[نوره عبدالرحمن "سما"]

عندها يخسر الطرفان ........ بقلم المدرب الدكتور ياسر الحزيمي


بسم الله الرحمن الرحيم



لم يكن من سنة إمامنا وقدوتنا محمد عليه السلام أن شتم أحداً أو تفحش بالقول مع أحد ولم يكن من سنته إثارة الفتن وتتبع العورات والأخطاء وقد كان من بين جلسائه منافقون وحاقدون ومتأسلمون وكان يعلمهم عليه السلام ويعرفهم ولكنه لم يصرح بهم ولم ينتقد أشخاصهم بل انتقد منهجهم وطريقة تفكيرهم

وقد قال لعمر رضي الله عنه عندما طلب قتل المنافقين قال له عليه السلام لافتا نظره إلى أبعاد هذا الطلب ومحذرا له من الجبهات الأخرى وناقلا له ردود فعل المعارضين

( يقولون محمد يقتل أصحابه )

ما أجمل أن يكون تعاطينا مع الأحداث تعاطيا شمولياً متحررا من خطام العاطفة الثائرة

حزنت كثيرا كما حزن الكثيرون من فتوى الشيخ عادل الكلباني في إباحة المعازف

تلك الفتوى التي خالف بها جمعاً من علماء الأمة العظماء وأقوال الصحابة الأتقياء وصرح بها في وقت أحوج ما تكون الأمة إليه إلى الاتفاق الكلي لا الاختلاف الجزئي فضلا عن الخلاف الشخصي

وبعيدا عن مسوغات الاجتهاد في هذه الفتوى وبعيدا عن الحديث عنها فلست فقيها ولا عالماً ولا طالب علم ...... ولكني ابن مجتمعي أسمع وأرى وأتعلم وأتألم

لا شك أن الحديث عن الكلباني وفتواه صار حديث الساعة وبات المهيمن على الوسط الحواري المرئي والمقروء ما بين مؤيد ومعارض ومتهكم وساخر نقدا ونظما وشعرا

وما لفت نظري في الكثير من الحوارات هو تحول المسألة إلى البعد الشخصي فسمعنا من الطرفين التهجم على الأشخاص دون الأفكار والتصريح بالأسماء دون تلميح والرشق بالألفاظ دون تنقيح

أيها الغيورون ما هكذا علمنا محمد عليه السلام ...؟ ما هكذا تخمد الفتن ...؟

نعم أخطأ عادل الكلباني أخطأ في المخالفة وأخطأ في التوقيت وأخطأ في التصريح

فليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال حان وقته وليس كل ما حان وقته حضر أهله

ولكن ما دورنا تجاه هذا الخطأ أين القاعدة المحمدية ...؟!

انصر أخاك ظالما أو مظلوما ....

لماذا نهل التراب على من سقط في الحفرة بدلا من أن نمد الأيادي لإخراجه

لماذا نبيح الغيبة فيه ...؟! بل ويتقرب البعض إلى الله بشتمه وذكر مساوئه

لماذا لا ندعو له بالهداية لماذا لا نناقشه عبر موقعه أو هاتفه أو بريده أو في مسجده

لماذا ننفعل عندما يكون الخطأ مخالفاً لما نعرف ولما نريد ولما نألف ...؟ لست مع رأي الكلباني أبدا أبدا أبدا ولكني مع الوقوف معه لا التهجم عليه

فالكلباني لا يمثل نفسه بل يمثل فئة ويمثل مجتمعاً ويمثل توجها ..... هكذا تراه الجبهات الأخرى المخالفة والتي بدأت تصفق له وتمد يدها إليه لتنقله إلى معسكرها ويكون دليل نصر لمذهبها وشاهد عيان لانتصارها وورقة رابحة في مرافعاتها

تعجبت العامة من تصريحاتنا وسخر الشامتون من اختلافاتنا وانتهز المفسدون تشاغلنا لنشر الفكر وهمز الدين وزعزعة القيم وتمييع الحدود والتندر بخصوماتنا وانقساماتنا حتى أصبحنا مجموعة أعضاء لا جسدا واحدا يشتكي بشكوى غيره

ينبغي أن نقول لمن أصاب أصبت ولمن أخطأ أخطأت بالنظر إلى الخطأ لا بالنظر إلى ما نريد وإلى ما نألف وإلى ما نعرف ....!

وتأمل الردود بشتى مستوياتها في فتوى الكلباني والردود والتحاملات على فتوى الشيخ العبيكان والردود والحملات مع ما قاله الشيخ محمد العريفي عن الشيعة في المنبر والردود والانقسامات الملونة بألوان الميول فيما تناقله الناس في الشائعة التي أحاطت باللاعب ياسر القحطاني

لتدرك أن عواطف الكثير منا تسبق عقله وانفعالاته تحجب الرؤية عن إدراكه للموقف لتتحول الكلمات عندما تتدخل العاطفة إلى لكمات نوجهها في وجه كل من يسمعنا ما لا نريد

اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم وحد صفوفنا واجمع قلوبنا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعدائنا وبارك لنا في علمائنا وشببابنا وأصحاب الأمر فينا

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم