10-06-2010, 12:07 PM
			
			  |  
			 
			#1 (permalink)
			
		 |  
  |    خبيرة في التنمية البشرية  
				   العــضوية: 5529  تاريخ التسجيل: 17/09/2009  
					المشاركات: 3,870
				  
الـجــنــس: أنثى            |       محنة العالم الإسلامي لمحمود غنيم                 هذه القصيدة  من القصائد التي درستها أثناء تعليمي العام ..لعذوبتها حفرت في ذاكرتي لذا انتقيتها  لك . 
لو سمعتها  من لسان منشد أو ملق لتسرح فيها و تبكي منها و تتألم من معانيها    إليكم هذه الدرر و التي تقص المعاناة       قال محمود غنيم     
1– مـالـي ولـلـنـجـمِ يـرعـانـي وأرعــاهُ  
أمسى كلانا يـخـافُ الـغـمـضَ جفناهُ  
2 - لـي فـيـك يـا لـيــلُ آهـاتٌ أُرَدِّدُهـا  
أَوّاهُ لـو أجْـدَتِ الـمـحـزونَ أواهُ  
3 - لا تـحْـسَـبَـنِّـي مُـحِبَّـاً يـشـتكي وَصَـباً  
أَهْـوِنْ بـما في سـبـيـلِ الـحُبِّ ألقاه  
4- إنِّـي تَـذَكَّـرْتُ والـذكـرى مُـؤَرِّقةٌ  
مـجـداً تـلـيـداً بـأيـديـنـا أضـعـناه  
5 - أنَّـى اتّـجَـهْـتَ إلى الإسلامِ فـي بـلـدٍ  
تَـجِـدْهُ كالطيـرِ مـقـصـوصاً جـنـاحـاه  
6- ويـحَ الـعُـرُوبـةِ كان الكونُ مـسـرحَـهـا  
فـأصـبـحـت تـتـوارى فـي زوايـاه  
7 - كم صـرّفـتْـنا يدٌ كـنّـا نُـصَـرِّفُـهـا  
وبـات يـمـلِـكُـنا شـعـبٌ مـلـكناه  
8 - كم بالـعـراقِ وكم بالـهـنـدِ مـن شـجـنٍ  
شـكا فَـرَدّدَتِ الأهـرامُ شـكـواه  
9 - بـنـي الـعـروبـةِ إنَّ الـقـرحَ مـسَّـكُـمُ  
ومـسَّـنـا نـحـن فـي الإسـلامِ أشـباه  
10 - لـسنا نَـمُـدُّ لـكـم أيـمانَـنا صِـلـةً  
لـكـنَّـمـا هـو دَيـنٌ مـا قـضـيـنـاه  
11 - ِاسْـتـرشـدَ الـغـربُ بالـماضي فَـأَرشَـدَهُ  
ونـحنُ كان لـنـا مـاضٍ نـسـيـنـاه  
12 - إنَّـا مـشَـيـنـا وراءَ الـغـربِ نَـقْــبِسُ من  
ضـيـائـه فَـأَصَـابَـتْـنـا شـظـايـاه  
13 - بالله سـلْ خَـلْفَ بـحرِ الرومِ عن عَـرَبٍ  
بالأمسِ كانـوا هُـنا والـيـومَ قـد تـاهـوا  
14 - وانـزِلْ دِ مَـشْـقاً وسائلْ صـخْرَ مـسـجـدِها  
عـمَّـنْ بـنـاهُ لـعلَّ الـصخـرَ يَـنـعاه  
15 - هـذي مـعالـمُ فُـرْسٍ كـلُّ واحـدةٍ  
مـنـهـنَّ قـامـت خـطـيـباً فاغـراً فاه  
16 - اللهُ يـعلمُ ما قـلَّـبـتُ سـيـرتَـهـمْ  
يـوماً وأخـطـأَ دمـعُ الـعـيـنِ مـجـراه  
17 - لا دَرَّ دَرُّ امـرئ يُـطـري أوائِـلَـهُ  
فـخـراً ويُـطرقُ إنْ ساءلْـتَـهُ ما هـو  
18 - يا مـن يـرى عُـمَـراً تـكسـوه بُردَتُــه  
والـزيـتُ إِدْمٌ لـهُ والـكـوخُ مـأواه  
19 - يـهـتـزُّ كـسـرى عـلى كُـرسِـيِّـه فَـَرقاً  
مـن خـوفِـهِ ومـلوكُ الـرومِ تـخـشاه  
20 - يا ربِّ فـابـعـثْ لنا مـن مِـثْـلِـهِـم نَـفَـراً  
يُـشَـيِّـدُون لـنا مَـجـداً أضَـعـنـاه       لكن ماذا عن شاعرنا ؟       
– محمود غنيم : شاعر مصري معاصر ، (25 ديسمبر 1902 - 1972)  ولد في قرية مليج التابعة لمحافظة المنوفية بمصر   ، درس بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطاثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي ثم التحق بمدرسة دار العلوم بعد أن نال الشهادة الثانوية من أحد المعاهد الدينية. يذكر أنه حفظ القرآن كاملا.  ، له دواوين شعر : صرخة في واد - في ظلال الثورة .رجع الصدى        - أهم خصائص شعره :    
1 - الميل إلي الوضوح 2 - قوة الأداء 3 - الارتفاع الأسلوب  
4 - حسن انتقاء الألفاظ 5 - صدق العاطفة والإحساس .  
- مذهبة الشعر : أن يكون الشعر هادفا يضرب في صميم الحياة ، وأن يجمع بين القوة والسلاسة .         اللغويات :       
يرعاني = يراقبني ، أهات = جمع آهة ، شكوي المتوجع  
أواه = كلمة توجع أوحزن - آه من ، أجدت = أفادت  
وصبا = تعباً ، جمعه أوصاب ، أهون بما = ما أهون الذي ألقاه  
تليدا = قديماً أصيلا ، جمعه ( أتلاد ) ، ويح = كلمة ترحم وتوجع  
تتواري = تختبئ خوفا وضعفا وذلا ، صرفتنا = وجهتنا ، حكمت أمورنا  
العروبة = اسم يراد به خصائص الجنس العربي ومزاياه .  
يد = قوة حاكمة ، يملكنا = يحكمنا  
شجن = حزن ( جمعه ) أشجان ، القرح = الضر والأذي  
أيماننا = يدنا اليمني ، صلة = منحة - هبة  
دين = حق واجب الأداء ، ما قضيناه = لم نسدده           شرح الأبيات :   
1 - إلي متي سأظل ساهراً قلقاً ، لا يغمض لي جفن ، وكأني أراقب النجم ، والنجم يراقبني .  
2 - إن سبب سهري في الليل هو كثرة الهموم والأحزان ، التي أشكو متوجعاً منها ، مع أن الشكوى لا تفيد شيئاً .  
3 - ليست همومي هموما ذاتية خاصة ، فلست عاشقاً يشكو آلام الحب - فهذا أسهل وأهون شئ ألاقيه - قياساً إلي ما أعانيه من هموم أمتي وآلام إخواني المسلمين .  
4 - إنني مؤرق لأني تذكرت حال أمتي ، وكيف كنا أصحاب مجد عظيم ، ولكننا نحن الذين أضعناه بأيدينا - حينما فرطنا فيه.  
5 - هذا هو الإسلام كالطير مقصوص الجناحين ، لا يقدر على التحليق والارتفاع ، والمسلمون هم من قص جناحيه بتخليهم عنه ، وتركهم جوهر دينهم وحقيقته .  
6 - ما أشد حال العروبة ألما وضعفا .... فقد كانت تحكم العالم كله ، وتنتقل فيه حيث تشاء ، حين كان المسلمون أصحاب القوة والمنعة بالأمس .  
7 - ما اشد خزينا في الحاضر ، فاليوم يتحكم فينا من كنا نتصرف في أمور العالم كله بالحق والعدل - وهم يتصرفون اليوم فينا بالظلم والخسف .  
8/9- إن أحزان وآلام المسلمين في كل مكان شاملة متجاوبة ، تشمل العرب وغيرهم ، فالجرح واحد والحال متشابه .  
10 - إن التعاون والتوحد هو السبيل إلي استعادة الماضي العظيم ، وإن مد العون ليس تفضلاًِ ، ولكنه حق واجب ودين لازم .     التحليل والتذوق :    
- مالي وللنجم يرعاني وأرعاه : (1) أسلوب إنشائي طلبي ( استفهام ) ، غرضه التعجب والشكوي ، فهو يريد [ ما بالي بالنجم ، وما باله بي ] (2) صورة خيالية تجعل كلا من الشاعر والنجم مراقبا للآخر ، فلا يتركه ينام أبدأً ، فكلاهما مؤرق .  
(3) ( أمسي ) الأكثر دقة لو قال ( بات ) لأن أمسي للمساء ، وهو ما قبل الليل ، وظهور النجوم والأرق ، والأفضل ( بات ) لدلالتها على حدوث الفعل ليلاً . مما يناسب الأرق والنجوم .  
- يخاف الغمض جفناه : كناية عن استمرار الأرق ، وأفضل لو قال [ بعيد الغمض جفناه ] وهو متأثر بقول المتنبي :  
حتام نحن نساري النجم في الظلم وما سراه على ساق ولا قدم  
