[نوره عبدالرحمن "سما"]

المخيال: يجوز أخذ العلوم الحديثة من غير المسلمين

ما لم تتعارض مع الشرع وفي ذلك خدمة للإسلام ونشر للدعوة

• أكد أن براءة المسلم من الكافر تؤصل في نفسه عزة الإسلام

الإسلام حرص على سلامة الظاهر كحرصه على سلامة الباطن، نرى ذلك جليا في تنوع النصوص القرآنية والنبوية في ترسيخ مفهوم البراءة من الكفار، فالإسلام يريد لنا استقلالا كليا عن اليهود والنصارى ظاهرا وباطنا، حيث لا يتحقق الولاء حتى يتحقق البراء، فلا ولاء بلا براء. هذا ما أكده الداعية أحمد عبدالله المخيال في رسالته العلمية للحصول على درجة الماجستير في تخصص الحديث، لافتا إلى أن براءة المسلم من الكافر تؤصل في نفسه عزة الإسلام الذي يدين به، وتزيده إيمانا ورسوخا، لما يظهر له من تميز دينه ووضوح عقيدته، وأما الكافر، فإن مشاهدته لمظاهر عزة المسلم وتميزه عن غيره في إطار العشرة الحسنة والتعامل الطيب من أعظم الأمور التي ترغبه في الإسلام وتحببه فيه. وبين المخيال في لقائه مع «الأنباء» أنه لابد من العدل في التعامل مع الآخرين حتى لو كانوا كفارا، لأن حسن العشرة مع الناس لا يقدح في عقيدة البراء، وأن الإسلام رغم نهيه عن موالاة الكفار فرق بين الكافر المحارب المعادي للمسلمين الذي لا تجوز موالاته ولا التعامل معه، وبين الكافر الكتابي الذي يسالم المسلمين وله عهد وذمة، فهذا نبره ونقسط إليه لعله يتأثر بالإسلام، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

حدثنا بداية عن رسالتك العلمية وعن موضوعها.
هذه الرسالة عبارة عن استكمال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في تخصص الحديث من كلية الشريعة، بالجامعة الأردنية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي من إشراف د.باسم الجوابرة، وقد اهتمت بجمع الأحاديث النبوية المتعلقة بموضوع البراءة من الكفار وما يتعلق به، وتصنيفها تصنيفا علميا على المواضيع، فإن الاهتمام بجمع الأحاديث النبوية والآثار الواردة في أمر معين وتصنيفها إلى مواضيع، مما يسهل فهم السنة النبوية، وتقديمها إلى الأمة حيوية مرتبة، ويسهل الرجوع إلى المسألة المراد منها، ويبرز الوحدة الموضوعية للسنة النبوية، وهدفت هذه الرسالة إلى رفد المكتبة الإسلامية بكتاب في هذا الموضوع الذي لم يسبق تناوله في دراسة حديثية، والإسهام في تصنيف الأحاديث النبوية تصنيفا موضوعيا، وخدمة الباحثين المتخصصين في الوقوف على هذه الأحاديث دون عناء وتعب.
كما بينت الدراسة أهمية معتقد البراء في حياة المسلم، وأن الإسلام حرص على سلامة الظاهر كحرصه على سلامة الباطن، ونرى ذلك جليا في هذا الموضوع حيث تنوعت النصوص النبوية في ترسيخ مفهوم البراءة من الكفار، فنجدها في باب الاعتقاد، والعبادات والمعاملات، حتى في الجانب الاجتماعي، وكذلك وضحت الدراسة سماحة الإسلام ورحمته في هذا المعتقد، فلابد من العدل في التعامل مع الآخرين حتى لو كانوا كفارا، لأن حسن العشرة مع الناس لا يقدح في عقيدة البراء، وقد تضمنت الدراسة في فصولها ومباحثها ردا على فريقين كلاهما خالف الصواب والطريق القويم في فهم معتقد البراء والعمل به.
ـ الأول: من ينكر البراء من الكفار ولا يعمل به.
ـ الثاني: من يغلو فيه، بل إنه يتبرأ من بعض من يستحق الولاء والنصرة.
وقد جاء هذا البحث في بيان حقيقة معتقد «البراء»، ومكانته في دين الله، وعدم معارضته للسماحة والرحمة والوسطية التي انفرد بها الإسلام، وأن هذا المعتقد بريء من الإفراط والتفريط.
المقصود بالبراء
لكن ما المقصود هنا بالبراء من الكفار؟
بالنظر في أدلة الكتاب والسنة يتبين أن معتقد الولاء والبراء يرجع إلى معنيين اثنين بالتحديد، هما الحب والنصرة في الولاء، وضدهما في البراء، ولا يخفى أن هذين المعنيين من معانيهما في اللغة، فالبراء هو الشق الآخر في عقيدة الولاء والبراء التي تجمع بين الحب والبغض والموالاة والمعاداة، فكما أوجب الله الولاء على المسلم لأهل الولاء، أيضا أوجب الله على المسلم البراء من أهل البراء، فلا يتحقق الولاء حتى يتحقق البراء، فلا ولاء بلا براء، قال ابن القيم «فلا تصلح الموالاة إلا بالمعاداة كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه: (قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين)، فلم يصح لخليل الله عليه السلام هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة، فإنه لا ولاء إلا لله، ولا ولاء لله إلا بالبراءة من كل معبود سواه، قال تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)، وقال تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) جعل هذه الموالاة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة لا إله إلا الله.
أهمية الدراسة
ما أهمية دراسة هذا المبحث من العلم، مبحث «الولاء والبراء»؟
1 ـ أهميتها في أنها تتعلق بأصل من أصول الإيمان هو «الولاء والبراء» وهما مظهران من مظاهر إخلاص المحبة لله، ثم لأنبيائه والمؤمنين، فهي دراسة تجمع بين العقيدة الإسلامية والحديث النبوي.
2 ـ أنها تتحدث عن موضوع قد أخل به كثير من أبناء المسلمين في زماننا هذا فخلطوا الحابل بالنابل في فهم هذا الأصل والعمل به فهذه دعوة إلى النظر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب والامتثال للنصوص القرآنية الواردة في الحث على العمل بهذا الأصل دون غلو أو تفريط.
3 ـ أن موضوع «الولاء والبراء» من المواضيع التي لم يفرد لها الأئمة المتقدمون المؤلفات الخاصة التي تشبع هذا الموضوع وتحيط بجوانبه في مؤلفات خاصة.
4 ـ أنني لم أجد مؤلفا يعالج هذه القضية من الناحية الحديثة، فمازالت مباحث ومادة هذه الرسالة مودعة في بطون كتب السنة وكتب الاعتقاد وكتب التفسير وشروح كتب السنة.
وبتأمل خطة البحث تظهر فوائده وأهميته، حيث تحاول هذه الدراسة الإجابة عن عدد من الأسئلة المهمة مثل:
1 ـ ما هي عقيدة البراء، وما هي حقيقتها؟
2 ـ كيف عالجت السنة النبوية هذا الموضوع؟
3 ـ ما مقتضيات عقيدة البراء؟
4 ـ ما طبيعة تعامل المسلمين مع غيرهم؟
5 ـ ما مفهوم التشبه بالكفار، وما حكمه؟
6 ـ ما آثار موالاة الكفار في حياة الأمة؟
7 ـ ما حكم الاستعانة بالكفار، وما تفصيل ذلك؟
8 ـ كيف عمل الإسلام على تحقيق التميز التام للمسلمين عن الكفار في العقائد والعبادات والأخلاق والعادات؟
9 ـ ما حكم دخول الكفار وإقامتهم في دار الإسلام؟
النتائج
ما أهم النتائج التي خلصت إليها في هذه الرسالة العلمية؟
أهم النتائج التي توصلت إليها خلال بحثي، هي ما يلي:
1 ـ ان الإسلام يحرص على سلامة الظاهر كحرصه على سلامة الباطن، ولأن الباطن له أثر واضح على ظاهر الإنسان، ونرى أحاديث وردت في المعاملات واللباس والزينة والأخلاق وغيرها، وهذا يدل على أن الإسلام يريد لنا استقلالا كليا عن اليهود والنصارى ظاهرا وباطنا.
2 ـ تنوعت النصوص النبوية في ترسيخ عقيدة البراء من الكفار ومن خالف شريعة الله، فنجدها في باب الاعتقاد، وباب العبادات، والمعاملات وجانب العلاقات الدولية، حتى في الجانب الأخلاقي، كل ذلك لأجل تحقيق التميز للمسلم والتأكيد على مفاصلته للكفار.
3 ـ الإسلام دين الرحمة والعدل، وما شرعت عقيدة البراء إلا لرحمة المسلم والكافر معا، فبراءة المسلم من الكافر تؤصل في نفسه عزة الإسلام الذي يدين به، وتزيده إيمانا ورسوخا، لما يظهر له من تميز دينه ووضوح عقيدته، أما الكافر فإن مشاهدته لمظاهر عزة المسلم وتميزه عن غيره في إطار العشرة الحسنة والتعامل الطيب من أعظم الأمور التي ترغبه في الإسلام وتحببه فيه.
4 ـ لابد من رفع راية الجهاد في سبيل الله تعالى لتحقيق عقيدة البراء عمليا، وإخراجها من حيز القلب، ولكن ينبغي التأكيد على أن الجهاد له ضوابط وشروط، وأن حروب الإسلام ليست حروبا عدوانية، وإنما هي حروب رحمة وتحذير للناس مما هم عليه من الشرك وإخراج لهم من الضلالة إلى النور، بدليل وجوب دعوتهم للإسلام قبل القتال إن لم تبلغهم الدعوة، والنهي عن قتل الصبيان والنساء والشيوخ، وتحريم المثلة في القتل. 5 ـ إن الإسلام رغم نهيه عن موالاة الكفار فرق بين الكافر المحارب المعادي للمسلمين فهذا لا تجوز موالاته ولا التعامل معه ونحو ذلك، وبين الكافر الكتابي الذي يسالم المسلمين وله عهد وذمة فهذا نبره ونقسط إليه لعله يتأثر بالإسلام، ولا يمنع من أخذ العلوم الحديثة منهم، ما لم يتعارض ذلك مع شرعنا، حيث أننا بذلك نخدم الإسلام والمسلمين وننشر الدعوة الإسلامية، ولا يمنع كذلك من التعامل معهم في البيع والشراء، وهذا يدل على أن دين الإسلام ليس دين جمود بل دين يحث على العلم والتفكر.





