبه بمسلسل درامي، فلم يخطر في بالي على الإطلاق دخول عالم الفن أو احتراف التمثيل، على الرغم من حبي لهذه المهنة وعشقي للسينما منذ نعومة أظافري، إنما في أسرتي كان حب الفن شيئا واحترافه شيئا آخر، مثلما نوهت سابقاً، فلم يكن مقبولاً أبداً الالتحاق في هذا المجال، وكانوا يعتبرونه جريمة، خصوصاً لأنني تربيت في عائلة محافظة، لكن بالجد والتعب والمثابرة استطعت أن أحفر في الصخر، وأن أتخطى كل هذه الحواجز، وأن أكون من نجمات الفن الخليجي، وأمثل الكويت في الكثير من المحافل، والحمد لله فخورة جداً بما وصلت إليه، خصوصاً حب الناس وأتمنى أن يدوم حبهم لي إلى الأبد.
زوبعة مرت في حياتك؟
- يوم أن التهمت النيران جدران منزلنا الصغير، فإلى الآن لا أستطيع نسيان شكل والدتي وهي تجري يميناً ويساراً بحثاً عني وعن أخواتي، إلى أن تم إخماد تلك النيران المخيفة، فهذا الموقف من أهم الصعوبات التي واجهتها في حياتي ولن أنساها.
سر موهبتك الفنية ومتى اكتشفت؟
- برزت موهبة التمثيل عندي من خلال تقليدي للممثلين، والمشاهد التي كنت أتابعها في الأفلام السينمائية، كذلك كنت أبدع في التمثيل، حين أدعي بأنني مريضة حتى لا أذهب إلى المدرسة، إنما يرجع الفضل في ذلك إلى أمي التي رضخت لرغبتي في التحاقي بالوسط الفني، من أجل إرضائي، بعد الخلافات الكبيرة بيني وبين الأهل، بسبب هذا الموضوع.
شائعات أثرت في حياتك؟
- بالطبع واجهت الكثير من الشائعات، خصوصاً في علاقاتي بزملائي داخل الوسط الفني، لكن عموماً الخلافات الصغيرة تحدث أحياناً بين زملاء المهنة الواحدة، إنما ينبغي على الصحافة ألا تستغل هذه الخلافات وتساعد على تفاقمها.
صداقاتك وقت الطفولة هل مازلت تتذكرينها؟
- بالتأكيد، لكن عموماً صداقاتي كانت قليلة، وكنت أحب دائماً إقامة علاقات اجتماعية بمن يكبرني سناً، ولم أكن أحب اللعب مع الأطفال الأصغر مني سناً أو حتى الذين في نفس عمري، وأعتقد أن هذا أمر صحي، كذلك كنت لا أهوى اللعب بالعرائس وكنت أحب اللعب بعيدان الثقاب.
ضميرك يقظ؟
- بالتأكيد.. فضميري دائماً يقظ، ويقف أمامي ويؤنبني باستمرار حتى لو لم أفعل شيئاً، ولابد أن أراجع نفسي وحساباتي يومياً، خصوصاً قبل النوم، لكن عموماً أنا إنسانة مسالمة، ولا أكن الشر لأي أحد، وأحب كل الناس.
طفولتك، هل كانت سعيدة أم تعيسة؟
- لم أكن طفلة مدللة لدى والديّ، لأني كنت البنت الوسطى، ولكن كان لي تأثيرٌ واضحٌ على أسرتي، نشأت في عائلة ميسورة الحال، كان مسقط رأسي في منطقة «الشرق»، وانتقلت مع الأسرة بعد ذلك للإقامة في أكثر من مكان داخل الكويت، منها كيفان والشامية والمرقاب التي شهدت أجمل الذكريات، فأهم ما أستطيع ذكره في هذه الفترة هو أنني كنت أحب الذهاب مع والدتي وأخوتي إلى بيت خالتي، وعندما انتقلنا إلى كيفان كنت أشعر بطفولة سعيدة وجميلة بسبب العادات آنذاك، حيث كنا نجتمع قبل المغرب، ونلعب الحيلة وغيرها من الألعاب البسيطة المتعارف عليها آنذاك، ومن بعد المغرب أجلس في المنزل مع أخواتي ونتبادل الأحاديث والحكايات والحواديت.
ظاهرة اجتماعية تكرهينها؟
أكره الهاتف النقال وانتشاره في الفترة الأخيرة، خصوصاً وقت قيادة السيارات.
عشق لا تتخلين عنه؟
- أعشق البحر منذ الصغر، لكني للأسف لا أجيد السباحة، كذلك أحب القراءة، فطفولتي كانت عبارة عن سينما ومجلات، فكنت أنتظر صدور مجلة الكواكب، وكان عندي منها كميات كبيرة.
غناوي تستمعين إليها؟
- أحب أغنيه أنت عمري لأم كلثوم، كذلك أغلب أغنيات عبدالكريم عبد القادر، وأيضا أستمع إلى عبدالله الرويشد، نوال، نبيل شعيل، محمد المسباح، وأبو بكر سالم.
فتى أحلامك على الشاشة؟
- كان الفنان كمال الشناوي يقف دائماً في مخيلتي، وكثيراً ما كنت أقول لنفسي سأصبح ممثلة لأقف أمامه يوماً، وكنت كثيراً أتمنى أن أكون مكان شادية تلك الفنانة الجميلة التي شاركته بطولة أغلب أفلامه، لكن كل هذا يبقى في النهاية أحلام طفولة.
قرار الاعتزال، هل راودك من قبل؟
- لا.. لكن هذا يمكن أن يحدث بين يوم وليلة، إذا شعرت فجأة بالملل من بعض الأوضاع التي تزعجني في الوسط الفني، لكن عموماً الفن ليس وظيفة حتى أقول غداً سأستقيل منه، إنما هو عبارة عن حاله مزاجية، ويمكن أتوقف عنه أسبوعا أو شهراً وأعود إليه مجدداً، لأنه ليس من السهل على الفنان أن يتخذ قرار الاعتزال.
كاتبك المفضل؟ وهل لك طقوس معينة أثناء الكتابة؟
- أقرأ للكل وليس عندي كاتب محدد، فأي معلومة أشعر بأنها ستفيدني أقدم على قراءتها، وعموماً لا أحب أن يكون عندي وقت فراغ، فدائماً أشغل نفسي بالقراءة حتى ولو كانت مجلة تسالي، لكن ليس لي طقوس معينة وقت الكتابة، بل بالعكس أنا لا أفضل الهدوء أثناء الكتابة، كما أحب أن يكون حولي بناتي والتلفزيون أمامي.
لمحة عن بناتك وأحفادك؟ ومن من أحفادك يشبهك؟
- عندي أربع بنات أكبرهن سوزان، جميعهن قريبات إلى قلبي، وبالرغم من انشغالي بعملي إلا أنني أخصص لهن يوماً في الأسبوع هن وأحفادي الخمسة، وهناك واحدة من بناتي تشبهني كثيراً، وهي قريبة مني جداً، وتحمل نفس طباعي مثل دمعتها القريبة، والحساسية الزائدة والحنان، لكن لا أستطيع ذكر اسمها حتى لا تتضايق الباقيات.
موقف مؤثر لن تنسيه؟
- في أحد مواقع التصوير فوجئت بطفلة من الجيران تحضر معها ساعة من البلاستيك، وتعطيها لي كهدية، وقتها قبلتها واعتبرت هذه الساعة أحسن عندي من الألماس، ومازلت أحتفظ بها حتى الآن، فأنا مؤمنة بأن أهم جائزة يمكن أن يحصل عليها الفنان هي حب الجمهور.
نجدك دائماً نموذجاً للمرأة المطحونة في أعمالك، فما السبب؟
- عن نفسي لا أحب اللون الارستقراطي، فلم أجد نفسي فيه بالرغم من أنني أجيده ببراعة، لأني أشعر دائماً بأن المرأة الخليجية هي فعلاً مطحونة، وتتحمل مسؤوليات وأعباء فوق طاقتها «ويا ويلها لو قصرت بشيء»، فأنا أرى أن أغلب الرجال الخليجيين غير متعاونين مع زوجاتهم، لكن القاعدة بالطبع لا تعمم، لكنهم قلة ونادر وجودهم.
هواياتك بعيداً عن الفن؟
- أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية والزراعة، فأنا أعشق الزهور أمثال الياسمين، والتوليب.
وظيفة التحقت بها قبل احتراف التمثيل؟
- التحقت في عمر مبكر بوظيفة إدارية داخل وزارة الصحة، وذلك لمساعدة أسرتي على تحمل أعباء الحياة.
يومك كيف وأين تقضينه؟
- أقضي أغلب وقتي داخل بيتي، وخصوصاً المطبخ إذا لم يكن عندي موعد تصوير، فأنا بطبعي إنسانه «بيتوتية» لا أحب الخروج إلا للضرورة، ولا أحب التسوق.
بطاقة شخصية :
ولدت في منطقة شرق العام 1948. بدايتها الفنية العام 1963 في مسرحية الضحية مع منصور المنصور وصقر الرشود قبل حوالي 40 عاماً. أولى الفتيات الكويتيات اللواتي شاركن في التمثيل على خشبة المسرح.
من أعمالها التلفزيونية: خالتي قماشة، خرج ولم يعد، إلى أبي وأمي مع التحية، رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، سليمان الطيب، بيت تسكنه سمرة، الدردور، جرح الزمن، الشريب بزة، ثمن عمري، وكثير من المسلسلات والسهرات والسباعيات التي وصلت لأكثر من 60 عملا تلفزيونيا.
وتكريمات
كرّمت الفهد، وحصلت على جوائز عدة في حياتها، حصدت جائزة الإبداع الذهبي كأفضل ممثلة في «مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون» عن دورها في مسلسل «ثمن عمري»، وهو المهرجان نفسه الذي كُرمت فيه من قبل بحصولها على شهادتي تقدير، الأولى في دورته الثانية عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة».
والثانية في دورته الخامسة عن دورها في مسلسل «بيت الوالد»، كذلك كرمت في مهرجانات فنية عربية عدة، من بينها: «مهرجان الرواد العرب» الذي ترعاه جامعة الدول العربية، «مهرجان عمان المسرحي» الذي يقام في الأردن، وتلقت تكريماً خاصاً باسم العاهل الأردني الملك عبدالله وزوجته الملكة رانيا.
http://www.awan.com/pages/funoon/294022
تنشر الأبجدية حروفها على شخصيات عامة، لنتمكن خلالها من إلقاء الضوء على جوانب مهمة كامنة في الظل، حيث يأخذنا الفضول إليها في رحلة استكشاف للوجه الآخر لفنانة كبيرة وأحد أعمدة الفن الخليجي، يمتد تاريخ عطائها الفني لأكثر من أربعين عاماً، استطاعت خلال هذه الأعوام أن تحفر اسمها في قلوب مشاهديها. يحفل تاريخها الفني بمئات الأعمال الدرامية التي نالت من خلالها تقدير وحب واحترام جمهورها ودولتها التي كرمتها وتفخر بها في الكثير من المحافل، فهي تعتبر جزءاً مهماً من تاريخ الكويت الفني، لقبت بالعديد من الألقاب، لكن أشهرها «سيدة الشاشة الخليجية».
إنها النجمة القديرة حياة الفهد التي رسمت بساطة حياتها شخصيتها، والتي تعتبر بيتها وأسرتها أولويات في حياتها، وتعترف بأن من شدة حبها لفنها تركت دراستها، كما لا تهوى أن يكون هناك أوقات فراغ في حياتها، وتغذي يومها بالقراءة والزراعة والطبخ، وبالرغم مما وصلت إليه من نجاح، إلا أنها مازالت تخاف على مستقبلها. والكثير من ذلك ستجدونه في الحوار التالي:
أولويات حياتك؟
- أسرتي وبيتي الذي أذهب إليه في اشتياق بعد تعب وإرهاق العمل، وخصوصاً زاويتي التي أكتب وأشرب الشاي والقهوة فيها حتى قيلولتي البسيطة.
بلد تحبين السفر إليه؟
- بالطبع أعشق الذهاب إلى لندن، أما بالنسبة للدول العربية فمصر أقربها إلى قلبي بالإضافة إلى لبنان.
تقييمك لحياة الفهد الفنانة؟
- بالطبع لا يحق لي أن أقيّم نفسي، إنما هذا الحق لجمهوري فقط، لكني راضية تماماً عن نفسي، ودائماً أشعر بأنني مازلت قادرة على العطاء.
ثمة ذكريات جميلة عن زمن الماضي مازالت عالقة في مخيلتك؟
- أهم ما أتذكره عن الماضي هو بساطة الحياة آنذاك، بالرغم من عدم وجود التكنولوجيا التي يشهدها عصرنا الحالي، فكنا نعيش من دون كهرباء، وكانت الإضاءة مقتصرة على مصباح كهربائي كان مكانه «حوش» البيت فقط، كذلك أتذكر رش هذا «الحوش» بالماء، وتجمعي مع أخواتي بعد صلاة العشاء، لنتناول الطعام، فكل شيء كان له موعد محدد ومنظم، فاللعب ينتهي بعد المغرب، ومن بعد العشاء يذهب الكل إلى النوم، فبساطة الماضي تستفز قلمي للكتابة عنها، لذلك تجدون أعمالي التراثية في الصدارة دائماً.
جملة لن تنسيها؟
- جمله كانت تقولها لي أمي، وهي «عندما تبكي تكسرين قلبي» هذه الجملة لن أنساها أبداً، ومحفورة داخل قلبي، لأنها تذكرني بحنان أمي.
حياتك البسيطة، ماذا زرعت بداخلك؟
- روح التحدي والاعتماد على الذات، وأعتقد أني بسببها استطعت بناء شخصية قوية بداخلي، جعلتني أنال احترام وتقدير كل من حولي.
خوف يتملكك دائماً؟
- الخوف من المستقبل المجهول، وأيضاً أخاف كثيراً على استمرار نجاحي، لذلك تجدونني دائماً أحرص على أخذ رأي كل من حولي وهذا الشيء يسبب لي الإرهاق الذهني والجسدي، لأني أفكر بطريقة متصلة ومستمرة.
دراستك هل كانت مهمة بالنسبة لك أم رغبتك في التمثيل كانت الأهم؟
- أعترف بأن سبب تركي للمدرسة يعود بالأساس إلى حبي الشديد للسينما، كذلك انتقال أسرتي من منطقة سكنية إلى أخرى ساهم بشكل أو بآخر في تأخري بالدراسة، لذلك قررت ترك المدرسة، وبدأت أتعلم بمفردي من خلال القراءة المكثفة بالبيت، لكن شعرت في فترة من الفترات أنني افتقدت موضوع التعليم، لذلك طلبت من أمي دخول المعهد، فوافقت وأدخلتني معهداً لتدريب الفتيات، وفيه تعلمت الحساب واللغة العربية، إلى جانب الطبخ والخياطة وأعمال التدبير المنزلي.
ذاكرتك، هل تحمل الأشياء المفرحة أم المحزنة؟
- أنا بطبعي إنسانه متفائلة، بالرغم من كم الصعوبات التي واجهتها في حياتي منذ الصغر، ودخولي الوسط الفني في زمن لم يكن مسموحاً فيه لأي فتاة أن تخترق هذا المجال، لكن بعد هذا النجاح الذي حققته طوال سنواتي الماضية، لابد وأن أكون متفائلة دائماً، وأن أترك الهم والحزن ورائي حتى لا يعرقلني.
رحلتك في سطور؟
- رحلتي أشبه بمسلسل درامي، فلم يخطر في بالي على الإطلاق دخول عالم الفن أو احتراف التمثيل، على الرغم من حبي لهذه المهنة وعشقي للسينما منذ نعومة أظافري، إنما في أسرتي كان حب الفن شيئا واحترافه شيئا آخر، مثلما نوهت سابقاً، فلم يكن مقبولاً أبداً الالتحاق في هذا المجال، وكانوا يعتبرونه جريمة، خصوصاً لأنني تربيت في عائلة محافظة، لكن بالجد والتعب والمثابرة استطعت أن أحفر في الصخر، وأن أتخطى كل هذه الحواجز، وأن أكون من نجمات الفن الخليجي، وأمثل الكويت في الكثير من المحافل، والحمد لله فخورة جداً بما وصلت إليه، خصوصاً حب الناس وأتمنى أن يدوم حبهم لي إلى الأبد.
زوبعة مرت في حياتك؟
- يوم أن التهمت النيران جدران منزلنا الصغير، فإلى الآن لا أستطيع نسيان شكل والدتي وهي تجري يميناً ويساراً بحثاً عني وعن أخواتي، إلى أن تم إخماد تلك النيران المخيفة، فهذا الموقف من أهم الصعوبات التي واجهتها في حياتي ولن أنساها.
سر موهبتك الفنية ومتى اكتشفت؟
- برزت موهبة التمثيل عندي من خلال تقليدي للممثلين، والمشاهد التي كنت أتابعها في الأفلام السينمائية، كذلك كنت أبدع في التمثيل، حين أدعي بأنني مريضة حتى لا أذهب إلى المدرسة، إنما يرجع الفضل في ذلك إلى أمي التي رضخت لرغبتي في التحاقي بالوسط الفني، من أجل إرضائي، بعد الخلافات الكبيرة بيني وبين الأهل، بسبب هذا الموضوع.