- لي فيك : تقديم للتخصيص ، وتفرده بما سيذكره من الآهات . 
- يا ليل : أسلوب إنشائي نداء للشكوى والتوجع .  
- آهات أرددها : ( آهات ) جمع ليدل على كثرة ما يؤلمه ، وأسبابه أرقه ، ( أرددها ) مضارع للاستمرار - وهما معاً يصوران الآلام المبرحة التي تؤرقه .  
- أواه .. لو أجدت المحزون أواه : إيحاء بشدة توجعه ، ولكن لا فائدة من التوجع ، فالشكوي لن تغير الأمر .  
- لا تحسبني محبا : (1) احتراس من أن يظن أنه مؤرق لمعاناته آلام الحب - كما هو شائع . (3) هو أسلوبه إنشائي طلبي ( نهي ) للتنبيه .  
- أهون بما في سبيل الحب ألقاه : اسلوب تعجب ( أفعل بـ ) إشارة إلي أن عذاب الحب أخف وأهون كثيرا مما يعانية هو .  
- إني تذكرت : إيضاح بعد إبهام - يوضح السبب في كل هذا الأرق .  
- مجداً تليدأً : جوهر القضية ، ما كان للإسلام والمسلمين من مجد عظيم وقدر عالٍِ حين كان المسلمون متمسكين بالإسلام حق تمسكهم .  
- بأيدينا أضعناه : (1) تقديم ( بأيدينا ) على ( أضعناه ) للتخصيص ، وهو يحمل المسلمين أنفسهم مسئولية إضاعتهم لمجدهم القديم حين تركوا منهج الله وراء ظهورهم ، وتمسكوا بالماديات الهادمة .  
- أني اتجهت : ( 1) ( أني ) دقيقة الاستعمال لإيحائها على شمول كل مكان ، وهي أدق من ( أين ) لدلالتها على تحديد المكان ، وهو باستعمالها يشير إلي ضعف الإسلام في كل الأمكنة ( اتجهت - نظرت ) اتجهت أفضل لدلالتها على كل الجهات التي حولنا - شمولاً لرؤية ضعف المسلمين اليوم . ( نظرت ) لاتجاه واحد .  
- في بلد : تنكير ( بلد ) للإيحاء بشمول ضعف الإسلام عامة، في البلاد .  
- تجده كالطير مقصوصاً جناحاه : تشبيه للإسلام في بلاد المسلمين بعد أن نحاه المسلمون عن حياتهم ، وليس له قدرة على توجيههم بمثل طائر مقصوص الجناحين لا يقدر على الارتفاع أو التحليق والمسلمون هم من قصوا جناحيه .  
- كان الكون مسرحها : الهاء ضمير يعود على ( العروبة ) والجملة تشبيه - يشبه الكون كله وقد كانت الأمة الإسلامية تسيطر عليه ، وتنتقل فيه كما تشاء ، بمسرح واسع - والعروبة هي البطل الذي يسيطر على أحداث المسرحية في المسرح . والتشبيه يوحي بما كان للأمة الإسلامية من نفوذ شامل وحرية تصرف في أمور الكون .  
- تتواري في زواياه : كناية عن الذل والصغار الذي صارت إليه الأمة الإسلامية .  
- كان الكون مسرحها × تتواري في زواياه : مقابلة للموازنة بين ما كان للأمة الإسلامية . من سيادة وسلطان في الماضي ، وبين ما صارت إليه من ضعف وهوان في الحاضر .  
- أصبحت : الأفضل لو قالت ( أمست - باتت ) (1) لدلالة الليل والمساء على الخوف والألم ، والصبح لا يتناسب في إيحائه مع ذلك ، ( 2 ) ليناسب المسرح فهو لا يعمل إلا في الليل .  
- كم صرفتنا يد : (1) كم خبرية للكثرة ، ( صرفتنا ) في الزمن الماضي - والأفضل لو قال ( تصرفنا ) بالمضارع ، لأن ذلك مستمر حتي عصر الشاعر ، ولم ينته . (3) الجملة كناية عن التحكم في أمورنا والتصرف في مقدراتنا .  
- كنا نصرفها : ( كنا ) تتفق وما كان لنا من سلطان وسيادة على العالم في الماضي والمضارع ( نصرفها ) يتفق مع ما استمر طويلاً لنا من هذه السيادة والسلطان .  
