01-09-2010, 06:05 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 474 تاريخ التسجيل: 14/09/2008
المشاركات: 236
| الجزء الثاني مع مقابلة الاستاذ >ناصر القصبي< النجم الكوميدي يخصّ « الرياض » بأول حوار صحفي منذ سنوات.. (2-2) ناصر القصبي ل« الرياض »: جرأتنا في «خالي بطرس» استمددناها من إنسانية الملك العظيم عبدالله بن عبدالعزيز
ناصر القصبي
حاوره – عــلي ســـعيد
نواصل في الجزء الثاني والأخير من حوار «الرياض» مع النجم الكوميدي ناصر القصبي، نقاشاً يتأرجح بين مجموعة قضايا تمس «طاش» ومشكلات الحياة الفنية في المملكة. حيث يرى النجم السعودي أن الجهود فردية أياً كانت، لا تكفي لبناء حياة فنية خلاّقة، مطالباً الدولة بالتدخل لدعم الفنون، معترفاً بأن المناخ الفني الحالي متواضع وهو السبب الرئيس في غياب المبدعين. ولأن «طاش» لديه موقف وقضية كما أشار ناصر في الجزء الأول من الحوار.. لذا فإن هذا الموقف لن يمر دون ضريبة!.
لا تحلموا بأعمال عظيمة ما دامت مناهجنا التعليمية تحتقر الفنون
دفع الضريبة!
* هل صحيح أن طاش في السنوات الأخيرة مر بصعوبات على مستوى الحصول على تراخيص تصوير خارجي، بمعنى آخر، هل دفع «طاش» ضريبة مواقفه؟
- طبعاً. كنا سابقاً مرحبٌ بنا في كل مكان. اليوم لا أحد يستقبلنا (يقولها بنبرة أسى). لم يعد مرحبٌ بنا من كثير من الجهات على اعتبار أننا سوف نسبب لهم قلقاً هم في غنى عنه!. ولا يوجد شك في أن هذا الأمر أثر على الدعم اللوجستي. وقد عانينا معاناة عجيبة، فيما يخص أماكن التصوير والمواقع والجهات الرسمية. كان كثير من الجهات الحكومية تقف معنا موقفاً جيداً، ولكن اليوم أصبح لديهم موقف منا. حتى جهاز الشرطة والمرور يتعاملون معنا بمعاملة، كأن يقولون أحضروا النص وماذا ستقولون؟ ثم يقولون، لا، اصبروا، وفي الأخير يجيبوننا: لا نستطيع..الخ.. وأنت عندما تتجه لجهات حكومية تقوم بذلك لأنك لا تستطيع أن تنفذ أو تبني مثلاً، سجناً. كيف أقوم بذلك. لذا علي أن التجئ إلى إدارة السجون. وفي حال عدم التمكن تصبح لديك مشكلة في تنفيذ المشهد.
مع احترامي لعبده خال والبوكر.. لا يمكن أن نصنع ماركيزاً آخر!
علماً بأننا واضحون تماماً مع الجهات الحكومية التي نتعامل معها ونُفصح لهم أن الموضوع يتطرق إلى كذا وكذا. وأعطيك مثالاً: لدينا حلقة كان يفترض أن تعرض هذا العام أخذنا فكرتها من مقال للدكتور عبدالله الفوزان وكتبها ناصر العزاز وكنت أرى أنها واحدة من أجمل حلقات طاش لو صار لها حق العرض. وفكرتها أن سيدة وأم لأربعة بنات وهي أرملة وتدير بيتاً وصار لها ظرف عندما كانت مع زوجها في بريطانيا حيث كانت تقود السيارة هناك بعد حصولها على رخصة دولية. في المملكة صار لها ظرف طارئ وتريد أن تأخذ السيارة لكي تخرج بسبب هذا الظرف. وطبعاً الشوارع التي يجب أن تمشي بها هي شوارع المدينة الرئيسية، «صار فيها قصة».. طبعاً لك أن تتخيل هذا.. أين سأصورها؟ في مدينة الرياض من الممكن.. (يقولها ضاحكاً). تخيل في الرياض، تصوير امرأة تقود سيارة، سيكون هنالك ناس وحدث كبير. فبدأنا في الاتصالات من كل الجهات كي نصور. طبعاً الجميع رفض. لا أريد أن أخبرك بكل التفاصيل وأين ذهبنا. وفي الأخير عرفنا أننا لا نستطيع أن نقدم هذه الفكرة.
