[بحر الحب]

من الظواهر الغريبة التي شهدتها غالبية المحطات والقنوات التلفزيونية، غياب العرض الحصري للمسلسلات والبرامج التي أُنتجت بهدف عرضها في شهر رمضان المبارك، حيث ترتفع وتيرة الاعلانات التجارية التي تدخل منافسة ضارية مع مثيلاتها من شركات الانتاج والفضائيات، خصوصا بعد الازمة الاقتصادية وايضا لأن اصحاب القنوات الفضائية هم من رجال الاعمال وأصحاب شركات كبرى.
ان موضوع غياب الحصرية عن مسلسلات رمضان تسببت في خسائر مادية لغالبية المنتجين الذين كانوا يستفيدون ماديا منها ومن حقوق التوزيع بعد رمضان، لكن يبدو ان الحذر الشديد للمحطات الفضائية وشركات الاعلان بعد الازمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم أخيرا لعب دورا رئيسيا في بث الرعب في نفوس القائمين على المحطات وقبلهم شركات الانتاج، ولا شك ان الاتفاق العام بين الفضائيات على عدم شراء المسلسلات احدى السلبيات التي تصب في غير صالح المنتج نفسه، حيث ان غالبية المنتجين سيعيدون التفكير عشرات المرات قبل خوض تجربة الانتاج، لأن المحطات باتت تفضل الرقم 2 على الرقم 1 أي انها تريد الحصول على السعر الاقل مقابل شراء العمل، وهذا يجعل المنتج «في حيص بيص»، يبحث دون جدوى عمن يشتري أولا، وهذه مشكلة ثانية، حيث ان الجميع يتنصل ويتهرب من العرض الاول، وبات الامر متروكا لكل جهة ان تختار الوقت المناسب للعرض أي ان المنتج أصبح يبحث عن مشتر بدلا من تهافت المحطات على شراء عمله.
آلية جديدة
هذه الآلية الجديدة في التعامل مع انتاجات رمضان ستظل قائمة لسنوات بعدما أدركت هذه المحطات ان اللاحصرية في صالحها، فالمشاهد الخليجي خاصة في الشهر الكريم يصاب بحالة من الهوس وتقليب الريموت كونترول ومتابعة ما يريده، فإذا كان توقيت عرض المسلسل «الفلاني» يتناسب معه، فهو ليس مجبورا على متابعته، كما ان غالبية شركات الاعلانات توصلت بعد «خراب مالطا» الى نتيجة مفادها ان شهر رمضان يعتبر الشهر الذي «تدفع» فيه كثيرا ولا تجني الا القليل، فالمشاهد وبمجرد ان تظهر الاعلانات التجارية يقوم بتقليب الريموت حتى تنتهي فقرة الاعلانات ثم يعود للمحطة التي كان يتابعها أي ان هذه الفقرة هي الفقرة غير المتابعة، وهذا في حد ذاته شجع الشركات على رفع شعار «لا للإعلان في رمضان» فلا عجب ان تظهر مجموعة من المسلسلات خالية من الاعلانات.
منافسة شديدة
ومن المسلسلات التي كانت دوما تظفر بالعرض الحصري تلك التي تقوم ببطولتها الفنانتان القديرتان سعاد عبدالله وحياة الفهد، ولطالما تشتد المنافسة بين المحطات الخليجية للظفر بالعرض الحصري لأعمالهما، لكن هذه السنة سنجد ان مسلسلي «زوارة خميس وليلة عيد»، سيكونان ضيفين في اكثر من محطة، وبالتالي لن نفكر طويلا أو ننتظرهما بشغف وبإمكاننا متابعتهما في الوقت المناسب، لكن من الملاحظات التي تلفت الانتباه ان بعض المحطات رفضت شراء عرضهما وتنتظر انقضاء الشهر الفضيل كي تحصل عليهما بسعر أقل، كذلك الحال مع نجوم كبار أمثال داود حسين وطارق العلي وحسن البلام، فبعد ان كانوا النجوم الحصريين على الفضائيات سنشاهد أعمالهم «كريمو، زمن مرجانة، نص كلاص» على اكثر من محطة وهذا مؤشر خطير، لاسيما ان بعض الفضائيات ترفض شراء مسلسل أو برنامج عُرض على محطة منافسة، فحرمان الناس من مشاهدة نجمهم المفضل على قناتهم المفضلة لم يعد له داع.
أيضا من الملاحظات المهمة غياب رؤوس الاموال التي كانت تضخها بعض التلفزيونات لإنتاج مسلسلات رمضان، حيث لوحظ ان غالبية من كانت تدفع لهم موازنات ضخمة تكفلوا بإنتاج اعمالهم على حسابهم الخاص مثلما تحملوا تبعة تسويقها عن طريق المعرفة والواسطة. أخيرا اذا ما استمر هذا الحال على هذا المنوال، واذا ما استمر الذعر الشديد مسيطرا على المنتجين والقنوات التلفزيونية، فهل سنرى تطورا للحركة الفنية؟! اعتقد «عشم إبليس في الجنة».

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...&zoneid=15&m=0


مقتل الحصرية هو بداية شروق الشمس على الفن الكويتي مرة اخرى