شائعات أثرت في حياتك؟
- بالطبع واجهت الكثير من الشائعات، خصوصاً في علاقاتي بزملائي داخل الوسط الفني، لكن عموماً الخلافات الصغيرة تحدث أحياناً بين زملاء المهنة الواحدة، إنما ينبغي على الصحافة ألا تستغل هذه الخلافات وتساعد على تفاقمها.
صداقاتك وقت الطفولة هل مازلت تتذكرينها؟
- بالتأكيد، لكن عموماً صداقاتي كانت قليلة، وكنت أحب دائماً إقامة علاقات اجتماعية بمن يكبرني سناً، ولم أكن أحب اللعب مع الأطفال الأصغر مني سناً أو حتى الذين في نفس عمري، وأعتقد أن هذا أمر صحي، كذلك كنت لا أهوى اللعب بالعرائس وكنت أحب اللعب بعيدان الثقاب.
ضميرك يقظ؟
- بالتأكيد.. فضميري دائماً يقظ، ويقف أمامي ويؤنبني باستمرار حتى لو لم أفعل شيئاً، ولابد أن أراجع نفسي وحساباتي يومياً، خصوصاً قبل النوم، لكن عموماً أنا إنسانة مسالمة، ولا أكن الشر لأي أحد، وأحب كل الناس.
طفولتك، هل كانت سعيدة أم تعيسة؟
- لم أكن طفلة مدللة لدى والديّ، لأني كنت البنت الوسطى، ولكن كان لي تأثيرٌ واضحٌ على أسرتي، نشأت في عائلة ميسورة الحال، كان مسقط رأسي في منطقة «الشرق»، وانتقلت مع الأسرة بعد ذلك للإقامة في أكثر من مكان داخل الكويت، منها كيفان والشامية والمرقاب التي شهدت أجمل الذكريات، فأهم ما أستطيع ذكره في هذه الفترة هو أنني كنت أحب الذهاب مع والدتي وأخوتي إلى بيت خالتي، وعندما انتقلنا إلى كيفان كنت أشعر بطفولة سعيدة وجميلة بسبب العادات آنذاك، حيث كنا نجتمع قبل المغرب، ونلعب الحيلة وغيرها من الألعاب البسيطة المتعارف عليها آنذاك، ومن بعد المغرب أجلس في المنزل مع أخواتي ونتبادل الأحاديث والحكايات والحواديت.
ظاهرة اجتماعية تكرهينها؟
أكره الهاتف النقال وانتشاره في الفترة الأخيرة، خصوصاً وقت قيادة السيارات.
عشق لا تتخلين عنه؟
- أعشق البحر منذ الصغر، لكني للأسف لا أجيد السباحة، كذلك أحب القراءة، فطفولتي كانت عبارة عن سينما ومجلات، فكنت أنتظر صدور مجلة الكواكب، وكان عندي منها كميات كبيرة.
غناوي تستمعين إليها؟
- أحب أغنيه أنت عمري لأم كلثوم، كذلك أغلب أغنيات عبدالكريم عبد القادر، وأيضا أستمع إلى عبدالله الرويشد، نوال، نبيل شعيل، محمد المسباح، وأبو بكر سالم.
فتى أحلامك على الشاشة؟
- كان الفنان كمال الشناوي يقف دائماً في مخيلتي، وكثيراً ما كنت أقول لنفسي سأصبح ممثلة لأقف أمامه يوماً، وكنت كثيراً أتمنى أن أكون مكان شادية تلك الفنانة الجميلة التي شاركته بطولة أغلب أفلامه، لكن كل هذا يبقى في النهاية أحلام طفولة.
قرار الاعتزال، هل راودك من قبل؟
- لا.. لكن هذا يمكن أن يحدث بين يوم وليلة، إذا شعرت فجأة بالملل من بعض الأوضاع التي تزعجني في الوسط الفني، لكن عموماً الفن ليس وظيفة حتى أقول غداً سأستقيل منه، إنما هو عبارة عن حاله مزاجية، ويمكن أتوقف عنه أسبوعا أو شهراً وأعود إليه مجدداً، لأنه ليس من السهل على الفنان أن يتخذ قرار الاعتزال.
كاتبك المفضل؟ وهل لك طقوس معينة أثناء الكتابة؟
- أقرأ للكل وليس عندي كاتب محدد، فأي معلومة أشعر بأنها ستفيدني أقدم على قراءتها، وعموماً لا أحب أن يكون عندي وقت فراغ، فدائماً أشغل نفسي بالقراءة حتى ولو كانت مجلة تسالي، لكن ليس لي طقوس معينة وقت الكتابة، بل بالعكس أنا لا أفضل الهدوء أثناء الكتابة، كما أحب أن يكون حولي بناتي والتلفزيون أمامي.
لمحة عن بناتك وأحفادك؟ ومن من أحفادك يشبهك؟
- عندي أربع بنات أكبرهن سوزان، جميعهن قريبات إلى قلبي، وبالرغم من انشغالي بعملي إلا أنني أخصص لهن يوماً في الأسبوع هن وأحفادي الخمسة، وهناك واحدة من بناتي تشبهني كثيراً، وهي قريبة مني جداً، وتحمل نفس طباعي مثل دمعتها القريبة، والحساسية الزائدة والحنان، لكن لا أستطيع ذكر اسمها حتى لا تتضايق الباقيات.
موقف مؤثر لن تنسيه؟
- في أحد مواقع التصوير فوجئت بطفلة من الجيران تحضر معها ساعة من البلاستيك، وتعطيها لي كهدية، وقتها قبلتها واعتبرت هذه الساعة أحسن عندي من الألماس، ومازلت أحتفظ بها حتى الآن، فأنا مؤمنة بأن أهم جائزة يمكن أن يحصل عليها الفنان هي حب الجمهور.
نجدك دائماً نموذجاً للمرأة المطحونة في أعمالك، فما السبب؟
- عن نفسي لا أحب اللون الارستقراطي، فلم أجد نفسي فيه بالرغم من أنني أجيده ببراعة، لأني أشعر دائماً بأن المرأة الخليجية هي فعلاً مطحونة، وتتحمل مسؤوليات وأعباء فوق طاقتها «ويا ويلها لو قصرت بشيء»، فأنا أرى أن أغلب الرجال الخليجيين غير متعاونين مع زوجاتهم، لكن القاعدة بالطبع لا تعمم، لكنهم قلة ونادر وجودهم.
هواياتك بعيداً عن الفن؟
- أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية والزراعة، فأنا أعشق الزهور أمثال الياسمين، والتوليب.
وظيفة التحقت بها قبل احتراف التمثيل؟
- التحقت في عمر مبكر بوظيفة إدارية داخل وزارة الصحة، وذلك لمساعدة أسرتي على تحمل أعباء الحياة.
يومك كيف وأين تقضينه؟
- أقضي أغلب وقتي داخل بيتي، وخصوصاً المطبخ إذا لم يكن عندي موعد تصوير، فأنا بطبعي إنسانه «بيتوتية» لا أحب الخروج إلا للضرورة، ولا أحب التسوق.
بطاقة شخصية :
ولدت في منطقة شرق العام 1948. بدايتها الفنية العام 1963 في مسرحية الضحية مع منصور المنصور وصقر الرشود قبل حوالي 40 عاماً. أولى الفتيات الكويتيات اللواتي شاركن في التمثيل على خشبة المسرح.
من أعمالها التلفزيونية: خالتي قماشة، خرج ولم يعد، إلى أبي وأمي مع التحية، رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، سليمان الطيب، بيت تسكنه سمرة، الدردور، جرح الزمن، الشريب بزة، ثمن عمري، وكثير من المسلسلات والسهرات والسباعيات التي وصلت لأكثر من 60 عملا تلفزيونيا.
وتكريمات
كرّمت الفهد، وحصلت على جوائز عدة في حياتها، حصدت جائزة الإبداع الذهبي كأفضل ممثلة في «مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون» عن دورها في مسلسل «ثمن عمري»، وهو المهرجان نفسه الذي كُرمت فيه من قبل بحصولها على شهادتي تقدير، الأولى في دورته الثانية عن دورها في مسلسل «الطير والعاصفة».
والثانية في دورته الخامسة عن دورها في مسلسل «بيت الوالد»، كذلك كرمت في مهرجانات فنية عربية عدة، من بينها: «مهرجان الرواد العرب» الذي ترعاه جامعة الدول العربية، «مهرجان عمان المسرحي» الذي يقام في الأردن، وتلقت تكريماً خاصاً باسم العاهل الأردني الملك عبدالله وزوجته الملكة رانيا.
http://www.awan.com/pages/funoon/294022