[بحر الحب]

«غريب في بيتي»
يعتز الفنان خليل اسماعيل كثيراً بدوره في فيلم «غريب في بيتي» الذي قدمه امام النجم نور الشريف وسندريلا الشاشة الخليجية العربية الراحلة سعاد حسني وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً مدوياً عندما عرضته الشاشات المصرية والعربية بعد ان تعلق به جمهور السينما وجمهور الكرة ايضا محققاً ايرادات كبيرة، ويقول اسماعيل عن هذا الدور: «دوري في غريب في بيتي، ظل عالقاً في الاذهان لفترة طويلة لأنني قدمته امام نجوم كبار لهم مكانتهم بالاضافة الى أنني مثلت شخصيتي وجنسيتي اللتين اعتز بهما كفنان كويتي، كما اعتز بهذا الور الذي رشحني له الزميل والصديق الكاتب والسيناريست وحيد حامد منتج ومؤلف الفيلم».
ويقول خليل اسماعيل عن الفنانة الراحلة سعاد حسني: «رحم الله سعاد حسني، وأرجو ان تكون الجنة مثواها الاخير، وعندما شاركت معها في هذا الفيلم اكتشفت انها انسانة متواضعة جداً وبسيطة وتتمتع بروح شفافة كالزجاج، ما في قلبها يخرج على لسانها، من يراها خارج البلاتوه لا يتصور ان هذه هي الفنانة العفريتة الشقية التي ترقص وتغني وتدير رؤوس الرجال، ولا شك ان وفاتها كانت خسارة كبيرة للفن وهي فعلاً كانت وستظل سندريلا الشاشة العربية».
وبسؤاله لماذا لم تكرر تجربة المشاركة في السينما المصرية خاصة انها تحقق النجاح والشهرة والنجومية بشكل سريع جداً وعلى مستوى العالم العربي، رد قائلاً: «عرضت علي أدوار كثيرة لكنني لم أجد نفسي فيها، فأنا لا اسعى للشهرة والنجومية والظهور من أجل الظهور، ولا يهمني مساحة الدور صغيراً كان او كبيراً ولكن تهمني القيمة الفنية كما انني اضع في اعتباري انني كويتي وامثل بلدي في مثل هذه الافلام، ولذلك كنت حريصاً جداً على عدم المشاركة من اجل المشاركة فقط، وآخر ما عرض علي قبل مرضي فيلم «النوم في العسل» من نجم الكوميديا الفنان عادل امام، وفعلاً الدور كان جميلاً وبه مساحة كوميدية حلوة، لكنني كنت اشارك في عمل مسرحي يومي في الكويت، وحالت الظروف دون المشاركة في هذا الفيلم، والذي رشحني لهذا الدور هو صديقي الكاتب وحيد حامد».
آراؤه في السينما
لخليل اسماعيل آراء في السينما، يقول: «أحب أفلام نجيب الريحاني وعبدالفتاح القصري، والافلام القديمة لها نكهة خاصة وجماليات وحبكة درامية وتوازن للخير مع الشر اما سينما اليوم فلي تحفظات كثيرة عليها لان هناك بطولات كثيرة في حياتنا العادية لم تعد السينما تتعرض لها او تقدمها بشكلها الحقيقي الجميل الذي يعطي الامل للمشاهد في ان الحياة يمكن استمرارها برغم مشاكلها وصعوباتها والمواطن العادي الذي يذهب للسينما ليروح ويرفه عن نفسه لديه من المشاكل ما يكفي، فهو يريد ان يرى قيما جميلة ونجاحات متعددة وصوراً اخرى من الحياة تمنحه السعادة والمتعة، وليس معنى هذا ان نزيف الواقع او نقول على القبيح انه جميل، ولكن في مقابل النماذج السيئة التي نستمدها من اعماق المجمتع العربي او من قمته نقدم نماذج جيدة مستمدة من الطبقات المتوسطة التي تمثل السواد الاعظم من الشعب، وفي الافلام القديمة كما شاهدنا الشر والخطيئة بوجهها البشع، كنا نشاهد ايضا الخير الى جوارهما، ويتغلب هذا الخير في النهاية على الشر، فكانت عواقب الشر تظهر واضحة في الافلام حتى تحذر الناس من ارتكاب الذنوب وقد يظن البعض انني اتحدث عن سينما ارشادية او تعليمية ولكن الحقيقة انني اتحدث عن سينما القيم النبيلة التي نحن في امس الحاجة اليها الآن لتقدم القدوة الحسنة لهذا الجيل حتى لا يقعوا في براثن عصرهم الاستهلاكي المدمر، وكذلك الامر في الاعمال المسرحية والتلفزيونية».
خليل إسماعيل ساخراً
ابن نكتة
للفنان خليل اسماعيل حس فكاهي نادر فهو ابن نكتة، ويهوى تدبير المقالب ولا يهدأ له بال او يغمض له جفن حتى ينفذ مقلبه باستمتاع شديد، ومن الذكريات الطريفة التي يرويها بوعبدالرزاق، انه كان يعمل في فترة من صباه الباكر في برج المراقبة بالمطار واراد ان يستغل سذاجة احد العاملين الذي كان يغسل له السيارة، فاتفق معه على ان يقوم بغسل الطيارة الجديدة التي اشتراها ويقوم بتنظيفها جيداً على ان يعطية خمسة دنانير مقابل ذلك، على اعتبار ان حجم الطيارة اكبر من السيارة، وسحب الرجل الدلو وذهب للطيارة التي اشار اليها خليل اسماعيل، وما ان بدأ في غسيل العجلات حتى كانت الشرطة وأمن المطار يلتفون حوله ويسألونه: ماذا تفعل يا رجل؟ فقال: اغسل طيارة الاستاذ خليل، ووقعوا من الضحك عندما عرفوا السالفة، في حين كان خليل اسماعيل يقف في برج المراقبة ليراقب المشهد عن بعد وهو يقهقه غير عابئ بنتائج هذا المقلب مهما كانت، فالهم ان يضحك.
شخصية لا تعرف الحزن
خليل اسماعيل شخصية نسيج وحدها، فهو لا يعرف الحزن، حتى في احلك لحظات حياته، يسخر من كل شيء في الحياة حتى من نفسه، لا تغيب ابتسامته، وهو على فراش المرض يتأوه من الالم لدرجة انه يضحك على آلامه ويسخر من تراجع وتدهور صحته مؤكداً انه سيتعافى، لديه قدرة غير عادية على التفاؤل وحب الحياة.
ذهبت بصحبة الزميل الصحافي يحيى عبدالرحيم لاجراء حوار معه، لم نتوقف عن الضحك على مدى ساعتين، رغم انني عندما شاهدت ولداه عبدالكريم ومحمد يسندانه وهو يكاد يتحرك في الشقة بالكاد تذكرت هذا الرجل الذي كان يملأ خشبة المسرح ضحكا ضجيجا وتلته الاكف من التصفيق بعد كل تعليق (إفيه) يلقيه خليل إسماعيل. شعرت بالاسى في نفسي وقلت: «لا حول ولا قوة إلا بالله، دوام الحال من المحال، من يصدق أن الذي أراه الآن هو خليل إسماعيل»، ولم تمض دقائق معدودة حتى كان خليل اسماعيل قد اتخذ مكانه على الاريكة ووضع ساقا على ساق بعظمة شديدة وهو يقول: «الواد المصور فين، عايز كام لقطة على كيفك، عارف لو شفت الصور ومعجبتنيش هاخلي يومك مثل وشك». فداعبه زميلنا المصور فرحان الشمري وقال: وانت شايف شي؟ فرد إسماعيل: أغبر مثل صوتك. فتابع المصور: واشحقه النظارة الجميلة دي يا بوعبدالرزاق، إيش تستفيد منها؟ فقال: يا أهبل دي لزوم الديكور حتى يراني القراء كما كانوا يرونني دائما وامتدت القفشات والنكات، وحدثنا خليل عن سر اعجابه بالمصريين الذين عاش بينهم سنوات طويلة، وتحدث لهجتهم بطلاقة شديدة لدرجة أن البعض كان يشك انه كويتي اصيل من فرط اجادته للهجة المصرية.
