كثيرا ما يرفض الفنانون تجسيد بعض الادوار على الشاشة او على خشبة المسرح من منطلق قناعاتهم الشخصية او لانها تتنافى مع العادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمعان الكويتي والخليجي، خاصة ان تلك الادوار ومعها بعض المشاهد الفنية السلبية تسيء الى الفنان نفسه، او المحطة الفضائية التي تعرض العمل الفني المتضمن تلك المشاهد والادوار او تسيء الى المجتمع ككل.
فنانونا في هذا التحقيق، بعضهم اجمع لنا على رفضه التام لادوار الاغراء كدور المرأة اللعوب، و«البويات»، وما يهاجم الدين والمذاهب، على الرغم من ان مثل تلك الأدوار السلبية قد تجد تسويقاً لها بسهولة، معتبرين انها تخدش حياء الفرد والاسرة، في حين أن البعض الآخر ابدى تحفظه على ادوار بعينها ولكنه لا يمانع في تجسيدها بعد مناقشة مخرج العمل، مع محاولة اقناعه بامكان التعديل على الدور او حذف مشاهد معينة، لكن كلا الطرفين اكد انه لابد من وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
خلال السطور التالية ستخوض «الوطن» في اعماق تلك الادوار وتتعرف أكثر على طبيعتها على لسان اهل الفن فتعالوا نقرأها سوياً:
التقليد والهامشي
بدأنا المسيرة من محطة الفنانة زهرة الخرجي التي قالت بصراحة: «أرفض الأدوار التي تخدش الحياء أو التي تمس في جوانبها أشخاصاً بعينهم بهدف الإساءة إليهم أو تمس وزارات في الدولة، كما أرفض أدوار تقليد المشاهير والإساءة إليهم ولكن هذا لا يعني إنني على طول الخط ضد التقليد، فمن الممكن أن يكون التقليد راقياً وبعيداً عن التجريح، وأضافت: وكذلك من الأدوار التي أرفضها تلك الأدوار القصيرة والهامشية في العمل الفني كما أرفض الأدوار التي تمس فئات معينة في المجتمع وتسيء إليهم والتي تسيء إلى بلدي الكويت وشعبي وأهلي رغم أن هناك بعض الفنانيين لا يتورعون عن تجسيد تلك الأدوار دون أن يدركوا هدفهم الأساسي من الفن.. فهل هم يهدفون إلى تقديم رسالة أم يبحثون عن الشهرة فقط؟!.
ضد الاستفزاز
سألنا الفنانة زهرة الخرجي عن رفضها تجسيد أدوار السير الذاتية من منطلق رفضها الأدوار التي تتعرض إلى أشخاص بعينهم فأجابت: «بالعكس أحب أن أجسد مثل هذه الأدوار، ولكن قبل القيام بها لابد من أن أقرأ عنها جيداً وأتحدث مع أهل هذه الشخصيات وأغوص في تفاصيلها ثم تأتي بعد ذلك الموافقة وعلى الرغم من أنني ممثلة ومن المفترض تجسيد جميع الأدوار ولكن لابد من أن يأتي ذلك ضمن حدود معينة.
وتابعت: كما ان هناك أدواراً أخرى مثل أدوار الفتاة «المسترجلة» فمثل هذه الفئات موجودة في المجتمع ولكن يجب ألا نقدمها بشكل «مقزز»، بل بهدف وضع الحلول لمثل تلك المشكلة، فأنا ضد «الاستفزاز وضد ان نقدم مثل هذه الادوار من اجل ان نقول للآخرين ان لدينا «بويات» - بنات مسترجلات - فمثل هذا الامر مرفوض خاصة وأن هناك جذوراً نفسية وجسدية تكمن وراء هذا المرض، واذكر هنا من الأعمال الفنية الجيدة التي قدمت في الدراما العربية مسلسل «صرخة أنثى» للفنانة داليا البحيري الذي تناول قضية التحول الجنسي من ذكر الى انثى، وكانت القضية مبررة درامياً.
لا للابتذال
اما الفنان الكبير عبدالامام عبدالله فقال لنا: اذا كان العمل ضعيفاً او مبتذلاً فقال لنا: يكون ضد الفنان ، فعلى الفنان ان يختار ماهو مناسب ليجسده، وان يكون على اقتناع كامل بالمخرج وفريق العمل الذي سيشاركه العمل.
وأضاف: ومع مسيرتي الفنية اصبحت اكثر وعيا من حيث طبيعة مايقدم لي من سيناريو وادوار، وعكس ذلك فهو مرفوض على الاطلاق.
بلا رسالة
وتوقفنا في محطة الفنانة سعاد علي التي واجهتنا بـ «ثقة»: ارفض الادوار التي لاتضيف لتاريخي ولاتقدم شيئاً للمشاهد او بمعنى آخر يكون الدور الذي سأجسده على الشاشة فيه عظة او رسالة ما اقدمها بعيداً كل البعد عن كل ماهو مبتذل ويسيء للمشاهد قبل ان يسيء للفنان نفسه.
واضافت: كما احرص على تنوع ادواري، فابتعد عن تجسيد ادوار قمت بأدائها سابقاًَ، حتى لا أكرر نفسي.
أرفض النسائية
ووصلنا الى الفنان أحمد السلمان الذي ابدى لنا رفضه القاطع لتجسيد الادوار التي تهاجم الدين او تلك التي تسيء الى احد المذاهب او الطوائف، فضلا عن الادوار التي تستهدف تشويه المجتمع او تلك التي تحتوي على مشاهد سيئة تخدش الحياء العام للمجتمع ويشمئز الجمهور منها.
وأضاف: ارفض تجسيد الادوار النسائية، فمثل تلك الادوار انا بعيد عنها تماماً.
وتابع: وأتذكر أن هناك العديد من الأدوار كنت قد رفضت تجسيدها من قبل بالإضافة إلى مشاهد طلبت حذفها من العمل وتناقشت فيها مع المخرج، وأحياناً اشترط حذف هذه المشاهد من أجل قبولي العمل، وأذكر هنا أنني طلبت ذات مرة من أحد المخرجين حذف حوالي «20 مشهدا» من أحد الأعمال الفنية التي شاركت فيها، وبالفعل استجاب المخرج لطلبي لأنها كانت مشاهد تسيء للعمل ككل.
الخادشة للحياد
وأمام الفنان باسم عبدالأمير حططنا، فقال لنا: كل ما يعرض علي من أدوار أفكر فيه جيداً، لابد أن أتأكد جيدا أنها غير خادشة لحياء المشاهدين وليست بها إساءة لأحد فعلى هذا الأساس تكون مشاركاتي ولو جاءت الأدوار خلاف تلك القناعات أرفضها بشدة، حتى ولو كانت ستضيف الكثير لمسيرتي الفنية.
غير المناسب لي
وحل دور الفنانة منى عبدالمجيد التي قالت لنا: أرفض كل ما هو غير مناسب لي بعيدا كل البعد عن مقولة ما هو «خادش» للحياء لأن الفنان أصبح أكبر من ذلك المسمى، فنحن حاليا أصبحنا في وقت يقدر فيه المخرج على إيجاد الكثير من الدلالات التي تعطي إيحاءات تخدش الحياء، لذا لابد أن تتفق أدواري مع قناعاتي الشخصية وأفكاري.
مناف للتقاليد
وتوقفنا في محطة الفنان مشاري البلام لنستشرف رأيه، فأوضح أنه يعارض الأدوار غير الملائمة لشخصيته أو أن يكون دوراً سبق أن قدمه أو هامشيا غير مؤثر أو دورا منافيا لتقاليد المجتمع الخليجي أو دورا غير سوي.
المرأة اللعوب
وفي رأي الفنانة الرقيقة عبير الجندي، كل دور لا يتفق مع الدين أو مع المعتقدات والأخلاق مرفوض تماما، فضلا عن الادوار التي لا تتناسب معها إنسانياً وثقافياً مثل دور «المرأة اللعوب» وأضافت: كما أرفض أدوار الشر المبالغ فيها، فمن الممكن أن نجسد الشر المتعارف عليه والموجود في النفس البشرية بمستوى يمكن السيطرة عليه أما أن يكون الشر فظيعاً، فذلك أرفضه تماماً، وتابعت: وهناك أدوار عديدة رفضتها من قبل لمخالفتها العادات والتقاليد ومنها أن يمسك أحد الممثلين يدي أو يقبل رأسي حتى وإن كان ابني في العمل، فمثل هذه المشاهد لا تتناسب مع شخصيتي ولا مع ارتدائي للحجاب.
ضد الإباحية
وآخر محطاتنا كان مع الفنانة ليلى السلمان التي قالت بقوة: أرفض الأدوار الخليعة والإباحية وتلك التي تكون ضد عادات وتقاليد المجتمع، وقد عرض علي الكثير من مثل تلك الأدوار ورفضتها لأنني اعتبر الفن رسالة وأسعى إلى تقديم كل ما يفيد المشاهد ويزيد من توعية المجتمع أدبياً وثقافياً واستطردت: كما أرفض أدواراً لا تناسبني مثل المرأة اللعوب، مدمنة المخدرات بدون مبرر درامي وكذلك أرفض تجسيد الادوار الرجالية، إلا إذا كان الغرض تقديم مشاهد كوميدية.
__________________
___________
كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...
للتواصل :