[نوره عبدالرحمن "سما"]

ماذا يعني أن أنظر إلى وجهك الوضاء داخل هذا الجدول من الماء الذي يتلذذُ بحسن وجهك وملائكيته .. إلى درجة أنني رأيت جدول الماء وقد توقف على تلك الطلَّة البهية المليئة عاطفة ورقة وأنوثة.. أمعنت بتعمق فـي النظر إلى وجهك على صفحة الماء.. فكأني أنظر إلى صفاء الماء فـي وجهك.. وكأني أنظر إلى تلك الشجيرات الخضراء داخل تقاسيم وجهك.. فيأتيني الرد صدىً جميلاً ومعه زقزقات العصافير وبرودة الظل وخضرة المكان.. فَأَتَسَمَّرُ متعجباً .. كيف يكون وجهك مرآة لوجهك...؟
نسير سوياً حتى بدت الغابة ترحب بجمالك الطاهر... !
أخاطبك مذكراً بأيامنا كيف كانت ..؟ وكيف أصبحت..؟ وكيف عبرت هذه السنوات الجميلة وحبك يكبر ويكبر..؟
تسيرين بجانبي لا أرى من النساء إلا أنتِ..! تزدانين شموخاً ومهابة .. وأزداد تعلقاً وحباً وهياماً بك..! فتتضخم هذه العلاقة تضخماً إيجابياً يجعل فراقك مستحيلاً.. ويجعل البعد عنك ضرباً من الجنون ومغامرة .. !
لا أعرف عواقب ما يحدث -فيما لا سمح الله- وحصل ذلك البعاد ..!
زيديني عشقاً زيديني...
واعطيني دروساً فـي الوجد والغرام..!
فقد ظللت طالباً فـي مدرسة حبك أتعلم حروف الأبجدية.. وأذاكر بجد واجتهاد.. وأؤدي فروضي المدرسية.. وأنتظر أسئلتك بفارغ الصبر حتى أحصل على شهادة من حبك.. وشهادة فـي حبك .. وشهادة فـي كيفية المواصلة والاستمرار فـي الدراسات العليا والحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه وحتى درجة الأستاذية التي تمنحينها لي متى ما قدمت البحوث التي تؤهلني لهذا الحب ولهذه المرتبة الرفيعة فـي محراب أَلَقكِ ونضارتك وروعتك.. اعذريني فقد كان جدول الماء وسيلة للتمعن داخل مكنون النفس..!
وكم كانت درجة من الهالة تتملكني إذا تحدثتِ.. وإذا ضحكتِ... وإذا تبسمتِ.. !
إذا نظرت إلى نظرتك الحنونة الخجلى بعينيك الصارختين.. وما أروعهما حيث العمق والاتساع الجذاب.. ورموشك التي تتحرك وهي مطمح لطائر جميل فـي أن يحط عليهما...
إنني لا أطلب منك سوى أن تواصلي تعليمي فنون الحب والعشق والوجد...
وأن تمنحيني الاستمرار فـي شرف هذه العلاقة وسموها ونبلها وعفتها وطهارتها... وأنتِ بذلك تتفضلين عليَّ بسعادة ليست أي سعادة... وبمشاعر ليست أي مشاعر .. وستمنحينني طعماً للحياة يمنحني القدرة على مواصلة الإبداع والتألق والتجدد فـي ما أبذله من جهد وما أمنحه من عطاء..!
شكراً لحبك.. وشكراً لهذه المكرمة التي تسبغين بها عليَّ ..! راجياً أن أكون عند حسن ظن حبك .. وعند حسن ظن مكرمتك..!


د.سعود المصيبيح
كل شي ينمو