[بحر الحب]

في السبعينات كانت البداية الفعلية للدراما التلفزيونية من خلال روائع وابداعات صنعت امجاد التلفزيون الكويتي , اكثر من عشرين مسلسلا كان ابطالهم العمالقة .. ومؤلفهم واحد وهو الراحل طارق عثمان .. وايضا مخرجهم واحد وهو الراحل حمدي فريد , ذلك المخرج الكبير الذي صنع الابداعات والاعمال في زمن البساطة , وصنع عمالقة التمثيل في الكويت والخليج العربي ووضع كل فنانة وفنان في زاويته التي يبدع فيها .. واليوم لا يتذكره احد


الصورة الوحيدة لحمدي فريد على الشبكة ( اقصى يمين الصورة )

كان مخرجا متلونا على حسب النص الذي امامه , ويكفينا القول بابداعاته المختلفة في ما بينها مثل درب الزلق والغرباء وخالتي قماشة والى ابي وامي مع التحية وخرج ولم يعد و...الخ

كانت اولى تجاربه الاخراجية في الستينات من خلال مسلسلات العملاق عبدالحسين عبدالرضا مثل ( مذكرات بوعليوي ) و ( اجلح واملح ) , ثم قدم في السبعينات مسلسلات كثيرة اهمها ( درب الزلق ) و ( حبابة ) و ( ابن الحطاب ) و ( الى ابي وامي ) مع العملاق الراحل خالد النفيسي وسيدة الشاشة حياة الفهد واخيرا مسلسل ( مذكرات جحا ) مع القدير ابراهيم الصلال .

الثمانينات كانت الفترة الاكثر تميزا , حيث افتتحها بـ ( خرج ولم يعد ) ثم اعمال كثيرة ابرزها ( خالتي قماشة ) مع عمالقة الفن , و ( الغرباء "كامل الاوصاف ) مع الجوكر الراحل غانم الصالح , وعملين مع عبدالله الحبيل وهم ( الدانة ) و ( فتى الاحلام ) , ولاننسى ( ابلة منيرة ) مع بوصالح .. واخيرا قدم آخر ابداع له وهو مسلسل ( على الدنيا السلام "محظوظة ومبروكة" ) عام 1987 مع سيدة الشاشة حياة الفهد والسندريلا سعاد عبدالله ,,

وبعد ذلك .. انتهت مدة عمله في التلفزيون الكويتي وعاد الى مصر الشقيقة ولم يعد الى ان توفاه الله
________________

تعالوا لقراءة قصة مغادرة الراحل للكويت في هذه الفقرة :
ويذكر لي الاستاذ حسن عبدالله انه عمل مع المخرج المصري الراحل حمدي فريد في آخر عمل تلفزيوني، كمصور وكان مسلسل «على الدنيا السلام»، وقد زامله حسن عبدالله في الكثير من الاعمال التلفزيونية، وعشق العمل معه، وعلم حسن عبدالله ان المخرج حمدي فريد سيسافر إلى مصر ولن يعود إلى الكويت بعد ان انهى جميع التزاماته وانتهاء خدمته في تلفزيون الكويت، وقامة شامخة في مجال الاخراج التلفزيوني والمسرحي ممثلة بالراحل حمدي فريد لابد وان يحصل على تكريم ان لم يكن من التلفزيون، فمن الدولة وان لم يكن من الدولة فمن أي جهة اخرى.
ومع كل أسف ذلك لم يحدث... فتصدي الأستاذ حسن عبدالله لهذا الموضوع كمبادرة شخصية منه وجمع من الفنيين والممثلين والممثلات مبالغ مالية وحجز صالة في احد الفنادق واحيا حفلاً خاصاً لتكريم المخرج الراحل حمدي فريد، وحينما قدم له الأستاذ حسن عبدالله عن نفسه والكويت وعن جميع الفنيين والممثلين الذين عملوا معه درعا... يروي لي حسن عبدالله ان الدموع انهمرت من عيني المخرج الراحل حمدي فريد وهو يتسلم الدرع منه، وسط تصفيق واشادة من جميع الحاضرين... هكذا كان الفنان في السابق... اصالة وتربية تفرض عليه حب أخيه العامل معه، لذلك نجحت اعمالهم الفنية وحققوا بها أكبر شهرة ومجدا لتاريخ الكويت والحركة الفنية فيها.
واعجب كل العجب ان الدولة تصرف النظر عن مبدعيها وتهتم بفنانين لا يمتون إلي الاصالة الفنية بأي شكل من الاشكال... كما واعجب ايضا مطالبة المجلس الوطني للثفافة والفنون بدعوة المبدعين من دولة الكويت لتسجيل اسمائهم ومن ثم عمل قرعة ترضية لاختيار الأنسب منهم! رغم ان الدول الاخرى في العالم لا تعامل الفنانين والمبدعين بهكذا اسلوب وبهكذا استخفاف، علما ان الجائزة لا تقدم ولا تؤخر بمسيرة الفنان... والسؤال الذي يطرح نفسه... متى تكرم الكويت شيخ مصوريها؟!

المصدر / http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=79423


________________



عمالقة كان الراحل صاحب فضل كبير عليهم من بعد المولى عزوجل , وكنت قبل اسابيع اتناقش مع الاخ العزيز "احمد سامي" حول ابداعات حمدي فريد .. فقال : حمدي هو الذي صنع العمالقة .. لكنه ظل مغمورا !!


رحم الله حمدي فريد والعمالقة الذين تركونا
حاولت اختصار تاريخه .. لكنه لا يختصر

مع تحياتي