08-08-2010, 05:24 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | رجل في انتظار الباص العربي رجل في انتظار الباص العربي زياد آل الشيخ
1
يهطلُ الغيثُ على عشب الزوايا من جديدْ
يحتمي الناس بأوراق الجفافْ
يرتوي كفي السعيدْ
يلمع الإسفلت كالزئبقِ في ليلٍ وحيدْ
2
ساعتي تحفظُ وجهي بعدَ تحديقي الطويلْ
وأنا وحدي على هذا الطريقْ
فوق ظلٍّ بارد يلتحفُ إسمنتَ الرصيفْ
وهمومي تحتَ إبطي كجريدةْ
وضبابٌ لندنيٌّ يكتسي نظارتي كالأوكسجينْ
يلعب الماءُ على كفي كثعبان أليفْ
أحسب الوقتَ بخاراً أو قصيدةْ
حاملاً فوقي الجريدةْ
وهي تبكي تحت زخاتِ المطرْ
3
ساعتي مبلولةُ العقربِ تزهو بشعارِ الانتصارِ المستحيلْ
عربيٌّ سيدُ المنفى عميد الانكساراتِ وأستاذُ الرحيلْ
4
كلما مرَّ سحابٌ في بوادينا ظنناهُ خلاصَ البشريةْ
نُخرج الأغنام و الماعزَ و التبنَ و انسابَ الخيولِ العربيةْ
5
كم مضى من عمرنا نحملُ نفسَ الأسطواناتِ ونفسَ الأغنيةْ
كم بقينا لقرونٍ نرتوي من فضلةِ الكأس و ظلِّ الأحجيةْ
6
في مكانٍ واحدٍ تحت النيونْ
في انتظار الباص كم نحتاج من عمرٍ ونحن الواقفون الحاقدونْ...
7
ينتهي الرمل الذي في ساعتي
وأنا لازلت أمشي داخلي
8
ليتنا نقرأ في الخبز أغانينا و نمضي
أو نرى في المجد ماضينا و نمضي
ليتنا نعبر ميناءً ونمضي
ليتنا فينا نمضي
9
عندما ترسم زورقْ
لا يكن حبرُك أزرقْ
انتبه قد يغرق الزورقُ في الحبر و تغرقْ
10
لو رميتِ القلبَ بالأحجار لو ترمينني كالطفلِ، كالطفلِ
الفلسطينيِّ في ثورة عز ٍ لو تعاملتُ كجنديٍّ يهوديّ لأطلقتُ
عليك النار حالاً ولكنتُ الآن حراً ولما خفتُ من الجيرانِ أو منكِ
ولا خفتُ من اليوم الذي تلقينني فيه إلى البحرْ
11
كلما يضرب فينا المطرُ
صخرةً نصمدُ لا ننفجرُ
بينما ننتظر الباص الذي
ينتظرُ الباص الذي ينتظرُ...
12
قبل أن أقتل نفسي بالدخانْ
أقذف العلبة من شباكها
13
يستمر الغيم في عزم بكاء أسطوانيّاً حزينْ
وهيَ في ظلي بدتْ تنظر يابانية تنوي الحديثْ
[ واضحٌ في وجهها آثار آلاف السنينْ
رغم ما للزي من لونٍ حديثْ ]
14
رئتي تشرب من عطر النَّدى بعدّ الهطولْ
و إلى أنْ يستعيدَ الوقتُ منِّي ما عسى أنْ يستعيدْ
يهطلُ الغيثُ على عشبِ الزوايا من جديدْ __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |