[الفنون]

ما ان تحط الرحال في محطة ما، حتى تشد الرحال الى اخرى، هكذا هي الفنانة فاطمة عبدالرحيم، التي تمثل حالة فنية متجددة ومتطورة. مقرونة بلغة الاختيارات العالية المستوى، وفي كل انتقالة، هي ونحن مع شخصية جديدة، مثيرة للجدل، خصبة، ثرية، رغم انها تؤكد بأنها لا تعتمد الاثارة، بل تذهب الى الحماقة الشخصية لتفجر مضامينها. منذ ايام كانت بيننا، هنا في الكويت، حيث شاركت في بطولة المسلسل الاجتماعي الجديد «الاعتذار» مع المنتج الكاتب عبدالعزيز الطوالة، وفي مستهل حديثها مع «النهار» تبادرنا للحديث عن تجربتها في المسلسل الجديد بقولها: - قبل الذهاب الى مسلسل «الاعتذار»، بودي ان اقول كلمة، تعبر وبحق، عن المكانة الكبيرة التي تحتلها الدراما الكويتية، والاثر البالغ الذي تمثله، وكل ما استطيع ان اقوله، وبمزيد من الصراحة والعمق، بان الدراما الكويتية تنشط الساحة

الفنية الخليجية، ولو تأملنا الحصاد السنوي للاعمال الدرامية، لوجدنا ان الدراما الكويتية تحتل الحصة الاكبر، والاكثر تميزا، وهذا يعني مقدرتها على استقطاب اكبر عدد من النجوم والفنانين والفنيين وتستطرد:

بودي ان اشير ايضا، الى ان الدراما الكويتية ومنذ انطلاقتها، حرصت على التأكيد على البعد الخليجي، وهي الرائدة في هذا المجال، وستبقى المحطة الاساسية للانطلاق والتفرد.

تعود الى الاعتذار!

لا بأس، «الاعتذار» مسلسل يعري الخلل الاجتماعي، بكثير من الشفافية والعمق، عبر شخصيات كتبها بعناية الكاتب المنتج عبدالعزيز الطوالة، وفي هذا العمل، اجسد شخصية فتاة مسالمة، الا انها تجد نفسها وسط دوامة من الاحداث، تمتاز بالخداع والزيف واللعب الخبيث، وسنكون امام كم من الشخصيات المحترفة، على مستوى الجنسين، ومن خلالهم نقوم بتحليل دقيق لقضايا المجتمع الخليجي بشكل عام، وانا سعيدة بهذه التجربة وفريقها.

ماذا عن الفريق؟

كما اسلفت، المسلسل من تأليف وانتاج الكاتب عبدالعزيز الطوالة «لحساب تلفزيون أبوظبي» واخراج برجس العمراني وبطولة غازي حسين وعلي السبع وخالد أمين ويعقوب عبدالله وسلمى سالم وعبدالله الزيد، ومجموعة اخرى من الزملاء الفنانين.

ماذا بعد الاعتذار؟

في اليوم نفسه الذي سأسافر فيه الى المنامة، سيكون معي سيناريو مسلسل جديد بعنوان «امرأة اخرى» حيث سأقضي اياما عدة هناك، ثم ابدأ في تصوير المسلسل، تحت قيادة المخرج البحريني محمد القفاص، والسيناريو كتبه الفنان السوري طالب الدوس، وفي المسلسل عدد بارز من الفنانين، بينهم القطري عبدالعزيز جاسم والكويتي حسين المنصور.

ماذا عن المضامين؟

في مسلسل «امرأة اخرى» نحن امام حكاية اخرى ومضامين اخرى، واترك التفاصيل لاحقا، لاننا امام تجربة تذهب بعيدا في تحليل العلاقة التي تجمع علاقة رجل بامرأة اخرى، وملابسات تلك العلاقة.

ماذا يشغلك في الشخصيات التي تقدمينها؟

قبل كل شيء، انا لا ابحث عن الاثارة ولا اعتمد الاثارة في الشخصيات التي اقدمها، انا اذهب الى الشخصية، ادرسها، واحللها، واقدمها بجميع تفاصيلها الدقيقة، وهذا ما تجده واضحا في جميع اعمالي التي قدمتها، واقدمها.

في ظل الياسمين - شخصية موازية ، تجمع العنف والقوة؟

شكرا على استخدام شخصية «موازية» لانها تمثل محورا اساسيا، يسير في خط متوازٍ مع شخصية «ياسمين وهي قوية بما تمتلك من دراسة وشهادة وعمل، وضعيفة امام علاقتها الاسرية وامومتها، هذا التناقض الخفي، هو مفتاح شخصيتي في ذلك العمل الذي حصد كثيرا من النجاح والاهتمام.

دعيني انتقل الى جانب آخر من تجربتك الفنية، وأقصد عملك في السينما، حيث تعتبرين واحدة من انشط النجمات الخليجيات في مجال السينما؟

شكرا لهذه الملاحظة، واعتز بأن رصيدي الفني عامر بالاعمال السينمائية، واستطيع القول، ان السينما البحرينية نشطة رغم ظروفها المادية، وقد قدمت اعمالا عدة بين البحرين والكويت والامارات.

فيلم «مريمي» اثار كثيرا من الاهتمام عند عرضه منذ فترة في مهرجان دبي السينمائي؟

«مريمي» فيلم من اخراج علي العلي يدعو الى الحوار والتأمل، لقد جسدت شخصية «مريم» ارملة المؤذن في احدى القرى التي تضطر من أجل البحث عن العيش لان تعمل راقصة، وقد ذهب البعض الى تفسيرات سلبية حول الفيلم

والشخصية، رغم ان الفيلم فاز بجائزة المهر الذهبي «افضل فيلم» في مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما ان الشخصية التي قدمتها ظلت متماسكة وعقلانية، تحملت العذابات والتعب الانساني بحثا عن المستقبل.

كلمة لجمهورك في كل مكان؟

اتمنى ان اظل دائما عند حسن ظن جمهوري وأن اقدم ما يعجبهم ويساهم في خدمة الحركة الفنية في الخليج والعالم العربي.




الخميس 22 يناير 2009