[جنون أنثى &&]

كذاب من يقول ان المسرح لا يؤكِّل خبزا
طارق العلي: وزارة الإعلام جعلت من الكومبارس منتجا


طارق العلي


صفا صالح
طارق العلي فنان لمع اسمه في سماء الفن الكويتي منذ انطلاقته في مطلع الثمانينيات، حتى أصبح أحد رموز الفن الخليجي، لا يختلف اثنان على روحه الحلوه وخفة ظله، أمتعنا بالكثير من الأعمال الفنية سواء في التلفزيون أو المسرح، بالرغم من ابتسامته التي لاتفارق وجهه دائما إلا أننا سنكتشف من خلال هذا اللقاء كم الهموم المخبأه بداخله والتي يطردها مؤقتا حينما يقف على خشبة المسرح أو أمام كاميرات التلفزيون، طارق العلي هذا الإنسان البسيط الذي ليس له وجهان، المتصالح مع نفسه وحياته انتهز لقاءه معنا وسيزيح لنا ولكم الستار عن أهم القضايا التي يئن منها الوسط الفني في الكويت بالإضافة إلى رأيه في الكثير من الأمور الأخرى.

• ما جديدك في رمضان؟
- انتهيت من تصوير مسلسل «زمن مرجان» تأليف أيمن الحبيل، إخراج مازن الجبلي في أولى تجاربه الدرامية، تدور أحداث المسلسل عن عالم المال وبعض النواحي الإنسانية، أقوم من خلاله بدور إنسان بسيط فقير يبتلى بالكثير من المصائب، العمل من إنتاج شركة فروغي للإنتاج الفني.
• لماذا ابتعدت بعملك هذا العام عن تلفزيون الراي؟
- أنا لم ابتعد عن تلفزيون الراي وسأطل عبر شاشتهم في رمضان المقبل من خلال المسلسل الكرتوني «أم سعف جات كوم»، إنما اختلافنا هذه السنة كان على حصرية مسلسل «زمن مرجان» فهم لهم وجهة نظرهم وأنا كذلك، لكن لا استطيع إنكار فضل هذه القناة عليّ لأنها دعمتني كثيرا.
• لماذا لم نجد لك عملا يجمعك بالفنان داود حسين خصوصا أن أعمالكما كانت تعرض عبر قناة واحدة؟
- داود أخ عزيز وأحبه كثيرا وأتمنى له الخير، إنما هو الآن أصبح بطلا لأعماله وأنا كذلك وكل واحد منا له خط معين، بالإضافة إلى أن القنوات باتت تريد كل فنان بمفرده، وللعلم كانت هناك فكرة جميلة لبرنامج يجمعنا بالإضافة إلى حسن البلام وعبد الناصر درويش طرحها الشيخ خليفه العلي الصباح لكنها للأسف لم تكتمل لاعتراض بعض الزملاء، تحديدا فيما يخص مسألة الإنتاج، لأن لكل واحد شركته وفريقه الخاصين، ناهيك عن أن بعض الفنانين لديهم تحفظات على مشاركة بعضهم لبعض نتيجه لخلافات بينهم ومنهم داود وحسن البلام، وللعلم حاولت كثيرا الصلح بينهم لكن لكل واحد وجهة نظره.
تلفزيون الكويت
• متى ستصالح تلفزيون الكويت؟
- لا اجرؤ أن أتخاصم مع تلفزيون الكويت، لأن له فضلا كبيرا عليّ وعلى كل الفنانين الكويتيين، فكل مؤسسي القنوات الخاصة تخرجوا من تلفزيون الكويت، وكونوا ثروتهم من هذا الجهاز الكبير، وللأسف بعد ذلك هاجموه وسبوه بكل وقاحة.
• إذن لماذا ابتعدت عنه طوال السنوات الماضية؟
- لأن لهم قوانينهم الخاصة التي لا تناسبني، وبصراحة شديده الفنان الآن أصبح يبحث عن الجهة التي ستدفع له أكثر لأنه يريد المكسب مع احترامي لوجهات نظر القائمين على تلفزيون الكويت، فمشكلة هذا الجهاز أنه تلفزيون دولة وتتحكم فيه أمور كثيرة روتينية على عكس القنوات الفضائية التي يصدر قرارها عن صاحبها، الأمر الذي سهل التعامل معنا كفنانين واختصر من وقتنا الكثير، لكن مع كل هذا لا الوم تلفزيوننا الحكومي على أي شيء لأنه وزراة من وزارات الدولة.
