" من جمهور المثقفين "
العــضوية: 7843 تاريخ التسجيل: 08/02/2010
المشاركات: 550
| من يكون الشاعر الكويتي .......... فهد صالح العسكر ؟؟!! كفي الملام وعلليني فالشك أودى باليقين
وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري من شجوني
وأمضني الداء العياء فمن مغيثي من معيني
أين التي خلقت لتهواني وباتت تجتويني
أسرة الشاعر الكويتي ( فهد ) , أول من هاجر من الجزيرة العربية إلى الكويت فجده ( محمد بن عبدالله بن علي بن عسكر ) من أهل مدينة الرياض في قلب جزيرة العرب , وكان تاجر غنم وإبل , وكان كثير التنقل بين الكويت والرياض ومختلف أنحاء الجزيرة العربية لهذه التجارة , تعرف في الكويت على أهلها لاسيما المتعاملين بنفس تجارته الذي أدى إلى استقراره بالكويت , وكان ذلك في عهد الشيخ دعيج بن جابر الصباح الذي كان يحكم مع كل من محمد وجراح . خط لمحمد العسكر بيتا في سكة ( عنزة ) حيث بناه , وسكنه , وأقام فيه , وهو قرب بيت ابن فرهود الذي استأجره ابنه صالح , والد شاعرنا ( فهد ) ثم اشتراه فيما بعد .
أما صالح العسكر والد شاعرنا فهد , فقد نشأ متدينا محافظا على الصلوات الخمس يؤديها مع الجماعة في المسجد . حيث أصبح إماما لمسجد الفهد بقرب ( مسقف الجوعان ) . وهو صغير السن . وأنشأ مدرسة خاصة لتدريس القرآن الكريم على الطريقة البدائية القديمة ., ومن تلاميذه : محمد عبدالمحسن الدعيج , ومحمد البرقش , وكثيرون غيرهما . مولد فهد العسكر
من المتعذر تحديد تاريخ اليوم الذي ولد فيه شاعرنا ( فهد ) , لعدم وجود الوسائل الحقيقية التي يعتمد عليها للولادات , وإنما ممكن تحديد فترة من التاريخ ولد خلالها , وقد كانت الكويت في ذلك الوقت لاتسجل مواليدها ووفياتها , بل لا تسجل حتى الزواج ,,,,, حتى تاريخ شاعرنا فهد لم يستدل عليه في وزارة الصحة في الكويت . أي حتى وقت وفاة شاعرنا لم يكن هناك تسجيل رسمي للوفيات في الكويت .
المصدر الرئيسي لمعرفة تاريخ الولادة ةالوفاة هي ( الأحداث ) المشهورة التي تصادف في سنتها ولادة أو وفاة فلان أو فلانة . أما الذي يولد أويموت في هدوء من هذه الأحداث فيصبح تاريخ مولده ووفاته مجهولا .
ويظهر أن شاعرنا فهد من الذين ( ولدوا وماتو في هدوء ) .
جاء في كلمة للأستاذ ( عبدالله النوري ) بعنوان ( ذكريات عن فهد العسكر ) نشرت في جريدة الوطن العدد رقم ( 108 ) بتاريخ 10 /8/1964م وهو أحد الأساتذة الذين درسوه : ( كان المرحوم الشاعر فهد العسكر تلميذا عندي في المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية , وعلى ما أذكر أن دراسته بدأت عندي في عام 1922م , في حين أن ولادته على ما أظن كانت في عام 1910م ... وأنه ترك المدرسة في سنة 1349 هج ( توافق سنة 1930م ) ولم أره بعد ذلك , حتى كانت حفلة المولد النبوي سنة 1349 هج ( توافق 1933م ) , فألقى قصيدة في المدرسة المباركية هزت مشاعر الناس , وأخذت بألبابهم , وكان من نتيجة ذلك , أن ظهر فهد العسكر كشاعر له مكانته ) .
ولا يضير ( فهدا ) أن يكون قد ولد سنة 1913 م أو سنة 1917 م , قبلهم بقليل , وكما لا يضيره أن ولد في سكة ( عنيزة ) أو غيرها , إنما المهم أنه ولد خلال هذه الفترة المحددة . حياته ونشأته
أن حياة شاعرنا فهد حياة عجيبة , متغيرة متطورة , وشاعرنا جزءا من هؤلاء البشر في التغير والتطور , فقد تطورت حياته منذ صغره وفي شبابه غلى يوم وفاته تطورا عجيبا , فمن تدين شديد متزمت في صغره , لإلى تحول معتدل في شبابه , إلى تطرف عنيف في آخر شبابه وفي كهولته , وهو تطور يتمشى والغذاء الفكري والعقلي الذي كان يقتات منه .
