(أشبال حول الرسول) أنس بن مالك ...خادم الرسول أشبال حول الرسول
أنس بن مالك... خادم الرسول
في حياة بعض الأطفال محطات مهمة فاصلة تغير الحياة ويؤرخ لها لما بعدها، وفي قصة أنس بن مالك كانت لحظة التحول عندما اصطحبته أمه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) لتهبه لخدمة الرسول قائلة له: «يا رسول الله إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك»، فقبله الرسول بين عينيه ودعا له قائلا: «اللهم أكثر ماله وولده وبارك له، وأدخله الجنة».
من هذه اللحظة ارتبط أنس بن مالك بالرسول، يلازمه حتى وفاته، ويخدمه، ويكشف لنا من خلال معاملته المباشرة جوانب جديدة من شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيقول أنس: «خدمت رسول الله عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي»، وقال أيضا: «خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته»، وقال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أحسن الناس خلقا ولا مسست خزا قطّ ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف الرسول، ولا شممت مسكا قطّ ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله»، من هنا نفهم افتخار أنس بن مالك بلقب خادم الرسول طوال حياته، فقد اقترب من الرسول الإنسان فبهرته شخصيته وتواضعه.
في بداية خدمته للنبي امتاز الصبي أنس بن مالك بقدرته على الكتابة، وهي فضيلة عظيمة لم تكن متوافرة في جزيرة العرب إلا لعدد محدود، وهو ما مكنه من أن يكون أحد كتاب الرسول، كما أن فطنته وذكاءه مكناه من أن يكون راوية لأحاديث رسول الله حتى عد أحد أكبر صحابة الرسول رواية للحديث النبوي الشريف، فقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يزيد على 2200 من الأحاديث، وروى عنه ما يزيد على 285 من الصحابة والتابعين.
لم تخل حياة أنس بن مالك وهو صغير السن من مواقف باسمة مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقد أرسله النبي يوماً لحاجة فخرج، وأثناء ذهابه وجد صبياناً كانوا يلعبون في السوق فانضم إليهم يلعب معهم، ولم يذهب إلى قضاء ما أمره به رسول الله، ويكمل أنس بن مالك قائلا: «فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتبسم ويقول: يا أنيس (استخدم الرسول تصغير الاسم للتدليل على عادة العرب) أذهبت إلى حيث أمرتك؟ فارتبكت وقلت: نعم إني ذاهب الآن يا رسول الله».
ومات أنس بن مالك سنة 91هـ وهو يرجو من الله أن يجمعه يوم القيامة بالرسول ليقول له: «يا رسول الله هذا خويدمك أنيس». http://www.aljareeda.com/aljarida/Ar...aspx?id=173975 __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|