أخيرًا وجد “عادل إمام” شركةً تتحمس لإنتاج فيلمه القادم “زهايمر”.. الفيلم يخضع لأول مرة لشروط شركة الإنتاج وليس لشروطه.. تنازل “عادل” عن الكثير مما اعتاد عليه على مدى أكثر من 25 عامًا وذلك بعدما خذله شباك التذاكر.
تناقصت إيرادات “عادل إمام” في فيلمه الأخير “بوبوس”، الذي لم يتجاوز في إيرادات الداخل 15 مليون جنيه، بينما “عادل إمام” طلب أن يحصل في فيلمه التالي على 16 مليون جنيه (حوالي 3 مليون دولار) متجاوزًا أجره في “بوبوس” 15 مليون جنيه، وهو أعلى رقم حصل عليه نجم سينمائي عربي.
حتى “عمر الشريف” في فيلم “حسن ومرقص” لم تشفع له نجوميته العالمية حيث إن أجره لم يتجاوز 9 ملايين جنيه أقل من 2 مليون دولار دفعتها شركة “جوود نيوز”.. كانت الحصيلة هي أن الشركة بسبب تكرار خسارتها توقفت عن الإنتاج السينمائي هذا العام، خاصةً وأن “بوبوس” لم يكن هو الفيلم الوحيد الذي خذلته الإيرادات؛ ولكن تراجعت أيضًا إيرادات “إبراهيم الأبيض” بطولة “أحمد السقا”.
إلا أن كل النجوم أمثال “السقا”، “أحمد حلمي”، “كريم عبد العزيز” لم يخفضوا أجورهم رغم الأزمة المالية التي أدت إلى توقف القنوات الفضائية عن تمويل العديد من الأفلام، مما أدى إلى تراجع الإنتاج السينمائي المصري في 2010.
هذه هي الحالة التي تعيشها السينما.. لقد أعادت شركات الإنتاج موقفها من “عادل إمام”، هكذا انتقل فيلمه “فرقة ناجي عطا الله” من شركة “جوود نيوز” التي أنتجت له آخر أربعة أفلام، وكانوا يؤكدون في الشركة أن العلاقة بينهم و”عادل” مثل الزواج الكاثوليكي لا تقبل طلاقًا.
تكرر الأمر وانتقل بين أكثر من شركة إنتاج، بينها قناة “اللورد” الوليدة، وأيضًا لم تتحمس، ثم ذهب إلى شركة “السبكي”، ثم “حسن رمزي”، وهكذا لم يستطع أن يصل إلى تعاقد، حتى انتقل بالفيلم إلى محطة “إسعاد يونس”.
تخفيض الأجر
كان لإسعاد شرطان لإنتاج الفيلم؛ الأول هو أن يخفض أجره بنسبة 40% من 16 مليون طلبها إلى 10 ملايين.. الثاني أن يغير التوجه الإنتاجي من “ناجي عطا الله” إلى فيلم آخر وقع اختيارهم على “زهايمر” للكاتب “نادر صلاح الدين”، لم يعتدْ “عادل” على الخضوع لشركات الإنتاج ولم يحدث طوال تاريخ “عادل” أن وافق على تخفيض أجره.
حدث في مطلع التسعينيات أن تعرضت السينما المصرية كلها لمأزق في التوزيع الخارجي، واجتمع كل النجوم وقرروا تخفيض أجورهم بنسبة 50%، كان “نور الشريف” هو صاحب هذا الاقتراح، ويومها قال “عادل إمام” ليست لدي مشكلة، من لديه مشكلة هو الذي عليه أن يخفض أجره؟!
وغضب النجوم، ولكن عادل ظل هو الأول في الأجور، وكان وقتها أجره فقط مليون جنيه مصري لا غير، وهو أول فنان مصري وعربي يدخل دنيا الملايين.. الإيرادات تلعب جزءًا محوريًا ورئيسيًا في تحديد موقع النجوم، خاصة في السينما المصرية.
بالتأكيد “حسن ومرقص” لم يرض شركات الإنتاج، ولكن الإيرادات لم تخذل تمامًا الشركة، ظل لعادل سعره بل زاد من 12 مليون في “حسن ومرقص” زادها إلى 15 في “بوبوس”، وكان يتطلع إلى 16 في مشروعه القادم؟!
كل المعوقات التي واجهها “عادل” كانت تتحطم أمام الأرقام التي تحققها أفلامه لأنها كانت قادرة على حمايته أمام أي محاولة لتقليص الأجر أو تحديد النفوذ، ولكن صار الآن بعد كارثة هبوط إيرادات “بوبوس” ليس أمامه سوى الخضوع لإرادة السوق، ولا شيء آخر يستطيعه إلا أن يتوقف.
“عادل إمام” سوف يغيب هذا العام؛ لن نراه لا في أفلام الصيف ولا الخريف، أغلب الظن أنه سوف يقدم فيلمه “زهايمر” في مطلع العام الجديد 2011.
ولأول مرة تخلى “عادل” عن كاتبه الذي صار ملاكي “يوسف معاطي” حيث لازمه أكثر من 10 سنوات، ولكنه مضطرا هذه المرة للخضوع لإرادة شركة الإنتاج، واتجه إلى كاتب آخر وهو “نادر صلاح الدين” في محاولةٍ لتغيير مذاق أفلامه، لعل وعسى أن يحقق نجاحًا يعيده إلى سدة العرش في الإيرادات.
لا أتصور أن التجربة مضمونة، ولكن المؤكد أن “عادل” سوف يشحذ كل قواه، لأنه بعد إخفاقه في “بوبوس” لن يتحمل معه الجمهور إخفاقًا آخر.. إما أن ينقذه “زهايمر” أو يكتشف أن الجماهير في تعاملها معه قد أصابها “زهايمر”!!
http://news.nawaret.com/%d9%81%d9%86...b2%d9%87%d8%a7