أميمة أتيحت لي الفرصة لمشاهدة مشاهد من المسلسل التلفزيون الجديد «أميمة في دار الايتام» او «دار الايتام» الذي سيعرض خلال الدورة الرمضانية المقبلة من خلال قناة «الراي» الفضائية.
ولا اريد ان استبق الاحداث او افوت متعة المشاهدة على جمهورنا الكريم، ولكن لا يمكن وصف حالة المتعة التي يشعر بها الناقد حينما يرى جهداً فنياً متميزاً وانا هنا لا اتحدث عن مباراة التمثيل او طروحات العمل ومضامينه او الحرفية المجتهدة التي قدمها المخرج الشاب منير الزعبي.
بل اتحدث عن مشهد واحد بعينه وممثلة واحدة بعينها.
المشهد تجسده الفنانة المتميزة هدى حسين، ويجسد اللحظة الاهم في البناء الدرامي لهذا العمل، الذي كتبته السيناريست هبة مشاري حمادة.
ويتحدث عن فقدان «اميمة» لسيارتها، وبداخل تلك السيارة اعز ما تملك، وهي طفلتها الوحيدة.
مشهد منذ اللحظة الاولى يأخذ حالة من التفجر في التفاعلات الدرامية التي تزدحم بها الدهشة والحيرة والفزع والقلق والفقدان والكارثة والالم فتصرخ «اميمة» لا بل تصرخ الفنانة هدى حسين كما لم تصرخ من ذي قبل، تفجر طاقتها الفنية في ذلك المشهد، تستفز قدراتها وخبرتها التي صقلتها الايام والتجارب، التي تعود الى نعومة اظافرها حتى اللحظة، حيث اختمرت التجربة وتعمقت وطغى الاحساس بكل تفاعلاته ونبضه فكان ذلك المشهد الذي سيظل حاضراً في ذاكرة المشاهد ويمثل قوة دافعة للمسيرة الدرامية لذلك العمل المرتقب.
في ذلك المشهد المكتوب بعناية، والمجسد باحتراف والمنفذ بدقة عالية كان الجميع يعرف بانه امام مشهد «محوري، اساسي، مفصلي» وكان التحدي الاكبر في تلك القدرات المتفجرة التي اطلقت لها الفنانة هدى حسين العنان، لتقول الكثير الكثير عبر حرفة مقرونة بألم الفقدان.
باختصار شديد: رائعة انت هدى.
ونحن بانتظار «اميمة» وصرخة الفنانة هدى حسين التي تمثل نقلة في مسيرتها وادائها الفني.
عبد الستار ناجي
|