[بحر الحب]

أيقونة دراما رمضان 2010

باسمة حمادة النجمة التي تطبخ اختياراتها الفنية وأدوارها على نار هادئة، والتي تتجلى عاليا في فضاءات الابداع في الأداء التمثيلي المختلف عن السائد والتقليدي والمكرر والممل، هي التي لم تمر مرور الكرام في رمضان 2010، اختزنت كل تجربتها الطويلة بعمق، وزجتها في وريدها فشربتها دماؤها المعجونة بالفنون الادائية ذات الحساسية العالية فقدمت ابدع أدوارها...
باسمة الجميلة مذهلة الاداء والمتعة والاقناع، كانت حقا شمعة ليالي الدفء العائلي واقتنصت ضوء البطولة الرمضانية في مجمل أعمالها الدرامية، وان كانت لافتة لي بشكل كبير في أدائها لدور عواطف في مسلسل «ساهر الليل»، كيف استعدت باسمة للامساك بمفاتيح شخصية عواطف المرأة القوية المتسلطة... هنا نعرف من النجمة باسمة تفاصيل جهودها:
هي امرأة من حقبة السبعينات من القرن الماضي قوية وصلبة وصاحبة القرار الاول في بيتها وحياة اسرتها، وحتى في مصائر حياة عائلة شقيقها الارمل وبناته، كيف استعدت باسمة لهذا الدور، وكيف «امسكت» بمفاتيح الشخصية ان كان على صعيد المضمون كنفسية وفكر ومشاعر او على صعيد الاداء الشكلي، هذه الاسئلة الفضولية حول كيفية الدخول للشخصية الدرامية لاستيعابها والتحضيرات المسبقة لها، كانت موضوع «الراي» مع النجمة الجميلة باسمة حمادة... وهنا التفاصيل:
قالت باسمة لـ«الراي»: في البدء عرض علي الاخ العزيز المخرج دحام الشمري دور الزميلة فاطمة الحوسني وحين قرأت الدور الذي كان لأم شديدة الطيبة والحنان لم أنجذب اليه بسبب اني قدمت نفس الشخصية في عمل آخر، لم أكن راغبة في تكرار دور المرأة الطيبة، وحدث اني سافرت للبحرين في مهمة عمل، وكان سي دي النص معي وضعته في كل اوقات فراغاتي في اللاب توب وبدأت أقرأ بتمعن دور عواطف وبعد تكرار القراءة وقعت في غرام شخصيتها... لماذا حدث ذلك؟؟؟.... فوراء انجذابي لها سر عميق وقديم مرتبط بحياتي الشخصية.
واستطردت باسمة بتدفق: عواطف «شفت فيها أمي» رحمة الله عليها، وتختلف عنها في امر واحد فقط هو ان والدتي كانت تترك لنا حرية الاختيار وهو ما لم تفعله عواطف «الشخصية الدرامية في ساهر الليل».
وأضافت عواطف عفوا... باسمة: في البحرين كنت كل يوم أقرأ دور عواطف نفسيتها وفكرها ومصائر من تتحكم بهم كلماتها ومفرداتها المنتقاة وأتخيلها وهي تتحرك في البيت وتتحدث وتأكل... تتنفس، هادفة بذلك الدخول في نسيج الشخصية وفي تلافيف مخها ونفسيتها، كانت عواطف هي حالة من الاستدعاء لشخصية أمي كما كانت ايضا السيدة المؤثرة والقوية في حياتي وهي الشيخة فوزية رحمها الله التي كنت أزور ديوانيتها مع أمي في مساء كل ثلاثاء، وارى حنانها في قوتها، وقدرة كبيرة على اتخاذ القرار... هي التي ادخلت في عقلي سمات شخصية المرأة الكويتية القوية والمعاصرة.
وعن كيفية معرفتها باجادة العديد من المفردات الكويتية المنقرضة قالت النجمة باسمة حمادة: أنا ابنة هذه البيئة الكويتية كما كان الاستاذ جاسم النبهان موجهي الاول ومعلمي فيقول لي «بابا هذه قوليها جذيه» أو «هالكلمة تنقال جذيه»..
أما عن تحضيرات ازيائها التي كانت معبرة عن ترف الطبقة الاجتماعية، التي تنتمى لها ومعبرة عن «شوفة الحال» وقوة الشخصية قالت بسومة: الشبكة العنكبوتية والانترنت كانت مصدري وكذلك الافلام القديمة لتلك الحقبة قد يقولون لماذا لم ارتدي الفساتين القصيرة «فوق الركبة» والتي كانت موضة الستينات، والسبعينات... الصحيح انه هناك الكثيرات كن يرتدين القـــصير الا ان الكثيرات منهن أيضا كن يرتدين تلك الفساتين تحت العباءة لان المجتمع كان محافظا، كما ان الدراعة «ام الفراشة» التي ارتدي الكثير منها في مسلسل «ساهر الليل»، كانت موجودة واذكر انه في صباي شاهدت نساء ذلك الزمن وهن يرتدينها كما ان المسلسلات والافلام كلها عوامل معرفة مســـاعدة لي لفهم ازياء الشخصية التي امثلها
وكانت ملاحظتي الاخيرة للفنانة الجميلة باسمة حمادة فتقبلته بصدر رحب فقلت لها: كثيرا ما اضعت علينا قدرات التعبير في ملامحك بسبب انك كنت تغرقين عينيك الصغيرتين - مثلي بكحل «الاي لاينر» الغامق جدا فوق الجفنين... وفي «ساهر الليل» كنت بلا «أي لاينر» فشاهدت تعابير وجه معبرة عن كل الحالات الانسانية ولديك عينان مذهلتان الاداء، أولا مبروك... لأنك تجرأت وتخليت عن «الاي لاينر» الفاحم وثانيا مَنْ هذا العبقري الذي استوحى ماكياج السبعينات ووضعه لك في «ساهر الليل» وكانت تصفيفات شعرك جدا متسقة مع الشخصية والحقبة الزمنية التي قـــــمت بتجسيدها.
ابتسمت باسمة قائلة: بالنسبة للماكياج كان في الفترة الاولى.وبعد ذلك الماكيران الايرانيان علي وعليرضا، انما شعري فقد كان من اختياري في رفعه كما كانت تفعل أمي التي هي من اصل سعودي وعاشت ودرست في بيروت فترة من الزمن كما كانت سيدات الافلام ومسلسلات زمان مصدرا للالمام بمفاتيح الشخصية .
قليل ان قلت ان
اسمها: باسمة حمادة
عنوانها: الاحساس... ونكهة تجدد مختلفة لا تتكرر.



http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=20092010