درس ( فهد ) في مدارس الكويت التقليدية , ثم في المدرسة المباركية ردحا من الزمن .
وعندما درس (فهد) في المدرسة المباركية , كان من أساتذته ,الأستاذ الشاعر محمود شوقي عبدالله الأيوبي , والشيخ عبدالله النوري , وسيد عمر عاصم , وغيرهم من الأساتذة . نفسيته
( فهد العسكر ) يعد في طليعة شعراء الكويت , وهو من المجددين في الشعر , وحياة الشاعر ( فهد ) سلسلة من الآلام والآحزان , نبهت إحساسه , وأرهفت شعوره , وأقلقت نفسيته وجعلته حاد العاطفة . وكثيرا ما غيرت الأيام , وما تحمله من حوادث ومشكلات , حياة الإنسان , فمن الناس من شبوا على وتيرة معينة من العيش , وساروا سيرة هادئة لينة راكدة , ثم انقلبوا رأسا على عقب , وتغيرت حياتهم تغيرا كاملا , من هدوء إلى اضطراب , ومن لين إلى خشونة , ومن استقرار إلى قلق , وهكذا كان شاعرنا (فهد) رحمه الله , والذي يقرأ شعر الشاعر فهد يحس بمرارة الحياة , وقساوة الأيام التي كان يحس بها .
فقد عانى ماعانى من العزلة , العزلة عن أهله , عن الناس , وظل هكذا في عزلته يعاني آلامه النفسية , لأنه كان يريد تغيير نمط المجتمع المتزمت الذي كان يعيش فيه من عادات وتقاليد وقيود تحول بين طموحه وحركة مجتمعه , فبرزت هوة كبيرة بين آرائه وآراء ونظرة المجتمع الذي يعيش فيه فنشأت الأزمات النفسية في صدره . قصيدة ( التقيا سرا لكيلا ) لفهد العسكرأترعي الأقداح ياحوا فإن الليل عسعس
وينم الورد إن شاء إذا الصبح تنفس
وأديري الكأس بالله فما أعطش قلبي
فابنة العنقود تحيي كل ميت إي وربي
لا تخافي غفل الواشي ونام الرقباء
فاسفري ياربة الحسن وعنوان الوفاء
لأرى الطرف الذي كم صرع الصب احوراره
وأرى الخد الذي كم أخجل الورد احمراره
وأرى الثغر الذي أحلى من الخمر رضابه
وأرى الجفن الذي كم مزقت قلبي حرابه
وأرى الجيد الذي كم تيم اليم جماله
وأرى القد الذي كم أدهش الغصن اعتداله
عانقيني صدق الله ( فبعد العسر يسرا )
سكرت روحي فهل روحك يا حواء سكرى
لم يرق لي العيش لولاك فيا حوا أفيقي
أنت أمي وأبي أنت خليلي وشقيقي
وارقصي فالقلب ما بين الحنايا قد رقص
ودعينا ننتهز ياربة الحسن الفرص
وضعي رأسك في أحضان من يخشى عليك
وأنعمي بالا ونامي فأنا طوع يديك
وهزار الدوح غنى فإذا لاح الصباح
فلننم نوما هنيئا وحمام الأيك ناح
فلنفق كي نحتسي ياسلوة الروح الصبوح
ودعي الأزهار والأطيار إن شاءت تبوح
من رآنا يا حياة الروح في هذه الجنينه
خالنا قيسا وليلى أو جميلا وبثينه
إن نمت أيها العذراء إن الحب خالد
يا ملاك الموت خذها روح معبود وعابد
أنا قيس في هواها وهي في حبي ليلى
عاشقان امتزجا والتقيا سرا لكيلا
أجمل التحيات من شاعرنا فهد العسكر لكل جيل شاعر
من كتاب فهد العسكر حياته وشعره تأليف عبدالله زكريا الأنصاري 1997م
تقلوا تحيات omhasn وأوقات سعيدة
|