* وهل أصاب هذا الأمر مقتلاً في المسلسل بحيث أضعفه أو أخره في السنوات الأخيرة؟
- ليس مقتلاً، بمعنى مقتل، وإنما عدم المساعدة في الدعم اللوجستي أرهقنا. أصبحنا نبذل مجهوداً كبيراً في الإنتاج، على اعتبار أن فيما سبق كان كل شيء موجوداً وتحت تصرفك وفي المكان الفلاني يمكن أن ترفع السماعة وتأخذ ما تريد من إمكانات الموضوع.
* تعني أنكم كنتم «الابن المدلل»؟
- أجل (يجيب ضاحكاً، أيوااا). ولكن نحن لسنا «زعلانين». نحن نعرف تماماً أن كل شيء له ثمن. هل تريد أن تأتي وتطرح قضايا يختلف عليها الناس وتريد أن يكون كل شيء جاهز، لا بالتأكيد، فنقبل ونتفهم. فقط أريد أن أصور لك الموقف فقط.
نحتاج عشرات السنين حتى نصل إلى «ألف باء» الفن الحقيقي
الشخصيات المتكررة
* خلق وتقمص شخصيات جديدة لذة ومغامرة لا يعرف كنهها إلا الممثل المبدع. ولكن أنتم في «طاش» أصبحتم تفضلون استعادة (شخصيات) كحمود ومحيميد وغيرهم والذين تحولوا إلى قوالب تصب فيها الحكايات. لماذا توقفتم عن تقمص أو ابتكار شخصيات جديدة في المسلسل؟
- صدقاً، لا أنا ولا عبدالله مشغولان بفكرة الكركتر (الشخصيات). أولاً: الضغط العنيف اليوم، في الدخول للفكرة، أشغلنا عن الدخول إلى «كاركترات» جديدة. ثانياً: الأمر الآخر وهو أننا نؤمن الآن أن البطولة في هذه الفترة ليست بطولة ممثل، بقدر ما هي بطولة موضوع وحلقة كاملة. ثالثاً: الموضوعات التي نقدمها اليوم توضح لنا أين تذهب الشخصية. أحياناً الفكرة تجرك إلى مواقع لابد أن يكون فيها «كاركتر» جديد. لكن هذا الكاركتر الجديد لا يستحمل المساحة الزمنية الصغيرة.. بمعنى أنك عندما تأتي وتقول لي إن هنالك دوراً سينمائياً ثقيلاً، أقول لك: إني بحاجة إلى دراسة تفاصيل الشخصية حتى أضمن تقديمها بشكل مؤثر وقد يستغرق هذا الأمر أسبوعين أو ثلاثة. أما في طاش، ما عاد الموضوع يحمسني أنا وعبد الله لخلق كركتر جديدٍ، لموضوع مستهلك وسريع. اليوم إيقاعنا في طاش إيقاع التلفزيون. أي الفيديو وهو إيقاع استهلاكي. هذا الإيقاع الاستهلاكي لا يحفزك على أن تأتي وتخلق شخصية. نحن لسنا أمام دور مسرحي أو سينمائي.
