[نوره عبدالرحمن "سما"]

روح الحياة




استيقظت من نومها ، فهذا أول يوم لها بعد التقاعد ..............نظرت فى المرآة ولاحظت شعرها الأبيض وبشرتها المجعدة ، قالت فى نفسها : ياااه لم ألحظ ذلك من قبل ... لم أكن أهتم........ ءإلى هذه الدرجة أخذتنى الدنيا؟.........استرجعت شريط حياتها ...تنهدت ...كانت طفلة عادية ..دخلت المدرسة كما أراد والداها ، وكانت تنجح وعندما أنهت الثانوية دخلت الكلية التى أهلها لها مجموعها ، ثم بعد الكلية عرض عليها عمل فعملت ثم تقدم لها شاب قالوا أنه إبن حلال ولم يكن لها مواصفات فى شريك الحياة ..فوافقت....(سنة الحياة).... ثم أنجبت وكبر الأبناء وتزوجوا ... ومات الزوج فقد كان انسان عادى عاش حياة عادية ثم مات......عادى....

وها هى الآن فى أول أيام تقاعدها وحيدة ، أعدت كوبا من الشاى وهى تقول لنفسها ماذا سأفعل ءأنتظر الموت ماذا سأفعل؟........ فتحت التلفاز وهى تحتسى الشاى ... رأت كما إعتادت أن ترى المجازر التى تحدث فى فلسطين والموت يخيم فى الأجواء ...بكت كما إعتادت أن تبكى ......
ثم قالت لنفسها :كلما أشاهد هذه الأحداث أبكى ... ثم يمر كل شئ بعد ذلك عادى....................

هنا تذكرت صلاح الدين ... كان شابا عاديا يهوى ركوب الخيل ليس له هدف... وأثناء سفرة لمصر ولم يكن لديه هدف سوى السفر ..رأى فى طريقه رجل صليبى يضع قدمة على رقبة عجوز مسلم....هنا قال: أقسم بالله العظيم أن أفنى عمرى فى سبيل الله ، والله لايبتسم صلاح الدين حتى يحرر مسرى رسول الله...ولم يبتسم بالفعل إلا عند موته وقال:الآن أقابل رسول الله وأقول له أنا الذى حررت مسراك يارسول الله.

قالت لنفسها :هنيئا لك ياصلاح الدين...تجمدت فى مكانها ...كادت تبكى ..قالت : لقد عشت 60عاما بلا هدف ( كالبهائم ) ...تركت الدنيا تمشينى!!!!!!!!!
تساءلت لو عاد بى الزمان ماذا كنت سأفعل؟؟
ماذا كنت سأفعل ؟؟
كنت
كنت
كنت ... لو عاد بى الزمان لن أجعل الدنيا هى ما يشغل تفكيرى .....سأجعل هدفى هو رضا ربى وتحرير الأقصى ...لو عاد بى الزمان لن أتزوج إلا من شخص له نفس تلك الأحلام.......كنت سأدعو ربى أن أكون من جيل نصرة مسرى رسول الله ......لو عاد بى الزمان كنت سأربى أبنائى على هذا الهدف ...لعل أحدهم يكون كصلاح الدين ........
كنت!!!
كنت!!!
كنت !!!
هنا توقفت عن التفكير وهى تقول لافائدة لاتبكى على اللبن المسكوب أم هو حماس اللحظة .....
لا سوف أبدأ الآن لن أستسلم صلاح الدين لم يعش بعد العهد الذى أخذه على نفسه سوى 10 سنوات ، لعل أيامى فى الدنيا تكون أقل ولكنى سأعيش لهذا الهدف لعلى أكون من جيل النصرة وسأدعوا ربى ويقينا سيستجيب دعائى...سأعيش لهذه القضية وأجعل كل من حولى يعيش لها ...سأربى أحفادى على ذلك لعلهم يكونوا من جيل النصرة ...
سأعيش للقضية.......
سأعيش للقضية....
وسأبدأ الآن ....سأبدأ الآن..........


أعزائى .....هكذا نبعث الروح فى حياتنا والحياة فى أرواحنا...............

القدس للمسلمين كل المسلمين نحن المسئولون عن تحريرها .............

عش حياتك لآخر يوم بهذا الهدف ولا يأخذك حماس اللحظة ثم تعيش كأى شخص عادى .....

كيف ننصر مسرى رسول الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق بحضارة العلم نسد مجددا و نتعاون و نعمر الأرض خيرية و نورا و سلاما



( مما راق لي )

http://www.facebook.com/topic.php?ui...10&topic=17561

[Point of view]

وهل الحياة بلا هدف لها معنى ؟ المعني يا أ. نوره من الحياة هو الهدف.

عندما يأخذ الإنسان منحة التقاعد عن عمله, يشعر بقرب أجله ويشعر أيضاً أنه أصبح عضو غير فاعل بالمجتمع, وهذا يدفعه إلى الاحساس بالشعور ذاته .. ولهذا تراه هزيل كل الوقت ليس كما يعتقد البعض من أجل الشيخوخة فقط وإنما نتيجه لعوامل أخرى تتعلق بعدم الانصاف والتقدير من أبناء المجتمع الذي يقطنه.

مع إنني أراها فترة استجمام وهدوء وسكينة يتمكن معها المرء من مراجعة حياته ونفسه ، ويتأمل نتائج يومه وأمسه ، ويتمكن مجدداً من التخلص من كثير من أعباء هذه الحياة الدنيا ، ويتطلع إلى حياة أسمى وأفضل ، وهذا لا يتأتّى إلا بالتقرب أكثر إلى الله عزوجل إذ رحل الشباب ومتطلباته فيصبح عمل الإنسان كله عباده ، فالسفر يبعث على التأمل وهو عباده ، والنصح للآخرين يصبح تقرباً وعباده ، واكتفاء الناس شر المرء أصبح واحداً من أجلّ عبادات في هذا الزمن المتلوّن الذي يبدو جميلا.

مسك الختام

الغايه من وجهة نظري هي ملح الحياة وهي نفسها الهدف, كما أنها لا تتغير بتقدم العمر, لكن لو افترضنا ان المعنى قد يختلف قليلا ارى انه اذا تغيرت الغايه يتغير الهدف. غايتي تحقيق سعادتي في هذه الحياة. هدفي هو ان اكون الاسعد بين من هم حولي.

بما أن البسمه ..... لغز الحياه !!!!
إذن الغـايـــه ..... ملح الحياة!!!

تحيه والى اللقاء

[نوره عبدالرحمن "سما"]

جل شكري لإضافتكم الرائعة
الناس ألف و واحد منهم كالألف إن أمرا عنا