[بحر الحب]

> فنانة ملتزمة وعظيمة التاريخ والعطاء، لم تزل وحيدة تتربع على القمة على الرغم من تجدد الزمن واختلاف النكهات، أخلصت لفنها وهو لم يتخل عنها، منحها السعادة وحب الناس التي كانت أهم جوائزها على حد قولها، تعشق بيتها واسرتها وتعيش بيننا بمشية الحمامة كأي واحد من الناس لم تغره الشهرة والمجد ولم يحاول تقليد الغراب.
سيدة الشاشة وعملاقتها الفنانة القديرة حياه الفهد في هذا الحوار:
> من هي حياة الفهد التي لا يعرفها الكثيرون؟
- حياة الفهد مثل الكتاب المفتوح، واضحة بحياتها العملية وحياتها الشخصية والاجتماعية، انسانة طبيعية جدا، تعشق أسرتها وبيتها كأي انسانة أخرى.
> من هو الشخص الذي تدين له الفنانة حياة الفهد بالفضل؟
- أدين بالفضل لعائلة «بو جسوم».. وهي عائلة فنية مكونة من أربع رجال كانت بداياتي معهم.
> افضل اعمالك الفنية مؤخرا كانت في رمضان فلم تفضلين الابتعاد باقي أشهر السنة؟
- لست أنا من يفضل الابتعاد عن جماهيره والعمل الذي يحبه ويهواه، ولكن اسألوا القائمين على الفضائيات لما يفضلون عرض الاعمال في رمضان فقط؟ ثم تضيف: أعتقد بأنهم ايضا معذورون بسبب المنافسة المحتدمة التي تزيد رحاها بين الفضائيات التي تستقطب المشاهد الرمضاني بصفة خاصة جذبا للاعلان.
> في بداياتك هل وضعتي محاذير وضوابط لأي عمل تقومين به؟
- الالتزام بالواقعية والالتزام بالمحافظة على وجه الكويت الاجتماعي..العادات والتقاليد التي يتمسك بها الشعب الكويتي.. أنا عاهدت نفسي ألا أتخطاها إلا بما ينفع.. وأكون بعيدة عن كل ما يشوه صورة الفرد الكويتي أو البلد هذه هي محاذير وخطوط وضعتها لأي نصوص تعرض علي أو أكتبها.
> من خلال مسيرتك الحافلة نجدك فنانة ملتزمة بعكس الاخرين، ورغم ذلك يتهمك البعض بالصمت ازاء الاعمال الهابطة لبعض الفنانين.. ما السبب؟.
- أنا لست بناقدة حتى اتفرغ للنقد، ولكن من الممكن ان أبدي رأيي في بعض الاعمال الهابطة، كأي مشاهد اخر، وفي النهاية كل فنان يسير بحسب الدرب الذي انتهجه لنفسه، ولكن تأكد بأن معظم الفنانين الذين تواجدوا في أي عمل هابط قد يكونوا تورطوا به دون تفكير مسبق.
> قدمتِ الكوميديا وتألقتِ فيها ورغم هذا نجد أنك اتجهت للدراما أيهما تفضل فنانتنا القديرة؟
- بالتأكيد أنا أفضل الدراما لأن مجتمعنا به الكثير من المآسي وقد زادت الآن هذه المآسي والمشاكل وللأسف الحضارة بدلا من أن تعود علينا بالفائدة عادت علينا بالدمار.. إن كان من ناحية التفكك الأسري والأمراض النفسية.. العقوق.. المشاكل الزوجية.. كثير من الأمور يمكن معالجتها من خلال قضايا اجتماعية إنسانية.. إنما الكوميديا هي نوع من السخرية لواقع مرير.
> جديد الفنانة حياة الفهد هو «ليلة عيد»، هل تحدثينا عنه قليلا؟.
- اجسد شخصية «لولوة» حيث تبدأ الاحداث في منتصف الستينيات من تاريخ الكويت أي وقت نكسة يونيو عام 1967، والقاء الضوء على تأثير تلك الفترة الزمنية في الكويت من خلال الظروف التي تمر بها الاسرة قديما، عبر مجموعة من التداخلات الاسرية والاجتماعية والطبقية التي تنتج من ذلك..
وأردفت قائلة: تتعرض «لولوة» خلال الاحداث لفقدان احد اشقائها وتتوالى الصدمات معها في اطار انساني يطرح من خلال اسرة فقيرة واخرى فاحشة الثراء، وتعاني الأخت الكبرى سوء المعاملة من قبل اشقائها الثلاث لتكون «ليلة عيد» هي ليلة الحزن في حياتها.
> لم تكملي تعليمك ورغم ذلك تكتبين الشعر والقصة وتتميز رواياتك بالصدق.. كيف يتسنى لك ذلك؟
- الحياة مدرسة.. هناك الكثير من كبار الكتاب سواء في مصر أو في البلاد الأخرى ليس معهم الابتدائية.. ومع ذلك عمالقة وأدباء.. وهناك بعضهم لا يعرف يقرأ ولكنه أديب.. هناك شعراء يقولون الشعر العربي والشعر المقفى لكنهم غير متعلمين.. هي فعلا موهبة.
أنا موهوبة وتعبت على نفسي وثقفت نفسي كثيرا وربما لو اتيحت لي فرصة التعلم لما كنت انا.
> نشر لك ديوان شعر واحد ولم تكرري التجربة..لماذا؟
- أولا هذا لا يسمى ديوان هي محاولات وبكل أسف طُبعت خطأ.. فهذا أثر في نفسي.. عندما كان يطبع كنت مشغولة.. ونزل بهذا الشكل فكان فيه أخطاء كثيرة.. وقد طلبت مني الكثير من الشركات أعيد طباعته بإشرافي الكامل.. لكني رفضت.. عندي الكثير من الخواطر والومضات الإنسانية.. والكثير من الكتابات التي أكتبها لنفسي ومحتفظة بها.
> ابتعدت حياة الفهد عن السينما رغم نجاح فيلمك «بس يا بحر» فلماذا لم تساهمي في دفع عجلة السينما مثلما فعلتي مع الدراما التلفزيونية؟
- أولا السينما مكلفة وأنا رأيي أن الفيلم العربي ليس قادرا أن يأخذ فرصته فما بالك بالخليجي.. سوق السينما بدأ يقل.. السوق في السينما العالمية فقط.. هناك بعض المحاولات في السينما العربية ولكن ليس كلها ناجحة، وإذا أردت أن أقدم سينما لتصل للعالم وتدخل مهرجانات لابد أن أقدم شيئاً جيداً يليق بما يقدم في السينما العالمية.. من تكنيك ونصوص وأداء.. ووفرة إنتاج ومن أشياء كثيرة نحن لا نستطيع توفيرها.. ولذلك سيكون شيئاً ركيكاً وكأنه سهرة تليفزيونية وأنا لست مستعدة لهذا الشيء.
> عملت كمذيعة ثلاث سنوات في الإذاعة فهل كانت حياة الفهد مذيعة خفيفة الظل ومحبوبة مثلها كممثلة؟
- عمل المذيعة لا يستهويني لكني اضطررت للعمل كمذيعة حتى لا ابتعد عن المجال الاعلامي الذي احبه ومنعني زوجي السابق.
> أنتجت العديد من الأعمال فهل لو قدم لك عمل من أحد الشباب تنتجيه رغم أنه غير مشهور؟
- نعم... بلا تردد.
> تعيبين على الجيل الجديد قلة الالتزام وعدم تطوير أنفسهم.. ما مشكلة الجيل الجديد من وجهة نظرك؟
- استعجال الشهرة والوقت، يريد ان ينال كل شيء من خلال عمل واحد او اثنين، عدم الالتزام بالمواعيد، يريد ان يصور ويذهب والبعض للاسف لايقرأ حتى النص ليتعايش مع الشخصية،وطبعا هذا لا ينطبق على الكل فبعضهم ملتزم.
> من من الجيل الجديد تجدين فيه عبق الفن الأصيل؟
- من البنات «منى شداد، هند البلوشي، هيا شعيبي، مرام» أجد عندهم الروح الحلوة، ومن الشباب هناك مجموعة كبيرة.. ما أقدر أحدد لكن مثلا.. «خالد البريكي وخالد أمين».
> كيف استطاعت حياة الفهد أن تحافظ على مكانتها طوال تاريخها الفني المضيء؟
- بالاخلاص والرضا، والطموح الى المزيد من النجاح، حبي للفن بلاحدود ومن يحب شيئا سينجح فيه بلا شك.
> هناك الكثير من الإشاعات التي يطلقها البعض من أجل الشهرة ما الشائعة التي سخرت منها حياة الفهد؟
- شائعات كثيرة قيلت وسخرت منها لكن هناك إشاعة أبكتني وهي أني «مت».
> ساهمت من خلال أعمالك في إبراز قضايا المرأة.. هل لك طموح سياسي؟
- أبدا.. لا سياسة ولا مناصب ولا مراكز.. أولا ما عندي وقت.. ما عندي طول بال.. أسرتي شاغلتني.. بيتي شاغلني.. الكتابة شاغلتني.
> وما علاقتك بالمطبخ؟ خصوصا في رمضان؟
- انا اعشق المطبخ واتواجد به كثيرا، والكثيرون قد لا يعرفون بأني طباخة ماهرة واجيد اعداد الاكلات الشعبية التي احبها.
> وما أكثر الأكلات التي تجيدينها؟
- اجيد عمل مكبوس اللحم، والباجة «لحم الرأس والكوارع» ومحروق صبعة، وتشربية اللحم التي اعشقها.
> ماهي ابرز المواقف التي تعرضت لها في رمضان وفي المطبخ بصفة خاصة.
- أوووه كثيرة «تضحك» سجل عندك: آلاف الحروق الصغيرة والزيت الحار، احتراق بعض الطبخات «عندما كنت صغيرة» والاستعانة بالمطعم، السكر بدل الملح «تضحك» ولكن جميع هذه الامور تمت السيطرة عليها بفضل الخبرة والزمن الطويل.
> كيف تقضين يومك الرمضاني كل عام؟
- كأي انسان مسلم، اتقرب الى الله بالعبادات وقراءة القرآن ثم الدخول الى المطبخ لاعداد بعض الوجبات التي تمتعني وابنائي والبعض من الضيوف والزوار ثم امضي بقية اليوم اما بمشاهدة التلفاز أواستقبال الضيوف أو الخروج.

http://www.alsabahpress.com/SPress/A...px?artid=96645