عبداللطيف البناي لـ«الوطن»: كلماتي «أحاسيس».. لا تباع أو تشترى شاعر كبير، عظيم القيمة، من طراز «خاص» للغاية، يعشق كلماته، لدرجة انه يعتبرها قطعة من جسده.. وجزءاً لا ينفصل من روحه، فهي مشاعره وأحاسيسه، التي لا تباع أو تشترى، إنما يطرب لسماعها ممن يتذوقها ويقدرها من مطربي الإحساس، وهم كثيرون أبرزهم العملاق عبدالكريم عبدالقادر، والبلبل شعيل، والقدير الرويشد.. وغيرهم. موهبته الأصيلة، وتجربته العميقة في عالم الشعر والغناء كانتا سبيله لإطلاق روائع من الأعمال الغنائية لكبار المطربين على مدار الأجيال، ورغم مرور الزمان وتعاقب الأجيال، وتنوع الذائقة السمعية فإن كلمات أغانيه مازالت تمثل ذكريات لا تمحى من وجدان الآباء والأبناء، وبرغم اقتحامه عالم الغناء سريعاً إلى «قمة الشهرة»، فإنه حتى الآن يمتلك طاقة جبارة وإمكانات وحيوية لم تنضب، بها يستطيع أن يفجر المشاعر بكل قوة ومصداقية في قلوب مستمعيه. إنه الخبير القدير العملاق الشاعر عبداللطيف البناي الذي خص «الوطن» بحوار شامل.. ثري بآرائه النابعة من تجربته الحياتية والمهنية السامقة، زينه بتواضعه الجم الذي قابلنا به رغم قامته العالية.. وحملت السطور التالية حديثاً «هادفاً» «صادقاً» خرج من شاعر الإحساس بمنتهى «الشفافية». بلا هوية
كيف تقيم مستوى كلمات الأغنية الخليجية الحالية؟ - أنا لا أريد تقييمها، لكن أريد أن يقيمها الجمهور، لكن في رأي أرى أن الكلمة الرديئة تغلبت حالياً على الجيدة في كلمات الأغاني الخليجية لذلك ضاعت الكلمة، حتى أصبحت الأغنية الان «بلا هوية» بعد أن تسربت لها الايقاعات التركية والغربية، وبات المطربون الخليجيون بلهجات أخرى غير، مثل المصرية، والشامية. التلاقي الثلاثي إذن من وجهة نظرك.. ما مقومات الاغنية الناجحة؟ - مقومات الاغنية الناجحة هي تلاقي الثلاثي الكاتب والملحن والمغني في مكان واحد، فاذا اجتمعوا معا تنجح الاغنية اما اذا كان كل واحد منهم في مكان فلا يكون هناك التفاعل الذي يساعد على نجاح العمل الفني، نحن كن في السابق نجتمع ثلاثتنا ونكون اغنية جميلة جدا تكون نابعة من احساسنا ومشاعرنا عكس الآن عندما يكتب الشاعر اولا ويتم توصيل الكلمات بالتليفون للملحن ليلحنها على الطاولة ثم يرسل الاغنية الى المطرب في الاستوديو ليجري عليها البروفات. المهم المراجعة حسنا.. ولكن هناك ظروفاً تمنع وجودهم أحيانا بأن يكون الكاتب في مكان والملحن في آخر والمطرب في ثالث ويكون تواصلهم صعبا خاصة في بعض المجتمعات.. فهل يؤدي هذا الى عدم نجاح الاغنية اذا لم يلتقوا الثلاثة على طاولة واحدة؟ - عفوا يصير الامر له مراجعات اكثر من مرة فلابد ان يكون هناك تجمع بين العناصر الثلاثة بأي شكل كان ليدلي كل واحد بدلوه من اجل ان تخرج الاغنية في ثوب انيق فالمغني يقول رأيه في الكلمات واللحن والملحن المفروض ان يقرر هل كلمات الاغنية ممكن ان يتقبلها الناس ام لا، لذا فالتلاقي مهم من أجل المراجعات، وليس المهم كيف تكون الطريقة، لكن لابد ان تكون هناك مراجعة ربما عن طريق التليفون او ان يجلسوا معا او اي طريقة اخرى. الكليب لايعجبني ما الاغنية التي كتبتها ولم تعجبك عندما سمعتها مغناة؟ - والله هناك ما يعجبني ولكن قد يكون تصويرها هو ما لم يعجبني مثلا «تناظر الساعة» للفنانة احلام لم تريحني كفيديو كليب، فهو لم يعجبني وانما كل ما كتبته اعجبني. اتفاق ناجح وما الاغنية التي أحسست انها اديت بإحساس مختلف غير الاحساس الذي كتبتها به؟ - ليست هناك اغنية اديت باحساس لم يعجبني لانني كما قلت لك كنا نجتمع ثلاثتنا ولم يكن هناك اي قصور من اي واحد منا، لهذا كانت الاغنية عندما تخرج نكون متفقين عليها. مطربو الإحساس من المطرب الذي ترتاح عندما تسمع كلماتك يؤديها؟ - المطربون الجيدون الذين أحس أنهم موصلون ناجحون كثيرون، منهم الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر ونبيل شعيل، ورباب، ونوال، وراشد الماجد، والقدير عبدالله الرويشد.. كلهم غنوا لي ووصلوا الإحساس بشكل جيد. توارد خواطر هل هناك كلمات شعرت بأن أحداً سرقها منك أو مطلع أغنية مثلا شعرت بأنها مشابهة لما كتبته سابقا؟ - ممكن يكون «توارد خواطر» ولكن ليس هناك من سرق مني ولكن ربما هناك أنا كتبت وهو كتب ولكن قد يكون هو سبقني أو العكس فأنا أعتبر هذا «توارد خواطر» ليس فيه أي شيء. لا للبيع هل عرض عليك أحد أن يشتري منك كلمات أغنياتك؟ - كثير عرضوا علي ولكنني أنا لم أبع كلماتي. إذاً أنت لا تؤيد أن يبيع الكاتب كلماته؟ - لا والله حرام يبيع إحساسه وكأنه يبيع جزءاً من روحه وقطعة من جسده، فالكلمات أحاسيس ومشاعر لا تباع ولا تشترى. طافه القطار حتى ولو كان الشاعر في بداياته وممكن يستفيد من بيع كلماته ماديا ومعنويا، وعندما يكبر يبدأ في الكتابة باسمه فيكون اكتسب خبرة وتجربة مجانية بعدها يكون من حقه أن يعلن عن نفسه؟ - إذا «طافه القطار» ليس هناك فائدة من الكتابة بعد ذلك، فهناك ناس باعوا وظلوا «مكانك سر»، فلو فاته القطار فلن يفيده بعد ذلك أي شيء فكل ما تملك من مشاعر وأحاسيس بعتها للناس فماذا سوف تقول وماذا سوف تقدم؟!! لهذا أنا لا أؤيد أبدا أن يبيع الكاتب كلماته مهما كان. تجربتي مع الطفل كانت لك تجربة كبيرة ورائعة مع مسرح الطفل.. هل تحدثنا عنها؟ - كانت تجربتي الأولى مسرحية «ليلى والذئب» ونجحت، وأعدتها مرة أخرى مع «الذئب والعنزات الثلاث» ثم «سارة وسعود» و«البنات والساحر» مع هدى حسين، وأيضا مسرحية «غزلان وملك الزمان» أيضا مع هدى حسين، وأيضا مسرحية جديدة اسمها «دعبوس» مع الفنان داود حسين. نصائح للنجاح
كيف تقيم مسرح الطفل الغنائي الآن؟ - بصراحة الطفل الآن مظلوم في الأشياء التي تقدم له.. لماذا لا نعمل مسرحا غنائيا حتى نقلل من أن يخرج الفنان عن النص ولا يهرج؟! لذا أن تكون المسرحية دائماً «بلي باك» ولا تزيد على الساعة، وكذلك لا بد أن ينزل الكاتب إلى عقلية الطفل وأن يشده ويأخذه معه إلى أعلى ولا بد أن يرسم حدثا معينا وخطا دراميا واضحا للمسرحية. التأني مطلوب في النهاية.. ما النصحية التي تحب أن توجهها لكتاب الأغنية الجدد؟ - والله أقول لهم عدم الاستعجال، ففي السابق كان الموضوع مختلفاً، أما الآن فهو صعب جداً لأن هناك زحمة الإعلام وكثرة الفضائيات، لذا يجب أن يتأنى لكي يأخذ حظه وألا يقدم إلا ما يرضى عنه، فلا يستعجل الشهرة ولكن يقدم كل ما هو جيد. الرابط:http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=19283 __________________
___________ كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات ليس العبرة بعدد المشاركات!! وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار كن مميزا... في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير... مراقباً للمنتدى في غياب المراقب... مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف... للتواصل : |