[بن عـيدان]

هل الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان تنتمي إلى الفن؟ هذا السؤال طرحه عدد كبير من المشاهدين والمتابعين، وكان رد العارفين لأمور الفن بأن الكثير مما عرض ليس فنا، بل هو تجارة باسم الفن، المراد منها هو المكسب المادي من خلال أعمال هزيلة ورخيصة، وفي وقت ابتعد من قدّم في السابق أحسن الأعمال فإن الساحة المحلية الآن أصبحت تعج بالمهرجين، ومن ارتضى لنفسه من الفنانين البارزين أن يركب الموجة فهو قد هبط من القمة إلى القاع وفقد رصيده الفني الذي حققه خلال سنوات طويلة، وعندما نشاهد هؤلاء الفنانين نشعر بالألم لما وصلوا إليه.
أنا شخصيا أحيي الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي أبى على نفسه أن يقدم أعمالا هابطة وآثر أن يعتذر هذا العام عن عدم المشاركة في أعمال رمضان كي يبقى فنانا كبيرا في قلوب جمهوره العريض، واحترم تاريخه الطويل.
ومادمت أتحدث عن الفنانين فلا بد أن أشيد بعطاء الفنانة هدى حسين التي تتطور في أدائها عاما بعد آخر، وهي فنانة رائعة تسير نحو القمة بثبات، وبخطوات واثقة، وأتوقع أن تصبح في مصاف أفضل نجمات التمثيل على مستوى الخليج، وانصحها بأن تهتم باختياراتها، وتبحث عن الأعمال التي تضيف إليها، وهي نصيحة لكل فنان يريد ان يحترمه الآخرون ولهم بالفنان عبدالحسين عبدالرضا قدوة في ذلك.
وما دمنا نتحدث عن أعمال رمضان الدرامية فلا بد أن نتوقف عند مؤلفي تلك الأعمال الهابطة، وهم بذلك يسيئون إلى المجتمع الكويتي من خلال أعمال تصور أن الشباب سلبيون، لا هم لهم إلا الجري وراء الفتيات والبحث عن المخدرات، والفتيات لا هم لهن سوى التسكع في المجمعات ومغازلة الشباب، وتناسى هؤلاء المؤلفون دور الشباب الكويتي خلال الغزو العراقي، حيث كانوا شبابا يعتمد عليهم، والكل يشهد بكفاحهم ودورهم المميز. كما أن الجامعات والمعاهد تخرج سنويا المئات من الشباب الكويتي في مختلف التخصصات كالأطباء والمهندسين، أما من يقدمهم المؤلفون في أعمالهم فهم قلة موجودة في كل المجتمعات والتركيز على هذه السلبيات ظلم للشباب والمجتمع.
وأخيرا ربما يسأل سائل عن علاقتي بالفن فأقول انني كنت في يوم من الأيام عضوا في فرقة المسرح الشعبي أيام الراحلين عبدالرحمن الضويحي وعبدالله خريبط وعبدالعزيز النمش، وكنت أتابع الضويحي أثناء كتابته لأحد الأعمال فيختاره من صميم المجتمع وبلهجة كويتية صحيحة لا يعرفها مؤلفو هذه الايام.


الرابط:http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=21092010