مثير للجدل : لا يمكن للجسم العربي التطبيع مع سرطانه الخبيث
كتب - هاشم العلوي
لم يكن لدى الفنان السوري صباح عبيد ، من خيارات سوى إطلاق عباراته الصريحة ، في البرنامج الشهير "مثير للجدل" ، حول قطار التطبيع مع اسرائيل الذي أطلق صافرته في السر و العلن سالكاً المسار الإقتصادي و الثقافي و الفني و السياحي و السياسي ، واصفاً العرب "إنهم يطبعون مع الفراغ ، فلا أحد يرد عليهم أو يتعاطف معهم ، حتى الطرف المعادي الذين يطبعون معه ، لا يوجد صدى للعرب عندهم" مشيراً حول كلمة التطبيع "هي للضعفاء فقط ، الضعيف يتمثل الأقوى منه ويأتيه زاحفاً ، خوفا و رعباً من الأزمنة القادمة ، وهذا ما يثبته علم النفس الغير قابل للمناقشة أو الجدل ، فالعرب عندما يطبعون مع اسرائيل يشعرون بالدونية و الضعف" أما بخصوص ما أشيع حول أن اسرائيل هي من تزحف وراء الدول العربية من أجل التطبيع ""أنا لم أرى اسرائيل تزحف إلى الدول العربية وإنما العرب هم من يزحفون نحو التطبيع ، وعندما تغضب اسرائيل على أي نظام عربي ، يهتز من أخمص أقدامه حتى رأسه" .
كما وجه نقيب المحامين الأردنيين السابقين د.صالح العرموطي تحية إلى أهالي فلسطين المحتلة "أوجه تحية إعزاز و إكبار إلى إخواننا في فلسطين ، بمقاومة و مقارعة العدو الصهيوني ، ظل الصمت العربي والإسلامي و النظام الدولي و منظمات العفو الدولية و حقوق الإنسان ، وبالتالي فإن موقف النظام العربي يدان ، لأنه يصمت عما يرتكب من مجازر بحق الشعب الفلسطيني ، كما أؤكد أن المجزرة التي خرقت القانون الدولي لأسطول الحرية هو اعتداء على القانون الدولي و المواثيق والأعراف الدولية ، و مع هذا نرى السبات العميق سمات الأمم المحتدة و مجلس الأمن و جامعة الدول العربية و المؤتمر الإسلامي ، حيث لم يتخذ أي إجراء فعلي على أرض الواقع" موضحاً بعد ذلك حول ما يحدث من ظاهرة التطبيع العربي مع اسرائيل "هذا الدليل الإنهزامي للدول العربية التي ارتمت في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا أمر مرفوض لنا ، فالأرض الفلسطينية قد اغتصبت من الأرض الإسلامية و العربية ، فمنذ العام 1948م ، لم يستجب العدو الصهيوني لأي قرار من مواثيق الأمم المتحدة ، التي من المفترض أن تكون هذه القرارات هي السبيل الوحيد لفرض العقوبات على هذا الكيان ، إذاً التطبيع معه من الجانب العقلي و العقدي و الإيماني و العربي أمر مرفوض للغاية ، وهو يخدم العدو لأنه لا يرغب أن يكون في عزلة ، و هدفه الإستراتيجي اقتحام العالم العربي ، لفرض و جوده و مركزه من جميع الجوانب الإقتصادية و الفنية و السياسية" .
و يعتبر د. نجيب جبرائيل رئيس الإتحاد المصري لحقوق الإنسان ، إن مقاطعة اسرائيل هو عبارة نوع من الوهم "إن من يرفض التطبيع هو من يريد أن يتبوأ زعامة زائفة على أشلاء و دماء أخواننا الفلسطينيين ، منذ العام 1967م ، وهو لا اعتراف ولا سلام مع اسرائيل ، إلا بعد الإنسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية ، وهو مما لا شك فيه طلب مشروع ، أما الآن فقد تدرجنا إلى الإستيطان و السلام ، إن أصحاب الذين يتبنون لا تطبيع مع اسرائيل ، فإنهم لا يحاربوا الكيان فقط بل تحارب الولايات المتحدة ، التطبيع موجود على أرض الواقع ، هناك مليارات من الدولارات ، مستثمرة في كثير من الدول العربية ، ومنها مصر و الأردن و منها قطر و موريتانيا و المغرب" منوهاً الهدف من التطبيع أو عدمه "أنا المهم لدي في المقام الأول الوصول إلى حل القضية الفلسطينية سواء بتطبيع أو غيره" .
و أصيب منسق مجموعة عمل الوطنية لمساندة العراق و فلسطين خالد السفياني بالذهول حول وجهة نظر جبرائيل "أتمنى بأنه اطلع على ما جرى من عدوان على قافلة الحرية ، التي اعتدي عليها بشكل بشع ، و مدان من طرف كل صاحب ذرة قلب و شعور ، حينها لما قال هذا الحديث ، نحن ندين ولكن كيف تقولوا لنا لا للتطبيع ، أولاً التطبيع مع من ؟ علينا المعرفة و الاعتقاد بأن الكيان الصهيوني ، هو سرطان خبيث ، في الجسم العربي و الإسلامي هذا السرطان إما أن يستأصلنا أو نستأصله ، لا يمكن لجسم أن يطبع مع سرطان خبيث ، التطبيع فعلا تسعى إليه الإدارة الأمريكية و الكيان الصهيوني ، بجميع الوسائل ، و يخسرون مليارات الدولارات من أجل التطبيع ، وفرضه على الأمة العربية و الإسلامية ، فهم يدركون لو خنق هذا السرطان لتم استئصاله " مؤكداً حول عدم جدوى هذا التطبيع مع ثورة الإتصالات و تقنية المعلومات "شبابنا هم أول من يرفضون التطبيع ،على شبكة الفيس بوك و جميع شبكات الإنترنت ، وإن من يطبع مع هذا العدو هو أول من يقدم خدمة لهذا الكيان ، وهو شريك بالكامل مع كل الجرائم الصهيونية ، حيث لم يجر علينا هذا التطبيع و العلاقات السياسية إلا الويلات ، و إن مرجعيتي في رفض التطبيع هي انسانية و أخلاقية و قومية ، و دينية و إن المطبعين في نظري الخاص ، خونة لكل هذه الجوانب السابقة التي ذكرتها " .
</B></I>