لم يخل الحديث من الأسئلة الجريئة التي اجاب عنها بجرأة أكبر ولكنها ممزوجة بالسخرية التي يجيدها، حتى ان مجلس ادارة فرقة مسرح الخليج العربي وجميع اعضاء الفرقة برئاسة المخرج منقذ السريع لم تكن تحلو لهم الجلسة الا بوجود خليل اسماعيل الذي لم يسلم اي من الاعضاء من لسانه وغشمرته، ولم يكن يجرؤ احد ان يباريه في هذا الميدان، فهو يضحكنا في جلساتنا كما اضحكنا سنوات طويلة وهو على خشبة المسرح.
حاولنا ان نستأذن انا وزميلي يحيى، لكن حلاوة حديثه وجلسته لم تكن تسمح لنا بذلك، حتى المصور الذي كان من المفروض ان يغادر عقب انتهاء التصوير ظل جالسا مشدوها بحديث هذا الرجل الذي يعرف كيف يمتلك قلوب مستمعيه وجلسائه حتى ولو كان لا يراهم. ضحكنا كثيراً في تلك الليلة الا انني عندما شاهدت خليل اسماعيل يمسك بفنجان القهوة ويحاول ان يشرب منه ويبدو طبيعيا بيننا ثم يتعثر في ذلك، ويحاول جاهدا ارجاعه الى مكانه فوق الطبق، عندئذ وجدت دمعة تتسلل من عيني دون ارادة مني.
خلاف حول شخصيته في السعودية:
يقول خليل اسماعيل: «كنت في السعودية اثناء فترة الغزو الغاشم للكويت. واثناء وقوفي في احدى محطات البنزين استوقفني احد المواطنين واخذني بالاحضان وهات يا سلامات، فقالت زوجته هذا هو الفنان الكبير الذي اسعدنا كثيرا، ورحب بي ودعاني على العشاء، ولكني اعتذرت له فصمم ان يملأ السيارة بالبنزين على حسابه، فوافقت وشكرته. وقالت زوجته له: اتعرف من هذا؟ انه الفنان خليل اسماعيل. فرد عليها بإشارة تدل على ان تصمت وقال لها: انت لا تعرفين شيئا، انه عبدالرحمن العقل. وزادت حدة النقاش واخفقت محاولاتي في السيطرة على الموقف فتركتهما وانصرفت. والعجيب هنا انه يوجد اختلاف كبير بين شكلي وشكل عبدالرحمن العقل، لكن قلت لنفسي لكي لا تتكرر هذه الغلطة لابد ان نعلق شارة الاسم على الصدر حتى لا يخلط الناس بيننا».
الرجيب وطليمات أسسا النهضة المسرحية:
المرحوم حمد الرجيب هو الذي استقطب زكي طليمات لتأسيس وتخطيط الحركة المسرحية من البداية حتى يومنا هذا. فالحركة المسرحية نمت وتطورت بسبب زكي طليمات وحمد الرجيب. والرجيب قدم مسرحية «المهزلة» وكان وذلك في الاربعينيات قبل وجود زكي طليمات، وكذلك بعض الاعمال ولكنها لم تكن على اسس وقواعد معينة. وكان سيحدث تطور حتى ولو لم يكن زكي طليمات موجودا.
حياة الفهد رمز فني:
الفنانة حياة الفهد لها مكانة عظيمة في قلوب الناس، وهي رمز فني، نجحت طوال مشوارها الطويلا في ان ترسخ قواعد للفن الكويتي وتسهم بشكل كبير في انتشاره في منطقة الخليج العربي. امتعت الجماهير بصدق ادائها وتقمصها للكثير من الادوار التي ما تزال محفورة في اذهان الناس. والفهد تتمتع بموهبة الكتابة ايضا، وقدمت العديد من المسلسلات التي تعالج قضايا المرأة. وحققت نجاحا ايضا في هذا الميدان، فهي بحق فنانة متعددة المواهب.

http://www.alhoriah.com/HoriaNews/Ar...px?artid=30156