حوار قيم أعدته جريدة الأنباء مع الباحث أحمد المخيال أحببت نقله لكم ..أرجو أن وفقت في النقل و نال استحسانكم




http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...neid=172&m=155

[نوره عبدالرحمن "سما"]

نحن موكلون بإعمار الأرض

الولاء و البراء لا يعني الإيذاء و العداء

فهنا الفساد و اللاجدوى
بل بالاحتفاظ بالهوية الإسلامية التي تحفظ العزة و تشد الغير للدخول في دين الإسلام

و رسولنا الكريم لنا فيه أسوة عاد - زاره - جاره اليهودي في بيته عندما علم بمرضه رغم الآذى الشديد الذي تلقاه منه و ما ملك أن قال حين رآى رسول الله صلى الله عليه و سلم أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
(و المؤلفة قلوبهم ..الآية ) وجه من أوجه الزكاة لأهل الكتاب الذين يرغبون الدخول في الإسلام لتأليف قلوبهم


إسلامنا سلام ..نور و خير
المسلم من سلم الناس من لسانه ويده
و إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

أدناه منزلة كف الأذى آفضل الصدقات إصلاح ذات البين - و هي مرتبة الإحسان - و أدناها كف الأذى و كما قال نبينا فامسك عليك هذا فإنه لك به صدقة – اللسان

أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس