شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-2010, 04:17 PM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»


حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»
بقلم د. محمود عمارة



«بلد» مساحته «٣٢٠ ألف كم٢».. وعدد سكانه ٢٧ مليون نسمة، .. كانوا حتى عام ١٩٨١ يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك.. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً..
والصراعات الدينية «١٨ ديانة» هى الحاكم..

حتى أكرمهم الله برجل اسمه «mahadir bin mohamat‏»، حسب ما هو مكتوب فى السجلات الماليزية! أو «مهاتير محمد» كما نسميه نحن.. فهو الابن الأصغر لتسعة أشقاء.. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية..




فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام ٥٣.. ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت «ماليزيا» فى ١٩٥٧، ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص ٢/١ وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام ٦٤، ويخسر مقعده بعد ٥ سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى ٧٠.. ويعاد انتخابه «سيناتور» عام ٧٤.. ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى ٧٥، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى ٧٨، ثم رئيساً للوزراء عام ٨١، أكرر فى ٨١، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد على!




فماذا فعل «الجراح»؟

أولاً: رسم خريطة لمستقبل «ماليزيا» حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال ١٠ سنوات.. وبعد ٢٠ سنة.. حتى ٢٠٢٠!!
ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمى هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالى خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفى البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.. فلماذا «الجيش» له الأولوية وهم ليسوا فى حالة حرب أو تهديد؟ ولماذا الإسراف على القصور ودواوين الحكومة والفشخرة والتهانى والتعازى والمجاملات والهدايا.. طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع؟

ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى «النهضة الشاملة»، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير «زيت النخيل»!


وفى «السياحة»: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو ٢٠ مليار دولار بدلاً من ٩٠٠ مليون دولار عام ٨١، لتصل الآن إلى ٣٣ مليار دولار سنوياً.. وليحدث ذلك: حول المعسكرات اليابانية التى كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية، والمدن الرياضية، والمراكز الثقافية والفنية.. لتصبح ماليزيا «مركزاً عالمياً» للسباقات الدولية فى السيارات، والخيول، والألعاب المائية، والعلاج الطبيعى، و... و... و....وفى «قطاع الصناعة»: حققوا فى عام ٩٦ طفرة تجاوزت ٤٦٪ عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.



وفى النشاط المالى: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم ٦٥ مركزاً تجارياً فى العاصمة «كوالالمبور» وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً، (فى مصر ٤٠٠ مليون).

وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة putrajaya‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من ٢ مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب ٧ ملايين عام ٢٠٢٠، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!




باختصار:

استطاع الحاج «مهاتير» من ٨١ إلى ٢٠٠٣ أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التى يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من ١٠٠ دولار سنوياً فى ٨١ عندما تسلم الحكم إلى ١٦ ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من ٣ مليارات إلى ٩٨ ملياراً «فى مصر ٣٤ مليارا»، وأن يصل حجم الصادرات إلى ٢٠٠ مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به ١٨ ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى ٨١ كان عددهم ١٤ مليوناً والآن أصبحوا ٢٨ مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه فى ٢٠٠٣ وبعد ٢١ سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل، رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام ٢٠٢٠، والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند.

ولهذا سوف يسجل التاريخ: «أن هذا المسلم » اعتمد على الله، وعلى إرادته، وعزيمته، وصدقه، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على «الخريطة العالمية»، فيحترمه الناس، ويرفعوا له القبعة!


المصدر


--

————
————
للإشتراك بـــ

أنقر على هذا الرابط :
http://groups.google.com.sa/

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2010, 01:32 PM   #2 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 894
تاريخ التسجيل: 16/10/2008
المشاركات: 136

افتراضي

موضوع في غاية الروعة

ياليت تسير بلادنا على نهجه

شكرا لك

 

 

__________________

 


هجراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-2010, 02:56 PM   #3 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

جل شكري لكم الهجراوي

هؤلاء نماذج تغيير
و إذا أردت النجاح فاصنع لك نموذجا
و رسولنا خير أسوة
لكن
بودي الإشارة إلى شيء هام و من الأهمية بمكان ذكره
ربما هو سر التغيير !

لن نسهم في حل مشكلاتنا ، لن ننمو و نزدهر و نسعد حتى نطبق
(قانون التغيير )


ثمة التغيير رحلة تبدأ من الداخل


﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .


( سورة الرعد الآية : 11 ) .




( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم )


( 53 ) الأنفال




التغيير لا يأتي من الخارج

إنما

من أراد التغيير نحو الأحسن ينبغي عليه أن يبدأ من نفسه بالصلح مع الله عز وجل
الله يريدنا أن تكون معمرين لا مفسدين
لتنمو البلاد و الناس لا تتخلف و تتعس

الله يريدنا أن نكون نفعا و خيرا لأنفسنا و لمن حولنا حتى يتحقق الإعمار

يسمح بقوى الخير و النماء و العطاء ( الفطرة ) يسمح بقيم السلام لا يحيدها و يجعلها تنبثق من داخله تصبح جل تفكيره لتؤتي ثمرها في الخارج
هي موجودة أصلا فينا لكن لنسمح بها حتى نبدع و نعمر
ليتحقق النماء و البركة


{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ...



لكن باتباعه أناه و هواه و الشيطان


رغبات تعود في الأجل القصير فقط


يصبح أسفل سافلين


لا مقدرات و لا طاقات و لا مهارات


سيغيب العقل


إذا لا خيرية و لا نفعا لا لنفسه و لا من حوله



إذا


إن التغيير ينبغي أن التغيير يبدأ من الداخل، وأي تغيير يأتينا من الخارج لا يسهم في حلّ مشكلاتنا ، ولا في تحسين أوضاعنا ، ولا في تماسكنا ، ولا في قوتنا ، لذا الله يقول : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

ربما فردا غير أمة بأكملها
و ربما فرد أقام بلدا بأكمله
و ربما واحد عدل ألفا
الناس ألف و واحد منهم كالألف إن أمرا عنا

عذار على الإطالة
(شاهد اليوتيوب )
محاضرة قيمة بحق للدكتور النابلسي في

(قانون التغيير )

 

 

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-2010, 03:17 PM   #4 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 894
تاريخ التسجيل: 16/10/2008
المشاركات: 136

افتراضي

شكرا لك على البيان والتوضيح المهم في هذا الموضوع المهم

لك تحياتي

 

 

هجراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-2010, 04:27 PM   #5 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

العفو و هذا واجبي

 

 

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تحوّل, حكاية, إلى, «فأر», «نمر»


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكاية مظلوم -د. عبدالرحمن الذبياني نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 2 30-03-2010 02:30 AM
| «نقطة تحوّل».. ناصر القصبي: البساطة عنوان حياتي والتربية السليمة حققت توازني النفسي | ابورشدي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 7 26-03-2010 12:56 PM
حكاية قرية hasan_hamad القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 3 17-02-2010 08:36 PM
الأمير تركي الفيصل ضيف برنامج نقطة تحوّل الأنين الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 5 28-11-2009 11:49 PM
حكاية مسلسل «الاحتقار» تصل إلى مهرجان كان بن عـيدان الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 1 26-08-2009 09:31 AM


الساعة الآن 04:03 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292