* وأيضاً، ربما يكون استحضار شخصية معروفة بمثابة مدخل من أجل وصول الفكرة الجديدة ببساطة إلى الجمهور الذي يعرف الشخصية، كما في حلقة (السعودة) وشخصية عدنان؟
- طبعاً. لأن الجمهور يعرف من هو عدنان ونحن وظفناه أيضاً. وهنا أقدم تحية لخلف الحربي لأن النص والموضوع كان حيوياً، وهنا لاحظ أن استقبال الجمهور للحلقة الأولى كان رائعاً. وكنا نحتاج هذا الاستقبال. أعود وأقول: نحن اليوم في «طاش17»، أي سبع عشرة سنة. لقد أصبح لدينا عبء كبير اليوم في بناء الفكرة. أنا أؤمن بأن العمل الفني 50% من استقباله يعود للدهشة. واليوم ليس لدينا دهشة في طاش، «دهشة مين يابا» -يقولها ضاحكاً- الجمهور أصبح عارفاً كل «كركتراتنا» وإطارنا وكل النكات ومع هذا أنا مطالب أن أدع المُشاهد يتسمر أمام طاش كي لا يذهب إلى محطة أخرى. وقد نجحنا في ذلك وأصبح لدينا مشاهدة عالية لطاش. هذه في الحقيقة مسألة مرعبة، أن يكون الجمهور كاشفاً وعارفاً لك. فشخوصك يعرفها وليس لديك من دهشة و»كركتراتك» هي واحدة. لذا إلى أين تكمن الجاذبية؟. تكمن في الفكرة. لذا ليس لديك سوى الفكرة والموضوع في إطاره الكوميدي. وهنا الذكاء في الأمر. والسؤال كيف أقدم ثلاثين فكرة جذابة. صحيح أنه لابد لبعض الحلقات أن تكون ضعيفة ولدينا جزء من الحلقات ضعيف. وهذا أمر طبيعي، لأن أي مجهود بشري لابد أن يكون بهذا الشكل. ولكن أن تحافظ على وجود قاعدة جماهيرية وأنت في الجزء ال»17»، أعتقد أنها مسألة غاية في الصعوبة.
من طاش 17
مستقبل طاش
* حسناً النجاح الذي لمستموه حتى اليوم، هل سيكون مُحرّضاً للعمل من أجل إطلاق طاش «18»؟
- لكل حادث حديث، ولكن لابد أن يكون لدينا مشاريع أخرى.
* هذا ما كنت أمهد إليه، أليس لديكم مشروع تخرجون من خلاله من هذا القالب؟
- لابد أن يكون. وأنا دائماً أقول أن تخرج وأنت ناجح خير من يوم يأتي فيه المُشاهد ليقول لك: «حل عنا دخيلك تراك دوختنا». وقطعاً لو استمررنا سوف يأتي يوم ويتوقف. المشكلة أننا في طاش ندفع ثمناً كبيراً وخصوصاً في إعداد النص. لأن أكثر ما يرهقنا هو ورشة كتابة وإعداد الموضوعات والنصوص. لا تتخيل الستة أشهر التي نمكث فيها في الورشة ولا تتخيل مدى التوتر والهمّ وحالة القلق الذي نكون فيه خلال البحث عن فكرة جديدة والبحث عن إطار. والتصوير بقدر ما هو مزعج ومرهق.. الخ. إلا إنه لا يقاس بجهد إيجاد الفكرة وكتابة السيناريو. لذلك بقدر ما تتعب بقدر ما تجني وتأتيك النتيجة. وواحدة من أهم نتائج طاش أن لكل حلقة أجواءها. فمن لا تعجبه حلقة اليوم تعجبه حلقة غد وهكذا. بخلاف العمل على مسلسل لأن من لا تعجبه الحلقة الأولى لا يعجبه كامل المسلسل.
* لديكم حلقة هذا العام حول السينما؟
- نعم.
* حسناً، ألا توجد فكرة أن نشاهد طاش وقد تحول إلى فيلم سينمائي؟
- لا. طبعاً. موضوع طاش مختلف.
* أقصد الشريكان، أنت وعبدالله السدحان؟
- ان شاء لله يكون هنالك مشروع. الحقيقة أن (خالي بطرس) كانت مشروع فيلم سينمائي.. وكان ذلك منذ عام. وكنت قد طرحتها مع ناصر العزاز الذي كتب حلقتي (خالي بطرس). وقد ذكرت أيضاً لعبدالله أنني كنت أريدها كمشروع فيلم سينمائي، مع التطوير. طبعاً دعك مما رأيت في الحلقتين، ما رأيته فيهما هذا يعيدنا لمسألة الاستهلاك. «تك تك تك وخلصنا»؛ «شغلتين خفيفات وخلص الموضوع». لأن (خالي بطرس) لو أخذتها للسينما قطعاً سوف أضع فيها أموراً أخرى. ذلك لأن مشروعي الحقيقي يتعلق بحوار الأديان. لأن العمل فيه جو ومناخ كوميدي وفيه أيضاً موضوع إنساني جميل.
* بما أنك أشرت إلى مسألة حوار الأديان. دعنا نتوقف عند حلقة (خالي بطرس). الحلقة بلا شك فتحت جدلاً ومجالاً للتأويل وحوت جرعة فكرية عالية رغم بساطة الشكل. حدثني أكثر عن هذه الحلقة؟.
- هنا أود أن أشير إلى أن من دفعنا لنتجرأ على موضوع شائك وعليه خطوط حمراء كهذا، هو هذا الرجل العظيم.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
الملك عبدالله اليوم يعطينا دروساً عظيمة، صدقاً وأمانةً. هذا الرجل سوف يذكره التاريخ طويلاً على مشاريعه العظيمة التي قام بها. ولأن المكان لا يسع لكي نعدد ما قام به هذا الرجل العظيم ولكن واحدة من هذه المنجزات كانت في هذا الانفتاح مع الآخر؛ جرأة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يملكها إلا بطل وشجاع، استطاع أن يتحدى حتى نفسه وهذا الرجل وما يقوم به يعلمنا ما هو الدين الصحيح؛ بدل هؤلاء الذين «ينفضوننا نفضاً». عندما اتجه وذهب وسلّم على بابا الفاتيكان فقد منحنا الجرأة على هذا الطرح.
* تقصد في مؤتمر حوار الأديان؟
- أجل، إن دعوة حوار الأديان سهلت لنا الدخول في الموضوع. قبل زيارة الملك عبدالله كان هذا من المحرمات في نظر المتطرفين، قطعاً. وهنا أقول: من المهم أن نخلخل قناعاتٍ ليس لها أي علاقة بالدين. وإذا كان «حوارنا الوطني» الداخلي قد أحدث ردة فعل سلبية عند بعض المتشددين فما بالك بالحوار مع الآخر. لذلك نحن ندرك أن الحلقة سيكون عليها جدل كبير وأعتقد أنه جدلٌ إيجابي وضروري. هذا مع العلم بأننا لم نغص في عمق الموضوع بل اكتفينا بإشارة بسيطة في نهاية الحلقة التي أردنا بها أن نؤكد أن قيمة المرء هي في كونه (إنسان) لا في انتمائه العرقي أو المذهبي.
* فنياً.. هل حققت كل أحلامك؟
- لا طبعاً. لو حققت كل أحلامي لجلستُ في بيتي.
* ما الذي لم يتحقق؟
- لدي أحلام وليس حلماً.
* ما هو أعظم حلم بينهم؟
- لدي أحلام عظيمة ولكن أعرف أن إمكاناتي لا تستطيع اليوم تنفيذ بعض ما في رأسي لأني أعرف أن الإمكانات التي أملكها متواضعة على كل المستويات؛ لأن مناخنا الفني لا يسمح لنا بأن نحلم بمشروع أكبر من قدراتنا ومع ذلك قريباً ومع الإصرار والجهد والبحث ان شاء الله سوف يتحقق لنا شيء.
* أنت ذهبت للدراسة في كلية الزراعة من أجل مسرح الكلية، في الثمانينات ولكن حال المسرح لم يتغير، هو، هو، المرأة غائبة، ألا يقلقك هذا الأمر تجاه وضع الفن في البلاد؟
- لا. أنا لست متشائماً كثيراً. هنالك جوانب متشائم فيها ولكن عندما تأتي وترى اليوم، بقدر ما نعاني من تواضع إمكانياتنا الفنية، كيف أصبحنا على المستوى التلفزيوني وشيء من المسرح مقارنة مع وضعنا في عام 1990. في تلك السنوات لم يكُ ثمة شيء. الإنتاج مقفل والمسارح كلها مقفلة وأقوى ممثل اشترك في مسلسل واحد وكان هذا قبل سنوات. وأيضاً عدد الممثلين قليل والإمكانات ضئيلة. لكن اليوم الوضع مختلف تماماً. أقصد أن الأمور تتطور رويداً رويداً. ولكن هذا لا يعني أن حالتنا اليوم صحية ولا أن لدينا أعمالاً عظيمة. المهم أننا بدأنا نخطو خطواتنا الأولى. وحتماً سوف يظهر لنا شيء أفضل.
* كيف ترى جيل الشباب في الفن الدرامي وأيضاً في مجال الأفلام القصيرة؟
- جميل. ومع الوقت سوف يكون لهم شأن كبير. أنا سعيد أننا نملك مجموعة شباب مُختلفين، حتى على مستوى الكتابة (انتبه). اليوم بدأ الجانب الاحترافي لدينا في الكتاب يظهر، أتكلم عن ورشتنا. ناصر العزاز وعبدالرحمن الوابلي وعنبر الدوسري.
* ولكن هؤلاء من جيلك وليس من جيل الشباب الذي أعنيه؟
- «جايلك في الكلام». اليوم في حلقة (الخاتم) مثلاً، عندما ترى حازم الجريان ونايف العتيبي وطارق الحسيني والشباب الصغار الذين نلاحظ أن التناول مختلف لديهم عن جيل الكتاب الموجود.
* ولكن البعض انتقد حلقة (الخاتم) ورأى فيها محاكاة لأفلام الجريمة الأمريكية ومسلسل «بريزون بريك»؟
- «صحتين» يا أخي، السينما المصرية صار لها سبعون عاماً و90% من إنتاجها مقتبس من الغربي والأمريكي تحديداً. وهذه ظاهرة صحية وأنا بالعكس أساعد أي شاب ينوي العمل. أقول له أدخل فالمجال يتسع لأي نوع من هذا. ومن يقول إنها محاكاة، أقول له، ولم لا. أنا لم أقل أن ما جئت به هو فيلم سينمائي. هذه حلقة من حلقات. لا يضر عندما تأتي وتقدم لوناً ما، وهو أيضاً، يتضمن نكهة محلية ثم تأتي لتضع عليها النكهة الفنية. هذا هو الفن. وما هو الفن اليوم سوى أن كل واحد يأخذ من الآخر.
* هذا على مستوى كتابة النصوص.. أما على مستوى التمثيل فنحن نرى أن الممثل السعودي الشاب لا يتخرج من معاهد وإنما من مسلسلات وأعمال تلفزيونية (يدخل طاش ويخرج منه ممثلاً) إلى متى سنبقى على هذه الحالة؟
- «والله شوف». لقد بُحّت أصواتنا ونحن نقول: لا يمكن لجهودنا الفردية أن تبني مناخاً فنياً حقيقياً، لذا لابد أن تتدخل الدولة في الجانب الفني والثقافي لمجتمعاتنا. بدون أن تتدخل الدولة ويصبح الفن ضمن برنامجها، لا يمكن أن نرتقي، وأعتقد أننا لابد أن نأخذ هذا الموضوع بجد، لأننا منذ خمسة وعشرين عاماً على نفس الحال.
سبلبرغ سعودي!
* ولكن نحن لا يزال النظرة السائدة لدينا حول الفن أنه للتسلية وتضييع الوقت وملء الفراغ؟
- طبعاً وهذا أمر طبيعي. كيف تريد مني أنا كجمهور أن أحترم المسرح والسينما والموسيقى وأنا في مناهجي ومسجدي وشارعي ومؤسساتي الحكومية أضرب الفنون وأنتقدها وأحرّمها. يجب أن يكون هنالك قرار رسمي لدعم الفنون. وهذا القرار معطل بكل أسف. نحن بحاجة إلى أكاديمية وإلى مسارح عظيمة وأن يكون هنالك اتصال بيننا وبين المسارح الأجنبية والعربية.. وأن يكون المسرح ضمن المنهج المدرسي. المسرح هذا كيان عظيم لو عرفوا قيمته ومردوده على المستوى النفسي والتربوي التنويري وعلى كل المستويات. فإذا كانت المؤسسات الحكومية ليست مهتمة فما بالك بالجمهور. بلا شك سوف يحتقر الموسيقى والفن.
وهنا يجب أن أشير إلى مسألة هامّة وهي أن كمية العطاء اليوم هو نتيجة المناخ، طالما المناخ عندك متواضع فنياً. قطعاً إن مخرجاته سوف تكون مخرجات متواضعة. وكذلك المناخ الثقافي والأدبي إذا كان متواضعاً قطعاً ستكون الرواية متواضعة. ومع احترامي لكل الروائيين بما فيهم عبده خال وجائزة البوكر، ليس من الممكن أن تأتي ضمن هذه البيئة الثقافية والأدبية المتواضعة وأن تصنع من بيئتنا «ماركيز» آخر. هذا مستحيل.. مستحيل أن يولد بيننا ستيفن سبيلبرغ سعودي!. مستحيل أن يظهر لدينا مسرحي سعودي مثل بيتر بروك. فمادامت بيئتك متواضعة فمخرجاتك ستكون متواضعة.. هذه حقيقة لابد أن ندركها.
* لماذا لا يكون هنالك رد جميل للفنان السعودي الذي حمل الفن السعودي إلى كل العالم العربي من موسيقى طلال مداح إلى سلسلة طاش التي نقلت إلى الآخر صورة إنسانية وفنية مرحة عن الشارع السعودي؟.
- كلامك صحيح، طاش له انتشار في الخارج بشكل عجيب من ليبيا والمغرب العربي رجوعاً إلى الأردن والعراق والكثير من الدول. وتتمة لما سألت فإن أهم نقطة في مشروع طاش، وليس لأني من مؤسسي هذا المشروع، هي: أن التاريخ سوف يذكر طاش كمنجز ثقافي فني استطاع أن يقدم صورة المملكة كلها وصورة الشارع السعودي وباللهجة السعودية. وهذه قيمة عظيمة؛ في أن تنقل الشارع والحياة وتعرف الآخر بك بصرياً.
* كلمة أخيرة؟
- أعرف تماماً، أن الفن في بدايته دائماً ما يكون صادماً وهنالك أناس أعرف أن عندهم موقف ضد الفن وضد الحياة ولكن في الأخير سوف يبقى الفن وهذا الأمر ليس بيدي أو بيدك. لا يوجد مجتمع متحضر دون أن يكون لديه باب للفن. ودعك من هؤلاء الذين «يطنطنون» إنهم يطنطنون لأنفسهم. وأنا أقول الفن ولا أعني ما هو مقدم لدينا حالياً. وصدقاً أقول الفن وأنا أخجل. إن الفن الحقيقي الذي نريده في المسرح أو التلفزيون أو السينما؛ نحتاج عشرات السنين، من أجل أن نصل إلى (ألف باء الفن الحقيقي) ولكن هنالك شيئاً من الأمل، وهناك شيئاً من العزاء.. أننا اليوم في العتبات الأولى.. وسنصل يوماً..
المصدر>http://www.alriyadh.com/2010/09/01/article556335.html<
|
| |