[بحر الحب]

بعد سلسلة من الأعمال الاجتماعية الخفيفة، يؤدي الفنان يحيى الفخراني مجدداً دور الصعيدي في مسلسل «شيخ العرب همام» للثنائي حسني صالح مخرجاً وعبد الرحيم كمال مؤلفاً، اللذين قدّما العام الماضي مسلسل «الرحايا» وحقّق نجاحاً.
في هذا المسلسل، لا يكتفي صالح وكمال بالإبحار في عالم الصعيد بكل خصوصيّته، إنما حاولا كشف النقاب عن جزء من تاريخه المجهول، تحديداً الفترة التي سبقت حكم محمد علي، وكيف نجح الشيخ همام، وهو شخصية حقيقية، في الاستقلال بالصعيد من المنيا حتى أسوان وتكوين دولة داخل الدولة لها قانونها الخاص.
يشارك في البطولة إلى جانب الفخراني: صابرين، عبد العزيز مخيون، ريهام عبد الغفور، شيري عادل، ومحمود عبد المغني... يؤدي علي الحجار أغاني المسلسل، وهي من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان عمار الشريعي.
بين الاجتماع والتاريخ
جذبت طبيعة المسلسل الخاصة التي مزجت الواقع الاجتماعي والأحداث التاريخية، الفنان يحيى الفخراني، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على قضايا مهمة من بينها: العدالة وكيفية تحقيقها، الأمن والأمان، السلطة والنفوذ ومدى تأثيرهما على فساد القيم والقضاء على العلاقات الاجتماعية، الرجولة بكل ما تحمل من معنى وقيمة وغيرها... اجتهد المؤلف في طرحها ليمزح بين الخيال والواقع، الحاضر والماضي.
يؤكد الفخراني أن شخصية همام تختلف عن الشخصيات الصعيدية التي سبق أن قدّمها، آخرها دوره في مسلسل «الليل وآخره»، ليس لأنه يجسد شخصية حقيقية تتمتع بالقوة والنفوذ والأموال ما مكّنها من إقامة دولتها الخاصة، ولكن لطبيعة كل شخصية ومميزاتها، حتى على مستوى اللهجة ثمة اختلاف كبير بين كل شخصية نظراً إلى اختلاف المناطق والعصور.
يكشف الفخراني أن شخصية الشيخ همام إحدى أصعب الشخصيات التي جسدها، إذ اضطر إلى التدريب على ركوب الخيل لأن همام فارس، وكان لا بد من إجادة الفروسية كي يصدّقه الجمهور ويتفاعل معه.
صعوبات
استهوت شخصية همام المؤلف عبد الرحيم كمال لأنها مجهولة، لذا أراد أن يستحضرها ليعيد إلى الأذهان القيم والمبادئ والمفاهيم التي غابت عنا طويلاً، ولأن هذا الرجل استطاع ببساطته وحكمته وعدله الاستحواذ على حب الناس وحكمهم سنوات طويلة.
أما المخرج حسني صالح فاستمتع بهذا العمل الذي يجمعه مع الفخراني للمرة الأولى على رغم الصعوبات التي واجهته وفريق العمل، من بينها: اختيار أماكن التصوير التي استغرق البحث عنها فترة طويلة، لاختلاف طبيعة المكان في الصعيد اليوم عن الفترة الزمنية التي دارت فيها أحداث المسلسل، ما اضطر فريق العمل للسفر إلى سورية والمغرب للتصوير في أماكن فيها تتوافق وطبيعة الأحداث، الأمر الذي زاد الكلفة الإنتاجية.
في هذا السياق، أعرب المنتج أحمد الجابري عن سعادته بهذا المسلسل الضخم الذي يلقي الضوء على شخصية استثنائية في تاريخ الصعيد، مؤكداً أنه لم يبخل على العمل بأي أموال وأن كلفته تخطّت الـ 50 مليون جنيه لغاية اليوم.
صابرين والفخراني
بعد طول غياب وتحديداً منذ فوازير رمضان التي اقتسما بطولتها وشاركتهما الراحلة هالة فؤاد، تعود صابرين إلى العمل مع الفخراني مجدداً وتجسّد شخصية زوجة شيخ العرب همام التي تجمع بين الطيبة والقوة وأدت دوراً مؤثراً في حياة زوجها الذي كان يلجأ إليها ويستشيرها ويطّلع على رأيها، عكس الصورة المتداولة عن المرأة في تلك الفترة وخصوصاً في الصعيد.
أما الفنان عبد العزيز مخيون فيجسّد مثلّث الخيانة والغيرة والحقد المتمثّل في شخصية إبن عم همام الذي دمّر أمبراطورية شيخ العرب.
يشير مخيون إلى أن هذا العمل يختلف درامياً على المستويات كافة، أي شكلاً ومضموناً، ويعد مباراة في التمثيل شارك فيها الجميع لصالح المشاهد. يتمنى مخيون أن يلقى العمل قبولاً ويحقق النجاح الذي يتمناه الجميع.



http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=170112