13-08-2010, 09:36 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | ثـلاثية الـنفس الـبشرية وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)" سورة الشمس الأنفس ثلاث (الامارة بالسوء - اللوامه - المطمئنه) والانسان حينما يقع فريسة الأمارة بالسوء يضيع ويفرط بمصلحته وحين تتسلط عليه اللوامه تتراكم عليه العقد والشعور بالاحباط وحين يستسلم للأخيره يبدأ بالتهاون بالتكليفات والواجبات و الأصل بالثلاثة خير و ليس شر و لكن بقدر معلوم و ليس بالمطلق كيف؟ يستفيد الإنسان من النفس الأمارة بتحفيز نفسه للقيام بالتمرد وكسر القيود (في البدايه) والانجذاب لشيء جديد والفضول والرغبة بالتجربة وهي في ظاهرها أمر حسن .. لكن وجب عليه أن يقف عند هذا الحد .. لانه مجرد أن تقع لذتها في قلبه انفتن .. واصبحت تزين له السوء حتى يأخذه الغرور فينساق بالاثام دون رقيب .. فإن لم يستجب تقوم بسلبه الشعور بالامان وتستبدله بالخوف من الفضيحه والعار والفشل .. وهنا تأتي النفس اللوامه لتردعه بالشعور بالذنب وتنصحه للعودة لما كان عليه من صلاح قبل ذلك ..(الى هنا جيد) ولكن حين يرفض الاستجابة تسلط عليه النفس اللوامة الشعور بالخزي و الانحطاط و تجلب له العقد النفسية والأمراض الجسديه المزمنة .. أما النفس المطمئنه فهي بوابة كل خير .. حيث الشعور بالامان والسلام مع النفس ومع الاخرين .. وهي دافع المؤمن لاداء الطاعات والتكليفات الشرعيه .. لكن متى مازادت الطمأنينة عن حدها زاد الكسل والإهمال .. فيبدأ بتهاون في حقوقه اولا ثم واجبته حتى يصل اهماله للتسويف والمماطله فينقلب رأسا على عقب ليعود لدوامة النفس اللوامة .. خاصة حين يبدأ بالتعرض للخسران والفشل رب العالمين خلق كل نفس من هؤلاء الثلاث للقيام بدور حيوي ومهم في حياتنا .. فلا تفاضل ولا افضلية بينها الا (بالنتيجة فقط) .. كيف؟ إن كانت خيرا فخير وإن كانت شرا فهي شر .. كما أخبرنا تعالى في كتابه العزيز: ـ"فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)" سورة الزلزلة أما سبب اختلاف أدوارها وتأرجحها بين الفائدة والمضرة فهي عودة لأصل الدنيا .. دار بلاء وشقاء .. دار اختبار وليست دار قرار .. فالامر كله يعود لله عز وجل .. هو من وضع الكتاب وكتب على النفس بلاءها وشقاؤها .. نعيمها ورخاؤها .. احسانها وخطيئتها في لوح محفوظ والحساب الوافي والجزاء الحقيقي بعد الممات ويوم يبعثون. وعليه وجب الحرص عندما نتحدث مع أنفسنا مع من نكلم من تلك الأنفس؟ وما أثر القرار الذي سوف يترتب وراء الانصياع وراء أحداهن؟ فقد يبنى قرار بالاتفاق بين اثنتين منهن ولكن اتفاق الثلاثة في موضع واحد لانجزم استحالته ولكن بلا شك .. ندرته ولسنا نملك من فقه الدنيا والاخرة الا الشيء القليل وعليه وجب على الانسان ان يشغل نفسه عندما يكون لوحده بذكر الله والتسبيح والحمد والاستغفار وقراءة القرآن .. فإن أراد قراءة كتاب أو متابعة أخبار فلا بأس ولكن ليحذر من خلوته .. فالشيطان يقوى كيده كلما تفرقت الجماعات ليأتي احدكم فرادا .. وكلما زاد عدد الناس كلما قل كيده وقلت حيلته .. بجميع الأحوال أنت سلطانك نفسك و لا سلطان للشيطان عليك سوى أنه يستغل وحدتك ليوسوس لك بما يزعزع به نفسك ويتوه به فكرك نسأل الله السلامة والعافية و أوصيكم خيرا بقراءة المعوذات وآية الكرسي والانشغال بما ينفعنا وينفع الأمة الاسلامية .. تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد .. دمتم برعاية الله وحفظه سالمين إعداد/ أ. غانم الحمدان __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |