[الفنون]

لقد كان لموقف السلطان العثماني عبدالحميد الثاني (1876م - 1909م) من اليهود عندما رفض طلبهم الذي نقله اليهودي تيودور هيرتزل أثناء لقائه بالسلطان عبدالحميد في السماح لهم باقامة دولة يهودية في فلسطين تخضع للدولة العثمانية، الأثر الكبير في عداء اليهود للسلطان وحشدهم لكل طاقاتهم من أجل ازاحة السلطان عبدالحميد عن الحكم وساهمت جهودهم بعد ذلك في ازاحة السلطان عن الحكم وأثمرت جهودهم في عام 1917 في الحصول على وعد بلفور ثم تبني بريطانيا العظمى لمطالب المهاجرين اليهود وحمايتهم وغض الطرف عن جرائمهم ضد الفلسطينيين السكان الأصليين في فلسطين المحتلة حتى تمكن اليهود من اقامة دولتهم هذا الكيان المسخ في عام 1948.

في منتدى دافوس الاقتصادي الذي عقد في الاسبوع الماضي كان لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان موقف قوي عندما تصدى بكل شجاعة وحزم لكلمة رئيس دولة اليهود شمعون بيريز ثم انسحابه بعد ذلك عندما رفض رئيس اللقاء أن يعطيه الوقت الكافي مثلما اعطى اليهودي ما يحتاج من وقت للتعبير عن افتراءاته وكذبه، ان ما قام به السيد أردوغان امر خطير جدا من وجهة نظر الغرب، فمنذ اسقاط الدولة العثمانية والغاء الخلافة وحتى قبل ذلك بقليل لم تسمع دول الغرب مثل هذه اللهجة التي تحمل الكثير من التحدي والغضب ولم تتوقع من العرب والمسلمين مثل هذه النبرة الحادة القوية، ولذلك نتوقع وعلى الرغم من الاستقبال الحافل من جماهير الشعب التركي بجميع اطيافه ان يدفع السيد رجب طيب أردوغان هذا الزعيم الشجاع المؤمن بمبادئه ثمنا باهظا نتيجة لموقفه في منتدى دافوس، وليس من المستبعد أن يكون مصيره مثل مصير السلطان عبدالحميد الثاني.

***

الانتخابات اليهودية على الأبواب وكل من الزعماء اليهود المتنافسين في هذه الانتخابات يريد في هذه الأيام التي تسبق الانتخابات ان يشبع غريزة جماهير الناخبين اليهود المتعطشين لدماء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، في الحرب الأخيرة وباعتراف حماس كانت خسائر حماس 48 مقاتلا وفدائيا واحدا، وطبقا لما رصده العالم أجمع كانت خسائر الفلسطينيين من النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء أكثر من 1300 قتيل وآلاف الجرحى، وخرابا ودمارا شاملا هائلا، فهل تريد حماس ومن معها من فصائل المقاومة وعن طريق صواريخها العوراء أن تعطي للقتلة اليهود خاصة في هذه الأيام التي تسبق انتخاباتهم فرصة ذهبية للاجهاز على عدة آلاف أخرى من الفلسطينيين البؤساء؟

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...&AuthorID=1026


تاريخ النشر 03/02/2009