- كم صرفتنا × كنا نصرفها : مقابلة للموازنة بين ما كنا عليه في الماضي وما صرنا إليه في الحاضر .  
- بات يملكنا شعب × ملكناه : كناية عن ضياع سيادتنا ، وتحولنا إلي مملوكين في الإدارة ، وبين ( يملكنا × ملكناه ) = طباق للموازنة بين الحالين ، إيحاء بالحسرة والآسي .  
- يد : مجاز مرسل علاقته الآلية ، فاليد أداة السيادة ورمز القوة .  
- كم بالعراق وكم بالهند من شجن : كناية عن كثرة وشمول الآلام في شتي بقاع الأمة الإسلامية ، من شرقيها ( الهند ) إلي وسطها ( العراق ) إلي غربيها ( مصر ) . فالآلام شملت أبناء الأمة الإسلامية عربا وغير عرب .  
- فرددت الأهرام شكواه : كناية عن وحدة الآلام والمشاعر التي تربط سائر بلاد العالم الإسلامي ، ( الأهرام ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ذكر الجزء وهو يريد ( مصر ) .  
- بني العروبة : أسلوب إنشائي نداء لإظهار المشاركة والتوجع ، وقد حذف الأداة للقرب مكاناً ونفساً .  
- القرح مسكم ومسنا : كناية عن وحدة الآلام التي تربط بين الأمة الاسلامية ، وهو متأثرة بقوله تعالي ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) .  
- لسنا نمد لكم إيماننا صلة ....لكنما هو دين ...:  
(1) أسلوب قصر - طريقته العطف بلكن . ليؤكد أن التضامن الإسلامي ليس منحة ولا تفضلا ، لكنما هو دين واجب السداد على كل مسلم تجاه المسلمين .        
التعليق العام :      
1 - النص من أدب الدعوة الإسلامية ، لأنه يصور حال الإسلام والمسلمين في الحاضر ، ويوازن بينه وبين عزة الماضي وقوته . ويدعو إلي الوحدة ومد يد العون لكل المسلمين .  
2 - بث الشاعر في قصيدته هما يؤرقه ، ونفي أن يكون هماً شخصياً ، لكنه مهموم لحال الأمة الإسلامية جمعاء ، مما جعل ألمه أكثر بكثير من أقسى الآلام الشخصية ، وذلك ما أكده في المقدمة التي توضح كم هو مؤرق ، وكم هو مهموم .  
3 - تسيطر على الشاعر عاطفة قوية من الحزن والآسي لما عليه حال العالم الإسلامي اليوم من ضعف وذل وتفكك - مما يبعث على اليأس والتشاؤم ، لكنه لم يستسلم لذلك، بل توقع خيراً وتقاؤلاً بما يطلبه من الوحدة ومد يد العون وإثارة الهمة بذكر الماضي العظيم .  
4 - لقد عرف الشاعر سبب الداء - وشخص الدواء ..... عرف أن سبب هوان المسلمين اليوم هو أن منهج الله القويم قد هان عليهم فهجروه فهانوا في نظر عدوهم . فذهب ريحهم وضاعت هيبتهم .  
5 - في البييتين : كم صرفتنا يد ....... ، ويح العروبة . 
تصوير لحقيقة عز الماضي وأمجاده ، وبيان لبشاعة الحاضر وذله وهوانه .  
6 - يدعو الشاعر إلي تحقيق الوحدة الحقيقية التي تتخذ الإسلام منهجاً علمياً فهم متحدون في الدين - متحدون في الآلام والأحزان والحاضر المزري .           أهم المصادر :     1.و يكيبديا الموسوعة الحرة متوافر على :     http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...86%D9%8A%D9%85    2.شرح الأبيات من موقع الجزيرة التعليمي     
طبتم و طاب يومكم ،،آمل أن نالت استحسانكم             __________________       لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس    
       |  
    
		
		
		
		
		 
	 |        |