• ما الحل من وجهة نظرك حتى يتخلص تلفزيون الكويت من روتين نظامه؟
- يجب أن تخصص له هيئة مستقلة لها ميزانيتها الخاصة بعيدا عن روتين وزراة المالية الممل، وتكون له استقلاليته في كل شيء حتى فيما يخص الدعاية والإعلان، كما يجب عليهم سن قوانين معينه تمنع أي انسان من التدخل في شأن التلفزيون، وخصوصا أعضاء مجلس الامة، لأنهم الآن أصبحوا المتحكمين الوحيدين في وزارة الإعلام يعينون ويعترضون ويتحكمون في مصائر الناس وهذا الأمر يسيء لنا، فقد يكونون دكاترة وفلاسفة في مجالهم لكنهم من المؤكد لا يفهمون في الإعلام، لذلك يجب فرض آلية معينة تمنع أي فرد من التدخل في الشؤون الإعلامية والفنية. ولو كان لهم أي اعتراض عليهم اللجوء إلى القضاء فقبة عبدالله السالم لا تزال موجودة، انا اتكلم من حزني على وزارة الإعلام التي أصبحت تعيش حرب أهواء ومزاجية بخلاف تفشي الواسطات والمجاملات.
الرقابة والنقابة
• ما رأيك في قوانين الرقابة التي فرضتها وزارة الإعلام حاليا على الأعمال الدرامية؟
- أنا معهم في هذا القرار ولكن في حدود معينة بمعنى من حقهم أن يمنعوا أي إنسان دخيل على الفن لأن هذا المجال أصبح مفتوحا للجميع سواء الذين يفهمون فيه أم لا، الأمر الذي جعل من الكومبارس منتجا، لكن يجب ألا يطبق هذا القانون على الجميع.
المسرح المبتذل
• ننتقل بالحديث إلى المسرح هل تحضر لمسرحية جديدة؟
- نعم احضر لمسرحية جديدة يكتبها حاليا أيمن الحبيل ستعرض في موسم عيد الفطر المقبل، لكن سأصرح عنها لاحقا بعد أن تكتمل.
• لماذا تصر على استمرار عرض مسرحياتك طوال العام؟
- لأنها مسرحيات جميلة فيها المعلومة والضحكة والنصيحة، والحمد لله لها مردود قوي، وكذاب من يقول إن المسرح لا يؤكل خبزا.
• بعض الفنانين يتهمون المسرح الحالي بأنه أصبح مبتذلا.. فما رأيك؟
- هذا كلام فاضٍ وحجج واهية، فهؤلاء الفنانون يهربون بكلامهم هذا من المسرح لأنه صعب عليهم والتمثيل في التلفزيون اسهل لهم كثيرا، لكن المسرح أبو الفنون وهذا هو وقته في ظل المشكلات السياسية والصراعات والمشاحنات اليومية، وأتحدى أي إنسان يجد في مسرحي الابتذال بالرغم من أني اتلاعب بالألفاظ.
• بمناسبة المسرح هل تصالحت مع الفنان عبد الرحمن العقل؟
- مهما اختلفت مع العقل سيظل أستاذا وله تقديره واحترامه، لكن الحمد لله تصالحنا بفضل بدر المطيري رئيس مجلة الجريمة، فأوقات كثيرة تخرج منا بعض التصرفات الخاطئة ساعة الغضب ونندم عليها بعد ذلك، لكنني الآن اسحب أي تصريح غير لائق صدر عني وقت المشكلة، كذلك بالنسبة لعبد العزيز المسلم فهو يظل أخا عزيزا.
• في النهاية هل الفن أثر في حياتك سلبا؟
- لا.. نهائيا.. بالعكس حقق لي كل أحلامي وجعلني اشتري ما اريده حتى السيارة التي حلمت بها، وأصبح لديّ رصيد في البنك، لكن تحقيق هذه المعادلة الصعبة سببها انني استطيع الفصل بين عملي وحياتي الشخصية، فأنا مع الناس في الشارع إنسان بسيط جدا حالي حالهم.


http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=26062010